المؤلفة قلوبهم

من ويكي شيعة

المؤلفة قلوبهم، مصطلح قرآني، يطلق على أقوام من الكفار أو المنافقين أو المسلمين الضعفاء في إيمانهم يتألفون بالدعم المالي من قبل النبي (ص) أو الإمام أو الحاكم الإسلامي. وقد ورد في القرآن أن أحد مصارف الزكاة المؤلفة قلوبهم، ویعتقد علماء الشيعة ببقاء هذا الحكم وعدم نسخه.

التعريف

ألّف بينهما: جمع. والشيء وصل بعضه ببعض و"ائتلف الناس": اجتمعوا وتوافقوا. "تألف" مطاوع ألفه وائتلف فلاناً: استماله.[١]

والمراد من المؤلّفة قلوبهم: هم المستمالة قلوبهم بالإحسان والمودَّة، حيث كان النبيّ (ص) يترضَّاهم في أوّل الإسلام بالإحسان إليهم وإعطائهم من أموال الصَّدقات.[٢]

والمراد بالمؤلفة ناس من قريش أسلموا يوم الفتح إسلاماً ضعيفاً. وقيل كان فيهم من لم يسلم بعد كصفوان بن أمية.[٣]

في الأصطلاح الفقهي

المؤلفة قلوبهم، وهم الكفار الذين يراد ألفتهم إلى الجهاد أو الإسلام، والمسلمون الذين عقائدهم ضعيفة، فيعطون لتأليف قلوبهم.[٤]

معنى المؤلفة قلوبهم

اختلف الفقهاء في معنى المؤلفة قلوبهم، فذهب المشهور إلى تخصيصه بالكفار الذين يستمالون للجهاد، وفسره بعضهم بالمنافقين، وأدخل بعضهم بعض المسلمين.[٥]

موردها في القرآن

وردت هذه الكلمة مرة واحدة في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.[٦]

ورودها في روايات أهل البيت (ع)

تكررت لفظة "المؤلفة قلوبهم" في الموروث الروائي لأهل البيت (ع) أكثر من مرة، فقد روى زرارة عن الإمام الصادق (ع) قال: "المؤلفة قلوبهم هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، وشهدوا أن لا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله، وهم في ذلك شكَّاك في بعض ما جاء به محمدصلی الله عليه وآله وسلم ، فأمر الله عز وجل نبيه أن يتأَلَّفَهم بالمال والعطاء، لكي يحسن إسلامهم ويثبتوا على دينهم الذين دخلوا فيه وأقروا به، وأن رسول الله تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفَزارِي وأشباههم من الناس".[٧]

عن زرارة يقول: "سمعت أبا جعفر (ع) يقول: "فرض الله للمؤلفة قلوبهم سهماً في القرآن".[٨]

وعن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: "المؤلفة قلوبهم لم يكونوا قط أكثر منهم اليوم".[٩]

سهمهم من الزكاة

اختلف فقهاء المذاهب الإسلامية في بقاء سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة بعد رحيل رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر ابن كثير هذا الخلاف فقال: "روي عن عمر بن الخطاب وعامر والشعبي وجماعة أنهم لا يعطون بعد وفاة الرسول لأن الله قد أعز الإسلام وأهلهه ومكن لهم في البلاد، وقال أخرون بل يعطون لأن الرسول قد أعطاهم بعد فتح مكة".[١٠]

وقد ذهب أبو حنيفة ومالك بن أنس إلى إسقاط سهم المؤلفة قلوبهم، لأن الله تعالى أعز الإسلام و أغنى عنهم.[١١]

وذهب الشافعي إلى القول بإعطائهم إذا احتيج إليهم.[١٢]

أما أحمد بن حنبل وأصحابه والزهري فإنهم ذهبوا إلى القول بأن سهم المؤلفة قلوبهم باقٍ لم يلحقه نسخ ولا تبديل.[١٣]

أما فقهاء الشيعة فإنهم يقولون ببقائه مادام على وجه الأرض غير مسلم، ومناوئ للإسلام.[١٤]

الهوامش

  1. المعجم الوسيط: ج1، ص30.
  2. تعريف و معنى المؤلفة قلوبهم
  3. ابن حجر، فتح الباري: ج9، ص456
  4. الخميني، تحرير الوسيلة: ج1، ص260.
  5. البحراني، الحدائق الناظرة: ج12، ص175.
  6. التوبة:60
  7. الكليني، الكافي، ج2، ص411.
  8. الكليني، الكافي، ج2، ص411.
  9. الكليني، الكافي، ج2، ص411.
  10. ابن كثير، تفسير القران العظيم، ج4، ص167.
  11. أحمد، أبو الحسن الماوردي و كتاب نصيحة الملوك، ص55.
  12. الماوردي، الحاوي الكبير، ج8، ص523.
  13. الساعاتي، الفتح الرباني لترتيب مسند احمد بن حنبل الشيباني، ج9، ص62.
  14. فقه الإمام جعفر الصادق، ج2، ص82.


المصادر والمراجع

  • الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، مؤسسة انتشارات دار العلم، قم، د ت.
  • البحراني، يوسف، الحدائق الناظرة، تحقيق: محمد تقي الإيرواني، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، د ت.
  • ابن كثير، الحافظ، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي محمد السلامة، د ن، ط1، السعودية، 1997م.
  • أحمد، فؤاد عبد المنعم، أبو الحسن الماوردي وكتاب نصيحة الملوك، مؤسسة شباب الجامعة الاسكندرية، مصر، د ت.
  • الماوردي، أبو الحسن، الحاوي الكبير، تحقيق: علي محمد المعوض - عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1994م.
  • الساعاتي، رضوان بن محمد، الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني، دار إحياء التراث العربي، ط1، بيروت، د ت.