صحراء المحشر

من ويكي شيعة
المعاد

صَحرَاء المَحشَر المراد منها الإشارة إلى مكان القيامة. إنَّ حقيقة وخصائص مكان القيامة ليس واضحاً بشكل تام، ولكن طبق الآيات القرآنية في ذلك اليوم ستتبدل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات.

وبنظر العلامة الطباطبائي إنَّ معنى التبدّل هو أنَّ حقيقة الأرض والسماء وما فيهما يومئذ هي هي نفسها، غير أن النظام الجاري فيهما يومئذ هو غير النظام الجاري فيهما في الدنيا، وعليه فإنَّ إحياء الموتى وخروجهم من القبر، والحضور في المحكمة الإلهية، هو في نفس الأرض الحالية، ولكن مع التحولات المختلفة التي تحدث في أعتاب يوم القيامة، مثل: زيادة مساحة الأرض وتوسعها وتسطيحها.

وقد ورد في بعض الروايات إنَّ الأرض تمتد مدّ الأديم. كما قدمت بعض المقالات والكتب تحليلات فيزيائية لحالة الأرض في يوم القيامة.

المفهوم

من أسماء يوم القيامة «يوم الحشر»؛ لأنه في ذلك اليوم يحيي الله الناس بعد موتهم ويخرجون من قبورهم ويجتمعون في يوم الحشر.[١] كما ورد هذا الاسم في الآيات القرآنية،[٢] في خصائص يوم القيامة، ويُشار إلى مكان القيامة بجملة من المصطلحات، مثل: «صحراء المحشر».[٣]

حقيقة صحراء المحشر

إنَّ حقيقة وخصائص مكان القيامة ليس واضح، ولكن طبق الآيات القرآنية في ذلك اليوم ستتبدل الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات.[٤] وذكر العلامة الطباطبائي إنَّ اختلاف الروايات في تفسير التبديل تدل على أنها أمثال مضروبة للتقريب الذهني، والمسلم من معنى التبدل أن حقيقة الأرض والسماء وما فيهما يومئذ هي هي، غير أن النظام الجاري فيهما يومئذ هو غير النظام الجاري فيهما في الدنيا.[٥] وذهب الملا صدرا إن الأرض يوم القيامة هي المرحلة التكاملية للأرض الحالية أثناء حركتها الاشتدادية.[٦]

الأرض في القيامة

إن تحولات الأرض المختلفة في اعتاب يوم القيامة هي من علامات يوم القيامة، حيث أشارت بعض الآيات القرآنية إلى هذه التحولات، مثل:[٧] زيادة مساحة الأرض وتوسعها وتسطيحها،[٨] سؤال الإنسان عن التحولات التي تحدث في الأرض،[٩] خروج الأشياء والأموات من داخل الأرض،[١٠] خروج دابة من الأرض تكلم الناس،[١١] حدوث زلزال في جميع بقاع الأرض،[١٢] خروج الأرض من مدارها،[١٣] تدمير الأرض واندكاكها،[١٤] تتحدث الأرض عما في مكنونها،[١٥] إشراق الأرض بنور الله تعالى،[١٦] وجود الأرض في الآخرة،[١٧] الأرض جميعها تحت قدرة الله تعالى.[١٨] تبدل الأرض إلى صحراء قاحلة خالية من النباتات.[١٩]

وقد ورد في الروايات بعض خصائص الأرض في يوم القيامة، حيث تمد الأرض مدّ الأديم (وهي تأتي بمعنى الجلد الذي يغلّف جسم الإنسان أو الحيوان)، ولا يكون لبشر من بني آدم فيها إلا موضع قدمه.[٢٠]

الفيزياء والقيامة

طبقاً للآيات القرآنية التي تشير إلى حالة الأرض قبل القيامة أو بعده، فقد قدمت بعض المقالات والكتب تحليلات فيزيائية لحالة الأرض في القيامة.[٢١]

الهوامش

  1. الطوسي، التبيان، ج 4، ص 377.
  2. سورة الأنعام: الآية 22 و128؛ سورة يونس: الآية 45 و85.
  3. الكاشفي، جواهر التفسير، ص 628.
  4. سورة إبراهيم: الآية 48.
  5. الطباطبائي، الميزان، ج 12، ص 93.
  6. خرمشاهي، دانش‌نامه قرآن و قرآن‌پژوهی، ج 1، ص 941.
  7. هاشمي رفسنجاني، فرهنگ قرآن، ج 15، ص 340 ـ 341.
  8. سورة الإنشقاق: الآية 3؛ سورة الكهف: الآية 47.
  9. سورة الزلزلة: الآية 3.
  10. سورة ق: الآية 44؛ سورة الإنشقاق: الآية 4.
  11. سورة النمل: الآية 82.
  12. سورة الواقعة: الآية 4؛ سورة المزمل: الآية 14؛ سورة الزلزلة: الآية 1.
  13. سورة الحاقة: الآية 14.
  14. سورة الواقعة: الآية 4؛ سورة الفجر: الآية 21.
  15. سورة الزلزلة: الآية 4.
  16. سورة الزمر: الآية 69.
  17. سورة هود: الآية 106 إلى 108؛ وبقرينة السياق والآيات الأخرى مثل الآية 48 من سورة إبراهيم، فالمقصود من الأرض هي أرض الآخرة، انظر: الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، و6، ص 296 ـ 297؛ الطباطبائي، الميزان، ج 11، ص 24.
  18. سورة الزمر: الآية 67.
  19. سورة الكهف: الآية 8.
  20. السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 329.
  21. مثل كتاب: شاه ركني، علم فیزیک و قیامت در قرآن.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في تفسير المأثور، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الطيب، عبد الحسين، اطيب البيان، طهران، إسلام، ط 2، 1378 ش.
  • الكاشفي، كمال الدين، جواهر التفسير، تحقيق: جواد عباسي، طهران، دفتر نشر ميراث مكتوب، د.ت.
  • الميبدي، رشيد الدين، كشف الأسرار وعدة الأبرار، على أساس تفسير الخواجة عبد الله الأنصاري، طهران، نشر أمير كبير، ط5، 1371ش.
  • داوربناه، أبو الفضل، أنوار العرفان في تفسير القرآن، طهران، صدر، ط1، 1375ش.
  • سجادي، جعفر، فرهنگ معارف اسلامی (ثقافة المعارف الإسلامية)، د.م، كومش، د.ت.
  • شاه ركني، لقمان، علم فیزیک و قیامت در قرآن (الفيزياء والقيامة في القرآن)، دزفول: اهورا قلم، ط1، 1390ش.
  • ناجي، حامد، «محشر»، دانش‌نامه قرآن وقرآن‌پژوهی، تحقيق: بهاء‌ الدین خرمشاهي، طهران، دوستان ناهيد، 1377ش.
  • هاشمي رفسنجاني، أكبر، فرهنگ قرآن، قم، بوستان كتاب، ط2، 1385ش.