مرقد السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع)، هو مقام يقع في مدينة بعلبك بلبنان، وقد اكتشف الضريح في حدود القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد، ومنذ ذاك الوقت بدأ الاهتمام بالمرقد.
تفيد القرائن والشواهد الحالية والمقامية أن البنت كانت في عِداد قافلة سبيِ مَن تبقّى من آل البيت إثر استشهاد الإمام الحسين (ع)، والتي سارت بالنساء والأطفال، من كربلاء إلى مقرّ حكم يزيد في دمشق، سالكة باتجاه شمال العراق بمحاذاة نهر الفرات لتدخل سوريا عن طريق معرّة النعمان ومنها إلى حلب فحماة فحمص، ومن ثمّ إلى مدينة بعلبك في لبنان.
يُذكر أن السيدة خولة توفيت وهي في قرابة السنة الثالثة من العمر، فدفنت في إحدى النواحي، وتمّ إخفاء معالم الضريح لاحقًا.
يعود أقدم ما عُثر عن المقام في سنة 1900 م، للحقبة التي سيطر فيها الحنابلة على المدينة: شاهد قبر مُهشَّم ذات أسطر أربعة بالخط الكوفي: ( أ... حسين بن علي ... رضي الله عنه في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأر ... رب اغفر له وارحم)
التعريف
عُرفت بنت الإمام الحسين (ع) المدفونة في بعلبك بـ"خولة" رغم عدم وجود أي نص يدل على هذا الاسم ضمن أسماء بنات الإمام الحسين (ع)، ويرجح بعض الباحثين صدور التسمية من أبناء المنطقة بعد الجهل باسم الطفلة، كما يرجحون أن يكون اسمها زينب، طالما أن المؤرّخين ذكروا زينب على أنها من بنات الإمام الحسين (ع).
ضريحها في بعلبك
يعتمد المهتمون بتاريخ مشهد السيدة على ثلاث قرائن ومستندات تؤكّد أن بنتاً من بنات الإمام الحسين (ع) مدفونة في المكان المعروف حالياً، وهي:
الاستناد للذاكرة الشعبية البعلبكية
بحسب الذاكرة الشعبية فإن ل"خولة" و"بعلبك" قصة تبدأ فصولها منذ حوالي 200 سنة؛ فحواها أن رجلاً من آل جاري (عائلة سنيّة)، رأي طفلة في منامه، وعرّفت عن نفسها بأنها خولة بنت الحسين (ع) وأنها مدفونة في بستانه، وأن ساقية ماء آتية من رأس العين تتسرب إلى لحدها وتؤذيها. وتكرر المنام أربع مرات، فسارع هذا الرجل للإتصال بالسادة الهاشميين من آل مرتضى (عائلة شيعية)، فما كان منهم إلا أن ذهبوا واحتفروا المكان، وإذا بهم أمام قبر يحوي طفلة مازالت غضّة طريّة، فأزاحوا البلاطات واستخرجوا جسدها، ونقلوه بعيداً عن مجرى ساقية المياه، وبنوا فوقه قبّة صغيرة للدلالة عليه. وكل أهل بعلبك من السنّة والشيعة يعرفون هذه القصّة ويرددونها.
الاستناد للذاكرة الشعبية النجفية
لعائلة السيد جواد صافي النجفي - وهو متخصص في المزارات الشيعية- قصّة خاصة عن السيدة خولة حفظتها الذكرة الشعبية جيلاً تلو الآخر. يقول السيّد: "المعروف لدى الأسرة أن هذا المقام كان موجود في القرن الثامن الهجري، وكان يُزار وقد عُمّرت إلى جانبة عدّة قرى، بل اشتهر في بلاد الشام عموماً، إلا أن النزاعات الطائفية وفتوى ابن تيمية أدّت إلى معارك في تلك النواحي تسبّبت في ارتحال أهل المنطقة عنها، ولم يتعد المقام في ذاك الوقت إلا الخواص.
الدلائل الحسيّة والعلمية
الدلائل الحسيّة حول موجود مقام لأحد أبناء أو بنات الإمام الحسين(ع) في المنطقة هي:
- صورة فوتوغرافيّة تؤرخ لزيارة السيد عبد الحسين شرف الدين للمقام في سنة 1924م.
- صورة فوتوغرافية للمقام التقطها الألماني هرملت برشاروت في العام 1897 م . وهي أقدم صورة فوتوغرافية لمقام السيدة خولة (ع).
أبيات شعر للشيخ صادق زغيب تؤرخ لإعادة اعمار مقام السيدة خولة (ع) في 1891 م .
- مخطوطة مؤرخة في العام 1785 م تدعو إلى إعادة اعمار المقام.
- لوحة الرحالة الانكليزي روبرت وود الذي زار بعلبك ورسم مشهد بانورامي للقلعة ظهر فيها مقام خولة (ع) وكان ذلك في العام 1757م .
- مخطوطة تتضمن وقفية أرض تعود ملكيتها للحاج محمد علي الغربية وفيها يقف بستانه لمقام خولة (ع) , والمخطوطة مؤرّخة في العام 1688م .
- الأب رزنفال اليسوعي المتخصص في الكتابات الشرقية القديمة, نشر في العام 1900 في مجلة المشرق التابعة للرهبنة اليسوعية, صورة لنقش أثري قديم, اكتشف في بعلبك مقابل لوكندة عربيد, أي في المكان الذي يقع فيه مقام السيدة خولة (ع), والنقش المكتشف عبارة عن شاهد قبر غير مكتمل مهشم عند أطرافه, مما صعّب قراءة أسطره الأربعة المكتوبة بالخط الكوفي, وتعود للحقبة التي سيطر فيها الحنابلة على المدينة, والأسطر الأربعة هي ( أ... حسين بن علي ... رضي الله عنه في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأر ... رب اغفر له وارحم). ولو استكملنا تأريخ النقش سوف نصل الى نتيجة منطقية واحدة وهي أن التأريخ هو سنة سبع وسبعين وأربعماية على التقويم الهجري.[١]
ظاهرة غريبة
أفادت وكالات الأنباء في 2013/05/13 وقوع ظاهرة غريبة في مقام السيدة خولة؛ حيث بدأت جدران القبر ترشح مادة تشبه الدم في لونه، وذلك أثناء مجلس عزاء أقيم في محيط المقام.[٢] وتناقلت المواقع الإلكترونية الخبر بين مؤيد ومشكك.[٣] [٤]