خباب بن الأرت

خباب بن الأرت

معلومات شخصية
الاسم الكامل	خباب بن الأرت
الكنية	أبو عبد الله
تاريخ الولادة	37 ق.هـ (٥٧٠ م)
الموطن	مكة - المدينة - الكوفة
المهاجرون/الأنصار	مهاجر
النسب/القبيلة	تميمي أو خزاعي
الأقرباء	والده: الأرت بن جندلة - ولده: عبد الله بن خباب
الوفاة/الاستشهاد	سنة 37 هـ - الكوفة - بسبب مرض شديد
المدفن	العراق - الكوفة
معلومات دينية
زمن الإسلام	في أوائل البعثة النبوية
المشاركة في الحروب	جميع غزوات النبي
الهجرة إلى	المدينة
سبب الشهرة	صحابي ومن أصحاب الإمام علي

خَبّاب بن الاَرَتّ من صحابة النبي، وأصحاب الإمام علي (ع)، وهو أول من أعلن إسلامه في مكة فتعرض للتعذيب الشديد من المشركين، كان من المبلغين للإسلام وهاجر من مكة إلى المدينة وشارك في جميع غزوات النبي (ص) وقد استعمله النبي على تقسيم غنائم بدر، انتقل إلى الكوفة وبقي فيها حتى وفاته سنة 37 هـ وكان له من العمر 73 سنة، وكان أول من دُفن خارج الكوفة بناءا على وصيته، وقد دعا له الإمام علي بالرحمة بعد موته. لم يشارك في معركة صفين إلى جانب الإمام علي (ع) بسبب مرضه الشديد الذي مات فيه.

روى خبّاب عن النبي 32 رواية وقد اعتمد عليها فقهاء المسلمين في استنباط الأحكام الشرعية، وروى رواية ذكر فيها أنَّ عليا أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة وأنه رآه يصلي قبل الناس مع النبي (ص) وهو يومئذ بالغ مستحكم البلوغ.

آخى النبي (ص) بينه وبين جبر بن عتيك عندما هاجر إلى المدينة.

هويته الشخصية

ولادته

سُئل عبد الله بن خباب: متى مات أبوك؟ قال: سنة سبع وثلاثين وهو يومئذ ابن ثلاث وسبعين سنة، فتكون ولادته بعد عام الفيل بسبعة عشر عاما، وقبل ثلاثة وعشرين سنة من البعثة النبوية.

نسبه

اختلف في نسبه فمن نسبه إلى العرب قال أنه من تميم بن مر بن طالحة بن إلياس بن مضر، وهو الأكثر؛ ولذلك ترجموا له بـاسم: خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد استبدل بعض المترجمين له في نسبه (جندلة) بـ (خُوَیلِد)، وبعض آخر ذكر أنه خزاعي أو أنَّه حليف بني زهرة، وذكروا أنَّ أباه كان من أهل سواد العراق من ناحية كسكر، فأغار قوم من ربيعة على الناحية التي كان فيها، فسبوه وأتوا به الحجاز، فباعوه، فوقع إلى سباع بن عبد العزى الخزاعي، حليف بني زهرة.

سبب تسميته بـ(الأرت)

ذكروا أنَّ والد خباب كان به رتةقال الواقدي: كان ألكن إذا تكلم بالعربية. فسُمي الأرت؛ وقد ورد عن الإمام علي أنَّ خباب أول من أسلم من الأنباط، ولذلك يُرجَّح كون خباب عراقيا لا حجازيا.

كنيته وصفاته

اشتهر خباب بن الأرت بكنية أبي عبد الله، وقيل: يكنى أبا يحيى، وقيل: يكنى أبا محمد، وقيل: يكنى أبا عبد ربه، وذكر بعض المؤرخين أن النبي هو من سمى ابن خباب عبد الله وكنى خباب بأبي عبد الله، وذكر بعض أصحاب السير إنَّه يوجد شخص آخر يكنى بكنية أبا يحيى وكان اسمه خباب أيضا وهو مولى لعتبة بن غزوان، شهد بدرا ومات سنة تسع عشرة وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكان حين مات ابن تسع وخمسين سنة، ولم يهاجر مع عتبة إلى الحبشة، وذهب بعض المؤرخين اشتباها منهم إلى أنَّ خباب هذا هو نفسه خباب بن الأرت.

ذكر بعض أولاد خباب في وصفه أنَّه كان: ربعة،، عريض ما بين المنكبين،عظيم الهامة،كثّ اللحية.

أولاده

لخباب بن الأرت عدة أولاد، ومنهم عبد الله الذي كان من أصحاب الإمام علي ومن شيعته، وقد قُتل هو وزوجته على يد الخوارج بعد أن شقوا بطن زوجته واستخرجوا جنينها، وبعد قتله حارب أمير المؤمنين الخوارج في النهروان، وكان عاملا للإمام علي (ع) على منطقة النهروان، بقي نسل خباب في الكوفة حتى زمن ابن هشام المتوفي سنة 218 هـ، وذُكر له ولد أيضا باسم عبد الرحمن، وآخر باسم هلال.

إسلامه وإيمانه

كان خباب بن الأرت من السابقين الأولين الذين آمنوا بدعوة النبي، وقد اعتبره الكثير من المؤرخين سادس ستة من الذين أسلموا، وقال البعض إَّن تسلسله كان العاشر أو الحادي عشر أو العشرين من بين أوائل المسلمين، فقد كان من القلائل الذين أظهروا الإسلام في بداية الدعوة، فقد كان إسلامه قبل دخول النبي (ص) والمسلمين دار الأرقم، وكان أول من أظهر إسلامه.

كان خباب فقيرا قبل الهجرة وبعدها، وكان من أوائل الذين أعلنوا الإسلام والذين لم يكن لهم من يحميهم من المشركين وأذاهم، فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس، فبلغ منهم الجهد ما شاء اللَّه أن يبلغ من حر الحديد والشمس، فقد سأله عمر بن الخطاب أيام حكمه عما لقي من أهل مكة؟ فقال لعمر: أنظر إلى ظهري، فنظر فقال: ما رأيت كاليوم ظهر رجل! فقال خباب: أوقدوا لى نارا وسحبت عليها، فما أطفأها إلا ودكظهري، وقد شكى للنبي ذات يوم ما يجري عليه وباقي المسلمين من تعذيب، فأمرهم بالصبر والثبات وبشرهم بانتصار الإسلام.

ذكر المؤرخون أنَّ خبابا كان شديدا وصلبا في إيمانه فقد ذُكر أنَّه الوحيد الذي لم يُعط المشركين ما طلبوه منه عندما كانوا يعذبون المسلمين الأوائل، فكانوا يضجعونه على الرضففلم يسمعوا منه شيئا مما أرادوه منه من البراءة من النبي محمد والخروج من دين الإسلام، وردت رواية في تفسير الإمام العسكري فيها ذكر كرامة لخباب بن الأرت حصلت له عندما قيده الكفار.

تبليغه للإسلام وجهاده

كان خباب بن الأرت من المبلغين الأوائل لدين الإسلام، فقد كان يعلم فاطمة بن الخطاب أخت عمر بن الخطاب وزوجها سعيد بن زيد القرآن، وقد أسلم عمر أيضا على يديه، وقد شارك في جميع المشاهد مع النبي كغزوة بدر، وأحد، والخندق، وقد استعمله النبي (ص) على تقسيم غنائم بدر.

رواياته

روى خباب بن الأرت 32 رواية عن النبي، وقد اعتمد فقهاء المسلمين على رواياته في مقام استنباط الأحكام الشرعية، وروي عن شداد بن أوس أنه سأل خباب بن الأرت عن إسلام الإمام علي، فقال: أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، ولقد رايته يصلى قبل الناس مع النبي (ص) وهو يومئذ بالغ مستحكم البلوغ.

روى عن خباب بن الأرت مجموعة من الرواة، ومنهم: ابنه عبد الله، ومسروق، وقيس بن أَبي حازم، وشقيق، وعبد اللَّه بْن سخبرة، وأَبو ميسرة بن شرحبيل، والشعبي، وحارثة بن مضرب، وأبو أمامة، وأبو معمر، وآخرون.

نزول آيات

ذكر المفسرون أنَّ قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ... وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً﴾، نزلت بحق العاص بن وائل عندما طالبه خباب بن الأرت بدين كان لخباب عليه، فقال العاص: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقال خباب: لن أكفر حتى تموت وتبعث، فقال العاص: وأني لمبعوث بعد الموت فإن كان ذلك فلسوف أقضيك إذ رجعت إلى مالي وولدي، فنزلت الآيات فيه.

ذكروا أنَّ من صفاته انه كان من النواحين البكائين وكانت نياحته على اكتوائه لما ابتلي في جسمه وبكاؤه لافتتانه لما اجتمع له من سهمه فقد كان من فقراء المهاجرين والسابقين، وكان أحد الجلاس للنبي، وقد نزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، فقد كان بذكر الله مستأنسا وللنبي (ص) ملازما ومجالسا.

دعاء النبي (ص) له

روى المؤرخون أنَّ خبابا كان عبدا لإمرأة اسمها أم أنمار وكان يعمل في صناعة السيوف، وعندما أسلم كان رسول الله يأتيه، فلما عرفت مولاته بذلك كانت تأخذ حديدة وتحميها بالنار وتضعها على رأس خباب، فشكى ذلك لرسول الله (ص)، فقال: اللهم أنصر خبابا، فاشتكت مولاته رأسها وكانت تعوي مع الكلاب، فقيل لها اكتوي فكان خباب يأخذ الحديدة قد أحماها فيكوي بها رأسها.

هجرته وسكناه

هاجر خباب بن الأرت من مكة إلى المدينة فنزل هو والمقداد بن عمرو على كلثوم بن الهدم، فلم يبرحا منزله حتى توفي، فتحولا فنزلا على سعد بن عبادة فلم يزالا عنده حتى فتحت بنو قريظة، وقد آخى رسول الله بين خباب بن الأرت وجبر بن عتيك.

انتقل خباب للسكن في الكوفة، وذُكر في التاريخ أنَّ خبابا أول من بنى بيته بالآجر في الكوفة، وقد أقطع عثمان بن عفان أيام حكمه خباب بن الأرت قرية استينيا وهي من قرى الكوفة بعد أن كان الناس يقدمون على عثمان بن عفان ويسألونه أن يعوضهم مكان ما خلّفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عوضه بالكوفة والبصرة.

وفاته

ابتُليَ خباب في أواخر عمره بمرض جلدي بسبب تعذيب المشركين له قبل الإسلام وكان من البكائين النواحين على إثر هذا المرض، وبسببه لم يشهد مع أمير المؤمنين علي معركة صفين، ,وقد توفي بعد خروج الإمام علي (ع) من الكوفة متجها لحرب صفين، ولما رجع (ع) عرف بموته ورأى قبره. أما بناء على رواية الواقدي فإنَّ خبابا مات في الكوفة سنة 37 هـ قبل خروج الإمام علي من الكوفة فصلى عليه ودفنه، وكان لخباب من العمر 73 سنة، وقيل أيضا: أَّنه عاش ثلاثا وستين سنة.

كان خباب بن الأرت أول من دُفن خارج الكوفة بناءا على وصيته؛ لأنَّ الناس كان من عادتهم في ذلك الزمان أن يدفنوا في منازلهم أو قريب منها.

دعاء الإمام علي (ع) له

ذكر المؤرخون أنَّ أمير المؤمنين دعا له بعد موته بقوله: رحم اللَّه خبابًا، أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلي في جسمه، ولن يضيع اللَّه أجر من أحسن عملًا.