الكذب
| الأخلاق | |
|---|---|
| الآيات الأخلاقية | |
| آيات الإفك • آية الأخوة • آية الاسترجاع • آية الإطعام • آية النبأ • آية النجوى• آية الأذن | |
| الأحاديث الأخلاقية | |
| حديث التقرب بالنوافل • حديث مكارم الأخلاق • حديث المعراج • حديث جنود العقل وجنود الجهل | |
| الفضائل الأخلاقية | |
| التواضع • القناعة • السخاء • كظم الغيظ • الإخلاص • الحلم • الزهد • الشكر | |
| الرذائل الأخلاقية | |
| التكبر • الحرص • الحسد • الكذب • الغيبة • التبذير • الافتراء • البخل • عقوق الوالدين • حديث النفس • العجب • السمعة • قطيعة الرحم | |
| المصطلحات الأخلاقية | |
| جهاد النفس • الجهاد الأكبر • النفس اللوامة • النفس الأمارة • النفس المطمئنة • الذنب • المحاسبة • المراقبة • المشارطة | |
| علماء الأخلاق | |
| محمد مهدي النراقي • أحمد النراقي • السيد علي القاضي • السيد رضا بهاء الديني • السيد عبد الحسين دستغيب • الشيخ محمد تقي بهجت | |
| المصادر الأخلاقية | |
| القرآن الكريم • نهج البلاغة • مصباح الشريعة • مكارم الأخلاق • المحجة البيضاء • مجموعه ورام • جامع السعادات • معراج السعادة • المراقبات |
الكذب من الرذائل الأخلاقية، ومعناه قول ما يخالف الواقع. ويُعَدّ الكذب من الكبائر التي نُهي عنها في القرآن والأحاديث، وقد عُرِّف بأنّه مفتاح جميع الشرور وموجب لهدم الإيمان. والكذب حرام، لكن استُثنيت منه بعض الموارد، مثل إصلاح ذات البين، وحفظ النفس والمال للنفس أو للغير.
وفي الروايات وردت للكذب آثار دنيوية وأخروية، منها: ذهاب المروءة وفقدان الاعتبار عند الناس، الفقر، العذاب الإلهي، زوال الإيمان، والتعرّض للعن الملائكة.
وقد عُدّ كلّ من الحسد، والبخل، وضعف الإيمان وغيرها من أسباب ودوافع الكذب. ومن وسائل علاجه: التفكّر في آثاره ونتائجه، والنظر في الآيات والروايات الواردة في ذمّه.
المفهوم والأهمية
الكذب هو قول ما يخالف الواقع[١] أو نقل كلام عن شخص لم يقله.[٢] والكذب يقابل الصدق والحق، ومن يقول الكذب يُسمّى كاذباً.[٣] وهو من أعظم الرذائل الأخلاقية[٤] ومن أقبح الذنوب،[٥] وقد ورد في بعض الروايات أنّه مفتاح جميع الشرور.[٦] وقال الملا أحمد النراقي: ورد في الآيات والأحاديث ذمّ الكذب والكاذبين بكثرة.[٧] كما أفردت الكتب الحديثية[٨] والأخلاقية أبواباً مستقلّة للكذب، ففي الكافي مثلاً، باب الكذب يضم 22 حديثاً في ذمّه.[٩] وفي رواية عن الإمام الصادق
في خبر جنود العقل والجهل، عُدّ الصدق من جنود العقل، والكذب من جنود الجهل.[١٠] وفي القرآن عُدّ الكاذب مستحقاً للَّعن والغضب الإلهي.[١١] كما تناولت كتب الأخلاق الكذب بوصفه من الرذائل الأخلاقية.[١٢]
الإمام الحسن العسكري
:
«جُعِلتِ الخَبائِثُ کُلها في بَیت وَ جُعِل مِفتاحُها الکَذِبَ.»
«المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص263.»
وقد بحث الفقهاء الكذب في أبواب الصوم، والحج، والمعاملات، واليمين.[١٣] ومن أمثلته: حرمة الكذب حال الإحرام في الحج،[١٤] واعتبار الكذب على الله ورسوله من مبطلات الصوم.[١٥]
هل الكذب من الكبائر؟
جاء في بعض الروايات أنّ الكذب من الكبائر.[١٦] ولذا عدّه الشهيد الثاني من الكبائر التي تُسقط العدالة.[١٧] لكنّ الشيخ الأنصاري استظهر من روايات أخرى[١٨] أنّ الكذب يكون من الكبائر إذا تضمّن مفسدة.[١٩]
وفي بعض الروايات نصّ خاص على أنّ الكذب على الله ورسوله
من الكبائر.[٢٠] فذهب بعضهم إلى أنّ الكبائرية تختص بهذا المورد، أو أنّ تلك النصوص إنما تدل على تغليظ عقوبته.[٢١]
علل ودوافع الكذب
ذُكرت للكذب علل ودوافع متعدّدة، منها ما جاء في رواية أنّ الكذب ناشئ من دناءة النفس.[٢٢] وكذلك ضعف الإيمان، ووساوس الشيطان، والبخل، والحسد، كما يُذكر الوصول إلى المال والجاه من بواعثه.[٢٣]
الآثار والنتائج
من آثار الكذب:
- سقوط الاعتبار: قال الإمام علي
: «إيّاكم ومصادقة الكاذب، فإنه يُكثر الكذب حتى لا يُصدَّق في صدقه».[٢٤] - زوال الإيمان: في حديث عن الإمام الباقر
: «إن الكذب يهدم بيت الإيمان».[٢٥] - العذاب الإلهي: قال رسول الله
: «إياكم والكذب، فإن الكذب من الفجور، وإن الفجور في النار».[٢٦] - لعن الملائكة: قال النبي
: «ما من مؤمن يكذب كذبة بغير عذر إلا لعنته سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن يبلغ إلى السماء، فيكتب الله له بتلك الكذبة سبعين زنية، أهونها أن يزني بوالدته».[٢٧]
كما ورد أنّ من نتائجه: ذهاب المروءة،[٢٨] الفقر،[٢٩] والنسيان.[٣٠] وقال الملا أحمد النراقي في معراج السعادة: إنّ الكذب يذلّ صاحبه، ويُسقط هيبته، ويجرّ عليه الخزي في الدنيا والآخرة.[٣١]
وسائل علاج الكذب
يرى الملا أحمد النراقي أنّ علاج الكذب يكون بعدة خطوات حتى تصير الصدق ملكة للنفس، منها:
- التأمل في الآيات والروايات التي تذم الكذب؛
- ملاحظة آثاره الدنيوية والأخروية، كالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة؛
- التفكير في فوائد الصدق؛
- التروي قبل الكلام؛
- تجنّب صحبة الكاذبين والفاسقين.[٣٢]
كما يرى ناصر مكارم الشيرازي، المرجع والمفسّر، في كتاب "الأخلاق في القرآن" أنّ علاج الكذب يكون بمعالجة جذوره؛ فإذا كان سببه ضعف الإيمان وُجِب تقويته، وإن كان بدافعي الحسد أو البخل وجب استئصالهما. كما شدّد على ضرورة اجتناب المجالس والأشخاص الذين يُشجّعون على الكذب.[٣٣]
الكذب المباح
الإمام علي
:
«لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ هَزْلَهُ وَ جِدَّهُ.»
الكذب محرّم.[٣٤] لكن استُثنيت موارد يُعدّ فيها جائزاً بل واجباً:[٣٥]
- حال الاضطرار: إذا اقتضت الضرورة (الإكراه أو الاضطرار) جاز الكذب،[٣٦] مثل ما لو تعرّضت النفس أو المال للخطر.[٣٧]
- إصلاح ذات البين: يجوز الكذب بقصد الإصلاح بين الناس.[٣٨]
- في الحرب: ورد في الروايات جواز الكذب على العدو خداعاً في الحرب.[٣٩]
الوعد للزوجة والولد
جاء في بعض الروايات جواز الوعد الكاذب للزوجة،[٤٠] ولذا استُثني في كتب الأخلاق من حرمة الكذب.[٤١] لكن فقهاء الشيعة لا يجوّزونه.[٤٢] وقد قيل إن هذه الروايات تعارض الآيات التي ذمّت خلف الوعد،[٤٣] كما تعارض الروايات الناهية عن الوعد بلا نيّة.[٤٤] ورأى بعضهم أنّ العمل بمضمونها مفسدة تربوية، إذ يربّي الأولاد على الكذب وخلف الوعد.[٤٥]
بحوث ذات صلة
الهوامش
- ↑ مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن، ج10، ص33.
- ↑ الشعراني، نثر طوبي، ج2، ص331.
- ↑ مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن، ج10، ص33.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، ص573.
- ↑ انظر: النراقي، جامع السعادات، ج2، ص332.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص263.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، ص573.
- ↑ انظر: الكليني، الكافي، ج2، ص338-343.
- ↑ انظر: الكليني، الكافي، ج2، ص338-343.
- ↑ الكليني، الكافي، ج1، ص21.
- ↑ سورة النور، الآية 7.
- ↑ انظر: النراقي، جامع السعادات، ج2، ص332-338.
- ↑ انظر: الإمام الخميني، تحرير الوسيلة، ج2، ص110-111.
- ↑ الإمام الخميني، تحرير الوسيلة، ج1، ص399.
- ↑ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ج3، ص549.
- ↑ انظر: الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص12.
- ↑ الشهيد الثاني، الروضة البهية، ج3، ص129.
- ↑ انظر: الكليني، الكافي، ج2، ص338، ح2.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص13-14.
- ↑ انظر: المحدث النوري، وسائل الشيعة، ج12، ص248.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص13.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص262.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج3، ص201-203.
- ↑ الكليني، الكافي، ج2، ص341، ح14.
- ↑ الكليني، الكافي، ج2، ص339، ح4.
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج9، ص88.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص263.
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج9، ص87.
- ↑ القمي، سفينة البحار، ج7، ص455.
- ↑ الكليني، الكافي، ج2، ص341، ح15.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، ص573.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، ص578-580.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج3، ص201-203.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص11.
- ↑ النراقي، معراج السعادة، ص575.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص21.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص21.
- ↑ الشيخ الأنصاري، المكاسب، ج2، ص31.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص359.
- ↑ الكليني، الكافي، ج2، ص342، ح18.
- ↑ انظر: النراقي، جامع السعادات، ج2، ص236-237.
- ↑ انظر: الإمام الخميني، المكاسب المحرمة، ج2، ص140؛ الطباطبائي الحكيم، منهاج الصالحين (المحشي للحكيم)، ج2، ص15.
- ↑ سورة الإسراء، الآية 34.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج101، ص73.
- ↑ الإيرواني، «أصل صداقت در قرآن وتحليل موارد جواز کذب»، ص126.
المصادر والمراجع
- الإمام الخميني، السيد روح الله، تحریر الوسیلة، طهران، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني (ره)، (د.ت).
- الإمام الخميني، السيد روح الله، المکاسب المحرمة، قم، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني (ره)، 1381ش.
- الإيرواني، جواد، «أصل صداقت در قرآن وتحلیل موارد جواز کذب»، في مجلة آموزههاي قرآني، جامعة العلوم الإسلامية الرضوية، العدد 13، ربيع وصيف 1390ش.
- الشعراني، أبو الحسن، نثر طوبی أو دائرة المعارف لغات قرآن مجید، طهران، انتشارات إسلامیة، (د.ت).
- الشهيد الثاني، شرح اللمعة، تحقيق السيد محمد كلانتر، الطبعة الثانية، 1398هـ.
- الشيخ الأنصاري، مرتضى، المکاسب، تراث الشيخ الأعظم، (د.ت).
- الصدوق، محمد بن علي، من لا یحضره الفقیه، طهران، نشر صدوق، 1367-1369ش.
- الطباطبائي اليزدي، السيد محمد كاظم، العروة الوثقی، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1420هـ.
- القمي، الشيخ عباس، سفینة البحار، طهران، فراهاني، 1363ش.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الکافي، تحقيق علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ.
- المحدّث النوري، مستدرك الوسائل، قم، مؤسسة آل البيت(ع)، 1408هـ.
- المصطفوي، حسن، التحقیق في کلمات القرآن الکریم، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، الدائرة العامة للمراكز والعلاقات الثقافية، 1368ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأخلاق في القرآن، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، الطبعة3، 1428هـ.
- النراقي، أحمد بن محمد مهدي، کتاب معراج السعادة، مقدمة محمد نقدي، قم، مؤسسة انتشارات هجرت، (د.ت).
- النراقي، محمد مهدي، جامع السعادات، تعليق محمد كلانتر، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الرابعة، (د.ت).