الأثر
الأثر، هو المَرْوِيِّ المَنْقُول والمَكْتُوب بالأثر كما اصطلح عليه في علم الحديث، وقد أُختلف أعلام علم الدراية في سعة دائرة مفهوم الأثر، فمنهم من جعله أعم من الحديث والخبر.[١]، ومنهم من جعله أعم من الحديث وأخص من الخبر.[٢] غير أنّ جملة من أعلام الشيعة الذين صنّفوا في علم الدراية والحديث، ذهبوا للقول: بأنّ الأثر أعم مطلقاً من الحديث والخبر.
التعريف
ذكر الفراهيدي في مصنّفه «العين»: الأَثَرُ: بقية ما يُرى من كل شيء، ومالا يرى بعد أن يُبْقَى عُلْقَةً.[٣]
أمَّا ابن منظور فذكر في مصنّفه «لسان العرب»: أنّ الأثر يطلق على: بَقِيَّةُ الشيء، والجمع آثار وأُثور، وقال أيضًا: الأَثَر: الخبر، والجمع آثار.[٤]
المعنى الاصطلاحي
- عند الشيعة
بعد أنّ عرّف الشهيد العاملي الثاني الخَبَر و الحَديث بأنَهما: « كلام يكون لِنِسْبَتِهِ خارج في أحد الأزمنة، تطابقه أو لا »:
- قال: وهو أعم من أن يكون قول الرسول، و الإمام، و الصحابي و التَابعيَ، وغيرهم.....، ثمَ قال: وقد يُخَصّ الثاني [ الحديث ] بماجاء عن المعصوم، والأول [ الخبر ] بما جاء عن غيرهم، أو يجعل الثاني [ الحديث ] أعمّ مطلقًا، ثمّ قال: و الأثر: أعَمُّ مطلقًا[٥][منهما: أي الحديث والخبر].
وقد رجّح الشيخ المامقاني في مصنّفه « مقباس الهداية في علم الدراية »: قول الشهيد الثاني، بعد أن ذكر بعض الأقوال الأخرى، من قبيل من قال:
- أنّ الأثر مساوٍ للخبر، ومن قال: أنّ الأثر ما جاء عن الصحابي، والحديث ما جاء عن النّبيّ ، والخبر أعمّ منهما.[٦]
- عند السنة
وقع خلاف بين أعلام أهل السنة في تعريف الأثر:
- فمنهم من قال هو: خصوص ما جاء و وَرَدَ عن الصحابي.[٧]
- ومنهم من قال هو: أعمّ من الحديث و الخبر، أي يطلق على ماورد عن النّبيّ ، و الصحابي، و التابعي، وغيرهم.[٨]
الفرق بين الحديث والخبر والأثر
رغم الاختلاف بين أعلام علم الدراية و الحديث، حول الفوارق بين المصطلحات الثلاثة، إلاّ أنّ جملة منهم قد فرق بينهما كالتالي:
- فالحديث هو: ماورد عن المعصوم (ع).
- أمّا الخبر فهو: ما ورد عن صاحب المعصوم (ع).
- و الأثر هو: مطلق ماورد سواء كان عن المعصوم أو عن صاحبه أو عن غيرهما.[٩]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 18.
- ↑ القاسمي، قواعد التحديث، ص 86.
- ↑ الفراهيدي، ترتيب كتاب العين، ج 1، ص 65، مادة أثر.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 69، مادة أثر.
- ↑ الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 18.
- ↑ المامقاني، مقباس الهداية في علم الدراية، ج 1، ص 57.
- ↑ القاسمي، قواعد التحديث، ص 86.
- ↑ الصنعاني، منظومة قصب السكر، ص 191.
- ↑ الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 18.
المصادر والمراجع
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408 هـ.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، البداية في علم الدراية، قم، انتشارات محلاتي، ط 1، 1421 هـ.
- الصنعاني، محمد بن إسماعيل، منظومة قصب السكر، بيروت، دار ابن حزم، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين، قم، انتشارات أسوة، ط 3، 1432 هـ.
- القاسمي، محمد جمال الدين، قواعد التحديث، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1425 هـ/ 2004 م.
- المامقاني، عبد الله، مقباس الهداية في علم الدراية، قم، نشر دليلما، ط 1، 1428 هـ.