عَبدُ الله بن عُمير الكلبي من شهداء كربلاء، عندما أُخبر أنّ الكوفة تستعد لقتال الإمام الحسين خرج هو وزوجته منها، والتحقا بركب الإمام الحسين، واستشهادا في كربلاء، وبناء على ما أورده الطبري كان عبد الله بن عمير هو الثاني ممن استشهد من أصحاب الإمام الحسين.
تاريخ وفاة | يوم عاشوراء عام 61هـ. |
---|---|
دفن | حرم الإمام الحسين (ع) - كربلاء |
زوج | أم وهب |
الاسم والنسب
نسبه: هو عبد الله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي،[١] وقيل اسمه وهب بن عبد الله الكلبي أو وهب بن جناب أو وهب بن حباب.[٢]
التحاقه بالإمام الحسين
يروي أبو مخنف: أنّ عبد الله بن عمير رأى في النخلية قوم يستعدون، ويجهزون للقتل، فسأل عن ذلك، فقيل له: إنهم يتوّجهون لقتال ابن بنت رسول الله ، فقال: :واللهِ لقد كنتُ على جهادِ أهل الشرك حريصاً، وإنّي لأرجو أن لا يكون جهادُ هؤلاءِ الذين يَغْزُون ابنَ بنتِ نبيِّهم أيسَرَ ثواباً عند الله مِن ثوابه إيّايَ في جهاد المشركين". فأخبر زوجته، وحدثها، وأعلمها بما يريد، فقالت له زوجته أم وهب: "أصَبتَ أصابَ اللهُ بك أرشدَ أُمورك، افَعلْ، وأخرِجْني معك". فخرج معها ليلاً حتّى التحاقا بالإمام الحسين .[٣]
في يوم عاشوراء
عندما رمى عمر بن سعد نحو معسكر الإمام ، وبدأ القتال خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان وسالم مولى عبيد الله بن زياد يطلبان مبارزاً للقتال، فقام حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير، ولكنّ الإمام منعهما من القتال والمبارزة، فعندئذ قام عبد الله بن عمير، واستأذن الإمام لقتالهما، فرأى الإمام أنّه رجل طويل شديد الساعدين وبعيد ما بين المنكبين، وأنّه كفؤ للقتال، فأذن له.
فخرج إليهما.. فقالا له: مَن أنت ؟! فانتَسَبَ لهما، فقالا له: لا نَعرفُك، ليخرجْ إلينا زهيرٌ أو بُرَير! وكان يَسارٌ قريباً من عبدالله، فقال عبدالله له: لا يَخرجُ إليك أحدٌ من الناس إلاّ وهو خيرٌ منك ؟!
ثمّ شَدَّ عبدُالله بن عُمير على يَسارٍ يضربه بسيفه، وبينما هو مُشتغلٌ به إذْ شَدَّ سالمٌ على عبدالله، فصاح أصحابُ عبدالله به: قد رَهَقَك العَبدُ. فلم يبال عبدُالله به حتّى ضربه سالمٌ بالسيف، فاتّقاها عبدُالله بيده اليسرى فأطار أصابعَها.
ثمّ مال عبدالله على سالم، فضربه حتّى قتله، بعد أن غَشِيَ يساراً، وقتله أقبلَ على الإمام الحسين وهو يرتجز ويقول:
إنْ تُنكـروني فـأنـا ابنُ كلبِ | حَسْبيَ بيتي فـي عُلَيمٍ حَسْـبي | |
إنّـي آمرؤٌ ذو مِـرّةٍ وعَضْبِ | ولستُ بالخَوّارِ عنــــــــــــــد النكب | |
إنّـــــــــــــي زعيـمٌ لكِ أمَّ وَهْـبِ | بــالطعنِ فيهم مُقْـدِماً والضربِ | |
ضرب غلام مؤمن بالرّب[٤] |
فهاجَت الغَيرةُ في أُمّ وهب حتّى أخَذَت عموداً، ثمّ أقبَلَت نحو زوجها تقول له: فِداك أبي وأمّي، قاتِلْ دون الطيّبين مِن ذريّة محمّد . فأراد أن يَرُدَّها زوجُها عبدُالله فلم تُطاوِعْه، وأخَذت ثوبَه وتقول له: لن أدَعَك دون أن أموت معك. هذا ويمينُ عبدالله سَدِكتْ على سيفه، ويَسارُه مقطوعةٌ أصابُعها، فلا يستطيع ردَّ زوجته، حينها جاء إليها الإمام الحسين يقول لها:
استشهاده
حَمَل شمرُ بن ذي الجَوشَن على مَيسرَةِ عسكر الحسين ، فثَبَتوا وطاعَنُوه. وقد قاتَلَ عبدُالله بن عُميرَ الكلبيّ ـ وكان على الميسرة ـ قتالَ ذي لَبدٍ وثبات، وقتل من عسكر عمر بن سعد رجالاً، فحمَلَ عليه: هاني بن ثُبَيت الحَضْرَميّ، وبُكيَر بن حيّ التيميّ... فقتلاه.[٦] ورد اسمه في زيارة الشهداء والسلام عليه.[بحاجة لمصدر]
استشهاد أم وهب
لمّا رأت أم وهب زوجَها عبد الله بن عُمَير الكلبيّ قد قتل مَضَتْ إليه وسط ساحة المعركة، حتّى جَلَست عنده، وأخَذَتْ برأسه تَمسَح الدمَ والتراب عنه وعن وجهه، وهي تقول له: هنيئاً لك الجنة! أسألُ اللهَ الذي رزقك الجنّةَ أن يصحبني معك. فبَصُرَ بها شمر بن ذي الجوشن، فقال لغلامٍ له اسمه «رستم »: اضرِبْ رأسَها بالعمود! فضرب رستم رأسَها بعمود فشَدَخَه، فماتت مكانها.[٧] وقيل: هي أوّل امرأةٍ قُتلتْ من عسكر الحسين .
عبد الله أم وهب الكلبي
وفي ما نقلته المصادر والكتب وقع خلط بين وهب وبين عبد الله اللذين ينتميان إلى بني كلب: فيبقى التسائل مطروح:
- شخصية واحدة أم شخصيتان؟
- إذا كان شخصاً واحداً، فبناء على الاشتراكات الأخرى:
- كلاهما من قبيلة بني كلب.
- هناك امرأة استشهدت، وإن وقع الخلاف بين زوجة عبد الله أو أم وهب بن خباب.
- هذه المرأة ذكرت باسم أم وهب.
- هذه المرأة حاربت، وقتلت من رجال عمر بن سعد، وإن اختلف في عدد المقتولين الذين سقطوا بسببها.
- إن كان شخصين، فبناء على الاختلافات الأخرى:
- عبد الله رجل شيعي من أصحاب الإمام علي ، ووهب رجل نصراني أسلم قبيل وقعة الطف.
- عبد الله كان مع زوجته التي تكنى بأم وهب، ووهب كان مع أمه التي تكنى بأم وهب.
- التي قتلت في قضية عبد الله بن عمير هي زوجته، لكن المرأة المقتولة في قضية وهب هي أمه.[٨] [٩]
الهوامش
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429.
- ↑ مقتل جامع سيد الشهداء ، ج 1، ص 765.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 190؛ النويري، نهاية الأرب، ج 20، ص 447.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429-430؛ القمي، نفس المهموم، ص 232 - 233.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 436.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 438.
- ↑ ينظر: الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام،عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلِبيُ وما يليه من الصفحات
- ↑ ينظر: الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام ، وهب بن وهب وما يليه من الصفحات
المصادر والمراجع
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ط 2، 1387 هـ.
- القمي، عباس، نفس المهموم، بيروت، دار المحجة البيضاء، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، ط 1، 1423 هـ.
وصلات خارجية
- تم ترجمة المقال من موقع ويكي الشيعة الفارسي + إضافات
- الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام،عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلِبيُ وما يليه من الصفحات
- الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام ، وهب بن وهب وما يليه من الصفحات