حب الدنيا

من ويكي شيعة
الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


حب الدنيا لنفسها يعدّ من الرّذائل الأخلاقيّة، والدّنيا هي كل ما يرتبط بالإنسان قبل الموت، وجاء ذمّ حبّ الدّنيا والتّعلّق بها في القرآن الكريم والروايات الشّريفة، وللدّنيا قسمان: قسم مطلوب مرغوب له ثمر بعد الموت، وقسم مذموم يؤدّي براكبه إلى معصية الله سبحانه.

معنى حب الدنيا

الدنيا لغة

الدنيا: من الدَّنُوِّ، وهو القرب بالذات أو بالحكم ويستعمل في المكان والزمان والمنزلة، والدنيا مقابل الآخرة،[١] وهي مؤنث اسم التفضيل أدنى، وكذلك أصلها من الدنيء: وهو القريب وسميّت الدنيا لدنوّها، والدنيُّ من الرجال: الضعيف الدون، لأنّه قريب المأخذ والمنزلة, ودانيت بين الأمرين: قاربت بينهما.[٢]

الدنيا اصطلاحاً

الدنيا: هي كل ما للإنسان فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة قبل الوفاة.[٣]

في القرآن

ورد ذكر الدنيا في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وأكثرها في ذم الدنيا، منها:

  • أنّ الدنيا إنّما لعب ولهو قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ .[٤]
  • وأنّ الانتفاع بها غير باق كقوله: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.[٥]
  • وأن على الإنسان أن لا ينبهر بالدنيا: ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ.[٦]
  • وأن لا ننغمس فيها وننسى الآخرة: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ.[٧]
  • كما أنّ المولى تعالى بيّن أن من يأخذ نصيبه في الدنيا يُنقِص ذلك من نصيبه في الآخرة: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِى الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ.[٨]

في الرويات

قد وردت روايات كثيرة في ذمّ الدنيا وذم حبها والتعلق بها منها:

  1. ما ورد عن الرسول الأكرم (ص): عندما سُئل عن سبب تسمية الدنيا بالدنيا فقال: «لأنّ الدنيا دنيّة خلقت من دون الآخرة».[٩]
  2. ما ورد عن أمير المؤمنين في ذم التعلق بها حيث قال: «إياكم وغلبة الدنيا على أنفسكم فإنّ عاجلها نَغْصَةٌ وآجلها غُصَّةٌ».[١٠]
  3. كذلك وصف الإمام علي بن أبي طالب (ع) الدنيا بأنّها دار التعب والفناء وأنها دار فتن: «إنّ الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن».[١١]
  4. وعنه أيضا:«إنّ الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها وابتلى فيها أهلها ليعلم أيّهم أحسن عملا ولسنا للدنيا خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا وإنّما وُضِعنا فيها لنبتلى بها ونعمل فيها لما بعدها».[١٢]
  5. وعن رسول الله (ص): «حبّ الدنيا أصل كل معصية وأول كل ذنب».[١٣]

الدنيا المطلوبة

الدنيا الممدوحة أو المطلوبة: وهي التي لها ثمر في الآخرة وتبقى ثمارها بعد الموت كـالعلم النافع والعمل الصالح.

وقد أشارت الروايات الشريفة إلى الدنيا التي يجب علينا أن نعيشها ونطلبها، وهي التي يكون مقصدنا منها الاستعانة على العلم والعمل والطاعات والعبادات وحفظ الحياة والعرض ونحو ذلك مما أمر الشارع به،[١٤] فالسعي وراء الرزق لطلب الكفاف والستر ليس بمذموم بل مطلوب.

فقد قال رسول الله (ص):«ليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك».[١٥]

وعن أمير المؤمنين:«الدنيا دارُ المنافِقين وليست بدارِ المتَّقين, فليكُن حظَّك من الدنيا قِوامَ صُلْبِكَ وإِمساكَ نَفْسِكَ، والتزَوّدَ لمَعادِكَ».[١٦]

الدنيا المذمومة

الدنيا التي ذمّها القرآن الكريم وحثت النصوص المتواترة على تركها، تشمل جميع ما يتنعم به الإنسان ويسعى لتحصيله ويعدّه لنفسه من أموال وأولاد، إذا كانت من حرام أو مقدمة للحرام.[١٧]

الآثار السلبية لحب الدنيا

توجد جملة من الآثار السلبية للتعلق بالدنيا وحبها منها:

  • أنّها رأس كل خطيئة، عن الإمام الصادق (ع)«رأس كل خطيئة حبّ الدنيا».[١٨]
  • وأنّ حب الدنيا يوّرث الطمع، عن الإمام علي (ع):«حبّ الدنيا يوجب الطمع».[١٩]
  • فساد العقل وصمم القلب، عن أميرالمؤمنين(ع): «حب الدنيا يُفسِد القلب، ويُصِمُّ القلب عن سماع الحكمة».[٢٠]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ص 318 - 319.
  2. ابن فارس، مقاييس اللغة، ص 303.
  3. شبر، الأخلاق، ص 210.
  4. الحديد: 20.
  5. آل عمران: 185.
  6. لقمان: 33.
  7. الروم: 7.
  8. الشورى: 20.
  9. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، ص 1192، ح 5740.
  10. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، ص 1192، ح 2391.
  11. التميمي الآمدي، غرر الحكم، ص 247.
  12. التميمي الآمدي، غرر الحكم، ص 252.
  13. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، ح 5816.
  14. شبر، الأخلاق، شبر، ص 211.
  15. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 3، ص 1202.
  16. الري شهري، ميزان الحكمة، ج 3، ص 1197 ح 5774.
  17. المشكيني، دروس في الأخلاق، ص 208.
  18. الريشهري، ميزان الحكمة، ص، 1201 ح 5815.
  19. التميمي الآمدي، غرر الحكم، ص، 142 ح 2520.
  20. الريشهري، ميزان الحكمة، ح5827.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • مفرادت ألفاظ القرآن، الراغب لأصفهاني، ط 6 (1431 هـ)، منشورات ذوي القربى، قم-إيران.
  • معجم مقاييس اللغة, أحمد بن فارس، ط (1399 هـ -1979 م)، دار الفكر.
  • الأخلاق، عبدالله شبر، ط1 (1427 هـ)، منشورات ذوي القربة، قم-إيران.
  • ميزان الحكمة, محمد الريشهري, ط 1 (1422 هـ)، دار الحديث, قم-إيران.
  • غرر الحكم ودرر الكلم, مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، ط 2 (1430 هـ), دفتر تبليغات أسلامي, قم-إيران.
  • المشكيني، دروس في الأخلاق، ط 5 (1424 هـ), الهادي، قم-إيران.