انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هشام بن الحكم»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٥٩: سطر ٥٩:
وتدل النصوص وكتب [[علماء الرجال |الرجاليين]] أنّ لهشام أخاً اسمه [[محمد بن الحكم |محمد بن الحكم]]، كان أحد رواة [[الحديث]]، يروي عنه [[ابن أبي عمير |ابن أبي عمير]]،<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ص109.</ref> كما أن له ولداً يُدعى [[حكم بن هشام |الحكم بن هشام]] بن الحكم الكندي سكن [[البصرة |البصرة]] وكان مشهوراً ب[[علم الكلام]]، وله مجالس كلامية كثيرة تؤثر عنه. ولهشام بنت تُدعى فاطمة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 136.</ref>
وتدل النصوص وكتب [[علماء الرجال |الرجاليين]] أنّ لهشام أخاً اسمه [[محمد بن الحكم |محمد بن الحكم]]، كان أحد رواة [[الحديث]]، يروي عنه [[ابن أبي عمير |ابن أبي عمير]]،<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ص109.</ref> كما أن له ولداً يُدعى [[حكم بن هشام |الحكم بن هشام]] بن الحكم الكندي سكن [[البصرة |البصرة]] وكان مشهوراً ب[[علم الكلام]]، وله مجالس كلامية كثيرة تؤثر عنه. ولهشام بنت تُدعى فاطمة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 136.</ref>


== الاتجاهات الفكرية والدينية ==
==الاتجاهات الفكرية والدينية==
 
نُسب هشام لأكثر من إتجاه فكري وفرقة فكرية. والراصد لتاريخ حياته الفكرية والعلمية يمكنه توزيعها على ثلاث مراحل<ref>ابن نعمة، هشام بن الحكم رائد الحركة الكلامية، ص 55.</ref> مهمة، هي:
نُسب هشام لأكثر من إتجاه فكري وفرقة فكرية. والراصد لتاريخ حياته الفكرية والعلمية يمكنه توزيعها على ثلاث مراحل<ref>ابن نعمة، هشام بن الحكم رائد الحركة الكلامية، ص 55.</ref> مهمة، هي:


* المرحلة الأولى: لقد عدّه البعض من أصحاب الملحد الدهري [[ أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]]<ref>الخياط، الانتصار، ص40-41. الملطي الشافعي، التنبيه والرّد على أهل الأهواء والبدع، ص 31.</ref> مستندين في ذلك إلى رواية منسوبة إلى [[الإمام الرضا]] {{ع}} جاء فيها: ذكر [[الإمام الرضا|الرضا]] {{ع}} [[هشام بن إبراهيم]] العباسي، فقال: هو من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن |أبي الحارث]] - يعني [[يونس بن عبد الرحمن |يونس بن عبد الرحمن]] -، و[[يونس بن عبد الرحمن |أبو الحارث]] من غلمان هشام]]، وهشام، من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن|أبي شاكر]]، و[[يونس بن عبد الرحمن|أبو شاكر]] زنديق"<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 278.</ref> وقال بعض المتابعين لحياة هشام: إننا لا نعرف على وجه التحقيق شيئاً عن مبلغ تأثر هشام بأبي شاكر الديصاني، ولا عن مدى تجاوبه مع آرائه، ولا عن مقدار ما أخذ من تفكيره.  
*المرحلة الأولى: لقد عدّه البعض من أصحاب الملحد الدهري [[ أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]]<ref>الخياط، الانتصار، ص 40 - 41؛ الملطي الشافعي، التنبيه والرّد على أهل الأهواء والبدع، ص 31.</ref> مستندين في ذلك إلى رواية منسوبة إلى [[الإمام الرضا]]{{ع}} جاء فيها: ذكر [[الإمام الرضا|الرضا]]{{ع}} [[هشام بن إبراهيم]] العباسي، فقال: هو من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن |أبي الحارث]] - يعني [[يونس بن عبد الرحمن |يونس بن عبد الرحمن]] -، و[[يونس بن عبد الرحمن |أبو الحارث]] من غلمان هشام]]، وهشام، من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن|أبي شاكر]]، و[[يونس بن عبد الرحمن|أبو شاكر]] زنديق"<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 278.</ref> وقال بعض المتابعين لحياة هشام: إننا لا نعرف على وجه التحقيق شيئاً عن مبلغ تأثر هشام بأبي شاكر الديصاني، ولا عن مدى تجاوبه مع آرائه، ولا عن مقدار ما أخذ من تفكيره.  


لكن وجدنا لدى هشام اتجاهاً مادياً قويّاً، فقد نسب إليه القول بجسمية أكثر الأعراض، كالألوان والطعوم والروائح، ونسب إليه القول بقسمة الجزء أبداً، والقول بأنّ الله تعالى جسم، وغير ذلك. وهذه الآراء تنسب إلى [[الرواقيون |الرواقيين]] من [[:تصنيف:فلاسفة اليونان |فلاسفة اليونان]]، ومن الممكن أن يكون لهؤلاء [[الرواقيون |الرواقيين]] أثر في تفكير هشام، جاءه عن طريق [[الدياصنة |الدياصنة]] الذين كانوا منتشرين في [[العراق |العراق]]، ومن دعاتها وزعمائها [[أبو شاكر الديصاني |أبو شاكر الديصاني]] أُستاذ هشام. ومن العادة أن تلمح آراء الأستاذ في آراء تلميذه<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص 56-58.</ref> إلا أن تلك الشواهد على ديصانية هشام لا يمكن الركون إليها والاستناد إليها، وبتعبير آخر هي شواهد غير قائمة وذلك:
لكن وجدنا لدى هشام اتجاهاً مادياً قويّاً، فقد نسب إليه القول بجسمية أكثر الأعراض، كالألوان والطعوم والروائح، ونسب إليه القول بقسمة الجزء أبداً، والقول بأنّ الله تعالى جسم، وغير ذلك. وهذه الآراء تنسب إلى [[الرواقيون |الرواقيين]] من [[:تصنيف:فلاسفة اليونان |فلاسفة اليونان]]، ومن الممكن أن يكون لهؤلاء [[الرواقيون |الرواقيين]] أثر في تفكير هشام، جاءه عن طريق [[الدياصنة |الدياصنة]] الذين كانوا منتشرين في [[العراق |العراق]]، ومن دعاتها وزعمائها [[أبو شاكر الديصاني |أبو شاكر الديصاني]] أُستاذ هشام. ومن العادة أن تلمح آراء الأستاذ في آراء تلميذه<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص 56 - 58.</ref> إلا أن تلك الشواهد على ديصانية هشام لا يمكن الركون إليها والاستناد إليها، وبتعبير آخر هي شواهد غير قائمة وذلك:
#أن الرواية ضعيفة ولا أقل من كونها مرسلة.
#أن الرواية ضعيفة ولا أقل من كونها مرسلة.
#أنّه من غير الصحيح الانتقال من القول بكون [[أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]] [[الدهرية |دهرياً]] إلى وسم هشام [[الدهرية|بالدهرية]]؛ إذ لا تلازم بين الإثنين.
#أنّه من غير الصحيح الانتقال من القول بكون [[أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]] [[الدهرية |دهرياً]] إلى وسم هشام [[الدهرية|بالدهرية]]؛ إذ لا تلازم بين الإثنين.
#أنّ مجرّد التشابه بين آراء الرجلين لا تكشف عن تبيعة الثاني للأوّل في جميع ما يذهب إليه ويكون نسخة متوافقة معه تماماً<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص 28.</ref>
#أنّ مجرّد التشابه بين آراء الرجلين لا تكشف عن تبيعة الثاني للأوّل في جميع ما يذهب إليه ويكون نسخة متوافقة معه تماماً<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص 28.</ref>


* المرحلة الثانية: وعدّه [[ابن النديم |ابن النديم]] في مّن اعتنق مذهب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]، حيث قال: كان أوّلاً من أصحاب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]. فهشام حسب هذا الرأي الذي أورده [[عبد الله نعمة |عبد الله نعمة]]- من دعاة [[الجهمية |الجهمية]] ناظر إلى طريقتها، كان متحمساً إليها. ثم قال نعمة: ونحن لا نعرف مبلغ تأثير [[الجهمية |الجهمية]] في تفكير هشام. نعم، وجدنا بين بعض آرائه وبين بعض آراء [[الجهمية |الجهمية]] شبهاً كاملاً.<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص 58.</ref>
*المرحلة الثانية: وعدّه [[ابن النديم |ابن النديم]] في مّن اعتنق مذهب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]، حيث قال: كان أوّلاً من أصحاب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]. فهشام حسب هذا الرأي الذي أورده [[عبد الله نعمة |عبد الله نعمة]]- من دعاة [[الجهمية |الجهمية]] ناظر إلى طريقتها، كان متحمساً إليها. ثم قال نعمة: ونحن لا نعرف مبلغ تأثير [[الجهمية |الجهمية]] في تفكير هشام. نعم، وجدنا بين بعض آرائه وبين بعض آراء [[الجهمية |الجهمية]] شبهاً كاملاً.<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص 58.</ref>
* المرحلة الثالثة: ذهب أصحاب هذا الإتجاه إلى القول بأنّ هشاماً انتقل إلى القول [[الإمامية|بالإمامة]] بالدلائل والنظر، ودان بمذهب [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، وتبع [[الإمام الصادق عليه السلام |الإمام الصادق]] {{ع}} فانقطع إليه. ولهشام في شأن انتقاله إلى [[الإمامية|مذهب الإمامية]] واتباعه [[الإمام الصادق|للإمام الصادق]] {{ع}} قصة طريفة يرويها [[الكشي |الكشي]] عن [[عمر بن يزيد الكوفي |عمر بن يزيد الكوفي]] السابري.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 60-61.</ref>
*المرحلة الثالثة: ذهب أصحاب هذا الإتجاه إلى القول بأنّ هشاماً انتقل إلى القول [[الإمامية|بالإمامة]] بالدلائل والنظر، ودان بمذهب [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، وتبع [[الإمام الصادق عليه السلام |الإمام الصادق]]{{ع}} فانقطع إليه. ولهشام في شأن انتقاله إلى [[الإمامية|مذهب الإمامية]] واتباعه [[الإمام الصادق|للإمام الصادق]] {{ع}} قصة طريفة يرويها [[الكشي |الكشي]] عن [[عمر بن يزيد الكوفي |عمر بن يزيد الكوفي]] السابري.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 60 - 61.</ref>


== شخصية هشام بن الحكم في الروايات ==
== شخصية هشام بن الحكم في الروايات ==
مستخدم مجهول