آية المودة
عنوان الآية | آية المودة |
---|---|
رقم الآية | 23 |
في سورة | الشورى |
في جزء | 25 |
رقم الصفحة | 486 |
شأن النزول | التأكيد على أن أجر الرسالة هو مودة أهل البيت |
مكان النزول | المدينة |
الموضوع | اعتقادي |
آيات ذات صلة | آية التطهير. |
معلومات أخرى | - |
آية المودة، هي جزء من الآية 23 من سورة الشورى، وتدل على فضل أهل بيت. وتعدّ مودة أهل البيت (ع) أجراً لرسالة النبي محمد (ص). بحسب روايات ذكرها الشيعة والسنة نزلت الآية بعد هجرة النبي إلى المدينة، حيث كان يواجه مشاكل مالية، فجمع بعض الأنصار شيئا من أوالهم وقدّموها على النبي؛ ليستفيد منها.
ذهب علماء الشيعة والبعض من علماء أهل السنة إلى أنّ المراد من «القربى» في الآية هم أهل بيت النبي(ص)، يعني الإمام علي والسيدة فاطمة والأئمة من ذريتهما.
نص الآية
﴿ذَلِكَ الَّذِي يبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لا أَسْأَلُكمْ عَلَيهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكورٌ﴾
معنى المفردات
المودة كلمة تدل على المحبة ووددته أحببته.[١] والقربى والقرابة في الرحم من يقرب منك نسبا ورحما.[٢]
سبب النزول
روى المفسرون الشيعة كافة والكثير من مفسري العامّة عن ابن عباس أنّه قال: لما قدم رسول الله (ص) المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة، فقال الأنصار: «إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به وهو ابن أختكم، تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضرّكم، فأتوه به ليعينه على ما ينوبه ففعلوا، ثم أتوا به فقالوا: يا رسول الله (ص) إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك وتنوبك نوائب وحقوق، وليس لك عندها سعة فرأينا أن نجمع لك من أموالنا شيئًا فنأتيك به فتستعين به على ما ينوبك وها هو ذا، فنزلت هذه الآية».[٣] لتبين أن أجر الرسالة لايتعدى حب أهل البيت ومودتهم لا أن الرسول (ص) يروم جزاء وأجراً ماديا.[٤]
مصاديق القربى
يذهب علماء الشيعة استناداً الى الكثير من الأدلة والشواهد على أن المراد من القربى هم أهل البيت (ع) وأن أبرز مصاديقهم علي (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) والتسعة المعصومون من ذرية الإمام الحسين (ع).[٥]
واعتبر العلامة الحلّي آية المودة الآية الرابعة التي تدل على إمامة أمير المؤمنين(ع) ناقلا عن ابن عباس قوله: «لما نزلت هذه الآية ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ قالوا: يا رسول الله (ص) من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي (ع) وفاطمة (ع) وولداها – يعني الحسن والحسين (عليهما السلام)-».[٦]
وجهة نظر أهل السنة
اختلف رأي علماء أهل السنة حول مصاديق "القربى"، فينقل الحاكم الحسكاني وهو من محدث أهل السنة في القرن الخامس الهجري في كتاب شواهد التنزيل سبع رويات، وبناء عليه المراد من "القربى" هم الإمام علي (ع)، فاطمة (ع)، والحسنان، وقد أمر الله النبي (ص) أن يطلب من قريش، إذا أبوا أن يبايعوه فليحفظوا قرابته فيهم.
بناء على ما أورده الآلوسي وهو من مفسر أهل السنة هناك أخرى وردت في هذا الشأن منها أن المراد من "القربى" السيدة آمنة والدة النبي (ص)، أو المراد من المودة في القربى مودة المسلمين لقرابتهم أي صلة رحم.
الروايات
سُئل الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي عن هذه الآية ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ فقال: «هي قرابتنا أهل البيت من محمد(ص)».[٧]
وعن أَبِي جعفر الباقر (ع) في قوله تعالى ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ قال: «هُمُ الأَئِمَّةُ (ع)».[٨]
وعن الإمام الصادق (ع) أنّه طبّق الآية المباركة على أصحاب الكساء من أهل البيت(ع).[٩]
والجدير بالذكر أنّ الحاكم الحسكاني وهو من علماء العامّة ذكر في ذيل الآية المباركة سبع روايات تؤكد أنّ المراد من القربى علي (ع) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).[١٠]
كذلك روى القرطبي عن أحمد بن حنبل قوله: «أنّه لما نزلت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال الصحابة: يا رسول الله (ص) من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي و فاطمة وولداها(ع)».[١١]
الهوامش
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ذيل مادة "ودّ".
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ذيل مادة "قرب".
- ↑ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج 4، ص 434.
- ↑ الواحدي النيسابوري، أسباب نزول الآيات، ص 263.
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 9، ص 158؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج9، ص 48.
- ↑ العلامة الحلي، نهج الحق وكشف الصدق، ص 175.
- ↑ الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص 392.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 413.
- ↑ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 213.
- ↑ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 189-196.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، ج 3، ص 2.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
- ابن منظور، لسان العرب، قم، نشر ادب الحوزة، د.ت.
- الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، تحقيق: محمد باقر المحمودي، طهران، وزارة الإرشاد االإسلامي، د.ت.
- الحسيني المرعشي التستري، إحقاق الحق، قم، مكتبة آية الله المرعشي، د.ت.
- الواحدي النيسابوري، أسباب نزول الآيات، القاهرة، الناشر مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، 1388 هـ/ 1968 م.
- العلامة الحلي، نهج الحق وكشف الصدق، تحقيق: عين الله الحسني الأرموي، قم، دارالهجره، د.ت.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: أحمد حبيب قصير، د.م، مكتب الإعلام الإسلامي، د.ت.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق :علي أكبر غفاري، طهران، دار الكتب الاسلامية، د.ت.
- الكوفي، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد كاظم، طهران، وزارت الإرشاد الإسلامي، د.ت.
- القرطبي، تفسير القرطبي، تصحيح: أحمد عبد العليم البردوني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.