انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحسين بن روح النوبختي»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Foad
طلا ملخص تعديل
سطر ١٠٦: سطر ١٠٦:


وكان أبو القاسم في آخر سنتين من حياته في قمّة العزّ والجلالة، بحيث كان خليفة الوقت يثني عليه، والناس يلتفّون حوله من المؤالف والمخالف لرزانة عقله وشدّة اتّصاله بمولاه [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الحجة بن الحسن]]{{عج}}.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 71.</ref> وقد اعترف بزعامته أيضاً الذهبي في كتابه دول الإسلام عند ذكره لخلافة الراضي بالله, وكان يتحدّث عن [[الشلمغاني]] فقال: ... فأظهر شأنه زعيم [[الشيعة|الرافضة]] '''الحسين بن روح'''...<ref>الذهبي, دول الإسلام، ج 1، ص 292.</ref>
وكان أبو القاسم في آخر سنتين من حياته في قمّة العزّ والجلالة، بحيث كان خليفة الوقت يثني عليه، والناس يلتفّون حوله من المؤالف والمخالف لرزانة عقله وشدّة اتّصاله بمولاه [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الحجة بن الحسن]]{{عج}}.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 71.</ref> وقد اعترف بزعامته أيضاً الذهبي في كتابه دول الإسلام عند ذكره لخلافة الراضي بالله, وكان يتحدّث عن [[الشلمغاني]] فقال: ... فأظهر شأنه زعيم [[الشيعة|الرافضة]] '''الحسين بن روح'''...<ref>الذهبي, دول الإسلام، ج 1، ص 292.</ref>
==سجنه==
كان '''الحسين بن روح''' على علاقة جيدة مع [[آل فرات|بني فرات]] الذين كانوا يجلّونه. ولمّا غضب حامد بن العباس عليهم واصطفى أموالهم، حدث نزاع بين '''أبي القاسم''' وحامد، ووقعت بينهما أمور آلت إلى سجنه، فسُجِن من [[سنة 312 هـ]]. إلى [[سنة 317 هـ]]. بعنوان أنّ الديوان الحكومي يطلبه مالاً جزيلاً.<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>
==النص على سفارته==
كان '''الحسين بن روح''' أحد وكلاء [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|السفير الثاني]] في [[بغداد]]، ولم يكن له أيّة خصوصية عنده، كما قد صرّحت بذلك الكثير من الأخبار،  إلّا أنه جاءت الوصية عليه.
فقد ذكر [[الشيخ الطوسي]] في [[الغيبة للطوسي (كتاب)|غيبته]] عن أحمد بن متيل القمي أنه يقول: كان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان أبو جعفر العمري]] رضي الله عنه له من يتصرف له ب[[بغداد]] نحو من عشرة أنفس و'''أبو القاسم بن روح''' رضي الله عنه فيهم، وكلُّهم كانوا أخصّ به من '''أبي القاسم بن روح''' حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مُضِيِّ أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 369.</ref>
*'''النص على الحسين بن روح'''
ذكر الشيخ حادثة حصلت مع شخص صرّح فيها [[السفير الثاني]] بأن [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام]] {{عج}} نصَّ على أنّ '''الحسين بن روح''' هو الذي يقوم مقام الشيخ أبي جعفر العمري؛ فقد حدَّث أبو عبد الله جعفر بن محمد المدائني المعروف ب[[ابن قزدا]] وهو كان يأتي بالأموال إلى السفير الثاني فأمره بأن يعطيها للحسين بن روح، فتوقّف في ذلك إلى أن رجع إلى الشيخ أبي جعفر الذي قال له وهو مغضب:  قُمْ عافاك الله فقد أقمت '''أبا القاسم حسين بن روح''' مقامي ونصَّبتُه منصبي ، فقلتُ: بأمر الإمام فقال: قُمْ عافاك الله كما أقول لك، فلم يكن عندي غير المبادرة.<ref>ن. م، ص. 367-368 ( بتصرّف)</ref>
وفي حديث أن السفير الثاني جمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم: إن حدث عليَّ حدثُ الموت فالأمر إلى '''أبي القاسم الحسين بن روح''' النوبختي فقد أُمِرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعوِّلوا في أموركم عليه.<ref>ن. م، ص. 371، ح. 341</ref>
*في حديث آخر في أواخر حياته أمام جماعة من وجوه الشيعة بعد سؤالهم : إن حدث أمرٌ فمن يكون مكانك؟ قال لهم: هذا '''أبو القاسم الحسين بن روح''' بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام والوكيل [ له ] والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعوِّلوا عليه في مهمَّاتكم فبذلك أُمِرت وقد بلَّغت.<ref>ن.م، ص 370-372، ح 339 و 342.</ref>
==عمله بالتقية==
التزم [[السفراء الأربعة|السفراء]] بمسلك [[التقية]] مهما أحوجهم الأمر إلى ذلك.. يجعلونه طريقاً لتهدئة الخواطر عليهم وإبعاد النظر عنهم لكي تنفسخ لهم فرصة أوسع ومجال أكبر للعمل، مما إذا كانوا مراقبين ومطاردين بشكل مستمر أكيد.<ref>الصدر، تاريخ الغيبة، ج.1، ص. 384</ref>
ويُنقل عن الشيخ '' 'أبي القاسم''' أنه كان يحضر مجالس العامة، ففي أحدها تناظر شخصان فادَّعى أحدهما أن [[أبو بكر|أبا بكر]] أفضل الناس بعد [[الرسول الأكرم|رسول الله]] {{صل}}، ثم [[عمر بن الخطاب|عمر]] ثم [[الإمام علي بن أبي طالب |علي]]. وقال الآخر: بل علي أفضل من عمر. فزاد الكلام بينهما. فقال '''أبو القاسم الحسين بن روح''' رضي الله عنه الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده [[عثمان بن عفان|عثمان]] ذو النورين ثم الوصي. وأصحاب الحديث على ذلك، وهو الصحيح عندنا.  فبقي من حضر المجلس متعجباً من هذا القول. وكان العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثُر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض!! <ref>ن. م، ص. 385</ref>
وقد ذُكر أيضاً أكثر من ذلك، فيُروى أنه قد بلغه أنّ بوّاباً قد لعن معاوية وشتمه فأمر بطرده وصرفه عن خدمته. قال الراوي: فبقى مدة طويلة يسأل في أمره. فلا وتلله ما ردّه إلى خدمته.<ref>ن. م، ص. 471</ref> وقد ذُكر أنه كان يستعمل أسلوب التقية مع سائر الناس ما عدا من يعلم بإخلاصه وقوة إيمانه. حتى أنه كان عشرة ذاهبين إلى '''ابن روح''' تسعة يلعنونه وواحد يشكّك، فيخرجون من عنده تسعة يتقرّبون إلى الله بمحبته، وواحدٌ واقف.<ref>ن. م</ref>
ولعل ثمرة العمل بالتقية في حفظ القواعد الشعبية والمصالح العامة أهم بكثير مما يُمكن تحصيله من القيام بالثورة كما قد فعل الأئمة {{هم}} من قبل.
==تصدّيه لمُدّعي السفارة==
برز عددٌ من مُدَّعي السفارة [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]]{{عج}} في فترة [[الغيبة الصغرى]] لا سيّما في زمن [[السفير الثاني]]. إلّا أنّ الشيخ '''الحسين بن روح''' ابْتُلِيَ بأَشدّهم تأثيراً وأوسعهم أصحاباً: [[محمد بن علي الشلمغاني العزاقري]]. وكان في مبدأِ أَمره مؤمناً مُستقيماً، بل وكيلاً '''لابن روح'''. ثُمّ ظهر انحرافُه وسُقْمُ عقيدته.<ref>الصدر، تاريخ الغيبة، ج.١، ص. 496</ref>
ثم إنّه حملَه الحَسَد '''لأبي القاسم بن روح'''، على ترك [[الشيعة|المذهب]]، وظهر منه مقالاتٍ مُنكَرَةً وأصبح غالياً يعتقد بالتناسخ وحُلول الأُلوهيّة فيه.<ref>ن. م، ص.514</ref>
بعد ذلك بدأ الشيخ '''أبي القاسم''' يُصدِر اللّعن بحقّه وأَمَر بِلَعنِه والبراءة منه، إلّا أنّ العزاقري كان يُحرّف ذلك ويُحوّله كي يَصُبَّ في صالحه حتى ظهر توقيعٌ من صاحب الزمان {{ع}} يلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله وأقام على تولّيه، بعد المعرفة بهذا التوقيع.<ref>ن. م، ص.517</ref>
وقد صدر هذا التوقيع حيت أُلقِيَ القبض على الشيخ '''الحسين بن روح''' رضي الله عنه، وأنفذه من السجن في دار المقتدر إلى أحد أصحابه: شيخنا أبو علي بن همام، فوزّعه أبو علي توزيعاً عاماً، ولم يَدَعْ أحداً من الشيوخ إلّا أقرأه إيّاه وكتب بنسخته إلى سائر الأمصار.<ref>ن. م، ص.518</ref>
وحين أحسّ الشلمغاني بالتّحدّي والمُجابهة من قِبَل الشيخ '''ابن روح''' والمجتمع الموالي له، أراد أن يُباهله فقال: اجمعوا بيني وبينه حتّى آخُذ بيده ويأخذ بيدي فإن لم تنزل عليه نارٌ من السّماء تحرقه، وإلّا فجميع ما قاله فيَّ حق.
فبلغ ذلك إلى الرّاضي، فأمر بالقبض عليه، وقتله فقُتل.<ref>ن. م، ص.520 (باختصار)</ref>


==آثاره==
==آثاره==
سطر ١٤٦: سطر ١١٥:


كما أنّه صَدَرَ الكثير من الأُمور الفقهيّة عنه سواءً أكانت على شكل أسئلةِ أم غير ذلك، أبرزها كتاب التأديب الذي أرسله إلى أهل [[قم]].
كما أنّه صَدَرَ الكثير من الأُمور الفقهيّة عنه سواءً أكانت على شكل أسئلةِ أم غير ذلك، أبرزها كتاب التأديب الذي أرسله إلى أهل [[قم]].
==وفاته==
توفّى الشيخ '''الحسين بن روح النوبختي''' في [[شعبان]] [[سنة 326 للهجرة|سنة 326 هـ]]. ودُفِن في مقبرة النوبختيّة في درب علي بن أحمد النّوبختي النّافذ من ناحية إلى قنطرة الشوك ومن ناحية الأخرى إلى التّل <ref>الطوسي، كتاب الغيبة، ص. 386-387، ح. 350</ref>
==أقوال العلماء فيه==
*قال [[السيد الخوئي]]:
::"النوبختي أبو القاسم : هو أحد السفراء والنواب الخاصة ، [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام الثاني عشر]] {{عج}} وشهرة جلالته وعظمته أغنتنا عن الإطالة في شأنه."<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 6، ص. 257، رقم 3406</ref>
* قال [[محي الدين المامقاني|الشيخ محي الدين المامقاني]]:
:: "إن المترجم قدّس الله نفسة الزكية من الجلالة والشهرة ووكالته وقربه من الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف بمرتبةٍ تُغنينا عن التعرّض لإثبات وثاقته، فهو رضوان الله تعالى عليه النائب الخاص للإمام الحجّة في [[الغيبة الصغرى|غيبته الأُولى]]، وذلك دليل جلالته وقداسته ووثاقته، بل هو أجلّ من ذلك، فرضوان الله تعالى على روحه الطاهرة.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج. 22، ص. 75، رقم 6099</ref>
==الخلفاء العباسيون الذين عاصرهم==
عاصر السفير الثالث '''الحسين بن روح''' ثلاثة من الخلفاء [[العباسيون|العباسيين]], وهم:
# [[المقتدر بالله]] ( 908 - 932 م. / 295 - 320 هـ. )
# [[القاهر بالله]] ( 932 - 934 م. / 320 - 322 هـ. )
# [[الراضي بالله]] ( 934 - 940 م. / 322 - 328 هـ. )


==مواضيع ذات صلة==
==مواضيع ذات صلة==
مستخدم مجهول