انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مؤمن آل فرعون»

من ويكي شيعة
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٤: سطر ٣٤:
|عرض صندوق    =
|عرض صندوق    =
}}
}}
'''مؤمن آل فرعون،''' من الشخصيات [[القرآن الكريم|القرآنية]] ومن المقربين [[فرعون|لفرعون]] الذي [[إيمان|آمن]] بالله وكتم إيمانه، إلا أنه بعد أن تغلّب [[موسى (ع)]] على السحرة أظهر إيمانه، فأمر فرعون بقتله. ولقد تحدث عنه القرآن في [[سورة غافر]] من الآية 28 إلى 45، كما ذُكر اسمه في الروايات كأحد [[الصديقين]] إلى جانب اسم [[الإمام علي (ع)]]، وهناك [[روايات]] عن [[الرجعة|رجعته]] عند [[الظهور|ظهور]] [[الإمام المهدي (ع)]]  
'''مؤمن آل فرعون،''' من الشخصيات [[القرآن الكريم|القرآنية]] ومن المقربين [[فرعون|لفرعون]] الذي [[إيمان|آمن]] بالله وكتم إيمانه، إلا أنه بعد أن تغلّب [[موسى (ع)]] على السحرة أظهر إيمانه، فأمر فرعون بقتله.  
 
وقد تحدث عنه القرآن في [[سورة غافر]] من الآية 28 إلى 45، كما ذُكر اسمه في الروايات كأحد [[الصديقين]] إلى جانب اسم [[الإمام علي (ع)]]، وهناك [[روايات]] عن [[الرجعة|رجعته]] عند [[الظهور|ظهور]] [[الإمام المهدي (ع)]]  


==حياته==
==حياته==
ذكر اسمه في الروايات حزقيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 8، و 38.</ref> أو حزبيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 160 و 162.</ref> أو خربيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، 43 و 52.</ref> أو حبيب<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.</ref> وهو إبن خال فرعون<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏25، ص 233.</ref> أو إبن عمه<ref name=":0">ابن كثير، البداية و النهاية، ج ‏1، ص 260.</ref> كما كان خازنه<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 28.</ref> وولي عهده‏.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 158.</ref> وقيل هو أخو [[آسية]] امرأة [[فرعون]]<ref>البغدادي، المحبر، ص 388.</ref>وحسب بعض الروایات هو الذي صنع تابوتا لأمّ موسى لتضع [[موسى (ع)]] فيه وتُلقيه في النيل.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 52 , 163.</ref> وكانت زوجته [[صبانة الماشطة|صبانة]] ماشطة لإبنة فرعون.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.</ref>  
ذكر في الروايات اسامي له: حزقيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 8، و 38.</ref> أو حزبيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 160 و 162.</ref> أو خربيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، 43 و 52.</ref> أو حبيب<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.</ref> وهو إبن خال فرعون<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏25، ص 233.</ref> أو إبن عمه<ref name=":0">ابن كثير، البداية و النهاية، ج ‏1، ص 260.</ref> كما كان خازنه<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 28.</ref> وولي عهده‏.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 158.</ref> وقيل هو أخو [[آسية]] امرأة [[فرعون]]<ref>البغدادي، المحبر، ص 388.</ref>وحسب بعض الروایات هو الذي صنع تابوتا لأمّ موسى لتضع [[موسى (ع)]] فيه وتُلقيه في النيل.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 52 , 163.</ref> وكانت زوجته [[صبانة الماشطة|صبانة]] ماشطة لإبنة فرعون.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.</ref>  


:'''إيمانه بموسى'''
:'''إيمانه بموسى'''
ورد في بعض المصادر أنه لم يؤمن من أهل [[مصر]] بموسى (ع) إلا ثلاثة أحدهم خربيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 51.</ref> لكنه كتم إيمانه من فرعون خوفا على نفسه<ref name=":0" /> وهذا ما صرح به [[القرآن الكريم]] حيث يقول عنه {{قرآن|رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يكْتُمُ إِيمَانَهُ|س=غافر|آ=28}} وجاء في بعض النصوص أنه كان [[النبوة|نبيا]]{{ملاحظة|هو غير [[حزقيل النبي]] الذي كان من أنبياء [[بني إسرائيل]]. (الكليني، الكافى، ج ‏8، ص 199؛ النويري، نهاية الأرب، ج ‏14، ص8 و 15.)
ورد في بعض المصادر أنه لم يؤمن من أهل [[مصر]] بموسى (ع) إلا ثلاثة أحدهم خربيل<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 51.</ref> لكنه كتم إيمانه من فرعون خوفا على نفسه<ref name=":0" /> وهذا ما صرح به [[القرآن الكريم]] حيث يقول عنه {{قرآن|رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يكْتُمُ إِيمَانَهُ|س=غافر|آ=28}} وجاء في بعض النصوص أنه كان [[النبوة|نبيا]]{{ملاحظة|هو غير [[حزقيل النبي]] الذي كان من أنبياء [[بني إسرائيل]]. (الكليني، الكافى، ج ‏8، ص 199؛ النويري، نهاية الأرب، ج ‏14، ص8 و 15.)
}}<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 2، ص 604.</ref> يدعو قوم فرعون إلى [[التوحيد]] و [[نبوة]] موسى<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 160.</ref> وذكر أن زوجته أيضا كانت من المؤمنين.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.</ref>  
}}<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 2، ص 604.</ref> يدعو قوم فرعون إلى [[التوحيد]] و [[نبوة]] موسى.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 160.</ref> وذكر أن زوجته أيضا كانت من المؤمنين.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.</ref>  


:'''قتله بأمر فرعون'''
:'''قتله بأمر فرعون'''
قال [[العلامة المجلسي]] أظهر حزبيل إيمانه بعد أن غلب موسى على السحرة فأمر فرعون بقتله و صلبه مع السحرة<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.</ref>  
قال [[العلامة المجلسي]] أظهر حزبيل إيمانه بعد أن غلب موسى على السحرة فأمر فرعون بقتله وصلبه مع السحرة<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.</ref>  
وحسب رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] قطعوه إربا إربا<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 162.</ref> إلا أن [[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]] اعتقد في تفسيره [[مجمع البيان]] أنه نجا من فرعون وعبر مع موسى النيل وعلى قول هرب إلى جبل<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 818.</ref>
وحسب رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] قطعوه إربا إربا،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 162.</ref> إلا أن [[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]] اعتقد في تفسيره [[مجمع البيان]] أنه نجا من فرعون وعبر النيل مع موسى، وعلى قول هرب إلى جبل.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 818.</ref>


وهناك روايات تقول بأن فرعون أمر بإلقاء صبانة زوجة حزبيل و أولاده في التنور بعد أن كشف إيمانها.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.</ref>
وهناك روايات تقول بأن فرعون أمر بإلقاء صبانة زوجة حزبيل و أولاده في التنور بعد أن كشف إيمانها.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.</ref>


==وصف إيمانه في القرآن==
==وصف إيمانه في القرآن==
وصف [[القرآن]] الكريم في [[سورة غافر]] من آية 28 إلى 45 مؤمن آل فرعون وإيمانه واهتمامه بنجاة موسى وهداية قومه. وذكر المفسرون عدة نقاط في [[تفسير]] هذه [[الآية|الآيات]] منها أنه كان يكتم إيمانه على وجه [[التقية]] حيث روي عن [[الصادق (ع)]] لو أظهر مؤمن آل فرعون الإسلام لقُتل،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.</ref> كما سعي لحفظ موسى أمام بطش فرعون وذلك بأسلوبه الخاص حيث يخاطب فرعون و من حوله في بلاطه قائلا: {{قرآن|أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}} فيحذرهم من التعجيل في القرار في أمر موسى<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 246 - 248.</ref>
وصف [[القرآن]] الكريم في [[سورة غافر]] من آية 28 إلى 45 مؤمن آل فرعون وإيمانه واهتمامه بنجاة موسى وهداية قومه. وذكر المفسرون عدة نقاط في [[تفسير]] هذه [[الآية|الآيات]] منها أنه كان يكتم إيمانه على وجه [[التقية]]، حيث روي عن [[الصادق (ع)]] لو أظهر مؤمن آل فرعون الإسلام لقُتل،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.</ref> كما سعى لحفظ موسى أمام بطش فرعون وذلك بأسلوبه الخاص، حيث خاطب فرعون ومن حوله في بلاطه قائلا: {{قرآن|أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}} فحذرهم من التعجيل في القرار في أمر موسى<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 246 - 248.</ref>
ويستمر بتذكيرهم بعاقبة الأقوام التي عذبهم الله كقوم [[النبي نوح|نوح]] و<nowiki/>[[قوم عاد]] و<nowiki/>[[قوم ثمود]]، كما ذكّرهم بما جاء به [[يوسف (ع)]] من قبل، واستطاع بكلامه هذا أن يمنع فرعون من قتل موسى.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 253 - 260.</ref> وأخيرا أظهر إيمانه<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 270.</ref> قائلا {{قرآن|أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ|س=غافر|آ=44}}
واستمر بتذكيرهم بعاقبة الأقوام التي عذبهم الله كقوم [[النبي نوح|نوح]] و<nowiki/>[[قوم عاد]] و<nowiki/>[[قوم ثمود]]، كما ذكّرهم بما جاء به [[يوسف (ع)]] من قبل، واستطاع بكلامه هذا أن يمنع فرعون من قتل موسى.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 253 - 260.</ref> وأخيرا أظهر إيمانه<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 270.</ref> قائلا {{قرآن|أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ|س=غافر|آ=44}}


وقال [[مكارم الشيرازي]] هذه الواقعة وقعت بعد أن غلب موسى (ع) السحرة.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 250.</ref>
وقال [[مكارم الشيرازي]] هذه الواقعة وقعت بعد أن غلب موسى (ع) السحرة.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 250.</ref>


== مكانته في الروايات ==
== مكانته في الروايات ==
هناك مجموعة من الروايات تبيّن مكانة مؤمن آل فرعون السامية، فروي عن [[النبي (ص)]] أن [[الصديقين]] ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار [[مؤمن آل ياسين]]‏ و[[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] ويؤكد النبي (ص) في هذه الرواية أن علي (ع) أفضلهم.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج ‏3، ص 90؛ الإربلي، كشف الغمة، ج ‏1، ص 105.</ref> وحسب رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] مؤمن آل فرعون واحد من سبعة عشر رجلا يعودون إلى الدنيا في [[الرجعة]] ويخرجون مع [[القائم (ع)]]<ref>عياشي، تفسير عياشي، المكتبة العلمية الاسلامية، ج۲، ص۳۲، حر عاملي، اثبات الهداة، ۱۴۲۵ق، ج۳، ص۵۵۰</ref> كما رُوي في كتاب [[دلائل الإمامة]] أن زوجته [[صبانة الماشطة]] أيضا تكون من ثلاث عشرة نساءً يخرجن مع القائم ويداوين الجرحى.<ref>الطبري، دلائل الامامة، ص 484.</ref>  
هناك مجموعة من الروايات تبيّن مكانة مؤمن آل فرعون السامية، فروي عن [[النبي (ص)]] أن [[الصدّيقين]] ثلاثة: حزقيل، مؤمن آل فرعون وحبيب النجار، [[مؤمن آل ياسين]]‏ و[[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]]، ويؤكد النبي (ص) في هذه الرواية أن علياً (ع) أفضلهم.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج ‏3، ص 90؛ الإربلي، كشف الغمة، ج ‏1، ص 105.</ref> وحسب رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] أن مؤمن آل فرعون واحد من الرجال السبعة عشر، يعودون إلى الدنيا في [[الرجعة]] ويخرجون مع [[القائم (ع)]]<ref>عياشي، تفسير عياشي، المكتبة العلمية الاسلامية، ج۲، ص۳۲، حر عاملي، اثبات الهداة، ۱۴۲۵ق، ج۳، ص۵۵۰</ref> كما رُوي في كتاب [[دلائل الإمامة]]، أن زوجته [[صبانة الماشطة]] أيضا تكون من النساء الثلاث عشرة، يخرجن مع القائم ويداوين الجرحى.<ref>الطبري، دلائل الامامة، ص 484.</ref>  


وحسب رواية عن [[إبن عباس]] إن أربعة أطفال تكلموا بإعجاز من الله، أحدهم رضيع ماشطة، فعندما أراد فرعون أن يحرق ماشطة وأولادها بسبب إيمانها بدأ الرضيع يكلّم أمه ويُطمئنها على أنهم على الحق.<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ج ‏1، ص 339؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج ‏8، ص 260.</ref>
وحسب رواية عن [[إبن عباس]] إن أربعة أطفال تكلموا بإعجاز من الله، أحدهم رضيع ماشطة، فعندما أراد فرعون أن يحرق ماشطة وأولادها بسبب إيمانها، بدأ الرضيع يكلّم أمه ويُطمئنها على أنهم على الحق.<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ج ‏1، ص 339؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج ‏8، ص 260.</ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==

مراجعة ١٤:١٢، ١٧ ديسمبر ٢٠١٨

مؤمن آل فرعون
الاسم الأصليحزقيل أو حزبيل...
سبب وفاةقُتل بأمر فرعون
دينآمن بـموسى (ع)
زوجصبانة
أقاربفرعون - آسية


مؤمن آل فرعون، من الشخصيات القرآنية ومن المقربين لفرعون الذي آمن بالله وكتم إيمانه، إلا أنه بعد أن تغلّب موسى (ع) على السحرة أظهر إيمانه، فأمر فرعون بقتله.

وقد تحدث عنه القرآن في سورة غافر من الآية 28 إلى 45، كما ذُكر اسمه في الروايات كأحد الصديقين إلى جانب اسم الإمام علي (ع)، وهناك روايات عن رجعته عند ظهور الإمام المهدي (ع)

حياته

ذكر في الروايات اسامي له: حزقيل[١] أو حزبيل[٢] أو خربيل[٣] أو حبيب[٤] وهو إبن خال فرعون[٥] أو إبن عمه[٦] كما كان خازنه[٧] وولي عهده‏.[٨] وقيل هو أخو آسية امرأة فرعون[٩]وحسب بعض الروایات هو الذي صنع تابوتا لأمّ موسى لتضع موسى (ع) فيه وتُلقيه في النيل.[١٠] وكانت زوجته صبانة ماشطة لإبنة فرعون.[١١]

إيمانه بموسى

ورد في بعض المصادر أنه لم يؤمن من أهل مصر بموسى (ع) إلا ثلاثة أحدهم خربيل[١٢] لكنه كتم إيمانه من فرعون خوفا على نفسه[٦] وهذا ما صرح به القرآن الكريم حيث يقول عنه ﴿رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يكْتُمُ إِيمَانَهُ [غافر:28] وجاء في بعض النصوص أنه كان نبيا[ملاحظة ١][١٣] يدعو قوم فرعون إلى التوحيد و نبوة موسى.[١٤] وذكر أن زوجته أيضا كانت من المؤمنين.[١٥]

قتله بأمر فرعون

قال العلامة المجلسي أظهر حزبيل إيمانه بعد أن غلب موسى على السحرة فأمر فرعون بقتله وصلبه مع السحرة[١٦] وحسب رواية عن الإمام الصادق (ع) قطعوه إربا إربا،[١٧] إلا أن الطبرسي اعتقد في تفسيره مجمع البيان أنه نجا من فرعون وعبر النيل مع موسى، وعلى قول هرب إلى جبل.[١٨]

وهناك روايات تقول بأن فرعون أمر بإلقاء صبانة زوجة حزبيل و أولاده في التنور بعد أن كشف إيمانها.[١٩]

وصف إيمانه في القرآن

وصف القرآن الكريم في سورة غافر من آية 28 إلى 45 مؤمن آل فرعون وإيمانه واهتمامه بنجاة موسى وهداية قومه. وذكر المفسرون عدة نقاط في تفسير هذه الآيات منها أنه كان يكتم إيمانه على وجه التقية، حيث روي عن الصادق (ع) لو أظهر مؤمن آل فرعون الإسلام لقُتل،[٢٠] كما سعى لحفظ موسى أمام بطش فرعون وذلك بأسلوبه الخاص، حيث خاطب فرعون ومن حوله في بلاطه قائلا: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ فحذرهم من التعجيل في القرار في أمر موسى[٢١] واستمر بتذكيرهم بعاقبة الأقوام التي عذبهم الله كقوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود، كما ذكّرهم بما جاء به يوسف (ع) من قبل، واستطاع بكلامه هذا أن يمنع فرعون من قتل موسى.[٢٢] وأخيرا أظهر إيمانه[٢٣] قائلا ﴿أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [غافر:44]

وقال مكارم الشيرازي هذه الواقعة وقعت بعد أن غلب موسى (ع) السحرة.[٢٤]

مكانته في الروايات

هناك مجموعة من الروايات تبيّن مكانة مؤمن آل فرعون السامية، فروي عن النبي (ص) أن الصدّيقين ثلاثة: حزقيل، مؤمن آل فرعون وحبيب النجار، مؤمن آل ياسينوعلي بن أبي طالب (ع)، ويؤكد النبي (ص) في هذه الرواية أن علياً (ع) أفضلهم.[٢٥] وحسب رواية عن الإمام الصادق (ع) أن مؤمن آل فرعون واحد من الرجال السبعة عشر، يعودون إلى الدنيا في الرجعة ويخرجون مع القائم (ع)[٢٦] كما رُوي في كتاب دلائل الإمامة، أن زوجته صبانة الماشطة أيضا تكون من النساء الثلاث عشرة، يخرجن مع القائم ويداوين الجرحى.[٢٧]

وحسب رواية عن إبن عباس إن أربعة أطفال تكلموا بإعجاز من الله، أحدهم رضيع ماشطة، فعندما أراد فرعون أن يحرق ماشطة وأولادها بسبب إيمانها، بدأ الرضيع يكلّم أمه ويُطمئنها على أنهم على الحق.[٢٨]

الهوامش

  1. المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 8، و 38.
  2. المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 160 و 162.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، 43 و 52.
  4. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.
  5. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏25، ص 233.
  6. ٦٫٠ ٦٫١ ابن كثير، البداية و النهاية، ج ‏1، ص 260.
  7. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 28.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 158.
  9. البغدادي، المحبر، ص 388.
  10. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 52 , 163.
  11. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.
  12. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 51.
  13. الطبرسي، مجمع البيان، ج 2، ص 604.
  14. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 160.
  15. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.
  16. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 163.
  17. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏13، ص 162.
  18. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 818.
  19. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج ‏1، ص 184.
  20. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.
  21. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 246 - 248.
  22. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 253 - 260.
  23. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 270.
  24. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 250.
  25. ابن شهر آشوب، المناقب، ج ‏3، ص 90؛ الإربلي، كشف الغمة، ج ‏1، ص 105.
  26. عياشي، تفسير عياشي، المكتبة العلمية الاسلامية، ج۲، ص۳۲، حر عاملي، اثبات الهداة، ۱۴۲۵ق، ج۳، ص۵۵۰
  27. الطبري، دلائل الامامة، ص 484.
  28. الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ج ‏1، ص 339؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج ‏8، ص 260.

ملاحظات

  1. هو غير حزقيل النبي الذي كان من أنبياء بني إسرائيل. (الكليني، الكافى، ج ‏8، ص 199؛ النويري، نهاية الأرب، ج ‏14، ص8 و 15.)

المصادر والمراجع

  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، قم، رضى‏، 1421 هـ.
  • ابن شهر آشوب‏، محمد بن علي، المناقب، قم، علامة، 1379 هـ.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات، بيروت، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، 1425 هـ.
  • الصدوق، الأمالي، طهران، كتابچي، 1376 هـ.
  • الطبرسي،‌ فضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت،‌ دار احياء التراث العربي، 1379 هـ.
  • الطبرسي،‌ فضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت،‌ دار المعرفة، د.ت.
  • الطبرى‏، محمد بن الجرير، تاريخ الأمم و الملوك، بيروت‏، دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
  • الطبري،  محمد بن الجرير بن رستم، دلائل الإمامة، قم، بعثت‏، 1413 هـ.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، طهران، المكتبة العلمية الاسلامية، د.ت.
  • المجلسي، محمدباقر، بحار الأنوار، طهران، دارالكتب اسلامية، ط 2، 1362 هـ ش.
  • مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379 هـ ش.
  • المقريزى‏، تقى الدين، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏، بيروت‏، دار الكتب العلمية، 1420 هـ.