نرجس أم الإمام المهدي (عج)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من أم الإمام المنتظر)
نرجس أم الإمام المهدي (عج)
دفنسامراء
إقامةسامراء
جنسيةمن الروم
أسماء أخرىسوسن
سبب شهرةزوجة الإمام العسكري (ع) وأم الإمام المهدي (ع)


نرجس هو الاسم المشهور لأم الإمام المهدي (عج)، وفي نسبها وموطنها أقوال عديدة، فقيل بأنها نصرانية من سبايا الروم، وقيل بأنها أَمَة نشأت في بيت حكيمة بنت الإمام الجواد.

ذهب الشيخ الصدوق إلى أنّها توفيت قبل رحيل الإمام العسكري عليه السلام، فيما يرى النجاشي أنّها توفيت بعد الإمام العسكري عليه السلام. مدفن السيدة نرجس في حرم العسكريين في سامراء بجانب قبر الإمام العسكري وأبيه (عليهما السلام).

اسم أمّ الإمام المهدي

قال المسعودي والذي يعتبر أقدم مصدر تعرّض للحديث عن أمّ الإمام: إنّها أمّ ولد يقال لها نرجس.[١]

وفي رواية الشيخ الطوسي: أمّه ريحانة، ويقال لها: نرجس، ويقال لها: صقيل ويقال لها سوسن‏.[٢]ونقل العلامة المجلسي عن الشهيد الثاني أنّه قال في الدروس: أمّه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.[٣]

وقد ورد اسم نرجس في رواية السيّدة حكيمة التي تعتبر من أشهر الروايات سنداً حول ولادة الإمام بقية الله.[٤]

ولعلّ اسمها الحقيقي هو نرجس وأن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام هي التي أطلقت عليها سائر الأسماء، إلا اسم صقيل. وكان العرف السائد في ذلك العصر أن الناس يسمّون الإماء بأسماء مستحسنة للترحيب ولاريب أنّ اسم نرجس وريحانة وسوسن كلّها أسماء لمجموعة من الأزهار.[بحاجة لمصدر]

موطنها ونسبها

أقدم مصدر تعرّض لموطنها يعود إلى سنة 286 هـ / 899 م وبالتحديد لرواية الصدوق التي جاء فيها: أنّها نصرانية من سبايا الروم أسرها المسلمون وعرضت في أسواق النخاسين فاشتراها أحد التجار من أصحاب الإمام الهاديعليه السلام في بغداد ثم أرسلها له في سامراء.

ثم تبدأ الرواية بذكر قصة طويلة جاء فيها أنّ اسمها «مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم» وأمّها من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون. وأنّها رأت كأن السيدة الزهراء عليها السلام زارتها ومعها مريم بنت عمران عليها السلام فقالت لها مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد عليه السلام وأنّ الزهراء عليها السلام دعتها للإسلام وأرشدتها لتجعل نفسها في معرض الأسر كي تصل إلى بيت الإمام....[٥]

ملاحظات علی رواية الصدوق

أورد بعض العلماء ملاحظات تذكر على هذه الرواية منها:

  • أنّ التاريخ الإسلامي لم يسجّل لنا بعد عام 242 هـ/856 م[٦] معركة بين الرومان والمسلمين في العصر العباسي، مضافاً إلى عدم وجود مبرر موضوعي يمنع ملك الروم- على فَرض حدوث الأسر- من التفاوض مع الحكومة العباسية لإطلاق سراح حفيدته من الأسر، ولم يكن هذا الحدث– لو وجد- بالأمر الذي يستهين به المؤرخون ويهملونه في مصنفاتهم التاريخية.
  • وأيضًا أنّ أهم المؤرخين والمحدثين الشيعة الإمامية كالقمي والنوبختي والكليني والمسعودي رغم معاصرتهم للشيباني راوي الحادثة، أهملوا هذه الرواية، بل وصفه معاصره الكشي بالغلو وأدرجه ضمن فرقة الغلاة.[٧]
  • أنّ ما جاء في رواية الكليني هو كون أمّ الإمام «أمّ ولد من النوبة» في شمال السودان،[٨] يضاف إلى ذلك أنّ النعماني والصدوق ذكرا أنّه ابن أًمَةٍ سوداء.[٩]

ومن المحتمل أن عدول علماء الشيعة المتأخرين عن هذه الروايات والتمسّك برواية الشيباني والقول بتوثيقها يرجع إلى ما تنطوي عليه الرواية من شرف محتد ومكانة رفيعة وطبقة اجتماعية مرموقة ترجع إليها أمّ الإمام عليه السلام. خاصّة مع الأخذ بنظر الإعتبار العلاقة بين الإمام عليه السلام والسيّد المسيح عليه السلام في الرواية، التي تنسجم مع الأحاديث النبوية التي تؤكد على قيامهما معاً ليطهرا الأرض من الفساد والجور.[١٠]

ومع وجود هذه الملاحظات الثلاث يمكن الذهاب إلى نفي حجية رواية محمد بن بحر الشيباني خلافاً لما ذهب إليه الشيخ الطوسي وابن رستم الطبري من الحكم بحجيتها واعتبارها العلمي.[١١]

ولعلّ الصحيح هو ما ذكره الشيخ المفيد: من أنّ أمّ الإمام عليه السلام كانت أَمَةً نشأت في بيت السيدة حكيمة أخت الإمام الهادي (ع)عليه السلام ولمّا رأى الإمام العسكريعليه السلام سيمات الصلاح فيها تزوجها لتلد له الخليفة من بعده بمشيئة الله تعالى.[١٢]

وفاتها

ذهب الشيخ الصدوق إلى القول: بأنّها توفيت قبل رحيل الإمام العسكري عليه السلام سنة 260 هـ/874 م.[١٣] ويرى النجاشي أنّها توفيت بعد الإمام العسكري عليه السلام، وبقيت في دار أحد أصحاب الإمام المعروف بمحمد بن علي بن حمزة.[١٤] قبر السيدة نرجس في حرم العسكريين بسامراء بجنب قبر الإمام الهادي والإمام العسكري.[١٥]

الهوامش

  1. المسعودي، إثبات الوصية، ص 258.
  2. الطوسي، الغيبة، ص 231.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 28.
  4. المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 2.
  5. الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 418.
  6. الطبري، تاريخ الطبري، ج‏9، ص 208.
  7. الطوسي، اختيار معرفه الرجال (رجال الكشي)‏، ص 149.
  8. الكليني، ج 1، ص 323.
  9. الطوسي، الغيبة، ص 84.
  10. الصدوق، كمال الدين، ص 280.
  11. الطوسي، الغيبة، ص 9-134، دلائل الإمامة، الطبري، ص 490.
  12. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 390.
  13. الشیخ الصدوق، كمال الدین، 1359، ص 431
  14. النجاشي، الرجال، مؤسسة النشر الاسلامي، ص 268
  15. المقدس، دليل الأماكن الزيارية والسياحية في العراق، ص 309.

وصلات خارجية

المصادر والمراجع

  • الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1359 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير بن رستم، دلائل الامامة، قم، البعثة، 1413 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم والملوك، تاريخ الطبري، تحقيق، محمد ابو الفضل ابراهيم‏، بيروت، روائع التراث العربي‏، 1387 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، قم، دار المعارف الإسلامية، 1411 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الكشي (اختيار معرفه الرجال)، مشهد، دانشكاه مشهد(جامعة مشهد المقدسة)، 1348 هـ‏.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار الأئمه الأطهار، طهران‏، اسلاميه، 1363 ش.
  • المسعودي، علي بن حسين، إثبات الوصيه للإمام علي بن أبي طالب‏، قم‏، انصاريان‏، 1426 هـ‏.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفه حجج الله على العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 هـ. (قرص مدمج).
  • مقدس، إحسان، دليل الأماكن السياحية والزيارية في العراق، طهران، مشعر، 1388 ش.