بيروت

من ويكي شيعة
بيروت
المعلومات العامة
البلدلبنان
عدد السكانأكثر من 2 مليون
الأماكن
الحوزات العلميةالمعهد الشرعي الإسلاميحوزة الرسول الأكرم (ص)معهد الإمام الرضا (ع)حوزة السيدة الزهراء (ع)
المساجدمسجد الحسنينمسجد الإمام الصادق (ع)مسجد القائم
الحسينياتمجمع سيد الشهداء


بيروت هي عاصمة لبنان وأكبر مدنها وميناؤها الرئيسي. وتعدّ هذه المدينة من أهم المناطق السكنية الشيعية في لبنان. ومنطقتها الجنوبية -والتي تسمى الضاحية الجنوبية- هي المنطقة الشيعية الرئيسية في بيروت. ويعيش الشيعة في هذه المدينة وضعاً معيشياً سيئاً. ومن أهم علماء هذه المدينة محمد مهدي شمس الدين، رئيس المجلس الأعلى الشيعي اللبناني، و المفسر محمد جواد مغنية. ويتمتع حزب الله اللبناني بشعبية ونفوذ كبيرين في هذه المدينة.

الموقع الجغرافي والمكانة

خارطة لبنان

تقع بيروت في شبه جزيرة مثلثة الشكل، يحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال والغرب، ويمتد جزء من المدينة مسافة 9 كيلومترات داخل البحر.[١] وتتمتع هذه المدينة بمناخ متوسطي، حار ورطب صيفاً ومعتدل شتاءً.[٢] وقد زاد من أهمية هذه المدينة وقوعها على طرق التجارة والاتصالات الرئيسية من آسيا إلى أوروبا وشمال أفريقيا. قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م؛ كانت بيروت تعتبر إحدى المدن الخدمية الكبرى في العالم، والمركز المصرفي والثقافي في الشرق الأوسط.[٣] ومع انتهاء الحرب الأهلية عام 1991م؛ بُذلت مساع وجهود حثيثة لاستعادة تلك المكانة.[٤]

تاريخ المدينة

تعتبر بيروت من أقدم المدن التي تقع على الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ويعود تاريخها إلى منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد.[٥] تطورت بيروت تجاريًا وتمتعت باستقلال نسبي بين عامي 1200 و900 قبل الميلاد، المعروف بالعصر الذهبي للفينيقيين. وفي عام 538 قبل الميلاد، عندما غزا كوروش بابل، أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية. وفي القرن الأول الميلادي، أصبحت بيروت مركزاً تجارياً مهماً والقاعدة الرئيسية للأسطول البحري الروماني في شرق البحر الأبيض المتوسط.[٦]

العهد الإسلامي

كانت بيروت في زمن الفتوحات الإسلامية مدينة شبه مهجورة ولم تكن ذات أهمية كبيرة،[٧] وفي سنة 13 أو 14 للهجرة فتح المسلمون بيروت بقيادة يزيد بن أبي سفيان وأخيه معاوية،[٨] وقام بتوطين مجموعة من ذوي الأصول الفارسية في هذه المنطقة للدفاع عن شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بما فيها بيروت، ضد الهجمات الرومانية.[٩] وقد أولى معاوية بيروت عناية خاصة، وقام بتقوية هذه المدينة كميناء لدمشق وقاعدة مركزية على ساحل الشام.[١٠]

ومع سقوط الأمويين ووصول العباسيين إلى السلطة فقدت بيروت جزئياً مكانتها السابقة، ولكن لأن أمن ساحل الشام كان مهماً للخلافة العباسية، قام المنصور الخليفة العباسي الثاني بزيارة بيروت.[١١]

وبعد أن فتح الفاطميون الشام سنة 360هـ، قدم جعفر بن فلاح الكتامي أحد قادة الجيش الفاطمي إلى بيروت وعين الأمير سيف الدولة منذر التنوخي بعد مبايعته للدولة الفاطمية والياً على المنطقة الغربية التي كانت بيروت جزءاً منها.[١٢]

وفي سنة 504هـ، استولى الصليبيون على بيروت وهدموا جميع مساجدها إلا مسجداً واحداً.[١٣] وفي العصر المملوكي سنة 690 هـ أعيدت بيروت مرة أخرى إلى الأراضي الإسلامية.[١٤] واكتسبت المدينة أهميتها في النصف الثاني من القرن الثامن والنصف الأول من القرن التاسع الهجريين، وجعلها المماليك أهم ميناء في الشام وقاعدتهم العسكرية لمهاجمة جزر البحر الأبيض المتوسط.[١٥] ومنذ العام 922 هـ، أصبحت بيروت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.[١٦]

خلفية التشيع

لا توجد أخبار موثّقة عن التاريخ الدقيق لوصول التشيع إلى بيروت، ولكن في القرن الرابع الهجري كان المذهب منتشراً في سواحل لبنان بما فيها بيروت.[١٧]

وعلى الرغم من تاريخ التمدن الطويل بين مجموعات من شيعة لبنان وخاصة في بيروت؛ إلا أن وجود الشيعة في محيط بيروت مثل مناطق الغبيرة وبرج البراجنة والشياح أقدم بكثير، واحتمل البعض أنهم كانوا من الناجين من الشيعة في القرن الرابع الهجري.[١٨]

ويبدو أن المذهب الشيعي لم يكن موجوداً في بيروت في العصور الوسطى حتى قبل الحرب العالمية الأولى، حيث استقرت مجموعة من الشيعة في بيروت من مناطق أخرى، وتزايد عدد سكانهم وثرواتهم تدريجياً، حتى أصبح عددهم كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية، غير أنهم كانوا منتشرين في أرجاء بيروت ولا يجتمعون إلا في المناسبات الدينية، خاصة أيام عاشوراء.[١٩]

ومنذ الحرب العالمية الثانية، هاجر العديد من الشيعة من جبل عامل وبعلبك ودمشق إلى بيروت، ثم انضم إليهم مهاجرون أثرياء من أفريقيا، وهكذا أصبح الشيعة فئة مؤثرة، وبنوا لأنفسهم جمعيات ومساجد وحسينيات.[٢٠]

التاريخ الحديث

بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الحكومة العثمانية، أصبحت بيروت عاصمة المنطقة الغربية (الساحلية) تحت إشراف ووصاية فرنسا.[٢١] وفي أيار/مايو 1926م، وتمت الموافقة على دستور لبنان، وعلى أساسه تشكلت "الجمهورية اللبنانية" وعاصمتها بيروت.[٢٢] وفي عام 1975م، وبحجة هجوم مجموعة مسلحة على حافلة تقل للفلسطينيين في بيروت، اندلعت الحرب الأهلية في لبنان التي دامت 15 عاماً، وفي عام 1982م، هاجمت إسرائيل لبنان وحاصرت بيروت.[٢٣]

السكان والمذاهب

قُدر عدد سكان بيروت في عام 1991م بمليون ومائة ألف نسمة،[٢٤] وفي عام 2012م، وصل إلى حوالي 2 مليون نسمة. وفي العام 1950م، كان المسلمون السنة والأرمن أكبر الطوائف الدينية في بيروت، ولكن مع هجرة عدد كبير من الشيعة في ستينيات القرن العشرين، تغير التركيب الديموغرافي للمدينة بشكل ملفت للنظر. فعلى سبيل المثال، تظهر إحصائيات عام 1971م أن 45% من مجموع الشيعة في لبنان يعيشون فقط في مدينة بيروت وضواحيها. ووفقاً للتغيرات الديموغرافية فقد أصبح الشيعة في تسعينيات القرن العشرين أكبر جماعة دينية هناك، ويأتي من بعد الشيعة في الأهمية كتكتل ديني أهل السنة.[٢٥] كما تعيش أيضًا جالية صغيرة من اليهود في بيروت.[٢٦] ولا يوجد مصدر موثوق للتركيبة الديموغرافية للأديان في السنوات الأخيرة. وقد تفاقم هذا الأمر بشكل خاص بسبب توسع منطقة الضاحية الجنوبية وتزايد الهجرات إلى هذه المنطقة. ويعد سكان شرق بيروت جميعهم تقريباً من المسيحيين، بينما تعتبر بيروت الغربية موطناً للمسلمين السنة والدروز. وأما الجزء الجنوبي من بيروت ذو الكثافة السكانية العالية فيختص بالشيعة.[٢٧]

وضع شيعة بيروت

السكان

لا توجد إحصائية دقيقة لأعداد الشيعة في بيروت، وذكرت بعض المصادر أن عددهم في الضاحية الجنوبية وحدها يصل إلى مليون نسمة تقريباً. [٢٨]

محل سكناهم

تعد المنطقة الجنوبية من بيروت والتي تسمى الضاحية؛ المكان الرئيسي الذي يعيش فيه الشيعة. وتبلغ مساحة هذه المنطقة 28 كيلومتراً مربعاً، وتتواجد فيها مراكز مهمة مثل سفارات بعض الدول ومكتب الأمم المتحدة ومكاتب شبكات العالم والمنار. وإدارة هذه المنطقة تخضع لسيطرة حزب الله.[٢٩] وتتميز هذه المنطقة بكثافة سكانية عالية، وبحسب الإحصائيات السكانية لعام 2007م فإن الجزء الشيعي من بيروت يضم حوالي 16.48% من سكان بيروت.[٣٠] وقد تعرض هذا الجزء لأضرار بالغة في الحروب الأهلية في لبنان.[٣١]

الوضع الاجتماعي والاقتصادي

يعاني الشيعة في العصر الحاضر من الفقر وغيره من أشكال الحرمان الاجتماعي والثقافي. ورغم أن الشيعة عملوا مع الجماعات اللبنانية الأخرى من أجل استقلال لبنان، إلا أن الوضع العام للشيعة لم يتغير، وجاء الكثير منهم إلى بيروت هرباً من الفقر في المناطق الشيعية مثل الجنوب والبقاع وبعلبك واستقروا في ضواحي المدينة. ووصل الوضع السيئ بشيعة بيروت إلى حد أن منطقة سكناهم حول بيروت كانت تسمى (حزام الفقر). وفي السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من تحسن وضع هذه المنطقة إلى حد ما، إلا أن هذه المنطقة لا تزال تعاني من العديد من المشاكل.[٣٢]

وبعد نشاطات السيد موسى الصدر وإصلاحاته في الميدان اللبناني، تزايدت جهود الشيعة وتضامنهم من أجل رفع الحرمان، واستطاعوا الحصول على جزء من المناصب السياسية والاجتماعية واستعادوا حقوقهم إلى حد ما.[٣٣]

المراكز الشيعية

الحوزات العلمية

مسجد الإمام الصادق في بيروت

.

توجد عدة حوزات علمية للشيعة في بيروت، ومنها:

نص التعليق
رقم اسم الحوزة المؤسس
1 المعهد الشرعي الإسلامي[٣٤] محمد حسين فضل الله
2 حوزة الرسول الأكرم (ص)[٣٥] فرع جامعة المصطفى العالمية
3 معهد الإمام الرضا (ع)[٣٦] الشيخ حسن الرميتي
4 حوزة الإمام علي (ع)[٣٧] جعفر مرتضى العاملي
5 حوزة السيدة الزهراء (ع)[٣٨] فرع جامعة المصطفى العالمية

المساجد والحسينيات

دور النشر

سائر المراكز الشيعية

الهوامش

  1. دائرة المعارف بريتانيكا، II/815؛ شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، 13.
  2. .Weatherbase: Historical Weather for Beirut
  3. Canadian International Development Agency. "Lebanon: Country Profile".
  4. Canadian International Development Agency. "Lebanon: Country Profile".
  5. شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، ص11.
  6. دائره المعارف بزرگ إسلامي، ج13، ص383.
  7. شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، ص38.
  8. البلاذري، فتوح البلدان، ج1، ص150.
  9. التدمري، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، ص94؛ اليعقوبي، البلدان، ص164-165.
  10. التدمري، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، ص197.
  11. التدمري، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، ص36-37.
  12. شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، ص55-56.
  13. شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، ص66.
  14. شبارو، تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين، ص93.
  15. صالح بن یحیی، تاریخ بیروت، ص220-225.
  16. سالم، عبدالعزیز، تاریخ مدينة صيدا في العصر الإسلامي، ص185.
  17. حسن الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج8، ص497-507.
  18. حسن الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج8، ص497-507.
  19. حسن الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج8، ص497-507.
  20. حسن الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج8، ص497-507.
  21. قربان، ملحم، تاريخ لبنان السياسي الحديث، ج1، ص143 و ج2، ص294-295.
  22. قربان، ملحم، تاريخ لبنان السياسي الحديث، ج1، ص192-196.
  23. نادري، لبنان، ص84 و 136.
  24. Britannica book of the year 1998, p644.
  25. Michael C. Hudson, The precarious republic: political modernization in Lebanon, p27; Samir Khalaf and Guilain Denoeux, "Urban networks and political conflict in Lebanon", in Lebanon: a history of conflict and consensus, p187; Michael F. Davie, "Demarcation lines in contemporary Beirut", in The Middle East and North Africa, p41-48.
  26. Michael C. Hudson, The precarious republic: political modernization in Lebanon, p27; Samir Khalaf and Guilain Denoeux, "Urban networks and political conflict in Lebanon", in Lebanon: a history of conflict and consensus, p187; Michael F. Davie, "Demarcation lines in contemporary Beirut", in The Middle East and North Africa, p41-48.
  27. نوري، داوود، شيعيان لبنان، ص112.
  28. الضاحية الجنوبية، موقع قناة الجزيرة.
  29. نگاهي به ˈضاحيةˈ بيروت، محلة زندگي سيد حسن نصر الله؛ الضاحية الجنوبية، موقع قناة الجزيرة.
  30. نوری، داوود، شیعیان لبنان، ص112
  31. الضاحية الجنوبية، موقع قناة الجزيرة.
  32. البحث الاجتماعی السریع بیروت و ضواحیها 2005؛ الطائفة الشيعية في لبنان عاشت الحرمان، موقع قناة الميادين.
  33. الطائفة الشيعية في لبنان عاشت الحرمان، موقع قناة الميادين.
  34. الموقع الرسمي للمعهد الشرعي الإسلامي.
  35. الموقع الرسمي لحوزة الرسول الأكرم.
  36. السيرة الذاتية للشيخ حسن الرميتي.
  37. السيرة الذاتية للسيد جعفر مرتضى العاملي.
  38. الموقع الرسمي لحوزة السيدة الزهراء.
  39. مسجد الإمامين الحسنين، موقع بنت جبيل.
  40. لقاء علمائي في مسجد الإمام الرضا (ع) في ضاحية بيروت، وكالة إيكنا للأنباء.
  41. يوم الرضيع الحسيني في مجمع سيد الشهداء(ع) بالضاحية الجنوبية، وكالة أبنا للأنباء.
  42. مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، المجمع العالمي للمراكز الشيعية.
  43. مركز الغدير للدراسات والنشر.
  44. الموقع الرسمي لمستشفى الرسول الأعظم.
  45. الموقع الرسمي لمعهد الرسول الأعظم.
  46. الموقع الرسمي لجمعية الإمداد الخيرية الإسلامية.

المصادر والمراجع