الفاروق
الفَارُوق، هو من الألقاب التي وضعها رسول الله لأمير المؤمنين علي ، وهو بمعنى الفاصل والمفرق بين الحق و الباطل، ويذهب البعض من أهل السنة ــ استناداً إلى بعض الروايات المنسوبة إلى النبي ــ إلى أنَ هذا اللقب هو لعمر، وللإمامية ملاحظاتهم على هذا النوع من الأحاديث التي نسبت للرسول الاكرم ومدی وثاقة رجالها والناقلين لها والأسباب التي أدت إلى ظهور مثل تلك الروايات.
معناه
يوجد في المصادر اللغوية عدّة معاني لكلمة الفاروق، وأحد هذه المعاني هو: التفريق بين الحق والباطل،[١] ولقّب الإمام علي بالفاروق لأنّه يفرق بين الحقّ والباطل، وقد اقتبس هذا اللقب من الأحاديث النبوية.[٢]
لقب الإمام علي
توجد العديد من الروايات عند الشيعة وأهل السنة التي أشار فيها رسول الله (ص) على أن الإمام علي هو فاروق هذه الأمة.[٣]
روايات الشيعة
توجد بعض الروايات الشيعية أشارت إلى أن رسول الله، أخبر فيها أن علي هو الفاروق، ومنها:
- عن رسول الله (ص) أنه قال: يا ابن سمرة، إذا اختلفت الاهواء، وتفرقت الآراء، فعليك بعلي بن أبي طالب، فإنه إمام أمتي، وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل.[٤]
- عن رسول الله أنه قال: يا علي أنت الفاروق الأعظم وأنت الصديق الأكبر.[٥]
روايات أهل السنة
توجد عند أهل السنة روايات أشارت إلى أنّ من لُقب الفاروق هو الإمام علي ، وأن ترددوا في الراوين لها، ومنها:
- عن أبي ذر أنه سمع رسول اللّه (ص) يقول لعلي بن أبي طالب: أنت أوّل من آمن بي، وأنت أوّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصّدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرّق بين الحقّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار.[٦]
- وروى عن أبي ليلى الغفاري، أنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: سيكون بعدي فتنةٌ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانّه الفاروق بين الحق والباطل.[٧]
من لقب عمر بالفاروق
لقد اطلق أهل السنة على عمر بن الخطاب الفاروق، ويوجد أختلاف بينهم فيمن لقبه بهذا اللقب:
- ذكرت بعض المصادر التاريخية، أن من لقبه بهذا اللقب هو رسول الله (ص).[٨]
- وذكرت بعض المصادر الأخرى، أن أول من لقبه بهذا اللقب هم أهل الكتاب، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغهم أن رسول الله (ص) ذكر من ذلك شيئاً.[٩]
الهوامش
- ↑ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 9، ص 69؛ ابن منظور، لسان العرب، ج 10، ص 303.
- ↑ القريشي، موسوعة الإمام أمير المؤمنين، ج 1، ص 52 ــ 53.
- ↑ الطوسي، الأمالي، ص 148.
- ↑ الصدوق، الأمالي، ص 78.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 9.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 42.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1744؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 7، ص 294؛ المتقي الهندي، كنز العمال، ج 11، ص 616.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 195.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 195.
المصادر والمراجع
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 5، 1400 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، تحقيق: مهدي لاجوردي، طهران، نشر جهان، ط 1، 1378 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، دار الثقافة، 1414 هـ.
- القريشي، باقر شريف، موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، تحقيق: مهدي باقر القرشي، د.م، مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية، 1429 هـ.
- المتقي الهندي، عماد الدين علي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 5، 1401 هـ/ 1981 م.
- المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن، طهران، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، ط 1، 1385 ش.