حديث المباهتة

حديث المباهتة

الموضوع	فقهي
القائل	رسول الله والإمام الصادق
رواة الحديث	داوود بن سرحان
اعتبار الحديث	صحيح
مصادر الشيعة	الكافي
أحاديث مشهورة
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم

حديث المُبَاهَتَة وهو حديث ورد عن رسول الله وقد استند عليه بعض الفقهاء في جواز تهمة أهل البدع في الدين، مع وجود المصلحة في ذلك. إلا أن معظم الفقهاء اعتبروا هذا الرأي غير صحيح، وفسروا الحديث بأنَّه «إقناع أهل البدع بالحجج القاطعة». ويرى السيد موسى الشبيري الزنجاني أن رواية المباهتة مخالفة لسيرة الأئمة، ومسلمات الشريعة الإسلامية؛ لذلك ينبغي رد الرواية أو تأويلها. وذُكر أنَّه قبل الشيخ الأنصاري لم يستفد أحد من الفقهاء من هذا الحديث اتهام أهل البدع.

إنّ العنوان الفقهي للمباهتة مأخوذ من هذا الحديث، وقد ورد البحث عنه في أجزاء مختلفة من الكتب الفقهية مثل حدّ القذف، وموارد جواز الغيبة، والمكاسب المحرمة. ويُعتبر استخدام أساليب مثل التهمة لمواجهة أهل البدع، أحد المواضيع الصعبة في هذه الرواية.

مكانة الحديث

حديث المباهتة من الأحاديث النبوية التي وردت في كتاب الكافي. وقد ذهب بعض الفقهاء ومن خلال الاستفادة من هذا الحديث، إلى جواز تهمة أهل البدع. وفي المقابل لا يرى الكثير من الفقهاء جواز ذلك. وذُكر أنَّ هذا الحديث من بين الكتب الحديثية الشيعية المعتبرة موجود فقط في كتاب الكافي، ولم يرد في الكتب الحديثية لأهل السنة. المُباهتة اصطلاح فقهي مأخوذ من عبارة «بَاهِتُوهُمْ» الواردة في هذا الحديث، وقد ورد البحث عنه في أجزاء مختلفة من الكتب الفقهية مثل حدّ القذف، وموارد جواز الغيبة، والمكاسب المحرمة. ويُعتبر استخدام أساليب مثل التهمة لمواجهة أهل البدع، أحد الموضوعات الصعبة في هذه الرواية.

المتن والسند

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)‌

---

إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَالْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ، وَأَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَالْقَوْلَ فِيهِمْ وَالْوَقِيعَةَ وَبَاهِتُوهُمْ‌،
كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ، وَيَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَلَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ، يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ، وَيَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ.

ورواة هذا الحديث هم (محمد بن يحيى العطار، وابن أبي الخطاب، وأحمد بن أبي نصر البزنطي، وداوود بن سرحان) وكلهم ثقات، وعليه فسند الرواية صحيح.

استفادات مختلفة

وسبب الترديد في معنى كلمة «بَاهِتُوهُمْ» (الدهشة والتحيَّر) حدثت اختلافات في تفسير معناها في هذا الحديث:

تفسير المباهتة بمعنى الحجج القاطعة

يرى بعض فقهاء الشيعة أنَّ معنى الحديث، هو أن يُواجه أهل البدع بالحجج القاطعة التي تجعلهم متحيرين. ذكر الملا صالح المازندراني (توفي: 1081هـ)، ومرتضى المطهري (الشهادة: 1399هـ) ومن خلال إيراد قوله تعالى «فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ» أنَّ معنى الحديث إلقاء الشخص في الحيرة والارتباك، كما أبهت إبراهيم بحجته القاطعة النمورد وأصابه بالدهشة. وبعدما ذكر العلامة المجلسي (توفي: 1110هـ) المعنيين المختلفين، رجح وبالاستناد على قول بعض أهل اللغة أن البَهِتَ بمعنى الحيرة. كما أن صاحب الرياض (توفي: 1231هـ) لم يُجيز بهتان أهل البدع بعد ذكر هذا الحديث. ويرى صاحب الجواهر (توفي: 1266هـ) وبالاستناد على هذا الحديث أنَّه لا يجوز اتهام أهل البدع بأفعال قبيحة لم يفعلوها. وذكر جعفر السبحاني، والسيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي، وناصر مكارم الشيرازي من مراجع التقليد عند الشيعة في القرن الخامس عشر الهجري، في ردهم على استفتاء، بأنَّ المباهتة بمعنى بهت والتي تعني الحيرة، ونفوا جواز التهمة.

تفسير المباهتة بالتهمة

ويرى السيد محمد رضا الكلبايكاني، والميرزا جواد التبريزي من مراجع التقليد عند الشيعة في القرن الخامس عشر الهجري، وبالاستناد على هذا الحديث جواز بهتان وتهمة أهل البدع. وذهب يوسف الصانعي من مراجع هذا القرن، أن تهمة أهل البدع ليست جائزة فحسب، بل هي واجبة. كما رأى السيد أبو القاسم الخوئي (توفي: 1413هـ) جواز تهمة أهل البدع في بعض الموارد، حیث جعل ذلك الجواز مشروط بوجود المصلحة، ويرى أن تهمة أهل البدع إذا كان فيها مضرة، فلا تجوز التهمة فقط، بل لا يجوز أيضًا بيان عيوبهم الحقيقية.

وذُكر إن تفسير «بَاهِتُوهُمْ» بمعنى «التهمة» وجوازها على أهل البدع، لم يكن موجودا قبل القرن الثاني عشر الهجري، والشيخ مرتضى الأنصاري (توفي: 1281هـ) هو أول فقيه طرح هذه النظرية على نحو الاحتمال، حيث ذكر في كتاب المكاسب، أنَّه لا يجوز ابتداءً اتهام أهل البدع، إلا أنَه فيما بعد أشار إلى احتمال اتهام أهل البدع؛ وذلك من أجل إبعاد الناس عنهم.

ومع أن بعض المؤلفين اعتبروا تفسير «بَاهِتُوهُمْ» ـبمعنى التهمةـ مناسب مع جزء آخر من الرواية وهو (جواز السب واللعن)، إلا أنهم يرون أن رواية المباهتة لا تتوافق مع سيرة الأئمة ومسلمات الشريعة الإسلامية. ويرى السيد موسى الشبيري الزنجاني، أحد مراجع التقليد عند الشيعة في القرن الخامس عشر الهجري، إنَّ الدين قام على الحق والصدق، ولم يقضي الأئمة على خصومهم بالكذب والتهمة؛ ولذلك ينبغي ترك رواية المباهتة أو تأويلها.

ملف صوتي منسوب للإمام الخميني

زعمت قناة بي بي سي الفارسية، في فيلم وثائقي صوتي للإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أنَّه أجاز التشهير بالمعارضين استنادا إلى رواية المباهتة؛ ولذلك تستخدم حكومة إيران اتهام معارضيها كأحد أساليب التشهير. إلا أن محمد سروش محلاتي، أحد أساتذة الحوزة العلمية في قم، وبالنظر إلى كتب الإمام الخميني، اعتبر نسب مثل هذه الفتوى إليه أمر مشكوك فيه، وذكر أن هذا الادعاء يُخالف طريقة حياته السياسية. كما تم عقد جلسة تنظيرية تحت عنوان: «جدوى توظيف البهتان لحفظ النظام من وجهة نظر الامام الخميني» عام 1401ش، وقد تم في هذه الجلسة نقد كلام محسن كديور، المدعي الرئيسي لنسبة هذا الكلام إلى الإمام الخميني. وتم نشر مقال بنفس العنوان في مجلة الحكومة الإسلامية الفصلية.