المدائن
المعلومات العامة | |
---|---|
البلد | العراق |
المحافظة | بغداد |
اللغة | العربية |
الديانة | الإسلام |
المذهب | الشيعي |
المعلومات التاريخية | |
تاريخ التأسيس | قبل الإسلام |
الأحداث التاريخية | حرب الإمام الحسن مع معاوية |
المَدَائِن كانت عبارة عن مجموعة من المدن المهمة في عصر ما قبل الإسلام في العراق الحالي، والتي فتحها المسلمون عام 16هـ، حيث بشر النبي في معركة الخندق المسلمين بالنصر على المدائن. وقد كتب رسول الله رسالة إلى خسرو برويز، الذي كان حاضراً في المدائن في ذلك الوقت، وكان أول الولاة فيها حذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، ويزيد بن قيس الأرحبي، وسعد بن مسعود الثقفي. حسب بعض المصادر الإسلامية، ارتج طاق كسرى في مدينة المدائن ليلة ميلاد نبي الإسلام، وسقطت منه أربع عشرة شرفة.
وعسكر جيش الإمام الحسن في معسكرين أحدهما بالمدائن ليقاتل جيش معاوية بن أبي سفيان. وعندما تعرض الإمام الحسن لمحاولة اغتيال وأُصيب على أثرها في الحرب مع معاوية، ذهب الإمام من أجل العلاج إلى دار سعد بن مسعود الثقفي في المدائن. ومن الآثار الدينية لهذه المدينة قبر حذيفة بن اليمان وأبو عبد الرحمن السلمي وسلمان الفارسي. المدائن اليوم هي مدينة شيعية صغيرة في جنوب بغداد.
تعريف موجز
المدائن جمع مدينة وهي بمعنى عدة مدن، وفي التاريخ هو اسم لمجموعة مدائن يقسمها نهر دجلة إلى شرقي وغربي،[١] أو بسبب عدد المدن والآثار التي بناها الملوك هناك فأصبحت تُعرف بالمدائن.[٢] واسمها في اللغة الفارسية توسفون وعرّبوه على الطيسفون والطيسفونج.[٣]
وبحسب بعض الروايات كانت المدائن تتألف من خمس مدن العتيقة،[٤] الإسكندر، وطيسفون، واسبانبر، والرومية. [٥] وذكر البعض إنها كانت تتألف من سبع مدن.[٦] وبسبب خصوبة التربة ونقاء الهواء والتقاء النهرين دجلة والفرات، كانت محط اهتمام ملوك إيران.[٧] تُعتبر المدائن حالياً مدينة صغيرة،[٨] وتبعد حوالي ثلاثين كيلومتراً في جنوب شرق بغداد.[٩] وأهم مدنها الرومية (سلوقية) وتوسفون.[١٠] وأغلب أهلها من الشيعة الاثني عشرية.[١١]
التاريخ
ذكر المقدسي أحد كتاب السيرة في القرن السادس الهجري: أن المدائن بناها هوشنك وسماها «بنداذ». ثم تم إحياء هذه المدينة في عصور لاحقة على يد بعض الملوك مثل «زاب»،[١٢] والإسكندر،[١٣] وشابور ذو الأكتاف.[١٤] وبعد ذلك أصبحت هذه المدينة في أيدي الملوك الساسانيين،[١٥] وأنشأ بعضهم مدينة في هذه المنطقة.[١٦]
وبحسب رواية ياقوت الحموي فإن الإسكندر بعد إنشاء العديد من المدن عاد إلى المدائن وأنشأ مدينة في هذه المنطقة وسوّرها، وبقي فيها حتى وفاته.[١٧] ويرى الزبيدي أن أول ملك ساساني حكم هناك هو أَنُوشَرْوان.[١٨] بحسب بعض المصادر الإسلامية، ارتج طاق كسرى في مدينة المدائن ليلة ميلاد نبي الإسلام وسقطت منه أربع عشرة شرفة.[١٩]
الفتح على يد المسلمين
وفي رواية عن الشيخ الصدوق إنَّ النبي الأكرم وعد المسلمون في معركة الخندق بانتصارهن على المدائن.[٢٠] وكذلك وفقًا للروايات التاريخية، في السنة 7 للهجرة، كتب رسول الله رسالة إلى خسرو برويز، الذي كان حاضراً في المدائن في ذلك الوقت، وطلب منه الشهادة بوحدانية الله ونبوة النبي، ولكنه مزق الرسالة. [٢١]
وبعد معركة القادسية هاجم المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص المدائن وحاصروها سبعة أشهر.[٢٢] وأخيراً تم فتح المدائن من قبل المسلمين في عام 16هـ،[٢٣] وذكر الزبيدي أن فتح المدائن كان في عام 14هـ.[٢٤]
المدان في عهد أئمة الشيعة
كان لأهل المدائن علاقة خاصة بالأئمة. ونزل جيش الإمام الحسن في معسكري المدائن ومسكن، ليقاتل جيش معاوية بن أبي سفيان.[٢٥] وعندما تعرض الإمام الحسن لمحاولة اغتيال وأُصيب على أثرها في الحرب مع معاوية،[٢٦] ذهب الإمام من أجل العلاج إلى دار سعد بن مسعود الثقفي في المدائن.[٢٧] وأيضاً في رواية عن الطبرسي (توفى 600هـ) أن الإمام الحسين كان في المدائن عندما أصيب الإمام علي.[٢٨]
وبحسب المصادر التاريخية، فقد شارك مجموعة من سكان المدائن في ثورات متعددة مثل ثورة التوابين،[٢٩] وزيد بن علي،[٣٠] وثورة عبد الله بن معاوية.[٣١]
حكام المدائن
في البداية، عين عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان والياً على المدائن.[٣٢] ثم عزله واختار مكانه سلمان الفارسي والياً عليها،[٣٣] حيث كان سلمان والياً على المدائن حتى وفاته.[٣٤]
وبعد وفاة سلمان، أصبح حذيفة بن اليمان والياً على المدائن مرة أخرى.[٣٥] حیث كان والياً على المدائن في عهد عثمان بن عفان،[٣٦] وجزء من حكم الإمام علي. مات حذيفة في المدائن ودفن هناك قبل وصول الإمام علي بجيشه إلى الكوفة بعد مغادرته المدينة إلى البصرة لقتال أصحاب الجمل.[٣٧]
ولما وصل الإمام علي إلى الكوفة عين يزيد بن قيس الأرحبي والياً على المدائن.[٣٨] ولما انتقل الإمام علي من النخيلة إلى الشام جعل سعد بن مسعود الثقفي والياً على المدائن.[٣٩] وبقي في هذا المنصب إلى عهد الإمام الحسن.[٤٠]
وبحسب بعض الروايات التاريخية، فإن لام بن زياد بن عاطف، أخو عدي بن حاتم لأمه،[٤١] وثابت بن قيس الخطيم،[٤٢] وزحر بن قيس بن مالك،[٤٣] وسائب بن الأقرع الثقفي،[٤٤] كانوا ولاة على المدائن.
الآثار التاريخية، والفقهاء، والشعراء
طاق كسرى هو بناء باقي من العصر الساساني، ينسب بناؤه إلى سابو ذو الأكتاف،[٤٥] وهو من أشهر الآثار في المدائن.[٤٦]
ويعتبر مرقد حذيفة بن اليمان وأبو عبد الرحمن السلمي،[٤٧] وضريح سلمان الفارسي الذي دفن بالقرب من طاق كسري، من المعالم الدينية لهذه المدينة.[٤٨]
كما عاش في المدائن فقهاء وأدباء وشعراء وعلماء، ومنهم ما يلي:
- عمار الساباطي[٤٩]
- محمد بن عمرو بن سعيد الزيات[٥٠]
- عمرو بن سعيد المدائني[٥١]
- أبو علي حديد بن حكيم المدائني[٥٢]
الهوامش
- ↑ الكلاعي، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء، 1420هـ، ج2، ص504.
- ↑ الخطيب البغداي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج1، ص139.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج5، ص75.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص250 ـ 251.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص250 ـ 251.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج5، ص75.
- ↑ الكلاعي، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء، 1420هـ، ج2، ص504.
- ↑ البلاغي، حجة التفاسير وبلاغ الإكسير، 1386هـ، المقدمة الثانية، ص878.
- ↑ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، 1385ش، ج11، ص55.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص251.
- ↑ البلاغي، حجة التفاسير وبلاغ الإكسير، 1386هـ، المقدمة الثانية، ص878.
- ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، ج4، ص98.
- ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، ج4، ص99.
- ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، ج4، ص99.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج5، ص74.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص250 ـ 251.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج5، ص74.
- ↑ الزبيدي، تاج العروس، 1414هـ، ج18، ص529.
- ↑ أبو نعيم الأصفهاني، دلائل النبوة، 1412هـ، ج1، ص139؛ البيهقي، دلائل النبوة، 1405هـ، ج1، ص126.
- ↑ الصدوق، الأمالي، 1400هـ، ص313.
- ↑ المسعودي، التنبيه والإشراف، ص225.
- ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص177.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج2، ص509؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407هـ، ج2، ص215.
- ↑ الزبيدي، تاج العروس، 1414هـ، ج18، ص529.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415هـ، ج13، ص264.
- ↑ الطبرسي، الاحتجاج، 1403هـ، ج2، ص290.
- ↑ المفيد، الارشاد، 1413هـ، ج2، ص12.
- ↑ الطبرسي، مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص279.
- ↑ معروف الحسني، سيرة الأئمة الاثني عشر(ع)، ج2، ص139.
- ↑ إقبال الآشتياني، آل نوبخت، ص87.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415هـ، ج33، ص215.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415هـ، ج2، ص39.
- ↑ ابن شاذان، الفضائل، 1363ش، ص86.
- ↑ الشيرازي، الدرجات الرفيعة، 1983م، ص215.
- ↑ القمي، مفاتيح الجنان، ص494.
- ↑ ابن طاووس، اليقين، 1413هـ، ص384.
- ↑ القمي، مفاتيح الجنان، ص494.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج1، 459.
- ↑ سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، 1418هـ، ص179.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404هـ، ج16، ص42.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417هـ، ج2، ص296.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج1، ص187.
- ↑ ابن الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، 1425هـ، ج1، ص307.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج2، ص569.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص226.
- ↑ عواد، الذخائر الشرقية، 1999م، ج1، ص251.
- ↑ أبو الحسن الهروي، الإشارات إلى معرفة الزيارات، ص68.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج1، ص175.
- ↑ البرقي، رجال البرقي، 1383هـ، ص48.
- ↑ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 1411هـ، ص159.
- ↑ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 1411هـ، ص120.
- ↑ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 1411هـ، ص64.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد ابوالفضل ابراهیم، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
- ابن الكلبي، هشام بن محمد، نسب معد واليمن الكبير، تحقيق: حسن ناجي، بيروت، عالم الكتب، ط1، 1425هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ/ 1995 م.
- ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرئيل، الفضائل، قم، الشريف الرضي، ط2، 1363 ش.
- ابن طاووس، علي بن موسى، اليقين في اختصاص مولانا علي(ع) بإمرة المؤمنين، تحقيق: إسماعيل الأنصاري الزنجاني، قم، مؤسسة دار الكتاب، ط1، 1413 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ/ 1995 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
- أبو الحسن الهروي، علي بن أبي بكر، الإشارات إلى معرفة الزيارات، تحقيق: علي عمر، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 1423 هـ.
- أبو نعيم الأصفهاني، أحمد بن عبد الله، دلائل النبوة، بيروت، دار النفائس، ط3، 1412 هـ.
- إقبال الآشتياني، عباس، آل نوبخت، مشهد، آستان قدس رضوي، ط1، 1383 ش.
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
- البرقي، أحمد بن عبد الله، رجال البرقي، قم، انتشارات جامعة طهران، 1383هـ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- البلاغي، عبد الحجت، حجة التفاسير وبلاغ الإكسير، قم، انتشار حكمت، 1386هـ.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1408 هـ/ 1988 م.
- الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، ط2، 1995 م.
- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1417 هـ.
- الزبيري، محمد بن محمد، تاج العروس من جواهر القاموس، بيروت، دار الفكر، 1414 هـ.
- الشيرازي، علي خان، الدرجات الرفيعة، بيروت، مؤسسة الوفاء، ط2، 1983 م.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، الأمالي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط5، 1400 هـ.
- الطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب، الإحتجاج على أهل اللجاج، مشهد، نشر المرتضى، ط1، 1403 هـ.
- الطبرسي، علي بن الحسن، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النجف، المكتبة الحيدرية، 1385 هـ/ 1965 م.
- العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن مطهر، خلاصة الأقوال غي معرفة الرجال، النجف، دار الذخائر، ط2، 1411 هـ.
- القمي، عباس، مفاتيح الجنان، قم، أسوه، د.ت.
- الكلاعي، سليمان بن موسى، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) والثلاثة الخلفاء، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1420 هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف، تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي، القاهرة، دار الصاوي، د.ت
- المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن، طهران، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، ط1، 1385 ش.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1، 1413 هـ.
- المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، بور سعيد، مكتبة الثقافة الدينية، د.ت.
- سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي بن عبد الله، تذكرة الخواص، قم، منشورات الشريف الرضي، 1418هـ.
- عواد، كوركيس، الذخائر الشرقية، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1999م.
- معروف الحسني، هاشم، سيرة الأئمة الاثني عشر(ع)، النجف، المكتبة الحيدرية، د.ت.