الإنفاق

الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفك • آية الأخوة • آية الاسترجاع • آية الإطعام • آية النبأ • آية النجوى• آية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافل • حديث مكارم الأخلاق • حديث المعراج • حديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضع • القناعة • السخاء • كظم الغيظ • الإخلاص • الحلم • الزهد • الشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبر • الحرص • الحسد • الكذب • الغيبة • التبذير • الافتراء • البخل • عقوق الوالدين • حديث النفس • العجب • السمعة • قطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفس • الجهاد الأكبر • النفس اللوامة • النفس الأمارة • النفس المطمئنة • الذنب • المحاسبة • المراقبة • المشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقي • أحمد النراقي • السيد علي القاضي • السيد رضا بهاء الديني • السيد عبد الحسين دستغيب • الشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريم • نهج البلاغة • مصباح الشريعة • مكارم الأخلاق • المحجة البيضاء • مجموعه ورام • جامع السعادات • معراج السعادة • المراقبات

الإنفاق بذل المال ونحوه في سبيل الله، ومن أمثلته الخمس، والزكاة، والكفارة، والوقف، والوصية، والهبة، والصدقة. يرى جماعة من المفسرين أن الإنفاق لا يقتصر على المال، بل يمكن الإنفاق من كل رزق إلهي. والهدف منه إقامة العدالة الاجتماعية وتعزيز الإيمان والأخوة في المجتمع. وتعتبر تزكية النفس، وحفظ الثروة، والأجر في الآخرة من آثار الإنفاق. وذكر أن أكثر من 80 آية في القرآن تناولت مسألة الإنفاق.

وقد أمر أهل البيت في أحاديث كثيرة الشيعة بإنفاق أموالهم في سبيل الله، وتعويد أبنائهم على الإنفاق والتصدق. وفي حديث عن رسول الله ورد فيه: طوبى لمن أنفق الفضل من ماله. وورد عن أبي حمزة الثمالي أنّ علي بن الحسين كان يحمل الخبز في الليل على ظهره، ويذهب به إلى المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الربّ.

وتبرز ثقافة الإنفاق عند الشيعة في مختلف المجالات، حيث يقوم الشيعة والمضيفون بتقديم ما في وسعهم للزحف المليوني القاصد لزيارة الإمام الحسين، خلال مسيرة الأربعين، ويوفرون لهم الطعام والماء والسكن. وأهم موارد الإنفاق على الوالدين والأقارب، والأيتام، والفقراء، والجهاد.

المفهوم والمكانة القرآنية

الإنفاق في الاصطلاح هو بذل المال ونحوه في سبيل الله تعالى. وذكر أن مفهوم الإنفاق أوسع من مفهوم الصدقة، حيث يشمل موارد مثل الإنفاق لتعزيز الثقافة الإسلامية. يرى جماعة من المفسرين أمثال مرتضى المطهري، والسيد علي الخامنئي، والسيد محمد تقي المدرسي، أن الإنفاق لا يقتصر على المال، بل يشمل كل رزق إلهي، كما ورد في الآية 3 من سورة البقرة، الآية 3 من سورة الأنفال، والآية 254 من سورة البقرة. وبحسب السيدة نصرت الأمين، أحد مفسري الشيعة، فإن الإسراف في الإنفاق مذموم، والمستوى المتوسط يسمى الكرم. وللتعبير عن أمثلة الإنفاق الواجب والمستحب، فقد تم ذكر عدة موارد مثل الخمس، والزكاة، والكفارة، والوقف، والوصية، والهبة، والصدقة.

تعتبر مسألة الإنفاق إحدى أهمّ المسائل التي أكدّ عليها الإسلام والقرآن الكريم، وأنها أحد الأسباب المهمّة للنجاة من عذاب يوم القيامة. وذكر أن أكثر من 80 آية في القرآن تناولت مسألة الإنفاق. ورد في الآية 261 من سورة البقرة أن أجر وثواب الإنفاق بشكل خالص لله تعالى يصل إلى 700 ضعف وأكثر. يرى مهدي بناء الرضوي، مؤلف كتاب الخطة التحليلية للاقتصاد الإسلامي، أنه وفقا للآيات القرآنية، ينبغي لكل مؤمن أن ينفق المال بالإضافة إلى نفقات الحياة الضرورية، وقد توعد الله تعالى الفئة التي لا تنفق بالعذاب أليم.

وبحسب الآية 262 من سورة البقرة أنّ الإنفاق في سبيل اللّه لا يكون مقبولا عند اللّه تعالى إذا تبعته المنّة من قبل المعطي. كما أن إخلاص المنفق وحلية المال المُنفق يعتبران من شروط قبول الإنفاق عند الله تعالى. ويستعمل لفظ الإنفاق في النصوص الفقهية بمعنى صرف المال، ويستخدم في الأغلب في النفقة.

أهداف وآثار الإنفاق

يرى بعض الباحثين أن الحث على الإنفاق في آيات القرآن الكريم هو جزء من البرنامج الإسلامي، لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز الإيمان والأخوة في المجتمع. ويعتبر آية الله الخامنئي الإنفاق وقفا يسد فراغا وحاجة حقيقية في المجتمع. وبحسب الآية 265 من سورة البقرة، فإن غرض المنفق هو نيل رضوان الله تعالى، وتثبيت الفضائل الإنسانية وترسيخها.

الآثار

وقد ذكر محققي الشيعة جملة من الآثار للإنفاق الفردي والاجتماعي، منها:

• تزكية النفس: يعتبر الإنفاق سببًا لتطهير النفس من الرذائل الأخلاقية، وتشير الآية 103 من سورة التوبة إلى هذه الصفة الخاصة بالزكاة. يعتبر مرتضى المطهري، ومن خلال الاستناد على هذه الآية، إن الإنفاق له الدور في بناء الإنسان، بالإضافة إلى سد الحاجات الاجتماعية
• الراحة الروحية كما ورد في الآية 265 من سورة البقرة
• حفظ الثروة وإبقائها في أيدي الأغنياء
• العوض وزيادة أموال المنفقين، من خلال الاستناد بالآية 39 من سورة سبأ
• توفير الأمن الاجتماعي للمسلمين من خلال الإنفاق على الجهاد والإعداد العسكري
• الأجر في الآخرة.

الإنفاق في سيرة أهل البيت (ع) والثقافة الشيعية

وقد أمر أهل البيت في أحاديث كثيرة الشيعة بإنفاق أموالهم في سبيل الله، وتعويد الأبناء على الإنفاق والتصدق. جاء في حديث عن رسول الله أن من أعطى درهما واحدا في سبيل الله، كتب الله تعالى له سبعمائة حسنة (في كتاب الأعمال). كذلك ورد عن رسول الله أيضًا: طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله. بحسب علي الكوراني، كان أهل البيت يحاولون نشر ثقافة الإنفاق بين الشيعة من خلال فرض الخمس.

وقد وردت أمثلة كثيرة عن الإنفاق في حياة أهل البيت. ورد في كتاب المناقب عن الإمام الصادق، أن الإمام علي أعتق ألف عبد، وأوقف مائة عين بمنطقة ينبع للحجاج، وحفر الآبار في طريق مكة والكوفة. روي أن الإمام الحسن المجتبى وهب جميع أمواله في سبيل الله مرتين، وقسم ماله ثلاث مرات إلى قسمين: نصف لنفسه ونصف للمساكين. وأيضًا بحسب الأحاديث فقد صام الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء ثلاثة أيام لشفاء الحسنين، وفي طول هذه الأيام الثلاثة كانا يقدمان طعامهما عند الإفطار إلى مسكين ويتيم وأسير، على الرغم من جوعهما. روي عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز في الليل على ظهره، ويذهب به إلى المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفى غضب الرب.

وتبرز ثقافة الإنفاق عند الشيعة في مختلف المجالات، حيث يقوم الشيعة والمضيفون بتقديم ما في وسعهم للزحف المليوني القاصد لزيارة الإمام الحسين، خلال مسيرة الأربعين، ويوفرون لهم الطعام والماء والسكن. بحسب أحمد شرفخاني، رئيس مركز الشؤون الخيرية في هيئة الأوقاف الإيرانية، في عام 1402 ش، كان هناك أكثر من 30 ألف مؤسسة خيرية، و70 ألف منظمة اجتماعية شعبية وخيرية تنشط في هذا البلد. ووفقا له، هناك 200 ألف وقف يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وما لا يقل عن 2400 وقف كل عام في إيران. وفي عام 1386 ش، كشفت دراسة استقصائية لسكان طهران أن 96% منهم يدفعون الصدقة.

أهم موارد الإنفاق

وقد ذكر الباحثون أهم موارد صرف الإنفاق، منها:

• الوالدين والأقارب
• الأيتام
• الفقراء والمساكين
• ابن السبيل
• المهاجر في سبيل الله تعالى
• تحرير العبيد
• الجهاد
• المؤلفة قلوبهم.