استلام الحجر

الحجيج وهم يتوافدون لاستلام الحجر الأسود

استلام الحجر، هو لمس الحجر الأسود وتقبيله بقصد التبرك به، وقد ذكرت المصادر الإسلامية عند الشيعة وأهل السنة روايات عديدة توصي المسلمين باستلام الحجر والتبرك به، وقد ذكر فقهاء الإسلام أنَّ استلام الحجر مستحب.

روي عن الإمام الصادق أنَّ الحكمة من استحباب استلام الحجر الأسود وتقبيله أنَّ الله أشهد الحجر حين أخذ الميثاق على بني آدم والحجر يشهد لمن وافاه بذلك يوم القيامة، استدل الفقهاء على جواز التبريك وتقبيل الأمور المقدسة بالروايات الحاثة على استلام الحجر الأسود وتقبيله، إلا الوهابية فقد اعتبروا تقبيل واستلام الأشياء المقدسة للتبرك من الشرك.

تعريف المصطلح

المصطلح يتألف من جزئين، وهما:

الاستلام

لغة بمعنى اللمس باليد أو الفم، وهو مأخوذ من السَّلام أي التحية، او من السِّلام أي الحجارة لما فيه من لمس الحجر، وقد استعمله الفقهاء بنفس معناه اللغوي.

الحجر الأسود

المقالة الرئيسة: الحجر الأسود

الحجر الاسود.

هو حجر صقيل، بيضاوي الشكل، أسود اللون، يميل إلى الحمرة، ويقع في الركن الجنوبي من أركان الكعبة، ويُعرف هذا الركن باسمه، فيقال له: ركن الحجر الأسود، والحجر الأسود هو مبدأ الطواف ومنتهاه حول الكعبة.

الحكم الفقهي

ذهب فقهاء الإسلام إلى استحباب استلام الحجر الأسود وتقبيله كلما انتهى إليه في كلّ شوط، للروايات الواردة في مصادر الشيعة وأهل السنة، كما يستحبّ التكبير عند الاستلام ورفع اليدين بالدعاء، وهذا الاستحباب لاستلام للحجر مشروط بعدم الملامسة بين الرجال والنساء وإلا فهو غير جائز.

وذكر فقهاء الإمامية أنَّه يستحب عند استلامه الدعاء بما ورد في الأخبار بقوله: «اللهم أمانتي اُدّيتُها، وميثاقي تعاهدتُه، لتشهد لي بالموافاة، اللهم تصديقاً بكتابك، وعلى سنّة نبيّك، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت، وباللات والعزى، وعبادة الشيطان، وعبادة كلّ ندّ يُدعى من دون الله».

استدل فقهاء الإسلام بالروايات الواردة في تقبيل واستلام والتبرك بالحجر الأسود على جواز التبرك بالأشياء المقدسة إلا أنَّ الوهابية اعتبروا هذا التبرك من الشرك، إلا أَّنهم يقبلون تقبيل واستلام الحجر الأسود.

الحكمة من استلام الحجر

ورد في كتاب الكافي أنَّه سُئل الإمام الصادق عن حكمة استلام الحجر الأسود فأجاب: بإنَّ الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم دعا الحجر من الجنة، وأمره والتقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالوفاء، وروي هذا المعنى أيضا في كتاب أهل السنة.