البرهان في تفسير القرآن (كتاب)

من ويكي شيعة
البرهان في تفسير القرآن (كتاب)
المؤلفالسيد هاشم البحراني
البلدبيروت
اللغةالعربية
الموضوعاستقصاء الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت في خصوص تفسير الآيات القرآنية،
الناشرمؤسسة الرسالة
تاريخ الإصدار1403ق.


البرهان في تفسير القرآن هو أحد التفاسير الشيعية للقرآن الكريم والمعتمدة على المنهج الروائية، وهو من تأليف السيد هاشم البحراني. وقد أشار المؤلف في معرض تفسيره للآيات، إلى مسائل ومواضيع شرعية، وبعض القصص القرآنية فضلاً عن الأحاديث النبوية وفضائل أهل البيتعليهم السلام.

والجدير بالذكر أنّ السيد البحراني من علماء الأخبارية ومن هنا جاء تفسيره متوافقاً مع المنهج الأخباري في التعاطي مع الآيات والأحاديث، وقد سجل البعض من العلماء ملاحظات نقدية على الكتاب سواء على مستوى المنهج أم النتائج التفسيرية التي توصل إليها المؤلف.

المؤلف والغاية من تدوين الكتاب

السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي الحسيني الموسوي، البحراني التّوبلي الكتكاني، المفسّر الإمامي، المعروف بالعلّامة، من أعلام الشيعة في القرن الحادي عشر وبدايات القرن الثاني عشر الهجري القمري. وكان قد تتبع كتب الأخبار والروايات فصار من كبار المحدّثين، حتى انتهت إليه الرئاسة ببلاد البحرين بعد وفاة محمد بن ماجد الماحوزي البحراني. أشار السيد في مقدمة التفسير إلى الغاية من وراء تصنفيه للتفسير، بقوله:

قد رأيت عكوف أهل الزمان على تفسير من لم يرووه عن أهل العصمة عليهم السلام ، الذين نزل التنزيل والتأويل في بيوتهم ، وأوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم، بل كان يجب التوقف حتى يأتي تأويله عنهم، لأن علم التنزيل والتأويل في أيديهم، فما جاء عنهم عليهم السلام فهو النور والهدى، وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى.

فالمؤلف يرى ضرورة تصنيف تفسير يكون المصدر الأساسي فيه أحاديث أهل البيت عليهم السلام لما توفروا عليه من علم بتنزيل وتأويل الكتاب على النحو الأكمل. ومن هنا جاء في مقدمة الكتاب:

ولا ريب أن محل ذلك من كتاب الله جل جلاله تحتاج معرفة إلى العلم به من أهل التنزيل والتأويل،- وهم أهل البيت عليهم السلام - الذين علمهم الله سبحانه وتعالى، فلا ينبغي معرفة ذلك إلا منهم، ومن تعاطى معرفته من غيرهم ركب متن عمياء، وخبط خبط عشواء. [١]

هيكلية التفسير ومنهجيته

لقد استقصى العلامة البحراني الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيتعليهم السلام في خصوص تفسير الآيات القرآنية، وجمعها في تفسيره هذا.[٢] الذي وصفه في مقدمة كتابه بقوله:

وكتابي هذا يطلعك على كثير من أسرار علم القرآن، ويرشدك إلى ما جهله متعاطو التفسير من أهل الزمان، ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعية، والقصص والأخبار النبوية، وفضائل أهل البيت الإماميةعليهم السلام، إذ صار كتاباً شافياً، ودستوراً وافياً، ومرجعاً كافياً، حجّة في الزمان وعينا من الأعيان، إذ هو مأخوذ من تأويل أهل التنزيل والتأويل، الذين نزل الوحي في دارهم عن جبرئيل عن الجليل، أهل بيت الرحمة، ومنبع العلم و الحكمة .....

ثم أشار إلى الكتب التي إعتمد عليها في التصنيف قائلاً:

وهذه الكتب من الكتب المعتمد عليها والمعول والمرجع إليها، مصنفوها مشايخ معتبرون وعلماء منتجبون. وربما ذكرت في كتاب التفسير عن ابن عباس- على قلة- إذ هو تلميذ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وربما ذكرت التفسير من طريق الجمهور إذا كان موافقا لرواية أهل البيت عليهم السلام ، أو كان في فضل أهل البيت عليهم السلام .

ثم قال:

إن لم أعثر في تفسير الآية من صريح رواية مسندة عن أهل البيت عليهم السلام ، ذكرت ما ذكره الشيخ أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي الثقة في تفسيره، إذ هو منسوب إلى مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام . [٣]

وقد اعتمد السيد البحراني طريقة خاصّة في التفسير يبدأها بالحديث عن اسم السورة ومحل نزولها ثم يعرج على بيان فضلها وعدد آياتها، ثم يذكر خصوص الآيات التي وردت فيها أحاديث تفسيرية، مذيلا كل آية بالروايات المفسّرة لها والخاصّة بها. [٤]

وقد أكتفى السيد البحراني بذكر الروايات مع ذكر سلسلة سند الحديث، وتذييل تفسير الآية بما روي عن العامّة، معتبراً كتابه هذا بيانا لتأويل الآيات. [٥]ومراده من التأويل تفسير أهل البيت عليهم السلام والأحاديث المروية عنهم في بيان معاني الآيات وفضلهم عليهم السلام. ولم يزد في التفسير شيئا على ما روي عن أهل البيت عليهم السلام. واكتفى بالمقدمة المفصلة المذكورة في بداية التفسير والتي طرح خلالها رؤيته وتحليله للعملية التفسيرية وبيان المباني التي اعتمدها. [٦] وقد كتب أبو الحسن شريف العاملي الأصفهاني (د 1138 هـ أو 1140 هـ) مقدمة مفصلة تحت عنوان "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار".

جعل المؤلف تفسيره على مقدمة تشتمل على خطبة المؤلف، ثم أفرد سبعة عشر باباً، وهي كما يلي:

  • باب في فضل العالم والمتعلم.
  • باب في فضل القرآن.
  • باب في الثقلين.
  • باب في أنّ ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا وهو في القرآن، وفيه تبيان كل شي‏ء.
  • باب في أنّ القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة عليهم السلام، وعنهم تأويله.
  • باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، والنهي عن الجدال.
  • باب في أن القرآن له ظهر و بطن، وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، و النبي صلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام يعلمون ذلك، وهم الراسخون في العلم. من دون أن يخوض في بيان معاني المفردات المذكورة كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ و...
  • باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام.
  • باب في أن القرآن نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة.
  • باب في ما عنى به الأئمة عليهم السلام في القرآن.
  • باب آخر. متمم للباب السابق ويشتمل على النهي عن تفسير القرآن دون علم.
  • باب في معنى الثقلين والخليفتين من طريق المخالفين.
  • باب في العلّة التي من أجلها أن القرآن باللسان العربي، وأن المعجزة في نظمه، ولم صار جديداً على مرّ الأزمان.
  • باب أنّ كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود.
  • باب في أوّل سورة نزلت وآخر سورة.
  • باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب.
  • باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره.

وبعد هذه الأبواب شرع في المقصود، وهو تفسير سور القرآن الكريم بالمأثور من رواية أهل البيت عليهم السلام مبتدئا بسورة الفاتحة ومنتهيا بسورة الناس، تاركا تفسير بعض الآيات الكريمة، مما لم يجد روايات في تفسيره. [٧] وقد غلب على الكتاب طابع الدفاع الكلامي عن أهل البيت عليهم السلام لإثبات حقانيتهم والتعريف بفضائلهم.

علم التفسير

أهم التفاسير

من وجهة نظر الشيعة:

من وجهة نظر أهل السنة:

المناهج التفسيرية

  • تفسير القرآن بالقرآن
  • التفسير الروائي
  • التفسير التطبيقي
  • التفسر العلمي
  • التفسير العصري
  • التفسير التاريخي
  • التفسير الفلسفي
  • التفسير الكلامي
  • التفسير العرفاني
  • التفسير الأدبي
  • التفسير الفقهي

أقسام التفسير

اصطلاحات علم التفسير

مصادر التفسير

إعتمد المؤلف في تفسيره على المصادر الحديثية التالية:

وغير ذلك من المصادر التي ورد ذكرها في مطاوي تفسير البرهان.[٨]

نقود ومؤاخذات

سجّل الشيخ الآصفي في مقدمته التي كتبها للطبعة التي حققتها مؤسسة البعثة في طهران، مجموعة من الملاحظات النقدية جاء فيها:

إن الكتاب يحتوي على طائفة من الروايات الضعيفة في الغلو و التحريف وقد تتبعنا هذه الروايات في الكتاب فوجدناها مبثوثة في مختلف مواضع التفسير.

و يبدو أن المؤلف لم يقم بعملية جرد وتصفية وفرز للأحاديث الصحيحة عن غيرها في هذا الكتاب، أو أن جهده في هذا الأمر لم يكن كافيا لاستخلاص الكتاب من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

فهو يعتمد مصادر متهمة بالوضع نحو التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام و.... وكذلك اعتمد كتاب (مصباح الشريعة) المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام، وهو كتاب جليل، ولكنه لم تثبت نسبته إلى الإمام الصادق عليه السلام، ومؤلفه مجهول، وقد نسبه بعض العلماء إلى هشام بن الحكم، إلا أن شيئا من ذلك لم يثبت بطريق علمي.

كما اعتمد المؤلف في كتابه هذا طائفة من الروايات الضعيفة من حيث السند، والمضطربة من حيث المتن ، وهو بالتأكيد مما يؤثر أثراً سلبياً على القيمة العلمية لهذا الكتاب الجليل، إلا أن نقول: ::إن الكتاب هو جهد علمي لجمع الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن، وهو جهد مفيد ونافع يمهد الطريق للمحققين الذين يعملون في تحقيق النصوص واستخراج الصحيح منها، وفرزها عن الروايات الضعيفة والمضطربة..

وقد قام العلامة المجلسي في عصره بتدوين الموسوعة الروائية الكبرى بحار الأنوار بهذا الأسلوب، ولهذه الغاية. وليس من شك أن في هذه الموسوعة الجليلة (بحار الأنوار) الكثير من الأحاديث الضعيفة والمضطربة، وليس من شك كذلك أن هذه الموسوعة خدمت المكتبة الإسلامية، والمحققين خدمة جليلة، حيث جمعت لهم النصوص والروايات المتفرقة في موضع واحد و ضمن نهج علمي منظم واحد، يسهل لهم الرجوع إليها واستخراج ما يريدون منها من النصوص والروايات.

وهو وجه معقول من الكلام. وعندئذ لا يكون وجود أمثال هذه الروايات في الكتاب – يعني البرهان في تفسير القرآن- سببا لانتقاص قيمة الكتاب العلمية، إلا أننا نجد أنفسنا بحاجة إلى مرحلة أخرى من الجهد العلمي لاستخلاص الصحاح من حديث أهل البيت عليهم السلام (في التفسير والأصول) عن الأحاديث الضعيفة وفرزها عنها. [٩]

وقال آية الله الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه التفسير والمفسرون:

السيد هاشم البحراني من المحدثين الأفاضل والمتتبعين الجيدين للروايات والأخبار. وقد اكتفى -رحمه الله- في تفسيره البرهان بالجمع والتصنيف من دون أبداء رأي أو عرض وجه نظر سواء على مستوى جرح وتعديل الرواة، أم على مستوى تأويل الروايات المخالفة للعقل ولصريح النقل، أم على مستوى الجمع المنطقي بين المتعارضات من الروايات. [١٠]

وقال السيد محمد علي الايازي:

إن المؤلف من جملة علماء المدرسة الأخبارية ومن هنا اكتفى في تفسيره بالروايات الواصلة عن طريق أهل البيت عليهم السلام لإيمانه بأنّ التفسير لا يصح إلا من خلالهم عليهم السلام ، فلا يصح التفسير بالتدبر أو الاجتهاد أو إعمال الفكر وذوق المفسر، فضلا عن النهي عن التفسير بالروايات غير المنقولة عنهم. [١١]

نسخ الكتاب

الطبعات الحجرية والحروفية

طبع تفسير البرهان فضلا عن الطبعة الحجرية عدّة طبعات، منها:

  • الطبعة ذات الخمس مجلدات (اختص المجلد الأوّل منها بالمقدمة) صدرت عن مؤسسة إسماعيليان في قم المقدسة.
  • طبعة مؤسسة الوفاء بيروت تقع في أربع مجلدات.
  • الطبعة الصادرة عن المكتبة الإسلامية في طهران في خمس مجلدات.
  • طبعة مؤسسة الرسالة بيروت الصادرة سنة 1403 هـ ق.
  • الطبعة الجديدة ذات الخمس مجلدات من القطع الرحلي، تحقيق مؤسسة البعثة طهران، مع مقدمة مفصّلة بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي.

النسخ الخطية

  • النسخة المودعة في مكتبة في مكتبة وزيري في يزيد تحت الرقم (5998)
  • النسخة الموجودة في مكتبة جامعة طهران تحت الرقم (844)
  • النسخة المودعة في مكتبة القاهرة تحت الرقم ( 19109 ب)
  • نسخة مكتبة آية الله السيد الحكيم العامة في النجف الاشرف تحت الرقم (690)
  • النسخة المودعة في مكتبة الفيضية في قم تحت الرقم (39-40- 16 تفسير)
  • نسخة كلية الآداب طهران، تحت الرقم (457)
  • نسخة كلية الإلهيات- جامعة طهران، رقمها (20ب و25ب)
  • النسخة المودعة في المكتبة الرضوية (آستان قدس رضوي)- مشهد المقدسة، رقمها (83-91).
  • النسخة المسجلة في مكتبة مدرسة الشهيد المطهري طهران تحت الرقم (2057)

الهوامش

  1. البحراني، البرهان‌ في تفسير القرآن‌، ج 1، ص 4.
  2. آقا بزرك الطهراني، الذریعة، ج 3، ص 93.
  3. البحراني، البرهان‌ في تفسير القرآن‌، ج 1، ص 4.
  4. خرمشاهي، دانشنامه قرآن و قرآن پژوهي، ص 475.
  5. البحراني، البرهان‌ في تفسير القرآن‌، ج 1، ص 4.
  6. البحراني، البرهان‌ في تفسير القرآن‌، ج 1، ص 2-5.
  7. البحراني، البرهان في تفسير القرآن، مقدمة المحقق، ص 59.
  8. البحراني، البرهان، ج 1، ص 70 - 73.
  9. البحراني، السيد هاشم، البرهان في تفسير القرآن، مقدمة الشيخ محمد مهدي الآصفي.
  10. معرفت، محمدهادي، التفسير والمفسرون، ص 330-331.
  11. أيازي،سيد محمد علي. المفسرون حياتهم ومنهجهم. ص 201.

وصلات خارجية

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة الى تصانيف الشيعة، طبعة علي نقي منزوي وأحمد منزوي، بيروت 1403هـ.
  • أيازي، السيد محمد علي. المفسرون حياتهم و منهجهم. طهران، انتشارات وزارت فرهنك وارشاد إسلامي، 1414هـ.
  • البحراني، السيد هاشم، البرهان في تفسير القرآن، طبعة محمود بن جعفر الموسوي الزرندي، طهران 1334ش.
  • البحراني، السيد هاشم، البرهان في تفسير القرآن، طهران، بعثت.
  • خرمشاهي، بهاء الدين، دانشنامه قرآن وقرآن پژوهي. طهران، دوستان، ناهيد، 1377 ش.
  • معرفت، محمد هادي، التفسير والمفسرون، مشهد، دانشگاه علوم اسلامي رضوي، ۱1418هـ.