عدي بن حاتم الطائي

عدي بن حاتم الطائي

معلومات شخصية
الاسم الكامل	عدي بن حاتم الطائي
الكنية	أبو طريف
الموطن	الكوفة
النسب/القبيلة	طيء
الأقرباء	أبوه حاتم الطائي المشهور بالجود
الوفاة/الاستشهاد	سنة 67 أو 68 هـ - الكوفة
معلومات دينية
زمن الإسلام	سنة 9 هـ
المشاركة في الحروب	حرب الجمل - حرب صفين - حرب النهروان - حروب الردة - فتح إيران والعراق
سبب الشهرة	من أصحاب رسول الله والإمام علي(ع) ورئيس قبيلة طيء

عَديّ بن حاتِم الطائي، هو رئيس قبيلة طَيّء، ومن أصحاب رسول الله والإمام علي، حيث كان مصاحباَ للإمام في جميع حروبه، وكان من أعوان الإمام الحسن أيضاً، كما أنه حرّض الناس بأن يلتحقوا بجيش الإمام الحسن، ويحاربوا معاوية. لم يشارك عدي في ثورة المختار، إلا أنه لم يخالف المختار. روي عنه روايات عن النبي والإمام علي.

هويته الشخصية

هو أبو طريف عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عديّ الطائي‏، وأبوه حاتم الطائي الذي يضرب به المثل فى السخاء. كان رئيس قومه (قبيلة طيّء)، وذكر أنه سكن الكوفة، وقالوا عنه:‌ كان سيدا شريفا في قومه، خطيبا حاضر الجواب، فاضلا كريما حَسن الرأي،

وذكر أنه عاش مائه وعشرين سنة، وتوفي في زمن المختار بالكوفه، سنة 67 أو 68 هـ

وله ثلاثة أبناء: طريف، وطرفةوزيد.

قصة إسلامه

كان عدي بن حاتم نصرانيا، وكان رئيس قبيلة طيّء، ففي ربيع الآخر سنة 9 للهجرة أرسل النبي علي بن أبي طالب على رأس جيش إلى أرض طيء؛ ليدعوهم إلى الإسلام، فعندما أُخبر عدي بقدوم جيش الإسلام هرب مع أسرته وأمواله إلى الشام، إلا أنه غفل عن أخته (بنت حاتم)، فأسرها المسلمون، وعندما ذهب بالأسرى إلى المدينة سألت أخته من النبي أن يمنّ عليها بإطلاق سراحها، فقبل النبي، وأرسلها مع ركب من قومها بعد أن أعطاها نفقتها، فذهبت إلى الشام عند أخيها عدي، وأشارت عليه بالذهاب إلى النبي، وقالت:

فإن يكن الرجل نبيّا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذلّ في عزّ اليمن، وأنت أنت.

فانطلق عديّ الى المدينة، ولاقى النبي، وبعد أن رأى من تواضعه وحسن تصرفه مع الناس وما أخبر به النبي غيبا أيقن بنبوته وأسلم، وكان إسلامه في سنة 9 وقيل 10 هــ

مكانته عند النبي

يظهر من بعض الأخبار أن عدي بن حاتم كان يحظى بمكانة عند النبي فروي عنه: ما دخلت على النبي قطّ إلا وسّع لي أو تحرّك لي، وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسّع لي حتى جلست إلى جنبه‏ كما ولّاه النبي على صدقات قبيلتي طيء وأسد.

دوره في فترة الخلفاء الثلاثة

ذكر في المصادر أن عدي بن حاتم ثبت على إسلامه في قضية الردة التي وقعت بعد وفاة النبي، وبذلك منع قومه من الردة، وأحضر صدقات (زكاة) قومه إلى أبي بكر، وقد شارك في حروب الردة التي حدثت في خلافة أبي بكر، فكان على ميمنة الجيش في الحرب مع طليحة الذي ادعى النبوة، كما شارك في فتح إيران والعراق في خلافة عمر بن الخطاب، لكنه في خلافة عثمان التحق بمخالفيه، وعدّه ابن أعثم من قتلة عثمان.

مصاحبته للإمام علي والإمام الحسن

كان عدي بن حاتم من أعوان الإمام علي في فترة خلافته.

• معرکة الجمل

جمع عدي بن حاتم ثلاثة عشر ألف راكب من قبيلته لنصرة الإمام في معركة الجمل، وعندما أمر الإمام بعقر جمل عائشة كان عديّ ممن هجم نحوه، وفُقئت إحدى عينيه في هذه المعركة (وقيل في صفين)، كما قتل ولده طريف فيها.

• معركة صفين

وفي معركة صفين دفع الإمام علي الراية لعدي، كما أرسله مع آخرين إلى معاوية؛ ليدعوه إلى الله وكتابه وإلى الجماعة. وفي هذه المعركة كان زيد بن عدي في جيش الإمام، علي إلا أنه التحق بجيش معاوية بعد أن رأى خاله حابس بن سعد الطائي مقتولا وهو من جنود معاوية.

• معركة‌ نهروان

ويوم النهروان أيضا كان عدي مع الإمام علي وفيها قتل ابنه طرفة،فدفنه عدي هناك.

بعد استشهاد الإمام علي

وقف عدي بعد استشهاد علي إلى جانب الإمام الحسن، وحرّض الناس للوقوف إليه والجهاد ضد معاوية، وقال أبو الفرج الأصفهاني عندما رأى عدي خذلان الناس للحسن خاطبهم قائلا:

 سبحان الله، ما أقبح هذا المقام؟ ألا تجيبون إمامكم، وابن بنت نبيكم، أين خطباء مضر؟! أين المسلمون؟! أين الخوّاضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت الله، ولا عيبها وعارها؟!

دفاعه عن علي عند معاويه

روى المسعودي أن معاوية قال ذات يوم لعدي «ما أنصفك علي، قُتل أولادك وبقي أولاده»، فقال عدي: «ما أنصفتُ علياً، إذ قُتل وبقيتُ بعده‏»، ثم حذّره عدي من الإساءة لعلي قائلا:

والله، إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي‏ صدورنا، وان أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فتراًلندنينَّ إليك من الشرّ شبراً، وإنّ حَزَّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في علي.‏

وهناك حوار آخر ذكره البيهقي في كتابه المحاسن والمساوئ ونقل عنه القمي في كتابه سفينة البحار، فقال: طلب معاويه من عدي بن حاتم أن يصف عليا، فأخذ عدي بوصف حالاته وفضائله: «كان -والله- بعيد المدى وشديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً...»، فبكى معاوية، وقال له: فكيف صبرك في فراقه؟ فأجاب عدي: كصبر من ذُبح ولدها في حجرها، فهي لا ترقأ دمعتها، ولا تسكن عبرتها.

إلا أن بعض المصادر نسبت هذا الحوار لضرار بن ضمرة من أصحاب الإمام علي.

شفاعته عند المختار

قال اليوسفي الغروي عندما قام المختار في الكوفة لطلب ثأر الإمام الحسين لم يقم عدي بن حاتم معه ولا عليه. وفي واقعة «جبانة السبيع» بين جنود المختار ومخالفيه التحق رجال من طيء بالمخالفين، فأُسروا، فشفع لهم عدي بن حاتم عند المختار، فأطلق سراحهم، لأنهم لم يشاركوا في قتل الحسين.

وعندما أمر المختار بالقبض على حكيم بن طفيل الطائي (الذي رمى الحسين في واقعة كربلاء) طلب أهله من عدي أن يشفع لحكيم عند المختار، فذهب عدي عند المختار فشفع له، فقال له المختار: «أتستحلّ أن تطلب في قتلة الحسين‏؟» فقال عدي: «إنّه مكذوب عليه‏»، فقال المختار: «إذاً ندعه لك‏»، إلا أن أصحاب المختار -وقد خافوا أن يقبل المختار شفاعة عديّ- أسرعوا في قتل حكيم قبل أن يأتيهم أمر المختار.

رواية الحديث

عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب النبي ومن أصحاب الإمام علي، وقد روى عديّ عن علي، كما ورد بعض رواياته في الصحاح الستة عند أهل السنة.