النميمة

من ويكي شيعة
(بالتحويل من نميمة)
الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله عليه وآله وسلم فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْقَتَّاتُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقَتَّاتُ؟ قَالَ: النَّمَّامُ يَا أَبَا ذَرٍّ صَاحِبُ النَّمِيمَةِ لَا يَسْتَرِيحُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ، يَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ، وَلِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ ذُو وَجْهَيْنِ‏ فِي النَّارِ، يَا أَبَا ذَرٍّ الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ، وَإِفْشَاؤُكَ سِرَّ أَخِيكَ خِيَانَةٌ (فَاجْتَنِبْ ذَلِكَ وَاجْتَنِبْ مَجْلِسَ الْعَثْرَةِ).

النميمة، هي نقل الأحاديث التي يكره الناس إفشاءها بين شخص إلى آخر، وذلك نكاية بالمحكى عنه ووقيعة به. وهي من الرذائل الأخلاقية المنهي عنها، وقد جاء الوعيد عليها بالنار في القرآن الكريم، وحذرت الروايات من التخلّق بها، ويرى علماء الأخلاق أن الدافع إليها ناجم عن الحسد والنفاق، لذا هي سبب للبغضاء والعداوة والحقد وعدم نزول المطر .

المعنى اللغوي

النميمة من نمَّ، وهو إظهار الشيء وإبرازه، وأيضاً الصوت والهمس، والنّمّام من لا يبقى الكلام في جوفه.[١]

المعنى الاصطلاحي

النميمة: هي نقل الأحاديث التي يكره الناس إفشاؤها ونقلها من شخص إلى آخر، نكاية بالمحكى عنه ووقيعة به.[٢]

الشخص النمام: هو الذي يتحدث مع القوم فيَنمُّ عليهم، فيكشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو الثالث، وسواء كان الكشف بالعبارة أو بالإشارة أو بغيرهما.[٣]

النميمة في القرآن

وردت النميمة عدة مرات في القرآن الكريم مرة صراحة تحت لفظة نميم كما في سورة القلم :﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [٤]

وأخرى بشكل غير صريح تحت مسمى الشفاعة السيئة كما جاء في تفسير مجمع البيان أنّ أحد معاني الشفاعة السيئة هو النميمة[٥]: ﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا[٦]

وكذلك في سورة الهمزة: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ فقد ورد أنّ معنى الهمزة اللمزة هو النمام المغتاب.[٧]

ولكون النميمة نوع من الفواحش فقد جاء الوعد عليها بالنار يوم القيامة في القرآن الكريم؛ لذلك تعتبر من الذنوب الكبائر: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون.[٨]

النميمة في الروايات

جاء في الأمالي للشيخ الصدوق، عن الإمام الصادقعليه السلام: «أَربَعةٌ لا يَدخُلونَ الجَّنَّةَ، الكّاهِن، والمُنَافِق، ومُدمِنُ الخَمْرِ، والقَتَّات، وهو النَّمَّام».[٩]

ومن وصايا النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «أَلَا أُخبِركُم بِشِرَارِكُم؟ قالوا: بَلى يارَسُول الله، قال: المَشَّاؤون بالنَمِيمة، المُفرِّقُون بَينَ الأَحِبَّة، البَاغُون لِلبرآء عَيب».[١٠]

وجاء في رواية عن الإمام الصادق(ع) يبين فيها أقسام السحر: «وإنَّ من أكبر السحر النميمة، يفرق بها بين المتحابين، ويجلب العداوة على المتصافين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدور، ويكشف بها الستور، والنمام شر من وطئ الأرض».[١١]

دوافع النميمة

يرى علماء الأخلاق أنّ الأمور التي تدفع المرء نحو هذه الرذيلة هي عدة عوامل منها:

الحسد: لأن الشخص الحسود يتألم مما يرى من روابط المودة ووشائج المحبة بين الزوجين والعوائل فيما بينهم، لذا يسعى من خلال النميمة أن يزرع بذور الفرقة وسوء الظن بين هؤلاء الناس ويغرس العداوة والنزاع بين الأفراد.
النفاق: حيث أن الشخص النمام يذهب إلى تلك الجهة، ويبدأ ببان معاب الجهة الأخرى ويذمها ويتظاهر بأنه إنّما يريد الخير لهذا الطرف دون ذاك، فيلقي بكلامه المسموم لدى هؤلاء، ثم يتوجه إلى الطرف المقابل ويكرر نغس هذا العمل، فهذا الشخص هو مصداق للإنسن ذي الوجهين وذي اللسانين.[١٢]

آثار النميمة

« روي أنّ موسى (ع) استسقى لبني إسرائيل حين أصابهم قحط، فأوحى الله تعالى إليه: إني لا أستجيب لك، ولا لمن معك، وفيكم نمام قد أصرّ على النميمة. فقال موسى(ع) من هو يارب حتى نخرجه من بيننا؟ فقال الله: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماماً، فتابوا بأجمعهم، فسقوا. »



كشف الريبة ص 82.

على المستوى الاجتماعي

تعتبر النميمة من العوامل المهمة للتفرقة وإيجاد سوء الظن بين أفراد المجتمع، وتفضي إلى العداوة وتعميق حالة الحقد والكراهية بين الأفراد، وتارة تؤدي إلى تلاشي الأسر وتمزق العوائل.

والشخص النمام غالبا يعيش في المجتمع منفوراً ومطروداً.[١٣]

على المستوى الفردي

  • عذاب القبر: عن الإمام عليعليه السلام: «عَذاَبُ القَبرِ يَكون مِن النَّمِيمة، والبَولِ، وعَزب الرَّجلِ عن أَهلِه».[١٤]
  • تزرع الضغينة في القلوب: ورد عن الإمام علي عليه السلام: «إيّاكَ والنَّمِيمة، فإنّها تَزرَعُ الضَّغينَة وتُبعِد عَن اللهِ والنّاس».[١٥]

الهوامش

  1. ابن فارس، معجم مقايس اللغة، ج 5، ص 358-359.
  2. الصدر، أخلاق أهل البيت، ص 155.
  3. الجرجاني، معجم التعريفات، ص 207.
  4. القلم: 10-11.
  5. الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 205.
  6. النساء: 85.
  7. الطوسي، التبيان، ج 10، ص 407، السبحاني، منية الطالبين، ج 30، ص 632؛ الشيرازي، الأمثل، ج 15، ص 519.
  8. النور: 19.
  9. الصدوق، الأمالي، ص 489.
  10. الصدوق، الخصال، ص 183، ح 249.
  11. دستغيب، الذنوب االكبيرة، ج 2، ص 277.
  12. الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 3، ص 271-272.
  13. الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 3، ص 269-270.
  14. الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 309.
  15. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 10، ح 20697، ص 4450.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، بيروت – لبنان، دار الفكر، 1399 هـ/ 1979 م.
  • الجرجاني، علي بن محمد، معجم التعريفات، القاهرة- مصر، دار الفضيلة، تحقيق: محمد صديق المنشاوي.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم - إيران، مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط 1، 1409 هـ.
  • الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، قم - إيران، دار الحديث، ط 1، 1422 هـ.
  • السبحاني، جعفر، منية الطالبين في تفسير القرآن المبين تفسير، قم - إيران، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، ط 1، 1434 هـ/ 2012 م.
  • الشيرازي، ناصر مكارم، الأخلاق في القرآن، قم - إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام، ط 3، 1428 هـ.
  • الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران، دار النشر، ط 3، 1433 هـ.
  • الصدر، محمد مهدي، أخلاق أهل البيت، قم - إيران، دار الكتاب الإسلامي، ط 4، 1429 هـ/ 2008 م.
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران- إيران، مؤسسة البعثة، 1417 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الخصال، قم - إيران، جماعة المدرسين، تحقيق: علي أكبر الغفاري، 1403 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، النجف- العراق، المكتبة الحيدرية، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، 1385 هـ/ 1966 م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت – لبنان، دار العلوم، ط 1، 1426 هـ/ 2005 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي.
  • دستغيب، عبد الحسين، الذنوب الكبيرة، بيروت – لبنان، الدار الإسلامية، ط 4، 1427 هـ/ 2006 م.