الأجل
الأَجَل، مفردة وردت في القرآن الكريم 31 مرة، وهي تعني مدة معينة أو نهايتها، وأجل الإنسان هو زمن موته، وجاء في القرآن أن لكل أمة أجلا، فإذا جاءهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
ذهب بعض المفسّرين إلى أن للإنسان أجلين: موقوف ومحتوم، فالأول قابل للتغير والتقدم والتأخر دون الثاني، واستندوا في ذلك بالآية الثانية من سورة الأنعام والروايات التي وردت في تفسيرها.
تمسّك بعض المتكلمين المسلمين بآيات الأجل في مبحث الجبر والتفويض.
مفهومه ومواضع استعماله
الأجل هو المدة المعينة لشيء[١] أو غايتها في الدَّين ونحوه،[٢] وأجل الإنسان هو نهاية مدة حياته وهي موته.[٣]
وردت مفردة الأجل في القرآن الكريم 31 مرة،[٤] ومن جملتها:
- أن للسماوات والأرض أجلا مسما أي معينا، فسينقضي عمرها في زمان معين.[٥]
- أن جريان الشمس والقمر لأجل مسمّى.[٦]
- أن الله يؤخر عقوبة الذنوب إلى أجل مسمى، وهو حين الموت أو القيامة.[٧]
- أن لمكث الجنين في رحم أمّه أجلا مسما.[٨]
- أن للأمُم آجالا، فإذا جاءت لا يستأخرون ولا يستقدمون.[٩]
- أن الله جعل لكلّ إنسان أجلا معينا.[١٠]
أنواعه
ذكر بعض المفسرین أن الأجل على نوعين: موقوف، ومحتوم، واستندوا في ذلك على الروايات التي وردت في تفسير الآية الثانية من سورة الأنعام: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾.[١١]
ذكر العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: أن المراد بالموقوف زمن موت الإنسان الذي يمكن أن يتقدم أو يتأخر، وبالمحتوم ما لا يمكن تغيره، ويستفاد من إيضاحه: أن الأجل الموقوف هو زمن موت الإنسان بناء على ما يقتضيه جسمُه، والأجل المحتوم هو زمن موته الحتمي، فعلى سبيل المثال إن الشخص الفلاني يقتضي جسمه أن يحيى 100 سنة أو 120 سنة فهذا أجله الموقوف؛ فإن هناك أمورا في عالم الكون تؤثر على الوجود الإنساني فربّما عجّلت موته أو أجّلت، فهذا الأجل موقوف عليها، وأما الأجل المحتوم أو المسمّى هو الذي يأتي إثر جميع الأسباب والعلل التي تؤدّي إلى وقوع الموت.[١٢]
الأجل في علم الكلام
تحدّث المتكلمون المسلمون عن الأجل في مبحث الجبر والتفويض، وقيل إن الأشاعرة لأوّل مرة استندوا إلى آيات الأجل للإشكال على المعتزلة القائلين بالتفويض والاختيار؛ فإن المعتزلة قالوا: إن الإنسان يرتكب أعمالا سيئة، وبما أن نسبة السيئات لله أمر قبيح فلا يصح القول بالجبر؛ فإنه يستلزم نسبة الأعمال السيئة له تعالى، ثم أشكل الأشاعرة عليهم: بأن آيات الأجل تنقض هذا الاستدلال؛ لأنها تدلّ على أن كلّ موت معيّنٌ مِن قِبل الله فهو يشمل الموت الذي يفعله القاتل الظالم، فبالتالي نسبَت هذه الآيات إلى الله تعالى فعلا قبيحا وهو القتل عن ظلم.[١٣]
الهوامش
- ↑ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن، ج 1، ص 39.
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 1، ص 64.
- ↑ الرازي، مفاتيح الغيب، ج 7، ص 91.
- ↑ الحنفي، موسوعة القرآن العظيم، ج 2، ص 1539.
- ↑ الروم: 8.
- ↑ الرعد: 2.
- ↑ طه: 129.
- ↑ الحج: 5.
- ↑ الأعراف: 34؛ يونس: 49.
- ↑ الأنعام: 2؛ الزمر: 42.
- ↑ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 2، ص 107؛ الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 15.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 10.
- ↑ مجتهد شبستري، "أجل"، ص 614.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن فارس، أحمد، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، قم ـ إيران، الناشر: انتشارات مكتب الإعلام الإسلامي لحوزة قم العلمية، ط 1، 1404 هـ.
- الحنفي، عبد المنعم، موسوعة القرآن العظيم، القاهرة - مصر، الناشر: مكتبة مدبولي، ط 1، 2004 م.
- الرازي، محمد، التفسیر الکبیر (مفاتیح الغیب)، بیروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1390 هـ.
- الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، المحقق: حسين الأعلمي، طهران - إيران، الناشر: مكتبة الصدر، ط 2، 1415 هـ.
- مجتهد الشبستري، محمد، "أجل"، دائرة المعارف بزرك إسلامي، طهران - إيران، الناشر: مركز دائرة المعارف بزرك إسلامي، ط 1، 1373 ش.
- المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، طهران - إيران، الناشر: مركز الكتاب للترجمة والنشر، ط 1، 1402 هـ.