انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التبري»

أُزيل ٢٠٤ بايت ،  ٩ مايو ٢٠١٧
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Esmati
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{مقالة فقهية وصفية}}
{{مقالة فقهية وصفية}}
{{قالب:الأحكام}}
{{قالب:الأحكام}}
'''التبرّي'''، هو مصطلح [[كلام|كلاميّ]]، يعد من التعاليم الاعتقادية و السلوك الديني خاصة لدى [[الشيعة الإمامية]] و بعض من الفرق [[الإسلام|الإسلامية]]؛ و يعادل التبري، الإنزجار و التنفر من أعداء [[الله]] و الأولياء الصالحين. و نحن نجد جذور هذا المصطلح في [[القرآن الكريم]] و توزعت على عشرين سورة قرآنية.
'''التبرّي'''، هو مصطلح [[كلام|كلاميّ]]، يعد من التعاليم الاعتقادية و السلوك الديني خاصة لدى [[الشيعة]] و بعض من الفرق [[الإسلام|الإسلامية]]؛ و يعادل التبري، الإنزجار و التنفر من أعداء [[الله]] و الأولياء الصالحين. و نحن نجد جذور هذا المصطلح في [[القرآن الكريم]] و توزعت على عشرين سورة قرآنية.
والجدير بالذكر أنّ جميع المذاهب أوجبت على أتباعها التبرّي من أعداء الله انطلاقاً من إيمانها بأنّها المصداق الأوحد لأولياء الله وانحصار هذا المفهوم بها، فيما يندرج مخالفوها تحت مقولة أعداء الله الذين يجب التبرّي منهم.
والجدير بالذكر أنّ جميع المذاهب أوجبت على أتباعها التبرّي من أعداء الله انطلاقاً من إيمانها بأنّها المصداق الأوحد لأولياء الله وانحصار هذا المفهوم بها، فيما يندرج مخالفوها تحت مقولة أعداء الله الذين يجب التبرّي منهم.


سطر ١٧: سطر ١٧:
الأول  هو المفارقة من أعداءالله و الخروج من [[البيعة|بيعة]]المشركين و الكفار.
الأول  هو المفارقة من أعداءالله و الخروج من [[البيعة|بيعة]]المشركين و الكفار.
والثاني بمعنى الانقطاع و الانفصال عن أتباع الباطل. <ref>طبرسي، ج 5 ، ص3 ـ 4 ؛ عبدالباقي، همانجا</ref>
والثاني بمعنى الانقطاع و الانفصال عن أتباع الباطل. <ref>طبرسي، ج 5 ، ص3 ـ 4 ؛ عبدالباقي، همانجا</ref>
<br />


== الأحاديث و التبري ==
== الأحاديث و التبري ==
سطر ٥٧: سطر ٥٥:
<ref>السورة الممتحنة، الآية6</ref>
<ref>السورة الممتحنة، الآية6</ref>


و هناك أحاديث من النبي {{صل}} تبين لنا الذين لابد لنا أن نتبرأ منهم؛ مثلا في حديث منه {{صل}} إلى علي {{عليه السلام}} جاء: «اَنـَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتَ و حَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتَ» أو «الأئمة بعدي إثنا عشر إماما و الرد عليهم كارد عليّ»، و كلام النبي {{صل}} في شأن الإمام [[علي]] {{عليه السلام}} و السيدة [[فاطمة]] (عليها السلام) و [[الإمام الحسن|الإمام الحسن]] و [[الإمام الحسين|الإمام الحسين]] (عليهم السلام) : «اَنـَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ و سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ».<ref>ابن بابويه، 1412 ، ص 78 ـ  81 ؛ همو، 1410 ، ص 125 ؛ اخطب خوارزم، ص 61 ؛ حرّ عاملي، ج 16 ، ص 177 ـ 183 </ref>


و هناك أحاديث من النبي {{صل}} تبين لنا الذين لابد لنا أن نتبرأ منهم؛ مثلا في حديث منه {{صل}} إلى علي {{عليه السلام}} جاء: «اَنـَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتَ و حَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتَ» أو «الأئمة بعدي إثنا عشر إماما و الرد عليهم كارد عليّ»، و كلام النبي {{صل}} في شأن الإمام [[علي]] {{عليه السلام}} و السيدة [[فاطمة]] (عليها السلام) و [[الإمام الحسن|الإمام الحسن]] و [[الإمام الحسين|الإمام الحسين]] (عليهم السلام) : «اَنـَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ و سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ».<ref>ابن بابويه، 1412 ، ص 78 ـ  81 ؛ همو، 1410 ، ص 125 ؛ اخطب خوارزم، ص 61 ؛ حرّ عاملي، ج 16 ، ص 177 ـ 183 </ref>
<br />
كذلك كان [[أئمة الشيعة]] (عليهم السلام) يُعَيِّنُون المصاديق التي يتعلق بها حكم التبري ، مثل:
كذلك كان [[أئمة الشيعة]] (عليهم السلام) يُعَيِّنُون المصاديق التي يتعلق بها حكم التبري ، مثل:
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
سطر ٦٨: سطر ٦٥:
*وقتلة الإمام علي {{عليه السلام}} و كل قاتلي الأئمة و أهل البيت (عليهم السلام)<ref>ابن بابويه، 1362 ش، ج 2 ، ص 607 ـ  608 ؛ مجلسي، ج 10، ص 358 ، ج  65 ، ص 263 </ref>
*وقتلة الإمام علي {{عليه السلام}} و كل قاتلي الأئمة و أهل البيت (عليهم السلام)<ref>ابن بابويه، 1362 ش، ج 2 ، ص 607 ـ  608 ؛ مجلسي، ج 10، ص 358 ، ج  65 ، ص 263 </ref>
{{Div col end}}
{{Div col end}}


مع الإلتفات إلى أنه من منظار الشيعة لا يستحق كل من ليس بشيعي التبرّي، بل يشمل وجوب التبري الأشخاص الذين نصبوا العداوة (نصبوا علم العداوة) بالنسبة إلى [[عترة النبي|العترة الطاهرة]] للنبي {{صل}} حسب التعبيرات الروائية و المصادر الفقهية مع العلم بأحقيّتهم، أو أنهم مصابون [[الغلو|بالغلو]]و يعتقدون بألوهية الإمام علي {{عليه السلام}}أو أي إنسان آخر أو مثل [[المفوضة]] <ref>التفويض بمعنى  تفويض الله الأمور إلى النبي {{صل}} و الأئمة {{عليه السلام}} و يستلزم التعطيل و ...</ref> ، الذين كانوا يعتقدون بأنّ أمر الخلق و الرزق و الإحياء و الإماتة فوضت إلى النبي {{صل}} و الإمام علي {{عليه السلام}}.
مع الإلتفات إلى أنه من منظار الشيعة لا يستحق كل من ليس بشيعي التبرّي، بل يشمل وجوب التبري الأشخاص الذين نصبوا العداوة (نصبوا علم العداوة) بالنسبة إلى [[عترة النبي|العترة الطاهرة]] للنبي {{صل}} حسب التعبيرات الروائية و المصادر الفقهية مع العلم بأحقيّتهم، أو أنهم مصابون [[الغلو|بالغلو]]و يعتقدون بألوهية الإمام علي {{عليه السلام}}أو أي إنسان آخر أو مثل [[المفوضة]] <ref>التفويض بمعنى  تفويض الله الأمور إلى النبي {{صل}} و الأئمة {{عليه السلام}} و يستلزم التعطيل و ...</ref> ، الذين كانوا يعتقدون بأنّ أمر الخلق و الرزق و الإحياء و الإماتة فوضت إلى النبي {{صل}} و الإمام علي {{عليه السلام}}.


كما جرى ذكر مصاديق المتبرأ منهم على لسان الأئمة المعصومين عليهم السلام في أكثر من موضع مشيرين إلى عناوين هؤلاء من قبيل: الظالم لعترة النبي (ص) والمنتهك لحرماتهم؛ والمغيّر لسنّة الرسول؛ ومن أهان خيرة الصحابة وأخرجهم من ديارهم؛ فضلاً عن التصرف بأموال الفقراء وجعلها دولة بين الاغنياء؛ ومن الذين تم التأكيد على التبرء منهم: الناكثون (أصحاب الجمل) والقاسطون (معاوية وجيشه) والمارقون (الخوارج) فضلاً عن جميع أئمة الكفر والضلال، وقادة الجور والظلم، وقتلة أمير المؤمنين، والأئمة من ولده وأهل بيته.
كما جرى ذكر مصاديق المتبرأ منهم على لسان الأئمة المعصومين عليهم السلام في أكثر من موضع مشيرين إلى عناوين هؤلاء من قبيل: الظالم لعترة النبي (ص) والمنتهك لحرماتهم؛ والمغيّر لسنّة الرسول؛ ومن أهان خيرة الصحابة وأخرجهم من ديارهم؛ فضلاً عن التصرف بأموال الفقراء وجعلها دولة بين الاغنياء؛ ومن الذين تم التأكيد على التبرء منهم: الناكثون (أصحاب الجمل) والقاسطون (معاوية وجيشه) والمارقون (الخوارج) فضلاً عن جميع أئمة الكفر والضلال، وقادة الجور والظلم، وقتلة أمير المؤمنين، والأئمة من ولده وأهل بيته.
سطر ٩٠: سطر ٨٥:
== فلسفة التبري ==
== فلسفة التبري ==
شاءت الارادة الإلهية أن تنسجم الأحكام والتشريعات الإلهية مع الفطرة الإنسانية؛ باعتبار أنّ الانسان موجود يتوفر فضلاً عن قواه المعرفية على عواطف وأحساسيس ومشاعر خاصّة تدور بين النفي والإيجاب. ومن الطبيعي جدّاً أن تكون المشاعر السلبية كالغضب والغم والبكاء و... قد خلقت في الانسان لحكمة وغاية صحيحة، والّا استلزم وجود عنصر عبثي ضمن التركيبة البشرية. ومن هنا نجد في مقابل الحبّ، عنصر البغض والعداء، فكما أنّ الفطرة البشرية تقتضي الميل نحو من يحسن إليها كذلك تقتضي التنفر والابتعاد عن المسيئ.
شاءت الارادة الإلهية أن تنسجم الأحكام والتشريعات الإلهية مع الفطرة الإنسانية؛ باعتبار أنّ الانسان موجود يتوفر فضلاً عن قواه المعرفية على عواطف وأحساسيس ومشاعر خاصّة تدور بين النفي والإيجاب. ومن الطبيعي جدّاً أن تكون المشاعر السلبية كالغضب والغم والبكاء و... قد خلقت في الانسان لحكمة وغاية صحيحة، والّا استلزم وجود عنصر عبثي ضمن التركيبة البشرية. ومن هنا نجد في مقابل الحبّ، عنصر البغض والعداء، فكما أنّ الفطرة البشرية تقتضي الميل نحو من يحسن إليها كذلك تقتضي التنفر والابتعاد عن المسيئ.


والجدير بالذكر هنا أنّ الانسان المؤمن لا يتخذ من مصالحه الشخصية وميوله النفسيه والمادية معياراً للتبري والتولي وإنما يجعل المعيار الذي يحرك بوصلته بالاتجاهات المتعددة هو محور الدين والقيم السماوية؛ وذلك لما لهذا الأمر من خطر على مستقبل الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية فالعداء والخصومة فيها  تعني جرّ الانسان إلى السير بالاتجاه المعاكس للرسالة كما يستفاد ذلك من الآية السادسة من سورة فاطر : {{قرآن | إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ...﴿٦﴾}}<ref>سورة الفاطر، الآيه ۶</ref>
والجدير بالذكر هنا أنّ الانسان المؤمن لا يتخذ من مصالحه الشخصية وميوله النفسيه والمادية معياراً للتبري والتولي وإنما يجعل المعيار الذي يحرك بوصلته بالاتجاهات المتعددة هو محور الدين والقيم السماوية؛ وذلك لما لهذا الأمر من خطر على مستقبل الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية فالعداء والخصومة فيها  تعني جرّ الانسان إلى السير بالاتجاه المعاكس للرسالة كما يستفاد ذلك من الآية السادسة من سورة فاطر : {{قرآن | إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ...﴿٦﴾}}<ref>سورة الفاطر، الآيه ۶</ref>


لو أنه يجب المودة مع أولياء الله، لا بد من العداوة ضد أعداء الله. هذه هي الفطرة الإنسانية و هي عامل للتكامل و السعادة الإنسانية. لو لم يكن هناك «عداوة» ضد أعداء الله، شيئا فشيئا يتحول السلوك الإنساني معهم سلوكا وُدِّيا، و إثر المعاشرة، يتأثر من سلوكهم و يقبل كلامهم و آرائهم و من ثم يتحول إلى شيطان مثلهم.
لو أنه يجب المودة مع أولياء الله، لا بد من العداوة ضد أعداء الله. هذه هي الفطرة الإنسانية و هي عامل للتكامل و السعادة الإنسانية. لو لم يكن هناك «عداوة» ضد أعداء الله، شيئا فشيئا يتحول السلوك الإنساني معهم سلوكا وُدِّيا، و إثر المعاشرة، يتأثر من سلوكهم و يقبل كلامهم و آرائهم و من ثم يتحول إلى شيطان مثلهم.


علما أنّ الموقف الرادع للأعداء يخلق لدى الانسان نظاماً دفاعياً يحصنه من الأخطار والمضار التي تواجهه. فكما أنّ البدن مزود بنظامي جذب ودفع، يقوم الأوّل بجذب المواد النافعة والمنسجة مع التركيبة العضوية للبدن ويقوم الثاني بطرد العناصر المضرة كالميكروبات والسموم، كذلك يوجد في العنصر الثاني من المركب البشري (الروح) عنصر الجذب والدفع لاستقطاب العناصر والعوامل المؤثرة في تكامل النفس والتقرب من الجماعات التي تساعدنا في تحقيق هذا الغرض لنتخذ منهم اصدقاء ننتفع بعلمهم وكمالهم ونهتدي بهديهم وما توفروا عليه من قيم وخلق رفيع؛ وفي المقابل نقف موقفاً طارداً للجماعات التي من شأنها الحاق الضرر بنا، فتتحد حركتنا بين الحبّ للصلاح والصالحين والبغض والعداء للرذيلة ومن يمثلها. الإ أن هذا لا يعني التنصل عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤمنين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ رسالات الله ونشر قيم السماء بين البشرية والأخذ بيد المنحرفين نحو الخير والسعادة.
علما أنّ الموقف الرادع للأعداء يخلق لدى الانسان نظاماً دفاعياً يحصنه من الأخطار والمضار التي تواجهه. فكما أنّ البدن مزود بنظامي جذب ودفع، يقوم الأوّل بجذب المواد النافعة والمنسجة مع التركيبة العضوية للبدن ويقوم الثاني بطرد العناصر المضرة كالميكروبات والسموم، كذلك يوجد في العنصر الثاني من المركب البشري (الروح) عنصر الجذب والدفع لاستقطاب العناصر والعوامل المؤثرة في تكامل النفس والتقرب من الجماعات التي تساعدنا في تحقيق هذا الغرض لنتخذ منهم اصدقاء ننتفع بعلمهم وكمالهم ونهتدي بهديهم وما توفروا عليه من قيم وخلق رفيع؛ وفي المقابل نقف موقفاً طارداً للجماعات التي من شأنها الحاق الضرر بنا، فتتحد حركتنا بين الحبّ للصلاح والصالحين والبغض والعداء للرذيلة ومن يمثلها. الإ أن هذا لا يعني التنصل عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤمنين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ رسالات الله ونشر قيم السماء بين البشرية والأخذ بيد المنحرفين نحو الخير والسعادة.


== الهوامش ==
== الهوامش ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
{{مراجع|2}}
{{مراجع|2}}
</div>


== المصادر ==
== المصادر ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
*القرآن الكريم
*القرآن الكريم
سطر ١٥٨: سطر ١٤٦:
*Encyclopaedia Iranica , s.v. "Bara ¦ Ýa" (by E. Kohlberg); EI 2 , s.v. "`Tabarru ف " (by J. Calmard).
*Encyclopaedia Iranica , s.v. "Bara ¦ Ýa" (by E. Kohlberg); EI 2 , s.v. "`Tabarru ف " (by J. Calmard).
{{Div col end}}
{{Div col end}}
</div>


== وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==
مستخدم مجهول