الفقاع
تعتبر هذه المقالة توصيفاً لمفهوم فقهي، ولا يصح الاعتماد عليها في مقام العمل، بل لا بدَّ من الرجوع إلى الرسالة العملية. |
الفقاع أو البيرة وهو من أنواع الحكول يتم تحضره عن طريق تخمير حبوب الشعير. والفقاع كالخمر، وهو أحد أنواع النجاسات العشرة، وشربه حرام وحده الشرعي 80 جلدة. وماء الشعير الطبي الذي يتم الحصول عليه عن طريق غلي بذور الشعير وتصفية مياهه طاهر وحلال.
حقيقة الفقاع
الفقاعة أو البيرة هو شراب مصنوع من الشعير بطريقة خاصة،[١] ويعتبر معظم الفقهاء أن عنوان «الفقاعة» خاص بماء الشعير، ولكن البعض يعتبره يشمل المشروبات المصنوعة من الزبيب والقمح وغيرها.[٢]
وتوجد الكثير من الروايات حول حرمة الفقاع ونجاسته،[٣] وما يُثير الحديث عن الفقاع اليوم، هو وجود مشروبات يُحتمل أن تكون من مصاديق الفقاع.[٤]
نجاسة الفقاع
الفقاع نجس (عند جميع الفقهاء الذين يقولون بنجاسة الخمر) وشربه محرماً أيضًا.[٥] النقطة التي أشار إليها بعض الفقهاء، هي هل تعتمد حرمة الفقاع ونجاسته على تخمره وغليانه، أم أن مجرد اسم الفقاع يكفي لإثبات نجاسته وحرمته، حتى لو لم يتم تخميره،[٦] ثم أضافوا: إنَّ عنوان الفقاع يصدق عند غليانه، ومن دون الغليان لا يصدق عليه فقاع، حتى لو أطلق عليه هذا العنوان تسامحاً، فالفقاع قبل غليانه ليس بحرام ولا نجس.[٧]
النقطة الثانية في حرمة الفقاع ونجاسته: أن الحكم المذكور ليس في كونه مسكر؛ لذلك، مع الصدق الحقيقي لعنوان الفقاع أو البيرة على المشروب، يحكم بأنه حرام ونجس، حتى لو لم يكن سكره ملحوظ؛ ويقال أن السكر الموجود في الفقاع أخف من المشروبات الكحولية الأخرى.[٨]
ماء الشعير
هناك طرق مختلفة لإنتاج مشروب الشعير، فإنتاج بعض الطرق طاهر حلال، وبعض الطرق نجسة وحرام.
طرق التحضير
- تسخين الشعير وغليانه وتصفية مياهه، حيث يوجد إجماع على طهارة وحلية هذا النوع.[٩]
- طريقة التحضير الأولى: تنقع بذور الشعير حتى تنبت، ثم توضع تلك البراعم في طريقة تؤدي إلى تخميرها تلقائياً دون حرارة خارجية وتُنتج الكحول. وماء الشعير الذي يتم تحضيره بهذه الطريقة نجس وحرام.[بحاجة لمصدر]
- طريقة التحضير الثانية: في هذه الطريقة يتم الحصول على الكحول بنفس الطريقة السابقة، ولكن عن طريق التسخين، والناتج الذي يخرج من هذه الطريقة لا يحتوي على كحول أو مسكر، ولكنه نجس ويحرم شربه.[١٠]
- طريقة التحضير الثالثة: في هذه الطريقة يتم منع تخمير براعم الشعير وإنتاج الكحول منذ البداية، ويكون المنتج خالي من الكحول وغير مسكر. بعض الفقهاء الذين يعتبرون أن سبب حرمة الفقاع هو الكحول وطبيعته المسكرة، لا يعتبرون هذا النوع من ماء الشعير حراماً، ولكن الفقهاء الذين يعتبرون أن سبب حرمة الفقاع هو طريقة تحضيره. يُعد عندهم هذا النوع من ماء الشعير أيضًأ حرام.[١١]
- طريقة التحضير الرابعة: استخدام مسحوق الشعير. وفي هذه الطريقة يقومون بتحضير مشروب مسحوق الشعير أو مستخلصه (براعم الشعير المعالج) وهو ما يسمى ماء الشعير. ونظرًا لرخص المواد الخام، يتم استخدام هذه الطريقة في مصانع إنتاج ماء الشعير. يعتمد الإنتاج الحلال أو الحرام على مستخلص الشعير الأساسي. في كثير من الحالات، يتم استيراد هذا المستخلص، وليس هناك ما يضمن أنه طاهر، ولا يوجد الكحول في عملية الإنتاج. في هذه الحالة، إذا لم نتأكد من نجاسة المادة الخام، فإن أكثر الفقهاء يجوزون استعمالها.[١٢]
أنواع ماء الشعير المتوفرة في الأسواق المحلية، تُصنع بالطريقة الخامسة، ولها خصائص أقل بكثير من الطريقة الطبية (الطريقة الأولى).
آراء العلماء
نذكر هنا بعض آراء العلماء حول الفقاع وماء الشعير:
- ذكر السيد محمد رضا الكلبايكاني: يجوز شرب ماء الشعير الذي يستعمله الأطباء في معالجاتهم ليس من الفقاع ولا سكر فيه، والحرام الفقاع وهو شراب مخصوص تخذ من الشعير على وجه مخصوص ويقال إن فيه سكرا خفياً.[١٣]
- ذكر السيد السيستاني: إنَّ ماء الشعير الموجود في الأسواق المحلية حلال.[١٤]
- ذكر الشيخ مكارم الشيرازي: قد يكون الكحول موجودًا بكمية قليلة في كثير من الأطعمة، ولكن ما لم يكن مسكرًا، أو لم يثبت ضرره فلا يجري عليه حكم التحريم، وعلى خبراء الأغذية إثبات هذه المسألة.[١٥]
أحكام خاصة بالفقاع
يُكره الصلاة في غرفة فيها الفقاع.[١٦] ويحرم بيع وشراء الفقاع،[١٧] وأكل الأطعمة الممزوجة به،[١٨] والأكل على مائدة فيها الفقاع.[١٩] كما أن العلاج بالفقاع محرم إذا كان هناك طريقة أخرى للعلاج.[٢٠] وشرب الفقاع كالخمر حده الشرعي ثمانين جلدة.[٢١]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الخوئي، التنقيح في شرح العروة (الطهارة)، ج3، ص128؛ المرتضى، الانتصار، ص421؛ العلامة الحلي، أجوبة المسائل المهنّائية، ص81؛ النجفي، جواهر الكلام، ج6، ص39.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج6، ص39.
- ↑ الكليني، الكافي، ج3، ص407.
- ↑ سایت پژوهش
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص374.
- ↑ المحقق الحلي، شرائع الإسلام، ج4، ص 753؛ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص375؛ الهمداني، مصباح الفقيه، ج7، ص231؛ الخوئي، التنقيح في شرح العروة، ج3، ص129.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص376؛ الخوئي، التنقيح في شرح العروة، ج3، ص129.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج6، ص40 ـ 41.
- ↑ الخوئي، التنقيح في شرح العروة، ج3، ص129.
- ↑ مدرسه فقاهت
- ↑ مدرسه فقاهت
- ↑ مدرسه فقاهت
- ↑ الكلبايكاني، إرشاد السائل، ص131.
- ↑ بورتال انهار، آية الله السيد السيستاني.
- ↑ بورتال انهار، فتاوى آية الله العظمى مكارم الشيرازي.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج8، ص369.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج22، ص8.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص354.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص467.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج36، ص477.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج41، ص449 ـ 456.
المصادر والمراجع
- الخوئي، أبو القاسم، التنقيح في شرح العروة الوثقى (الطهارة)، تقرير: الميرزا علي الغروي، قم، مؤسسة أنصاريان، 1417هـ.
- العلامة الحلي، حسن بن يوسف، أجوبة المسائل المُهَنّٰائية، قم، نشر خيام، ط1، 1401 هـ.
- الكلبايكاني، محم رضا، إرشاد السائل، بيروت، دار الصفوة، ط2، 1413 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407 هـ.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، شرائع الإسلام، طهران، انتشارات استقلال، ط2، 1409 هـ.
- المرتضى، علي بن الحسين، الانتصار، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415هـ.
- النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط7، 1404هـ.
- الهمداني، آغا رضا بن محمد هادي، مصباح الفقيه، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1432 هـ/ 2011 م.
- بورتال انهار، آية الله السيد السيستاني، تاريخ المشاهدة: 20/ 3/ 2024 م.
- بورتال انهار، فتاوى آية الله العظمى مكارم الشيرازي، تاريخ المشاهدة: 20/ 3/ 2024 م.
- سایت پژوهش، بررسی موضوعی و حکمی فقاع وماءالشعیر، تاريخ المشاهدة: 20/ 3/ 2024 م.
- مدرسه فقاهت، موضوع شناسي فقاع، تاريخ المشاهدة: 20/ 3/ 2024 م.