انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحسين بن روح النوبختي»

من ويكي شيعة
imported>Foad
imported>Foad
طلا ملخص تعديل
سطر ١٠٦: سطر ١٠٦:


وكان أبو القاسم في آخر سنتين من حياته في قمّة العزّ والجلالة، بحيث كان خليفة الوقت يثني عليه، والناس يلتفّون حوله من المؤالف والمخالف لرزانة عقله وشدّة اتّصاله بمولاه [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الحجة بن الحسن]]{{عج}}.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 71.</ref> وقد اعترف بزعامته أيضاً الذهبي في كتابه دول الإسلام عند ذكره لخلافة الراضي بالله, وكان يتحدّث عن [[الشلمغاني]] فقال: ... فأظهر شأنه زعيم [[الشيعة|الرافضة]] '''الحسين بن روح'''...<ref>الذهبي, دول الإسلام، ج 1، ص 292.</ref>
وكان أبو القاسم في آخر سنتين من حياته في قمّة العزّ والجلالة، بحيث كان خليفة الوقت يثني عليه، والناس يلتفّون حوله من المؤالف والمخالف لرزانة عقله وشدّة اتّصاله بمولاه [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الحجة بن الحسن]]{{عج}}.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 71.</ref> وقد اعترف بزعامته أيضاً الذهبي في كتابه دول الإسلام عند ذكره لخلافة الراضي بالله, وكان يتحدّث عن [[الشلمغاني]] فقال: ... فأظهر شأنه زعيم [[الشيعة|الرافضة]] '''الحسين بن روح'''...<ref>الذهبي, دول الإسلام، ج 1، ص 292.</ref>
==سجنه==
كان '''الحسين بن روح''' على علاقة جيدة مع [[آل فرات|بني فرات]] الذين كانوا يجلّونه. ولمّا غضب حامد بن العباس عليهم واصطفى أموالهم، حدث نزاع بين '''أبي القاسم''' وحامد، ووقعت بينهما أمور آلت إلى سجنه، فسُجِن من [[سنة 312 هـ]]. إلى [[سنة 317 هـ]]. بعنوان أنّ الديوان الحكومي يطلبه مالاً جزيلاً.<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>
==النص على سفارته==
كان '''الحسين بن روح''' أحد وكلاء [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|السفير الثاني]] في [[بغداد]]، ولم يكن له أيّة خصوصية عنده، كما قد صرّحت بذلك الكثير من الأخبار،  إلّا أنه جاءت الوصية عليه.
فقد ذكر [[الشيخ الطوسي]] في [[الغيبة للطوسي (كتاب)|غيبته]] عن أحمد بن متيل القمي أنه يقول: كان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان أبو جعفر العمري]] رضي الله عنه له من يتصرف له ب[[بغداد]] نحو من عشرة أنفس و'''أبو القاسم بن روح''' رضي الله عنه فيهم، وكلُّهم كانوا أخصّ به من '''أبي القاسم بن روح''' حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية، فلما كان وقت مُضِيِّ أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 369.</ref>
*'''النص على الحسين بن روح'''
ذكر الشيخ حادثة حصلت مع شخص صرّح فيها [[السفير الثاني]] بأن [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام]] {{عج}} نصَّ على أنّ '''الحسين بن روح''' هو الذي يقوم مقام الشيخ أبي جعفر العمري؛ فقد حدَّث أبو عبد الله جعفر بن محمد المدائني المعروف ب[[ابن قزدا]] وهو كان يأتي بالأموال إلى السفير الثاني فأمره بأن يعطيها للحسين بن روح، فتوقّف في ذلك إلى أن رجع إلى الشيخ أبي جعفر الذي قال له وهو مغضب:  قُمْ عافاك الله فقد أقمت '''أبا القاسم حسين بن روح''' مقامي ونصَّبتُه منصبي ، فقلتُ: بأمر الإمام فقال: قُمْ عافاك الله كما أقول لك، فلم يكن عندي غير المبادرة.<ref>ن. م، ص. 367-368 ( بتصرّف)</ref>
وفي حديث أن السفير الثاني جمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم: إن حدث عليَّ حدثُ الموت فالأمر إلى '''أبي القاسم الحسين بن روح''' النوبختي فقد أُمِرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعوِّلوا في أموركم عليه.<ref>ن. م، ص. 371، ح. 341</ref>
*في حديث آخر في أواخر حياته أمام جماعة من وجوه الشيعة بعد سؤالهم : إن حدث أمرٌ فمن يكون مكانك؟ قال لهم: هذا '''أبو القاسم الحسين بن روح''' بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام والوكيل [ له ] والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعوِّلوا عليه في مهمَّاتكم فبذلك أُمِرت وقد بلَّغت.<ref>ن.م، ص 370-372، ح 339 و 342.</ref>
==عمله بالتقية==
التزم [[السفراء الأربعة|السفراء]] بمسلك [[التقية]] مهما أحوجهم الأمر إلى ذلك.. يجعلونه طريقاً لتهدئة الخواطر عليهم وإبعاد النظر عنهم لكي تنفسخ لهم فرصة أوسع ومجال أكبر للعمل، مما إذا كانوا مراقبين ومطاردين بشكل مستمر أكيد.<ref>الصدر، تاريخ الغيبة، ج.1، ص. 384</ref>
ويُنقل عن الشيخ '' 'أبي القاسم''' أنه كان يحضر مجالس العامة، ففي أحدها تناظر شخصان فادَّعى أحدهما أن [[أبو بكر|أبا بكر]] أفضل الناس بعد [[الرسول الأكرم|رسول الله]] {{صل}}، ثم [[عمر بن الخطاب|عمر]] ثم [[الإمام علي بن أبي طالب |علي]]. وقال الآخر: بل علي أفضل من عمر. فزاد الكلام بينهما. فقال '''أبو القاسم الحسين بن روح''' رضي الله عنه الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده [[عثمان بن عفان|عثمان]] ذو النورين ثم الوصي. وأصحاب الحديث على ذلك، وهو الصحيح عندنا.  فبقي من حضر المجلس متعجباً من هذا القول. وكان العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثُر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض!! <ref>ن. م، ص. 385</ref>
وقد ذُكر أيضاً أكثر من ذلك، فيُروى أنه قد بلغه أنّ بوّاباً قد لعن معاوية وشتمه فأمر بطرده وصرفه عن خدمته. قال الراوي: فبقى مدة طويلة يسأل في أمره. فلا وتلله ما ردّه إلى خدمته.<ref>ن. م، ص. 471</ref> وقد ذُكر أنه كان يستعمل أسلوب التقية مع سائر الناس ما عدا من يعلم بإخلاصه وقوة إيمانه. حتى أنه كان عشرة ذاهبين إلى '''ابن روح''' تسعة يلعنونه وواحد يشكّك، فيخرجون من عنده تسعة يتقرّبون إلى الله بمحبته، وواحدٌ واقف.<ref>ن. م</ref>
ولعل ثمرة العمل بالتقية في حفظ القواعد الشعبية والمصالح العامة أهم بكثير مما يُمكن تحصيله من القيام بالثورة كما قد فعل الأئمة {{هم}} من قبل.
==تصدّيه لمُدّعي السفارة==
برز عددٌ من مُدَّعي السفارة [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]]{{عج}} في فترة [[الغيبة الصغرى]] لا سيّما في زمن [[السفير الثاني]]. إلّا أنّ الشيخ '''الحسين بن روح''' ابْتُلِيَ بأَشدّهم تأثيراً وأوسعهم أصحاباً: [[محمد بن علي الشلمغاني العزاقري]]. وكان في مبدأِ أَمره مؤمناً مُستقيماً، بل وكيلاً '''لابن روح'''. ثُمّ ظهر انحرافُه وسُقْمُ عقيدته.<ref>الصدر، تاريخ الغيبة، ج.١، ص. 496</ref>
ثم إنّه حملَه الحَسَد '''لأبي القاسم بن روح'''، على ترك [[الشيعة|المذهب]]، وظهر منه مقالاتٍ مُنكَرَةً وأصبح غالياً يعتقد بالتناسخ وحُلول الأُلوهيّة فيه.<ref>ن. م، ص.514</ref>
بعد ذلك بدأ الشيخ '''أبي القاسم''' يُصدِر اللّعن بحقّه وأَمَر بِلَعنِه والبراءة منه، إلّا أنّ العزاقري كان يُحرّف ذلك ويُحوّله كي يَصُبَّ في صالحه حتى ظهر توقيعٌ من صاحب الزمان {{ع}} يلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله وأقام على تولّيه، بعد المعرفة بهذا التوقيع.<ref>ن. م، ص.517</ref>
وقد صدر هذا التوقيع حيت أُلقِيَ القبض على الشيخ '''الحسين بن روح''' رضي الله عنه، وأنفذه من السجن في دار المقتدر إلى أحد أصحابه: شيخنا أبو علي بن همام، فوزّعه أبو علي توزيعاً عاماً، ولم يَدَعْ أحداً من الشيوخ إلّا أقرأه إيّاه وكتب بنسخته إلى سائر الأمصار.<ref>ن. م، ص.518</ref>
وحين أحسّ الشلمغاني بالتّحدّي والمُجابهة من قِبَل الشيخ '''ابن روح''' والمجتمع الموالي له، أراد أن يُباهله فقال: اجمعوا بيني وبينه حتّى آخُذ بيده ويأخذ بيدي فإن لم تنزل عليه نارٌ من السّماء تحرقه، وإلّا فجميع ما قاله فيَّ حق.
فبلغ ذلك إلى الرّاضي، فأمر بالقبض عليه، وقتله فقُتل.<ref>ن. م، ص.520 (باختصار)</ref>


==آثاره==
==آثاره==
سطر ١٤٦: سطر ١١٥:


كما أنّه صَدَرَ الكثير من الأُمور الفقهيّة عنه سواءً أكانت على شكل أسئلةِ أم غير ذلك، أبرزها كتاب التأديب الذي أرسله إلى أهل [[قم]].
كما أنّه صَدَرَ الكثير من الأُمور الفقهيّة عنه سواءً أكانت على شكل أسئلةِ أم غير ذلك، أبرزها كتاب التأديب الذي أرسله إلى أهل [[قم]].
==وفاته==
توفّى الشيخ '''الحسين بن روح النوبختي''' في [[شعبان]] [[سنة 326 للهجرة|سنة 326 هـ]]. ودُفِن في مقبرة النوبختيّة في درب علي بن أحمد النّوبختي النّافذ من ناحية إلى قنطرة الشوك ومن ناحية الأخرى إلى التّل <ref>الطوسي، كتاب الغيبة، ص. 386-387، ح. 350</ref>
==أقوال العلماء فيه==
*قال [[السيد الخوئي]]:
::"النوبختي أبو القاسم : هو أحد السفراء والنواب الخاصة ، [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام الثاني عشر]] {{عج}} وشهرة جلالته وعظمته أغنتنا عن الإطالة في شأنه."<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 6، ص. 257، رقم 3406</ref>
* قال [[محي الدين المامقاني|الشيخ محي الدين المامقاني]]:
:: "إن المترجم قدّس الله نفسة الزكية من الجلالة والشهرة ووكالته وقربه من الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف بمرتبةٍ تُغنينا عن التعرّض لإثبات وثاقته، فهو رضوان الله تعالى عليه النائب الخاص للإمام الحجّة في [[الغيبة الصغرى|غيبته الأُولى]]، وذلك دليل جلالته وقداسته ووثاقته، بل هو أجلّ من ذلك، فرضوان الله تعالى على روحه الطاهرة.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج. 22، ص. 75، رقم 6099</ref>
==الخلفاء العباسيون الذين عاصرهم==
عاصر السفير الثالث '''الحسين بن روح''' ثلاثة من الخلفاء [[العباسيون|العباسيين]], وهم:
# [[المقتدر بالله]] ( 908 - 932 م. / 295 - 320 هـ. )
# [[القاهر بالله]] ( 932 - 934 م. / 320 - 322 هـ. )
# [[الراضي بالله]] ( 934 - 940 م. / 322 - 328 هـ. )


==مواضيع ذات صلة==
==مواضيع ذات صلة==

مراجعة ١٤:١٧، ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠

الحسين بن روح النوبختي
مرقد السفير الثالث في الرّصافة - بغداد
مرقد السفير الثالث في الرّصافة - بغداد
تاريخ ولادةغير محدّد
تاريخ وفاةشعبان 326 هـ
دفنبغداد - العراق
سبب شهرةالنائب الثالث للإمام المهديعليه السلام
سلفمحمد بن عثمان بن سعيد العمري
خلفعلي بن محمد السمري


الحسين بن روح النوبختي326 هـ)، هو السفير الثالث للإمام المهدي في زمن الغيبة الصغرى، خلّفه النائب الثاني بأمر من الإمام المهدي (ع)، واستمرت فترة نيابته حوالي إحدى وعشرين سنة. كان يحظى باحترام الخاصة والعامة، ورُوي عنه في مصادر الشيعة بعض الأدعية والمسائل الفقهية، إلا أن الظروف السياسية دفعته إلی العمل بالتقية.

ومن أهم الأحداث في فترة نيابته إدعاء الشلمغاني للسفارة، والذي صدر توقيع من صاحب الزمان (ع) في لعنه.

حياته

لم تُذكر السنة التي ولد فيها الحسين بن الروح، ويكنى أبو القاسم ويلقب بالنوبختي، والروحي،[١] والقمي،[٢] ويحتمل البعض أنه لقب بالقمي؛ لأنه كان يتحدث باللهجة الفارسية لأهالي آبه (القريبة من ساوه) وعلاقاته الوثيقة مع الناس هناك،[٣] ويعرف في معظم المصادر بلقب النوبختي، يرى البعض أن انتسابه إلى عائلة النوبختيين من جهة الأم لا من جهة الأب،[٤] وذكر البعض أنه من فروع أسرة بني نوبخت في قم، وهاجر إلى بغداد في زمن النائب الأول.[٥]

علاقته بالإمام العسكري

إفتتاح الشباك الجديد لمزار السفير الثالث في 25 كانون الثاني 2014 م.

يوجد اختلاف بين الباحثين في أن الحسين بن الروح هل كان من أصحاب الإمام الحسن العسكريعليه السلام أم لا، ذكر ابن شهر آشوب في المناقب أنه من خواص أصحاب الإمام العسكري{{ع}،[٦] ولكن علماء الرجال الآخرين لم يقولوا شيء عن هذا الأمر، وذهب البعض إلى عدم صحة هذا الخبر؛ لأنَّ الإمام العسكريعليه السلام توفي سنة 260 هـ، والنوبختي سنة 326 هـ.[٧]

خصائصه

ذكر الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة، أنَّ الحسين بن روح من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية،[٨] لدرجة أنه كان لديه خادم طرده وصرفه عن خدمته؛ بسبب لعن معاوية وشتمه.[٩]

ذكر جاسم محمد حسين في كتابه التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، إنَّ سبب وصول الحسين بن الروح إلى منصب السفارة، هو صفاته وكفاءته التي جعلته ينال هذا المقام.[١٠] ذكرت أم كلثوم بنت محمد بن عثمان، حول العلاقة التي كانت بين الحسين ووالدها، حيث قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح وكيلا لأبي سنين كثيرة ينظر له في أملاكه، ويلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة، وكان خصيصاً به، حتى أنه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وأنسه.[١١]

قال أبو سهل النوبختي حول سرية الحسين بن روح، فلو كان الإمام تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه.[١٢]

وفاته

توفي الحسين بن الروح النوبختي في 18 شعبان سنة 326 هـ، ودُفن بمحلة النوبختية في مقبرة النوبختيين، الواقعة في سوق الشورجة ببغداد، ويعرف الآن بمقام الحسين بن الروح، ويتوافد عليه الزائرون الشيعة لتبرك بقبره.[١٣]

النيابة

عين الحسين بن الروح نائباً للإمام المهدي، بعد وفاة النائب الثاني سنة 305 هـ، وكان قبل ذلك، وكيلا على الأموال ومن المقربين والموثوق بهم عند محمد بن عثمان حيث كان الوسيط بينه وبين الوكلاء الآخرين في بغداد.[١٤]

على الرغم من وجود ما يقارب 10 وكلاء للنائب الثاني في بغداد، فقد أوصى شخصيات الشيعة وقت مرضه بالرجوع إلى الحسين بن روح بعد وفاته، حيث قال: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام والوكيل له والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت،[١٥] وذكر العلامة المجلسي، أنَّ في يوم وفاة النائب الثاني، جلس الحسين بن روح في منزله وسلم له خادم محمد بن عثمان الصندوق الذي يحتوي على ودائع الأئمة،[١٦] وصدر في 6 شوال سنة 305 هـ أول توقيع من الإمام المهدي يؤيد فيه الحسين بن الروح.[١٧]

ورد في بعض المصادر، أنَّ مكانة الحسين بن الروح كانت واضحة عند الإمامية على عكس السفير الأول والثاني، ولهذا السبب قرر بعض الشيعة تجاهل الوكلاء الموجودين في مناطقهم والأتصال المباشر بالسفير الثالث.[١٨]

الوكلاء والوسطاء

حينما وصلت النيابة إلى الحسين بن روح بدأ عمله بمعونة 10 وكلاء في بغداد، وآخرون في باقي البلاد الإسلامية. فيما يلي أسماء بعض الوكلاء والوسطاء:

مكانته في الدولة

كان الحسين بن روح في عهد محمد بن عثمان صاحب نفوذ في البلاط العباسي، وكانت تصل إليه المساعدات المالية من قبل المسؤولين في الدولة.[١٩] كان له التأثير في الدولة العباسية ويحظى باحترامهم بعد توليه النيابة في زمن المقتدر بالله؛ وسبب هذه المكانة يرجع إلى تأثير عائلة النوبخت في البلاط العباسي، ومن جهة أخرى وزارة أبي الحسن علي بن محمد من آل فرات الذين كانوا من أنصار الشيعة.[٢٠] حسب ما نُقل عن أم كلثوم بنت محمد بن عثمان، أنَّ الأموال كانت تصل إلى الحسين بن روح من آل الفرات.[٢١] والسبب الآخر لمكانته في الدولة العباسية هو مواقفه الحذرة والنأي بنفسه عن الثورات التي حصلت في عصره، مثل القرامطة.[٢٢]

لكن مع وصول حامد بن العباس إلى الوزارة أيد المخالفين للشيعة، فسبب هذا الأمر المشاكل للحسين بن الروح.[٢٣]

الأختفاء

ذكرت بعض المصادر أنَّ الحسين بن روح قد أختفى لبعض الوقت، بعد تعيينه نائباً للإمام صاحب العصر والزمان، ولم تعرف هذه المدة بشكل دقيق، وربما أنها كانت ما بين سنة 306 هـ إلى 311 هـ، في زمن وزارة حامد بن العباس.[٢٤] ذكر الشيخ الطوسي أنَّ محمد بن علي الشلمغاني كان في هذه الفترة سفيراً بينه وبين الناس.[٢٥] ولا يوجد معلومات أخرى حول هذه الفترة.

السجن

سُجن الحسين بن روح في زمن الخليفة العباسي المقتدر بالله من سنة 312 إلى 317 هـ، ولم تذكر المصادر الشيعية السبب الذي جعل الدولة العباسية تسجنه، ولكن ذكر بعض الباحثين سببين، مستندين في ذلك إلى ما ورد في مصادر أهل السنة:

  1. عدم دفعه الأموال إلى الديوان الحكومي.
  2. أنّه كان يكاتب القرامطة الذين حكموا البحرين في ذلك الوقت.[٢٦]

ذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى أنَّ سبب حبسه لشهرته كنائب للإمام المهدي، وعلاقته بالشيعة وتنظيم أوضاعهم، وجمع الرسائل والحقوق وتسليمها إلى الإمامعليه السلام،[٢٧] ويعتقد البعض أنَّ سبب سجنه سنة 311 ــ 312 هـ، هو عداوته للشلمغاني فسجن على يد محسن بن علي بن الفرات (ابن علي بن الفرات الوزير وأحد أنصار الشلمغاني).[٢٨]

بعد إطلاق سراحه من السجن، لم يتمكن أحد من مضايقته؛ وذلك بسبب وجود شخصيات بارزة من عائلة النوبخت، قد شغلوا مناصب مهمة في الحكومة.[٢٩]

قصة الشلمغاني

كان الشلمغاني من علماء الشيعة في بغداد ومن المقربين من الحسين بن روح، وبعد تعيين ابن روح نائب عن الإمام قدمه كوكيل عنه في إدارة أمور الشيعة، لدرجة أنّه في زمن أختفاء الحسين بن روح كان سفيراً بينه وبين الناس وتخرج توقيعات الإمامعليه السلام بواسطة الحسين بن روح عن طريقه.[٣٠] لكنه في أيام حبس الحسين بن روح أساء أستخدام منصبه فقدم نفسه على أنه الباب للإمام بدل ابن روح، وبعدها أرتد وأنحرف عقائدياً، ولما ظهر انحرافه أبلغ الحسين بن روح وهو في السجن الشيعة بذلك، ونهى عن مخالطته، وصدر في سنة 312 هـ توقيع عن الإمام المهديعليه السلام يلعنه فيه.[٣١]

مقامه العلمي وكراماته

الكرامات

منزلته في المجتمع

كان الحسين بن روح من أعقل الناس، وأحزم الناس وأرزنهم، وكان وجيهاً عند الخاصة والعامة، لاتّخاذه التقية في حياته، وكان من سنة 306 هـ. جمادى الآخرة إلى سنة 311 هـ. ربيع الأول أيام وزارة حامد بن العباس، وعظمة آل فرات موئلاً للأمراء والوزراء وأعيان المملكة؛ لأنه كان يمتاز بخصال تميّزه عمّن سواه، وكان بنو فرات يجلّونه ويعظّمونه لأنهم كانوا من الشيعة الإمامية.[٣٢]

وكان أبو القاسم في آخر سنتين من حياته في قمّة العزّ والجلالة، بحيث كان خليفة الوقت يثني عليه، والناس يلتفّون حوله من المؤالف والمخالف لرزانة عقله وشدّة اتّصاله بمولاه الحجة بن الحسن.[٣٣] وقد اعترف بزعامته أيضاً الذهبي في كتابه دول الإسلام عند ذكره لخلافة الراضي بالله, وكان يتحدّث عن الشلمغاني فقال: ... فأظهر شأنه زعيم الرافضة الحسين بن روح...[٣٤]

آثاره

نقل ابن المشهدي عن الشيخ أبي القاسم بن روح رواية عن أعمال اليوم السابع والعشرين من شهر رجب فقال: تُصلّي في هذا اليوم اثنتا عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من السور، وتتشهّد وتُسلِّم وتقول بين كل ركعتين: الحمد للّه الذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في المُلك، ولم يَكُن لهُ وَليٌّ من الذُّل وكبِّره تكبيراً. يا عدتي في مُدَّتي، ويا صاحبي في شدَّتي ،.....[٣٥]

كما قد نقل عنه دعاءً مشهوراً يُقرأ في شهر رجب عند زيارة أحد المشاهد المشرفة وهو: زُرْ أيّ المشاهد كُنتَ بحضرتها في رجب، تقول إذا دخلت: الحمد للّه الذي أَشْهَدَنا مشهد أوليائه في رجب، وأَوْجَب علينا من حَقِّهم ما قد وجب، وَصلّى اللّه على محمّدٍ المنتجب، وعلى أوصيائه الحُجُب. اللّهم فكما أَشهَدتنا مَشهدَهُم فَأَنْجِزْ لَنَا مَوعِدَهُم، وَأَوْرِدنا مَوْرِدَهُم...[٣٦]

وذكر السيد البروجردي زيارة الأبواب المنسوبة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح.[٣٧]

كما أنّه صَدَرَ الكثير من الأُمور الفقهيّة عنه سواءً أكانت على شكل أسئلةِ أم غير ذلك، أبرزها كتاب التأديب الذي أرسله إلى أهل قم.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. الطوسي، الغيبة، ص 225.
  2. الكشي، رجال الكشي، ص 557.
  3. الصدوق، كمال الدين، ص 503 ــ 504؛ الطوسي، الغيبة، 195؛ أقبال آشتياني، خاندان نوبختي، ص 214.
  4. أقبال آشتياني، خاندان نوبختي، ص 214.
  5. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 192.
  6. ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 423.
  7. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 192.
  8. الطوسي، الغيبة ص 384.
  9. الطوسي، الغيبة ص 386.
  10. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 193 ــ 194.
  11. الطوسي، الغيبة ص 372.
  12. الطوسي، الغيبة ص 391.
  13. الطوسي، الغيبة، ص 238.
  14. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 192؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 222؛ الصدوق، كمال الدين، ص 501 ــ 502.
  15. الطوسي، الغيبة، ص 371.
  16. المجلسي، بحار الأنوار، ج 85، ص 211.
  17. الطوسي، الغيبة، ص 372.
  18. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 198.
  19. غفار زاده، زندگانی نواب خاص امام زمان، ص 237.
  20. حسين، التاريخ السياسي لغيبة الامام الثاني عشر، ص 198؛ جعفريان، حياة فكري وسياسي ائمة، ص 583.
  21. الطوسي، الغيبة، ص 372.
  22. عظيم زاده الطهراني، علل دستگیری حسین بن روح نوبختی.
  23. جعفريان، حياة فكري وسياسي ائمة، ص 583.
  24. عظيم زاده الطهراني، علل دستگیری حسین بن روح نوبختی.
  25. الطوسي، الغيبة، ص 303 ــ 304.
  26. عظيم زاده الطهراني، علل دستگیری حسین بن روح نوبختی، نقلا عن الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 24، ص 191.
  27. موسوي، كسائي، پژوهشی پیرامون زندگی سیاسی و فرهنگ نواب اربعه.
  28. عظيم زاده الطهراني، علل دستگیری حسین بن روح نوبختی.
  29. موسوي، كسائي، پژوهشی پیرامون زندگی سیاسی و فرهنگ نواب اربعه.
  30. الطوسي، الغيبة، ص 303 ــ 304.
  31. الطوسي، الغيبة، ص 410 ــ 411.
  32. المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 70.
  33. المامقاني، تنقيح المقال، ج 22، ص 71.
  34. الذهبي, دول الإسلام، ج 1، ص 292.
  35. ابن المشهدي، المزار، ص. 199
  36. ن. م، ص. 203-204
  37. البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج. 12، ص. 618

المصادر والمراجع

  • ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، تحقيق: جواد قيومي أصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1378 هـ.
  • ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال (مضمار السبق في ميدان الصدق)، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، ط 1، 1414 هـ.
  • ابن طاووس، علي، جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع، تحقيق: جواد قيومي الأصفهاني، ط 1.
  • البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، قم، المطبعة العلمية، 1399 هـ.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ط 5، 1413 هـ/ 1992 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، دول الإسلام، تحقيق: حسن مروة، بيروت، دار صادر.
  • الصدر، محمد محمد صادق، موسوعة الإمام المهدي عليه السلام، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر - النجف الأشرف، دار ومكتبة البصائر - بيروت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، كتاب الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني - الشيخ علي أحمد ناصح، قم، مؤسسة المعارف الاسلامية، 1411 هـ.
  • المامقاني، الملا عبد الله، تنقيح المقال في علم الرجال، تحقيق: محي الدين - محمد رضا المامقاني، قم، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، 1389 هـ.
  • بحر العلوم، محمد المهدي، الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم)، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم - حسين بحر العلوم، طهران، مكتبة الصادق، 1363 ش.