عمرة القضاء

عُمْرَةُ الْقَضاء أو عمرة القضیة أو عُمْرَةُ الْقَصاص عمرة النبي محمد والمسلمين في شهر ذي القعدة في السنة السابعة للهجرة، سُميت بـ (عمرة القضاء)؛ لأنَّ المسلمين أرادوا أداء العمرة في السنة السابقة (سنة 6 هـ)، فصدهم مشركو قريش، ومنعوهم عن دخول مكة. فعُقد بينهما صلح الحديبية والذي كان من بنوده أن يرجع المسلمون عن العمرة هذه السنة، ويعودوا لإدائها في السنة القادمة.

في هذه العمرة طاف النبي (ص) الكعبة، وسعى بين الصفا والمروة وهو راكب على بعير، واستلم الحجر الأسود بعصاه. ذكر بعض المفسرين أنَّ الآية 194 من سورة البقرة نزلت في عمرة القضاء، وكذلك قالوا: في سفر هذه العمرة نزلت الآية 27 من سورة الفتح، وتزوج النبي بميمونة بنت الحارث.

سبب التسمية

في السنة السابعة للهجرة توجه النبي مع مجموعة من المسلمين بإتجاه مكة لأداء العمرة، وهذه العمرة قضاء لعمرة السنة السابقة التي مُنع منها المسلمون.

في سنة 6 هـ توجه المسلمون إلى مكة لأداء العمرة المفردة، ولكن مشركي مكة صدوهم عن أداء العمرة ومنعوهم من دخول مكة، فعُقد بينهما صلح الحديبية والذي كان من بنوده أن يرجع المسلمون عن العمرة هذه السنة ويعودوا لإدائها في السنة القادمة.

ذكر المؤرخون أسماء أخرى لـ (عمرة القضاء) وهي: (عمرة القضية) و(غزوة القضاء) و(عمرة القصاص)، وسميت عمرة القصاص، لأنهم صدوا رسول الله (ص) في ذي القعدة في الشهر الحرام من سنة 6 هـ، فاقتص رسول الله منهم، فدخل مكة في ذي القعدة، في الشهر الحرام الذي صدوه فيه، من سنة 7 هـ‏،‏ ويعتقد بعض المفسرين أنَّ آية: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾ نزلت في هذه الواقعة.

التحرك باتجاه مكة

أمر النبي في سنة 7 هـ جميع الذين حضروا صلح الحديبية من المسلمين أن يخرج إلى مكة من أجل قضاء عمرتهم، وخرج معه آخرون معتمرين، فكانت عدتهم ألفين، وقد ساق المسلمون معهم 60 بعيرا كأضاحي، واستخلف النبي (ص) على المدينة أبو ذر الغفاري.

بناءا على ما تم الإتفاق عليه في صلح الحديبية فإنَّ المسلمين لم يصطحبوا معهم إلا سلاح المسافرعندما دخلوا مكة، وأحضر النبي معه 200 فارس مجهزين بالسلاح والخيول أبقاهم خارج مكة من أجل الدفاع عن المسلمين إنَّ أراد أهل مكة حرب المسلمين.

دخول مكة

عند وصل المسلمين إلى مكة خرج بعض زعمائها منها، وبقي بعضهم في مكة ليشاهد النبي والمسلمين عندما يدخلون، فلما دخل رسول اللَّه (ص) المسجد، اضطبع بردائه،وأخرج عضده اليمنى، ثم قال: رحم اللَّه امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة، وطاف النبي (ص) حول الكعبة وسعى بين الصفا والمروة وهو على بعيره، واستلم الحجر الأسود بعصاه، بعد أن أكمل النبي أعمال الحج دخل الكعبة وصعد بلال فوق الكعبة ورفع الأذان.

أحداث أخرى

وقعت أثناء عمرة القضاء بعض الأحداث المهمة، وهي:

• زواج النبي من ميمونة بنت الحارث، عندما انتهت مدة الثلاثة أيام للنبي (ص) وأصحابه في مكة، أرسل زعماء مكة رسولا للنبي وطلبوا منه مغادرة مكة، ولكن رسول الله (ص) اقترح عليهم أن يُقيم مراسيم زواجه من ميمونة في مكة، وان يُعد وليمة يدعو فيها أهل مكة ولكن زعماء قريش رفضوا هذا الاقتراح.
• نزول الآية 27 من سورة الفتح، والتي اشتملت على بعض أحكام الحج مثل الحلق والتقصير.
• انتقال عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب من مكة إلى المدينة وقد جعلها النبي في بيت عمرها وزوج خالتها جعفر بن أبي طالب.

مواضيع ذات صلة

• صلح الحديبية