انتقل إلى المحتوى

مسألة الشر

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة
(بالتحويل من الشرور)
العدل الإلهي
تعريف العدل الإلهي
الحسن والقبح
مسألة الشر
الجبر والاختيار
الأمر بين الأمرين
القضاء والقدر
النظام الأحسن
المستضعف الفكري
تكليف ما لا يطاق
الاستطاعة
قبح العقاب بلا بيان
العذاب الأبدي
الخلقة الإجبارية
العدالة التشريعية

مسألة الشر تشير إلى التناقض بين وقوع الحوادث المؤلمة (مثل الزلازل، السيول، الموت، الأمراض، وظواهر كالظلم والتمييز) وبين العقائد الإسلامية. هذه المسألة، من جهة، تُشكّك في وجود الله؛ إذ لا يمكن الإيمان بوجود الله ووجود الشرور في آنٍ واحد. ومن جهة أخرى، تُهدّد وحدانية الله؛ حيث يرى بعض المؤمنين بوجود إلهين، أنّ الخير يُنسب إلى الله، والشرّ إلى الشيطان. هذه الشبهة تُثير الشك في صفات مثل القدرة، العلم، وخيرية الله؛ فإذا كان الله قادرًا، عالمًا، وخيّرًا تجاه عباده، فلماذا لا يمنع الشرور؟ كما أن هذه الشبهة تتناول مجالات الحكمة والعدل الإلهي بالنقد والتحليل.

يُقسّم الشر إلى أنواع متعددة، منها: الشر الطبيعي، الأخلاقي، الاجتماعي، الإدراكي والعاطفي. وقد تناول الفلاسفة والمتكلمون هذه المسألة بمناهج متنوعة. يرى كثير من الفلاسفة أن الشرور من جنس العدم، ولا تحتاج إلى خالق؛ لأن الخلق يختص بالوجود، لا بالعدم. لكن جماعة من المتكلمين يعتبرون الشر أمرًا وجوديًا يجب أن يتوافق مع العدالة الإلهية. وقد طُرحت إجابات متعددة لهذه الشبهة، أبرزها: النظام الأحسن، عدمية الشر، تصنيف أنواع الشر، ترقية الروح الإنسانية، جهل الإنسان، نظرية العوض، والانتصاف. ويعتقد كثير من الفلاسفة والمتكلمين أن الشرور الأخلاقية ناتجة عن اختيار الإنسان. كما توجد ردود أخرى لم يقبلها المفكرون المسلمون، مثل: مكافأة العمل، وهمية العالم المادي، نظرية الكائن الحي، الثنوية، اللاهوت الحركي، البراغماتية، والتصويرية. وقد ذُكرت فوائد لبعض الشرور أيضًا.

للشّر تعريفات متعددة في اللغة والمصطلح. وفي الفلسفة الغربية، غالبًا ما يُعرّف الشر بأنه الألم. وفي القرنين العشرين والواحد والعشرين، أصبحت مسألة الشر من أكثر القضايا إثارة للجدل في فلسفة الدين، وجذبت اهتمام المؤيدين والمعارضين للفكر الديني. ويُعدّ الفيلسوف اليوناني "أبيقور" أول من أشار إلى التناقض بين مسألة الشر وثلاث صفات: القدرة، العلم، والخيرية الإلهية.الدين

مكانة وأهمية مسألة الشر

وجود الآلام، المصائب، وأنواع الأضرار والخسائر المادية والجسدية والروحية التي يُطلق عليها اسم «الشر»،[١] يُعدّ من أبرز التحديات في النقاشات العقائدية ضمن الديانات السماوية مثل الإسلام والمسيحية.[٢] وترجع جذور هذه المسألة إلى الأيام الأولى من حياة الإنسان.[٣] فالشرور، في النظرة الأولى، تبدو متعارضة مع التوحيد في الخالقية، حكمة الله، عدله، والنظام الأحسن.[٤] ومع ذلك، قيل إنها لم تُطرح يومًا كمشكلة رئيسية، بل كانت دائمًا تُناقش في هامش مسائل أخرى، مثل صفات الله.[٥]

بعد الحروب العالمية، وفي القرنين العشرين والواحد والعشرين، تحوّلت مسألة الشر إلى واحدة من أبرز القضايا الجدلية في مجال فلسفة الدين.[٦] وفي فلسفة الدين والكلام الحديث، تُطرح مسألة الشر كإشكال عقلي ومن أقوى الانتقادات ضد وجود الله. حتى أن الفيلسوف الألماني "هانس كونغ" اعتبرها ملاذًا للإلحاد.[٧]

ما هو الشر؟ كيف نشأ؟ لماذا نشأ؟ ومن الذي أوجده؟ ألم يكن من الممكن أن يكون العالم مليئًا فقط بالجمال والخير؟ هل خلق الله الشرور؟ وإن كان كذلك، فلماذا خلقها؟ ولماذا لا يُبيدها؟ بعبارة أخرى، كيف يمكن لإله خيّر، حكيم، وقادر مطلق أن يسمح بشكل مباشر أو غير مباشر بوجود أمراض مثل السرطان، الكوارث الطبيعية، العيوب الخَلقية، وغيرها، مما يُسبب آلامًا عظيمة للبشر؟[٨]

كما طُرحت أسئلة أخرى من منظور لاهوتي وفلسفي، مثل: هل يتوافق وجود الشر مع الإيمان بصفات مثل العدالة، الحكمة، والقدرة الإلهية؟ هل النظام القائم هو أفضل نظام ممكن؟ وهل هذا العالم هو أفضل عالم يمكن أن يوجد؟[٩]

مسألة الشر في الأدبيات الإسلامية والشيعية

بحسب الباحثين، وردت كلمة "شر" بمعنى النكبات، الألم، والضرر والخسائر أكثر من ثلاثين مرة في القرآن.[١٠] وبحسب الأستاذ مرتضى المطهري، فإن الفلاسفة المسلمين عادةً ما يناقشون مسألة الشرور في سياق التوحيد، والرد على شبهة الثنوية، أو في بحث العناية الإلهية، وفي الرد على شبهة ازدواجية المصدر أو تعلق إرادة الله بالشرور.[١١] وفي كتب علم الكلام والعقائد لدى المسلمين والشيعة، يوجد عادةً فصل خاص حول عدل الله ضمن بحث التوحيد الأفعالي، تُطرح فيه مسألة الشر.[١٢] وقد ألّف مرتضى مطهري، المتكلم الشيعي، كتابه العدل الإلهي في هذا السياق.[١٣] كما جمع الجمعية العلمية لفلسفة الدين في إيران قائمة بالكتب والمقالات المنشورة بالفارسية حول مسألة الشر.[١٤]

معنى الشر وعلاقته بالألم

عرّف راغب الأصفهاني في كتابه اللغوي «المفردات» الشر بأنه ما ينفر منه الجميع.[١٥] وقد فُهم معنى الشر في النصوص الدينية (القرآن والروايات) بنفس المفهوم العام في المجتمع.[١٦] أما في اصطلاح ابن سينا، الفيلسوف المسلم، فقد اعتبر الشر من منظور فلسفي بأنه "العدم".[١٧] ويُطلق أهل الفلسفة والكلام على جميع مظاهر السوء والمشاكل في حياة الإنسان، مثل الحروب، الجرائم، الانتحار، الأمراض، الدمار الناتج عن الزلازل والعواصف، وحتّى حتمية الموت، اسم "الشر".[١٨]

أما في نظر علماء الغرب، فقد عُرّف الشر بأنه الألم،[١٩] أو الإرادة السيئة،[٢٠] أو العجز والضعف.[٢١] ويُعدّ أرسطو، الفيلسوف اليوناني، أول من وصف الشر بأنه شيء غير مرغوب فيه.[٢٢] وبحسب بعض الباحثين، فإن غالبية المفكرين الغربيين عرّفوا الشر بأنه الألم.[٢٣] وقد اعتبر كاتب مقال «الخير والشر» في موسوعة الإمام علي(ع)، استنادًا إلى أحاديث الإمام علي(ع)، أن الخير والشر أمران نفسيان ينبعان من إدراك الإنسان للفرح أو الألم، وأن الظواهر الخارجية تُسمّى خيرًا أو شرًا عندما تُسبب الفرح أو الألم للإنسان.[٢٤] ويرى محمد تقي جعفري، الفيلسوف والمتكلم الشيعي، أن استخدام كلمة "شر" غير دقيق، ويقترح استخدام كلمات مثل "النكد" أو "النقمة" بدلًا منها، لأنها تُعبّر بشكل أفضل عن معنى الألم.[٢٥]

الشرور الطبيعية والشرور الأخلاقية

يُعدّ تقسيم الشر إلى طبيعي وأخلاقي من أشهر التقسيمات المذكورة في هذا السياق.[٢٦] الشرور الطبيعية هي أحداث تقع في الطبيعة دون تدخل الإنسان، وتُسبب الألم والمعاناة، مثل الأعاصير، الزلازل، السيول، البراكين، الأمراض، والإعاقات التي لا تنجم عن عوامل بشرية. في المقابل، الشرور الأخلاقية تشير إلى السلوكيات والصفات الأخلاقية السيئة التي تصدر عن الإنسان، مثل الكذب، الغرور، الطمع، والأفعال كـالقتل والسرقة. وهذا النوع من الشرور هو نتيجة مباشرة لأفعال الإنسان واختياراته.[٢٧]

وقد صنّف بعض الباحثين الأحداث المؤلمة التي تنشأ عن تداخل العوامل الطبيعية والبشرية في البيئة الطبيعية ضمن الشرور الاجتماعية.[٢٨] كما أُطلق على بعض آلام الإنسان، مثل الحزن الناتج عن فراق الأصدقاء أو فقدان الأحبة، اسم الشرور العاطفية أو الشعورية، لأنها تنبع من الحالات النفسية الداخلية.[٢٩]

الشر وليد خطايا البشر

يرى بعض المتكلمين المسلمين، استنادًا إلى بعض آيات القرآن[٣٠] والروايات،[٣١] أن الأفعال والسلوكيات الخاطئة وغير اللائقة التي تصدر عن الإنسان تلعب دورًا في نشوء الشرور الطبيعية.[٣٢] فبحسب رأي العلامة الطباطبائي، فإن الآية 30 من سورة الشورى تُعبّر عن هذا المعنى؛ إذ يعتبر المصائب العامة والشاملة مثل المجاعة، الزلازل، والوباء نتاجًا لـذنوب البشر وسلوكياتهم القبيحة. كما اعتُبرت الآية 41 من سورة الروم والآية 11 من سورة الرعد ذات معنى مشابه، وتدلّ على ارتباط أفعال البشر بنظام الكون. وقد عدّ الطباطبائي تأثير أفعال الإنسان في نشوء الشرور من سنن الله.[٣٣] وقد قيل إن الأعمال الصالحة والخيرة التي يقوم بها الأفراد الصالحون تُسهم أيضًا في دفع العذاب والشرور، بحسب الروايات.[٣٤] ويعتقد محمد تقي مصباح اليزدي أنه لولا بيان القرآن والروايات، لما أمكننا إدراك تأثير أفعال الإنسان في المصائب والشرور.[٣٥]

الشر الفلسفي أو الميتافيزيقي

تم تصنيف الشر إلى أنواع أخرى أيضًا. وقد أشار الفيلسوف الغربي لايبنيتز في كتابه "الثيوديسيه" إلى نوع من الشر يُسمّى «الميتافيزيقي» أو «الفلسفي».[٣٦] ويعتمد هذا التقسيم على تصنيف الموجودات إلى واجب الوجود وممكن الوجود. وبما أن جميع الموجودات الممكنة تتصف بالنقص والقصور، فثمة دائمًا نوع من العجز والافتقار في ذات كل الموجودات الإمكانية. وبناءً على هذا التعريف، تُعدّ جميع المخلوقات من مصاديق الشر الميتافيزيقي.[٣٧] وقد قسّم جوادي آملي، المفسّر الشيعي، الشر إلى نوعين: بالذات وبالعرض، ويعتمد هذا التقسيم على معيار الوجود والعدم، فالشر بالذات هو العدم وعدم الوجود.[٣٨] وهذا النوع من الشرور لا يُعدّ محلًا للنقاش في مسألة الشر، لأنه لا يتعارض مع التعاليم الدينية.[٣٩]

تعارض الشرور مع المعتقدات الدينية

تُعدّ مسألة الشر في مجالات متعددة من مباحث الكلام الإسلامي، مثل أصل وجود الله، وحدانيته، علمه، قدرته، خيره المطلق، وعدله، من القضايا التي اعتُبرت متعارضة مع تعاليم الأديان.

التعارض مع وجود الله

تُطرح مسألة الشرور ومعاناة الحياة كإشكال جوهري في مواجهة وجود الله. ويُقال إن وجود الشر في العالم يتناقض مع وجود إله كما يؤمن به المتدينون، إذ يجب إما أن يكون هناك إله خلق عالمًا خاليًا من الشرور، أو أن وجود الشرور يُعدّ دليلًا على عدم وجود الله.[٤٠] وقد طُرحت هذه المسألة تحت اسم برهان شر أو مسألة الشر الاستقرائية.

تشير مسألة الشر إلى كل مظاهر الظلم، السوء، الألم والمعاناة الموجودة في العالم، والتي تبدو متناقضة مع وجود إله يتمتع بصفات مطلقة مثل العلم، القدرة، العدالة، والخيرية، بحيث يُمكن أن يُلغي وجود أحدهما وجود الآخر.[٤١]

التعارض مع الوحدانية

قيل إن شبهة الشرور قد تُعدّ عائقًا أمام وحدانية الله.[٤٢] فالإله الذي يُوصَف بالخير لا يمكن أن يكون خالقًا للشرور، ومن جهة أخرى، بما أن الشرور منتشرة في العالم، فقد استُنتج أن هذه الشرور لا بد أن تكون صادرة عن مصدر آخر غير الإله الخيّر. ومن هنا، تبنّى أنصار الثنوية فكرة وجود إلهين: «يزدان» للخير و«أهريمن» للشر، هربًا من معضلة الشر.[٤٣]

التعارض مع بعض الصفات

لقد اعتُبر وجود الشرور متعارضًا مع صفات الله مثل «العلم المطلق»، «القدرة المطلقة» و«الخيرية المطلقة».[٤٤] وقد أكّد الفيلسوف الأمريكي جون هاسبرس،[٤٥] والفيلسوف الأسترالي جون ماكي، وغيرهم، على هذا التعارض.[٤٦] وقد استدل الفيلسوف اليوناني أبيقور (المتوفى عام 270 ق.م) قائلًا: إذا كان هناك إله يتمتع بالقدرة المطلقة، الخيرية المطلقة، والعلم المطلق، فلن يكون هناك شر في العالم؛ لكن الشر موجود؛ إذًا، لا وجود لإله بهذه الصفات الثلاث.[٤٧]

التعارض مع العدالة الإلهية

لقد اعتُبر وجود الشرور والآلام، إضافة إلى تعارضها مع بعض صفات الله، متناقضًا أيضًا مع صفة العدل الإلهي.[٤٨] وبحسب مطهري، فإن الإشكال يكمن في: لماذا دخل النقص، القصور، الفناء، والعدم إلى نظام الوجود؟ لماذا يكون أحدهم أعمى، وآخر أصم، وثالث مشوّه الخِلقة؟ أليست هذه مظاهر للظلم؟[٤٩] وفي الواقع، لأن البعض اعتبر المصائب والتعاسة ظلمًا، فقد وُضعت هذه الإشكالات في مواجهة العدالة الإلهية.[٥٠]

حلول مسألة الشر

بحسب إحدى الدراسات التي جمعت الردود على مسألة الشر، قيل إنه حتى الآن تم تقديم 13 إجابة لهذه المسألة.[٥١] وقد قُسّمت هذه الإجابات إلى أربع مجموعات: نظرية الخيرات العليا، النظرية الجمالية، نظرية الكمال، ونظرية النظام الأحسن والشر الأدنى.[٥٢] كما صنّفها البعض في ثلاث مجموعات: (أ) الله موجود والشرور موجودة أيضًا، (ب) الشرور عدمية، (ج) الشرور لازمة للخيرات العليا.[٥٣] ويُعدّ الاعتماد على النظام الأحسن، عدَمية الشرور، نظرية الأعواض والانتصاف، والرد التقسيمي من أشهر الردود في النصوص العقائدية، الفلسفية، والتفسيرية لدى المسلمين.

وقد توصّل بعض الباحثين والعلماء، بعد دراسة الردود المختلفة على مسألة الشر، إلى أن كل إجابة قد تكون صحيحة بمفردها، لكن لا يمكن لأي منها أن تُجيب عن جميع الأسئلة المتعلقة بالشرور. لذلك، تبنّوا حلاً تركيبيًا يجمع بين عدة إجابات للوصول إلى رد شامل ومُقنع على مسألة الشر.[٥٤] ويُعدّ محمد تقي مصباح اليزدي، من الفلاسفة والمتكلمين الشيعة، من المفكرين الذين قدّموا إجابة تركيبية لمسألة الشر.[٥٥]

وقد ذُكرت إجابات أخرى لشبهة الشرور. فعلى سبيل المثال، أجاب الهندوس على هذه الشبهة من خلال قانون «كارما» أو مكافأة العمل.[٥٦] أما المايا، فقد تناولوا مسألة وهمية العالم المادي، والتي تُشير إلى غياب الواقع الخارجي للعالم. وبحسب هذا الرأي، فإن العالم ليس سوى وهم وخيال محض، وبالتالي، لا توجد حقيقة في العالم يمكن نسبتها إلى الخير أو الشر. وعليه، فإن الشر يُنفى ضمن هذه الرؤية الكونية.[٥٧] كما طُرحت إجابات أخرى مثل نظرية الكائن العضوي العالمي، الثنوية، اللاهوت الحركي، البراغماتية، والتصويرية، لكنها لم تحظَ بقبول المفكرين المسلمين.[٥٨]

الشر لا وجود له

تتكوّن بعض الحلول لمسألة الشرور من إجابات تنكر وجود الشر الحقيقي في العالم.

عدَمية الشر

من طرق الإجابة على مسألة الشرور، الرد العدمي أو نظرية عدَمية الشرور. وبحسب فلاسفة مثل الفارابي، ابن سينا، وخواجة نصير، فإن أمورًا مثل الموت أو العمى تُعدّ أمورًا عدمية ولا وجود خارجي لها، وحتى الكائنات مثل الحيوانات المفترسة أو السيول والزلازل التي تُسبب معاناة للبشر، رغم أنها موجودة، إلا أنها تُفضي إلى أمور عدمية، ومن هذا المنطلق يُطلق عليها اسم "شر".[٥٩] وبناءً على هذا الرأي، لا تُعدّ الشرور حقائق وجودية يمكن الحديث عن فاعل لها، وبالتالي يُزال التناقض بين وجود الله ووجود الشرور.[٦٠]

ويُعدّ كل من الفارابي، ابن سينا، السهروردي، الملا صدرا، الطباطبائي، مطهري، جوادي الآملي، ومصباح اليزدي من الفلاسفة الذين تبنّوا نظرية عدَمية الشرور.[٦١] ويُستخدم هذا الحل غالبًا في مجال الشر الطبيعي، ويمكن أن يُوظّف في معالجة تعارض الشر مع أصل وجود الله، وكذلك تعارضه مع وحدانية الله، كما يُستخدم لنقض الثنوية.[٦٢] لكن قيل إن هذا الرد لا يستطيع حل مسألة الشر الإدراكي، لأن الشر الإدراكي من جنس الموجودات، ولا يمكن إنكار وجوده.[٦٣]

الشر المقارن أو النسبي

يُعدّ اعتبار الشر أمرًا نسبيًا ومقارنًا من الردود الشائعة على مسألة الشر. وبحسب رأي الفيلسوف الشيعي مرتضى مطهري، فإن كل شيء في موضعه خير، ولا يوجد شر في الخلق. فالمعاناة والآلام تظهر عندما تُسبب هذه الموجودات الألم والمعاناة لموجودات أخرى.[٦٤] فالحيوانات المفترسة تُعتبر شرًا عندما تُلحق الأذى بالبشر، لكنها ليست شرًا في ذاتها أو في موضعها الطبيعي. وبحسب رأي جوادي الآملي، المتكلم الشيعي، فإن الشر بالقياس (بالعرض) هو وجودٌ في ذاته خير، لكن يُعتبر شرًا عند مقارنته أو نسبته إلى موجود آخر.[٦٥]

الشر نتيجة جهل الإنسان (هل لكل ألم حكمة؟)

بحسب بعض المتكلمين، فإن كل ما يبدو شرًا للإنسان في البداية هو حكم متسرّع ناتج إما عن الجهل وعدم المعرفة بأبعاد الأمور الخفية،[٦٦] أو عن النظرة الجزئية وعدم الانتباه إلى الجوانب الأخرى للحدث.[٦٧] مثل الطفل الذي يكره الدواء بسبب مرارته، لكن ذلك الدواء لا يحمل له إلا الصحة والشفاء. وقد اعتُبر منهج القرآن الكريم في الرد على مسألة الشر قائمًا على هذا الجهل الإنساني، واستُشهد بـالآية 216 من سورة البقرة التي تقول: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم».[٦٨] فبما أن الله عالم وقادر، ولا يعتريه جهل أو بخل، فلا مجال للظلم في ذاته، وفي كل ألم يعتبره الإنسان شرًا، تكمن مصلحة وخير قد لا يكون الإنسان على علم بها.[٦٩]

حتمية الشر

تندرج فئة من الردود على مسألة الشرور ضمن تحليلات لواقع الكون تُقرّ بوجود الشر، لكنها تعتبره أمرًا حتميًا، وتعتقد أنه لا يمكن خلق عالم مادي خالٍ تمامًا من أي نوع من الشر.[٧٠]

النظام الأحسن

الاعتماد على نظرية النظام الأصلح يُعدّ من أبرز الردود التي قدّمها المفكرون المسلمون لمسألة الشرور.[٧١] ويُقصد بـالنظام الأصلح أن الكون قد خُلق بأفضل صورة ممكنة.[٧٢] يرى السيد مرتضى، الفقيه والمتكلم الشيعي، أن الخلق وفقًا للنظام الأحسن قد صُمّم بحيث يجعل كل شيء خيرًا وجميلًا، ولا يوجد أي موجود يُعدّ شرًا مطلقًا. فالله خلق جميع المخلوقات بنظام جميل ومتناسق، ووجود أي نوع من الشر في العالم يتناغم بطريقة ما مع هذا النظام.[٧٣] وقد تناول العلماء المسلمون هذا الرد بصيغتين: برهان لِمّي وبرهان إنّي.[٧٤] وقد شرح مرتضى مطهري، الفيلسوف الشيعي، برهان إنّي للنظام الأحسن في كتابه "عدل إلهي"، بينما قدّم جوادي آملي، المفسّر والفيلسوف الشيعي، شرحًا مفصّلًا لبرهان لِمّي. ويُستخدم هذا الحل غالبًا في معالجة الشر الطبيعي والشر الاجتماعي.

ويُعرف هذا الرد في علم الكلام الإسلامي باسم «قاعدة الأصلح»، وفي الفلسفة الإسلامية باسم «النظام الأصلح» أو «العناية».[٧٥] ويُعدّ الفارابي أول من طرح هذه المسألة بين فلاسفة الإسلام في كتابه «التعليقات»، ثم أكملها ابن سينا.[٧٦] أما في كتب علم الكلام الشيعي، فأقدم عمل تناول مسألة النظام الأحسن (وجوب الأصلح) هو كتاب «الياقوت في علم الكلام» للنوبختي، ثم تلاه كتاب «الذخيرة في علم الكلام» لـ«السيد المرتضى».

الردّ التقسيمي

الرد التقسيمي هو إجابة قُدّمت لمسألة الشر من منظور فلسفي. وفي هذا الرد، يُبرّر وجود الشرور الطبيعية بالقول إن من بين الصور الممكنة لخلق العالم، فإن الصورة الوحيدة التي يمكن أن يخلقها الله هي تلك التي يكون فيها الخير أكثر من الشر. لأن العالم الذي يكون شرًا محضًا أو يغلب فيه الشر على الخير لا يصدر عن الله، والعالم الذي يتساوى فيه الخير والشر يُعدّ اختيارًا بلا مرجّح. ومن جهة أخرى، لو أن الله لم يخلق الكون لتجنّب شرور قليلة، لكان قد تصرّف خلافًا للمصلحة والحكمة، لأنه بذلك يكون قد أهمل خيرات عظيمة.[٧٧] أما العالم الذي يكون خيرًا محضًا، فهو موجود أيضًا، وهو عالم المجردات، وهو غير مادي وخالٍ من أي شر. وبناءً على هذا التحليل، فقد اختار الله في خلق العالم المادي الخيار الثالث، الذي يحتوي على شرور قليلة، لكنه يحمل خيرات كثيرة.[٧٨]

الشرور نتيجة للاختيار

من الردود الشائعة لمسألة [[الشرور الأخلاقية]]، ذلك الذي يستند إلى مكانة الاختيار البشري. وبحسب هذا الرد، فإن اختيار الإنسان يلعب دورًا في وقوع الأحداث المؤلمة، وحرية الإنسان تُمهّد لظهور الشر. لقد خلق الله الإنسان مختارًا لكي يبلغ الكمال، ولازمة هذا الاختيار هي إمكانية انتقاء الخيارات الحسنة أو السيئة. لذلك، فإن الإنسان بحريته يمكنه أن يختار أيضًا الخيارات غير المقبولة.[٧٩] ويعتقد بعض المفكرين أن الرد القائم على الاختيار هو أهم حلّ مقترح لمسألة الشر.[٨٠] لكن بحسب الفيلسوف الغربي جون هاسبرس، فإن هذا الحل لا يُجدي في حالة الشرور الطبيعية التي تحدث دون تدخل أو اختيار من الإنسان.[٨١]

جَبر الشرور في الآخرة (العِوَض والانتصاف)

تستند بعض الردود على مسألة الشرور إلى فكرة جَبر الآلام والمعاناة البشرية في الآخرة. وفي هذه الردود، تُعوّض الآلام الطبيعية والأمراض بمكافآت تُسمّى في الأدبيات الكلامية الأعواض (جمع عِوَض).[٨٢] أما الشرور الأخلاقية الناتجة عن ظلم البشر لبعضهم، فيُعوّض عنها من خلال عدالة الله وانتقامه من الظالمين، ويُطلق على ذلك اسم الانتصاف.[٨٣]

وفي نقاشات الجَبر الإلهي، يُقال إن الشيعة يؤمنون بأن جَبر الله يجب أن يكون أعظم من معاناة الفرد، بحيث لو أُعطي الشخص المتألّم حرية الاختيار، لاختار بنفسه تلك المعاناة.[٨٤] وبحسب الفاضل المقداد، المتكلم الشيعي في القرن التاسع، فإن الانتصاف واجب على الله، لأنه هو من منح البشر القدرة على الظلم.[٨٥] وقد قيل إن الأعواض تشمل الأبرياء مثل الأطفال، المجانين، المؤمنين، الأنبياء، وأولياء الله.[٨٦] ويُعدّ الرد القائم على الأعواض من أفضل الردود على مسألة الشر.[٨٧] وقد تناول المتكلمون المسلمون، خصوصًا الشيعة، نظرية العِوَض ضمن مبحث العدل الإلهي.[٨٨]

وقد اعتُبرت الآية 155 من سورة البقرة في القرآن الكريم دالة على مسألة العِوَض وردًا على مسألة الشر.[٨٩] ويرى الباحثون أن أحاديث أهل البيت(ع) تؤكد على مبدأ العِوَض والانتصاف، وعلى جَبر الشرور في الدنيا والآخرة.[٩٠] فعلى سبيل المثال، ورد في عدة روايات أن الوفيات الناتجة عن كوارث طبيعية مثل السيول والزلازل يُعوّض عنها في الآخرة، ويُعتبر الضحايا من الشهداء.[٩١] كما ورد التصريح بأن معاناة الأمراض تُعوّض يوم القيامة.[٩٢] وقد ألّف الشهيد الثاني، الفقيه الشيعي، كتاب مُسَكِّنُ الفُؤاد عندَ فَقدِ الأحِبَّةِ و الأولادِ في هذا المجال، وجمع فيه نحو 200 حديث ذي صلة.[٩٣] وفي الباب الأول من الكتاب، نقل 45 حديثًا حول مكافآت الله مقابل المصائب، وفي الباب الثاني، جمع عدة آيات وعشرات الأحاديث حول الصبر في مواجهة آلام الحياة.[٩٤]

الشرور كوسيلة لنمو الإنسان وتكامله

تتناول بعض الردود على مسألة الشر فوائد الشرور في الحياة، وغالبًا ما تُطرح هذه الردود بعد الإجابات الفلسفية.[٩٥] وقد أطلق البعض على هذه الردود اسم "وجودية" أو "أكزيستانسية"،[٩٦] لأن الشرور تؤثر في روح الإنسان ونفسيته، وتُسهم في تجلّي رحمة الله، وتقرب الإنسان إلى الله، وتُعزز التسليم له، وتُعمّق الفهم والتعاطف مع الآخرين.[٩٧]

في بعض الآيات مثل 83 الإسراء، تُعدّ الشرور سببًا في دعاء الإنسان وتضرّعه إلى الله، وفي آيات أخرى مثل 35 الأنبياء، تُقدّم الشرور كوسيلة للاختبار الإلهي، وفي 136 الأعراف وبعض الآيات الأخرى، تُعدّ الشرور عقوبة لأفعال البشر.[٩٨]

وتُسهم مواجهة الشرور في التمييز بين المؤمنين وغيرهم.[٩٩] كما أن الشر والمعاناة قد يحملان فوائد أخرى، مثل تقوية الإيمان، التقدم العلمي، وتوضيح الفروق بين الخير والشر.[١٠٠] وقد تحققت العديد من الابتكارات نتيجة مواجهة التحديات والصعوبات، كما أن كثيرًا من الاختراعات جاءت ثمرة للجهود والمشقات.[١٠١] وأحيانًا تُوقظ الشرور والمعاناة الإنسان من غفلته.[١٠٢] وللوصول إلى الكمال والسعادة الحقيقية، يجب على الإنسان أن يمرّ بطريق مليء بالشر والألم والمعاناة. لذلك، تُعدّ الدنيا سلّمًا للتكامل والوصول إلى السعادة الأبدية.[١٠٣] وبحسب البرهان الجمالي، فإن وجود القبح إلى جانب الجمال يُساعد في إدراك الجمال وتقديره.[١٠٤]

ويرى بعض المفكرين أن الردود القائمة على الفائدة تركّز على جانب السعادة الأخروية، وإذا تمّ تفسير الوصول إلى الكمال والسعادة من منظور دنيوي، فيمكن اعتبارها ردًا مستقلًا تحت عنوان «الشرور كمصدر للخيرات».[١٠٥]

الهوامش

  1. قدردان قراملكي، «مسئله شر از دیدگان متکلمان»، ص23.
  2. قدردان قراملكي، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص9-10.
  3. قدردان قراملكي، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص9.
  4. عامري، «بررسی تصادم شرور با صفات الهی بر اساس مبانی حکمت متعالیه»، ص26.
  5. میرصدری، فراسوی شر، فراروی رنج، 1401ش، ص29.
  6. میرصدری، فراسوی شر، فراروی رنج، 1401ش، ص29.
  7. پترسون و دیگران، عقل و اعتقاد دینی، 1379ش، ص177.
  8. رستمی، «خدا و مسئله شر (درد و رنج)»، ص743.
  9. رستمی، «خدا و مسئله شر (درد و رنج)»، ص743.
  10. قدردان قراملكي، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص240.
  11. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص124.
  12. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص17.
  13. قدردان قراملكي، عدل الهی، 1391ش، ص22.
  14. انجمن علمی فلسفه دین ایران، کتاب‌شناسی مسئله شر.
  15. راغب اصفهانی، مفردات، ذیل ماده شر.
  16. اله بداشتی، «مفهوم شر از منظر قرآن کریم»، ص5-10.
  17. ابن‌سینا، الهیات شفا، 1367ش، ص416.
  18. احمدی‌زاده، «مسئله شر در الهیات پویشی و حکمت متعالیه»، ص162.
  19. کاپلستون، تاریخ فلسفه، 1391ش، ج1، ص467.
  20. Kant, Groundwork of Metaphysic of Morals,1972. P. 59
  21. نیچه، دجال، 1376ش، ص 135 و 136.
  22. ارسطو، اخلاق نیکوماخس، 1381ش، ص45
  23. حسن‌زاده مشکانی، بررسی تطبیقی دیدگاه جان هاسپرس و آیت‌الله جوادی آملی در مسئله شر، 1402ش، ص200-207.
  24. صادقی،‌ «خیر و شر»، ص354-355.
  25. جعفری، جبر و اختیار، 1379ش، ص293.
  26. رضایی، تئودیسه و عدل الهی، 1380ش، ص 89.
  27. حسن‌زاده مشکانی، بررسی تطبیقی دیدگاه جان هاسپرس و آیت‌الله جوادی آملی در مسئله شر، 1402ش، ص29.
  28. کریم زاده قراملکی، مسئله شر در حکمت و شریعت، 1392ش، ص39-40.
  29. صادقی، «خیر و شر»، ص346.
  30. انظر على سبيل المثال: سورة الشورى، الآية 30؛ سورة الروم، الآية 41؛ سورة الأعراف، الآية 96.
  31. انظر على سبيل المثال: الكليني، الكافي، 1407ق، ج2، ص373 و 374؛ الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، 1378ق، ج2، ص29.
  32. انظر على سبيل المثال: مصباح يزدي، معرفة الله، 1389ش، ص325؛ سعيدي مهر، تعليم علم الكلام الإسلامي (1)، 1388ش، ص306 و 307؛ رباني گلپايگاني، «دور الإنسان في الشرور الطبيعية من منظور الوحي والعقل»، ص42.
  33. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، 1390ق، ج18، ص59.
  34. انظر: رباني گلپايگاني، «دور الإنسان في الشرور الطبيعية من منظور الوحي والعقل»، ص52.
  35. مصباح يزدي، معرفة الله، 1389ش، ص326.
  36. رضایی، تئودیسه و عدل الهی، 1380ش، ص 89.
  37. رضایی، تئودیسه و عدل الهی، 1380ش، ص 89.
  38. جوادی آملی، اسلام و محیط‌زیست، 1388ش، ص147.
  39. تبارصفر، «مسئله شر»، ص90.
  40. قدردان قراملكي، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص10.
  41. شاکری و دیگران، «نقد و بررسی راه‌حل نیستی انگاری شرور با تکیه بر دیدگاه آیت‌الله جوادی آملی»، ص63-64.
  42. عامری، «بررسی تصادم شرور با صفات الهی بر اساس مبانی حکمت متعالیه»، ص26.
  43. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص64-65.
  44. جبرییلی، مسئله شر و راز تفاوت‌ها، 1385ش، 85-86.
  45. Hospers, An introduction to philosophical analysis.1990. p310.
  46. حسن‌زاده، بررسی تطبیقی دیدگاه جان هاسپرس و آیت‌الله جوادی آملی در مسئله شر، 1402ش، ص16 به نقل از درس خارج فقه استاد رضا برنجکار 1399/01/17.
  47. Hickson, A Brief History of Problems of Evil:2014. p6-7
  48. سبحانی، الالهیات، 1412ق، ج1، ص260 و 273.
  49. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص135.
  50. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص63؛ قدردان قراملکی، عدل الهی، 1391ش، ص51 و 68.
  51. سلگی و پورحسن، خدای مهربان و مسئله شر، 1397ش، ص45.
  52. پورحسن، «پیشگفتار»، صفحه ح.
  53. اعوانی، «تئودیسه یا عدل الهی از نگاه لایب‌نیتس»، ص5.
  54. محمدزاده و نیرومند، «رهیافت ترکیبی در حل مسئله شر»، ص103.
  55. بهرامی و دیگران، «تحلیل مسئله شر در اندیشه استاد مصباح»، ص47.
  56. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص229.
  57. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص37.
  58. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص229-274.
  59. محمدرضایی، «مسئله شر و راه حل‌های آن»، ص28.
  60. حسن‌زاده، بررسی تطبیقی دیدگاه جان هاسپرس و آیت‌الله جوادی آملی در مسئله شر، 1402ش، ص40.
  61. ارشدی‌بهادر، «بررسی رویکرد کلی به مسئله شر در نگاه فلاسفه مشهور مسلمان»، ص45.
  62. عامری، «بررسی تصادم شرور با صفات الهی بر اساس مبانی حکمت متعالیه»، ص29.
  63. حسن‌زاده، «بررسی و نقد راه‌حل عدمی انگاری شرور در دیدگاه آیت‌الله جوادی آملی»، 1403ش، ص85-94.
  64. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص131-132.
  65. جوادی آملی، اسلام و محیط‌زیست، 1388ش، ص147.
  66. غزالی، احیا علوم الدین، 1402ق، ج4، ص5-9.
  67. محمدزاده و نیرومند، «رهیافت ترکیبی در حل مسئله شر»، ص109.
  68. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص194.
  69. قدردان قراملکی، «مسئله شر از دیدگاه متکلمان»، ص35.
  70. قدردان قراملکی، «مسئله شر از دیدگاه متکلمان»، ص41.
  71. احمدی، «تبیین مسئله شر در تفکر استاد جوادی آملی»، ص153.
  72. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص63.
  73. سید مرتضی، الذخیرة فی علم الکلام، 1411ق، ج1، ص199. للمطالعة الموسّعة يُرجى مراجعة المقال التالي: محمدی، «تحلیل و بررسی روش‌های وحیانی، برهانی و عرفانی در اثبات مسئله نظام احسن از منظر آیت‌الله جوادی آملی»، ص5-15.
  74. شاکری، «نقد و بررسی ادله جان هاسپرس در مسئله نظام احسن»، ص320.
  75. حسن‌زاده مشکانی، بررسی تطبیقی دیدگاه جان هاسپرس و آیت‌الله جوادی آملی در مسئله شر، 1402ش، ص113. للمزيد حول قاعدة الأصلح يُرجى مراجعة المقال التالي: "قاعدة الأصلح من وجهة نظر متكلمي الإسلام" بقلم مهدي نكويي.
  76. ابن‌سینا، النجاه، 1387ش، ص668-681. وقد بسط ابن سينا موضوع العناية في كتاب "الشفاء"، قسم الإلهيات، المقالة التاسعة، الفصل السادس، في بحثه حول كيفية دخول الشر في القضاء الإلهي.
  77. ارسطو، متافیزیک، 1367ش، ص27.
  78. ابن‌سینا، النجاة، 1387ش، ص679؛ الاهیات شفاء، 1367ش، ص421-423.
  79. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص210.
  80. پلانتینگا، کلام فلسفی، 1374ش، ص161.
  81. هاسپرس، فلسفه دین، ص119.
  82. قاضی عبدالجبار، شرح الاصول الخمسه، 1422ق، ص494.
  83. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص231-234
  84. علامه حلی، نهج الحق و کشف الصدق، 1982م، ص137؛ مظفر، دلائل الصدق لنهج الحق، 1422ق، ج3، ص402.
  85. السیوری، ارشاد الطالبین الی نهج المسترشدین، 1405ق، ص285.
  86. قاضی عبدالجبار، شرح الاصول الخمسه، 1422ق، ص494.
  87. اکبری مطلق، «نظریه عوض و راه حل متکلمان مسلمان برای مسئله شرور»، ص71.
  88. اکبری مطلق، «نظریه عوض و راه حل متکلمان مسلمان برای مسئله شرور»، ص72.
  89. فصیحی، «اعواض»، ص343.
  90. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص242.
  91. محمدی ری‌شهری، میزان الحکمه، 1389ش، ج6، ص154.
  92. صدوق، ثواب الاعمال و عقاب الاعمال، 1382ش، ج1، ص373-374.
  93. جناتی، «پیشگفتار»، ص15.
  94. جناتی، «پیشگفتار»، ص13-14.
  95. طیبی‌نسب، «بررسی مسئله شرور(2)»، ص35.
  96. رستمی، «خدا و مسئله شر (درد و رنج)»، ص753.
  97. رستمی، «خدا و مسئله شر (درد و رنج)»، ص753-755.
  98. قدردان قراملکی، «مسئله شر از دیدگان متکلمان»، ص28-29.
  99. سبحانی، اندیشه اسلامی1، 1385ش، ص63.
  100. مطهری، عدل الهی، 1374ش، ص172.
  101. سبحانی، اندیشه اسلامی، 1385ش، ص61.
  102. سبحانی، اندیشه اسلامی1، 1385ش، ص62.
  103. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص176.
  104. مظاهری، «خیر و شر در فلسفه و آیات و روایات»، ص169-170.
  105. قدردان قراملکی، خدا و مسئله شر، 1388ش، ص186.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن عربي، محمد بن علي. فصوص الحكم. مع تعليقات أبي العلاء عفيفي، طهران، منشورات الزهراء، 1991م.
  • ابن سينا، حسين بن عبد الله. النجاة من الغرق في بحر الضلالات. الطبعة الثالثة، طهران، جامعة طهران، 2008م.
  • ابن سينا، حسين بن عبد الله. إلهيات الشفاء. بتحقيق وتعليق آية الله حسن زاده آملي، قم، مكتب التبليغات الإسلامية، 1988م.
  • أحمدي، فاطمة. «تفسير مسألة الشرّ في فكر الأستاذ جوادي آملي». ضمن كتاب اللاهوت ومسألة الشرّ، بإشراف قاسم بورحسن، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 2014م.
  • أحمدي زاده، حسن. «مسألة الشرّ في اللاهوت العملي والحكمة المتعالية». في اللاهوت ومسألة الشرّ، إشراف قاسم بورحسن، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 2014م.
  • أرسطو. الأخلاق النيقوماخية. ترجمة سيد أبو القاسم بورحسيني، مجلدان، الطبعة الثانية، طهران، جامعة طهران، 2002م.
  • أرسطو. الميتافيزيقا. ترجمة شرف الدين الخراساني، طهران، نشر گفتار، 1988م.
  • أرشدي بهادر، مجتبی. «دراسة شاملة لمسألة الشرّ في نظر الفلاسفة المسلمين المشهورين». مجلة معرفت، العدد 286، تشرين الأول 2021م.
  • أعواني، شهين. «الثيوديسيا أو العدل الإلهي عند لايبنتز». مجلة البحوث الفلسفية، العدد 30، ربيع 2020م.
  • أكبري مطلق، کبری. «نظرية العوض، وحلّ المتكلمين المسلمين لمسألة الشرور». مجلة أسفار، العدد 6، خريف وشتاء 2017م.
  • اله بداشتي، علي. «مفهوم الشرّ من منظور القرآن الكريم». مجلة مبين، العدد 6، 2009م.
  • جمعية فلسفة الدين في إيران. بيبليوغرافيا مسألة الشرّ. موقع الجمعية الإلكتروني، 1 كانون الأول 2024م.
  • الحلّي، حسن بن يوسف. باب حادي عشر. شرح فاضل مقداد، ترجمة محسن صدر رضواني، قم، محسن صدر رضوان، 2001م.
  • بهرامي، عليرضا وآخرون. «تحليل مسألة الشرّ في فكر الأستاذ مصباح». مجلة الكلام الإسلامي، العدد 109، ربيع 2019م.
  • مايكل بيترسون وآخرون. العقل والإيمان الديني: مدخل إلى فلسفة الدين. ترجمة أحمد نراقي، الطبعة الثالثة، طهران، طرح نو، 2000م.
  • ألوين بلانتنغا وآخرون. الكلام الفلسفي. ترجمة إبراهيم سلطاني، طهران، مؤسسة صراط الثقافية، 1995م.
  • بورحسن، قاسم. «المقدمة». في اللاهوت ومسألة الشرّ، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 2014م.
  • تبارصفر، صفدر. «مسألة الشرّ». مجلة معرفت، العدد 88، نيسان 2005م.
  • جبريئيلي، محمد صفر. مسألة الشرّ وسرّ التفاوتات. طهران، مركز فكر الشباب، 2006م.
  • جعفري، محمد تقي. الجبر والاختيار. الطبعة السادسة، طهران، مؤسسة تدوين ونشر آثار العلامة جعفري، 2009م.
  • جنّاتي، حسين. «المقدمة». في مسكّن الفؤاد (ترجمة آرام‌بخش دل داغ‌دیدگان للشهيد الثاني)، قم، نشر روح، 2001م.
  • جوادي آملي، عبد الله. الإسلام والبيئة. الطبعة الخامسة، قم، مركز نشر أسـراء، 2009م.
  • حسن‌زاده مشكاني، محمد جواد. «نقد حلّ العدمية لمسألة الشرور عند آية الله جوادي آملي». مجلة حکمة أسـراء، العدد 1، ربيع 2024م.
  • حسن‌زاده مشكاني، محمد جواد. دراسة مقارنة بين جون هاسبرس وآية الله جوادي آملي في مسألة الشرّ. أطروحة دكتوراه، كلية فارابي، جامعة طهران، قم، 2023م.
  • الخرازي، محسن. بدایة المعارف في شرح عقائد الإمامية. الطبعة الرابعة، قم، مركز إدارة الحوزة العلمية، بلا تاريخ.
  • راغب الأصفهاني، حسين بن محمد. المفردات في غريب القرآن. بيروت، دار العلم، الطبعة الأولى، 1992م.
  • رستمي، يد الله. «الله ومسألة الشرّ (الألم والمعاناة)». مجلة فلسفة الدين، المجلد 11، العدد 4، شباط 2015م.
  • رضائي، مهين. الثيوديسيا والعدل الإلهي (دراسة مقارنة بين لايبنتز ومطهري)، طهران، مكتب البحوث والنشر السهروردي، 2001م.
  • سبحاني، جعفر. الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل. قم، المركز العالمي للدراسات الإسلامية، 1991م.
  • سبحاني، جعفر ومحمد محمدرضائي. الفكر الإسلامي. قم، دار المعارف، 2006م.
  • سلگي، مريم وقاسم بورحسن. الله الرحيم ومسألة الشرّ: المشكلات والمناهج والحلول. طهران، جامعة العلامة الطباطبائي، 2018م.
  • سنجري، غلامعلي. المسألة المنطقية للشرّ عند العلامة الطباطبائي وألوين بلانتنغا. قم، مؤسسة بوستان الكتاب، 2011م.
  • السهروردي، شهاب الدين يحيى. منطق التلويحات. طهران، جامعة طهران، 1955م.
  • السيد مرتضى. الذخيرة في علم الكلام. تحقيق أحمد الحسيني، قم، جماعة المدرسين، 1991م.
  • السيوري، فاضل مقداد. إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين. قم، مكتبة آية الله المرعشي، 1985م.
  • شاكري، روح الله وآخرون. «نقد أدلة جون هاسبرس في مسألة النظام الأحسن». مجلة فلسفة الدين، جامعة طهران، العدد 3، خريف 2022م.
  • شاكري، روح الله وآخرون. «نقد الحلّ العدمي لمسألة الشرور عند آية الله جوادي آملي». مجلة الفكر الديني الحديث، العدد 67، شتاء 2022م.
  • الشيخ الصدوق، محمد بن بابويه. التوحيد. قم، مؤسسة النشر الإسلامي، بلا تاريخ.
  • صادقي، هادي. «الخير والشرّ». في موسوعة الإمام علي (ع)، المجلد الثاني، طهران، معهد الثقافة والفكر الإسلامي، 2001م.
  • صدر المتألهين، محمد بن إبراهيم الشيرازي. الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة. بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1981م.
  • صدر المتألهين، محمد بن إبراهيم الشيرازي. شرح أصول الكافي. بتحقيق محمد خواجوي، طهران، معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، 2004م.
  • الصدوق، ابن بابويه. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال. ترجمة محمد رضا أنصاري محلاتي، قم، دار كوثر، 2003م.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين. نهاية الحكمة. قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 2005م.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين. تفسير الميزان. قم، دار الإسماعيليين، 1973م.
  • طيبي نسب، حميد رضا. «دراسة مسألة الشرور (الجزء الثاني)». مجلة الكلام الإسلامي، العدد 67، خريف 2008م.
  • عامري، معصومة. «تعارض الشرور مع الصفات الإلهية في ضوء الحكمة المتعالية». مجلة أسفار، العدد 3، ربيع وصيف 2016م.
  • العلامة الحلي، حسن بن يوسف المطهر. نهج الحق وكشف الصدق. بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1982م.
  • الغزالي، أبو حامد. إحياء علوم الدين. بيروت، دار المعرفة، 1982م.
  • الفارابي، أبو نصر. التعليقات. بتحقيق وتقديم سيد حسين موسويان، بيروت، مؤسسة الحكمة والفلسفة الإيرانية، طهران، 2012م.
  • فصيحي، محمد حسين. «نظرية العوض». في موسوعة الكلام الإسلامي، قم، شتاء 2000م.
  • القاضي عبد الجبار، أبو الحسن عبد الجبار. شرح الأصول الخمسة. بيروت، دار إحياء التراث العربي، 2002م.
  • قدردان قراملكي، محمد حسن. الله ومسألة الشرّ. قم، بوستان الكتاب، 2009م.
  • قدردان قراملكي، محمد حسن. العدل الإلهي. الطبعة الأولى، طهران، معهد الثقافة والفكر الإسلامي، 2012م.
  • قدردان قراملكي، محمد حسن. «مسألة الشرّ من وجهة نظر المتكلمين». مجلة نامه مفيد، العدد 11، خريف 1997م.
  • كاپلستون، فريدريك. تاريخ الفلسفة. المجلد الأول، ترجمة سيد جلال الدين مجتبوي، طهران، الشركة العلمية والثقافية، 2012م.
  • كريم زاده قراملكي، قربان علي. مسألة الشرّ في الحكمة والشريعة. تبريز، جامعة تبريز، 2013م.
  • الكليني، محمد بن يعقوب. الكافي. طهران، دار الكتب الإسلامية، 1987م.
  • محمدرضائي، محمد وآخرون. الكلام الجديد بمنهج مقارن. قم، دار المعارف، 2011م.
  • محمدرضائي، محمد. «مسألة الشرّ وحلولها». مجلة البحوث الفقهية، العدد 3، شتاء 2006م.
  • محمدزاده، إلهام ورضا نيرومند. «المنهج التركيبي في حلّ مسألة الشرّ». مجلة البحوث الفلسفية الكلامية، العدد 43، ربيع وصيف 2010م.
  • محمدي ري شهري. ميزان الحكمة. قم، مؤسسة دار الحديث، 2010م.
  • محمدي، مسلم وآخرون. «تحليل مناهج الوحي والعقل والعرفان في إثبات النظام الأحسن عند آية الله جوادي آملي». مجلة الفكر الديني الحديث، العدد 73، صيف 2023م.
  • مصباح يزدي، محمد تقي. تعليم الفلسفة. طهران، شركة الطباعة والنشر الدولية، 2003م.
  • مطهري، مرتضى. العدل الإلهي. الطبعة التاسعة، طهران، صدرا، 1995م.
  • مظاهري، محمد مهدي. «الخير والشرّ في الفلسفة والآيات والروايات». مجلة بحوث القرآن والحديث، العدد 2، صيف 2007م.
  • مظفر، محمد حسن. دلائل الصدق لنهج الحق. قم، مؤسسة آل البيت، 2002م.
  • ميرداماد، محمد باقر. القبسات. بتحقيق وتعليق مهدي محقق، طهران، جامعة طهران، 1988م.
  • ميرصدري، سعيدة. ما وراء الشرّ، ما وراء الألم: إعادة بناء الثيوديسيا الإسلامية في ضوء تفكيك التراث. قم، دار طه، 2023م.
  • ناص، جون باير. تاريخ الأديان العام. ترجمة علي أصغر حكمت، طهران، دار پرواز، 1984م.
  • نهج البلاغة، الشريف الرضي، محمد بن الحسين. تحقيق صبحي صالح، قم، دار الهجرة، الطبعة الأولى، 1994م.
  • نيتشه، فريدريش فيلهلم. ضد المسيح. طهران، دار پرسش، 1997م.
  • هاسبرس، جون. فلسفة الدين. ترجمة مكتب التبليغات الإسلامية، بلا تاريخ.
  • هيك، جون. «مسألة الشرّ». موقع نورمگز، نشر 6 تشرين الثاني 2024م، تاريخ الزيارة: 6 تشرين الثاني 2024م.
  • Kant, Immanuel. (1972) "Groundwork of Metaphysic of Morals", tr. Paton, H., pp. 53–123, in: The Moral Law, Hutchinson University Library.
  • Trakakis, N. (2007). "The God Beyond Belief: In Defence of William Rowe's Evidential Argument from Evil (Studies in Philosophy and Religion)", Springer.
  • Hickson, M.W. (2014). "A Brief History of Problems of Evil". In McBrayer, Justin P. & Howard-Snyder, Daniel (eds), The Blackwell Companion to The Problem of Evil. Hoboken, New Jersey: Wiley-Blackwell.
  • Hospers, John. (1990). An Introduction to Philosophical Analysis. 3rd Ed. London, Routledge.