النبي شعيب (ع)

النبي شعيب (ع)

الاسم في القرآن	شعيب
الإقامة	مدين
القوم	قوم مدين و أهل الأيكة
قبله	النبي يوسف
بعده	النبي موسى
أهم الأقارب	النبي موسى
الأنبياء المعاصرون	موسى
الدين	التوحيد
العمر	242 سنة
تكرار اسمه في القرآن	11 مرة
أهم الأحداث	زواج النبي موسى من ابنته
الأنبياء
النبي محمد(ص) • إبراهيم(ع) • نوح(ع) • عيسى(ع) • موسى(ع) • سائر الأنبياء

النبي شعيب عليه السلام، من أنبياء الله ومن أحفاد النبي إبراهيم ، وهو ثالث نبي عربي ورد اسمه في القرآن الكريم، كما ذكرت سورة الأعراف وهود والشعراء أنه بُعث نبياً بعد نوح وهود وصالح ولوط، وأنه كان نبياً لأهل مديَن والأيكة. يشير القرآن إلى أنه كان والداً لزوجة موسى، أما بعض المفسرين لم يعتبر شعيب الذي ذكر اسمه في القرآن والتوراة هو والد زوجة موسى.

دعا شعيب قومه إلى عبادة الله، وأن لا ينقصوا الميزان والمكيال ولا يبخسوا الناس أشياءهم، ومع محاولة وسعي النبي شعيب من إيجاد الميزان والقسطاس، لم يرتفع من قومه الفساد المالي، وبالإضافة إلى تهديد وإيذاء نبيهم والذين معه كتب الله عليهم العذاب والهلاك.

سيرته الذاتية

نسبه

كان شعيب من أحفاد النبي إبراهيم ، فوالده مدين بن إبراهيم، وأمه من أولاد النبي لوط . ذكر بعض المؤرخين والمفسرين أن اسم والده هو نويب، أما مدين فهو جده، فأطلقوا عليه شعيب بن نويب بن مدين بن إبراهيم؛ لأن مدين من زوجة إبراهيم الكنعانية التي تزوجها بعد سارة، كما اختلفوا في أنه والد زوجة موسى المذكور قصتها في القرآن أم هو يترون المذكور في التوراة.

قصة موسى مع شعيب

بحسب الآيات 23 - 26 من سورة القصص، ومصادر أخرى أن النبي موسى بعد أن ساعد بنات شعيب في إرواء وسقي الحيوانات، رافقهنّ إلى باب منزل والدهنّ، فاقترحت إحدى بنات شعيب لأبيهنّ أن يستأجر موسى، فرحب شعيب بمقترح ابنته، وأقبل على موسى وعرض عليه العمل عنده والزواج من ابنته، فوافق موسى، وبعد انتهاء عقد العمل الذي بينهما تزوج موسى من ابنة شعيب.

شعيب في التوراة

لم تذكر في التوراة قصة شعيب وقومه، وأن ما ذكر في التوراة هو أن موسى بعد قتل الالرجل القبطي هرب من مصر إلى مدين التقى موسى هناك شخصاً اسمه «اعوئیل کاهن مدیان» وهو عالم ديني في مدينة مدين.

شعيب في القرآن والروايات

في القرآن

يذكر القرآن الكريم بيان سيرة شعيب في أكثر من 40 آية من سورة الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت والقصص، إلا أن كلمة شعيب تكررت في القرآن 11 مرة فقط. وذكر المفسرين أن معظم آيات هذه السور تتحدث عن رسالة شعيب في موضوعات مختلفة كالإدارة، وحقوق المجتمع، والأخلاق، ونشر الثقافة التوحيدية، والإصلاحات الاقتصادية، كما تناولت هذه الآيات وضع المخالفين لشعيب وعذابهم من الله. تحدث الله تعالى في القرآن بحقائق عن شعيب كعلمه وأدبه مع ربه ومع الناس، لدرجة أن الله جعل موسى في خدمته مدةً، بسبب أدبه هذا.

في الروايات

ذكرت بعض الروايات أن معارضة قوم شعيب كانت شديدة لدرجة أن معارضيه قتلوا ممثلي شعيب بطريقة مفجعة ووحشية. وبالرغم من كل هذه المخالفة، فقد ذُكر أن حديث شعيب مع قومه كان جذاباً وشفافاً لدرجة أن نبي الإسلام قال: إن شعيب كان خطيب الأنبياء. كان شعيب متحدثاً من بين الأنبياء. ينقل الراوندي في رواية عن الإمام السجاد أنه قال: أول من صنع الميزان والقسطاس للناس هو النبي شعيب، وأنهم عملوا بهما، لكنهم خالفوهما بعد مدة، وأنقصوا في الكيل، وكان هذا سبب عذابهم.

شعيب في آثار المسلمين

كتبت حول شخصية شعيب العديد من المقالات والكتب، ومن بينها:

• صبر الإيمان، للموسوي الگرمارودي، 1392 ش.
• شعیب في مدین، لجعفر السبحاني، 1373 ش.

وهناك شعراء كالمولوي والفردوسي والحافظ والسعدي وغيرهم، استخدموا كلمة شعيب في قصائدهم.

عمى شعيب

بحسب بعض المصادر ذكر عن يعقوب وإسحاق أن شعيباً كان أعمى. والعديد من العلماء كالميبدي في تفسير كشف الأسرار، والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان، وتفسير سور آبادي، والطباطبائي في الميزان، وآخرون أشاروا إلى أن شعيب كان أعمى من خلال الاستشهاد بالآية: ﴿ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا﴾. واعتبروا أن سبب عمى شعيب هو بكاؤه الكثير بسبب حبه واشتياقه لله سبحانه. وبحسب بعض الروايات عن النبي في علل الشرائع للصدوق: أن شعيباً عمي ثلاث مرات بسبب حبه لله، والله تعالى أعاد بصره، وفي المرة الرابعة أصيب بالعمى أيضاً فقيل له: لماذا تبكي؟ فقال: من أجل محبتك ولكي أراك وتقبلني صديقاً وحبيباً، فقال له الله: سأجعل كليمي موسى خادماً لك.

رسالته

أرسل شعيب نبياً بعد يوسف بن يعقوب، وقبل موسى بن عمران وعاصره. ورد أنه ثالث نبي عربي ذُكرت قصته في القرآن.

أهل مدين وأصحاب الأيكة

المقالات الرئيسة: أصحاب الأيكة و قوم مدين

"مدين" أو "مدين شعيب" هي مدينة في شرق خليج العقبة. عاش شعيب لأول مرة في هذه المدينة، وطلب من أهل مدين أن يعبدوا الله وحده، وتجنب الأعمال السيئة، لكنهم رفضوا ذلك، وأخرجوا شعيب وأتباعه من مدين، فلعنهم شعيب، وابتلاهم الله بالزلزال ودمر المدينة وأهلك أهلها.

ذكر في سورة الشعراء، الآيتان 176 و 177 ، أن شعيباً بعد عذاب أهل مدين ذهب إلى أهل الأيكة، وهي مدينة قريبة عن مدين، ومشهورة في زماننا بتبوك، والقرآن الكريم أشار إلى أن أهل الأيكة أشركوا وكفروا ولم يقبلوا دعوة النبي شعيب، وأن الله تعالى جعل محل سكناهم حاراً وساخناً لمدة 7 او 9 أيام، ثم أمطر النار عليهم وقتلهم جميعاً.

الإصلاحات الاقتصادية

قد ذكر القرآن في الآية 85 من سورة الاعراف ﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، فكان أهل مدين ذوي اكتيال وهو التقليل من البضاعة وكذلك زيادة الأسعار، وعدم الالتزام بضوابط وقوانين المعاملات التجارية. فصنه شعيب آلة للقياس والميزان لكي يصلح لهمة شأنهم، لكنهم رفضوا ولم يقبلوا ذلك. يستفاد من هذه الآية أيضاً أنهم بعد الشرك والانحراف الاعتقادي كانت الانحرافات الاقتصادية من ابرز ما تعاملوا به قوم شعيب. اعتقد البعض أن الميزان والقسطاس كان من ابتكار النبي شعيب.

مكان الدفن

اختلف المؤرخون حول عمر شعيب، فاعتقد البعض بأن شعيب عاش 242 سنة، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن عمره كان 254 واعتقد آخرون أن عمره كان 400 سنة، كذلك أنهم اختلفوا في مكان وفاته ودفنه وذكروا لمدفنه أربعة أماكن:

• مكة المكرمة بالقرب من الكعبة.
• اليمن في مدينة حضرموت.
• فلسطين في قرية تسمى حطين.
• تُستَر هي إحدى مدن إيران القديمة.

المصادر والمراجع

• القرآن الکريم.
• الشهیدي، جعفر، شرح المثنوي، طهران - إيران، شركة النشر العلمي والثقافي، ط1، 1373 ش.
• الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، النجف - العراق، المكتبة الحيدرية، د.ط، د.ت.
• الطباطبائي، محمد حسین، المیزان في تفسیر القرآن، قم - إيران، مکتبة النشر الإسلامي، ط5، 1417 هـ.
• الطبرسي، مجمع البیان، بیروت - لبنان، موسسة الأعلمي، ط1، 1415 هـ.
• العروسي الحویزي، عبد علي بن جمعة، تفسیر نور الثقلین، قم - إيران، إسماعیلیان، د.ط، 1415 هـ.
• المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت - لبنان، دار إحیاء التراث العربي، ط2، 1403 هـ.
• النوري، محمد، النبي شعيب: نبي المجتمع، قم - إيران، مكتبة الثقافة، ط1، 1394 ش.
• قرائتي، محسن، تفسیر النور، طهران - إيران، مرکز الثقافة للدراسات في القرآن، ط11، 1383 ش.
• قطب الدین الراوندي، سعید بن هبة‌ الله، قصص الأنبیاء (ع)، مشهد - إيران، مركز البحوث الإسلامية، ط1، 1409 هـ.