مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العشرة المبشرة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alsaffi لا ملخص تعديل |
imported>Alsaffi لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤١: | سطر ٤١: | ||
لم ينقل حديث العشرة المبشرة في الجنة في أي مصدر من مصادر مدرسة [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت (ع)]]. ويعتقد [[الاثنا عشرية|الشيعة الإمامية]] أنّ حديث العشرة المبشرة من الموضوعات المختلقة على عهد [[بنو أمية|بني أميّة]]، وضعوه على لسان بعض [[الصحابة]]. ورب مشهور لا أصل له. | لم ينقل حديث العشرة المبشرة في الجنة في أي مصدر من مصادر مدرسة [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت (ع)]]. ويعتقد [[الاثنا عشرية|الشيعة الإمامية]] أنّ حديث العشرة المبشرة من الموضوعات المختلقة على عهد [[بنو أمية|بني أميّة]]، وضعوه على لسان بعض [[الصحابة]]. ورب مشهور لا أصل له. | ||
وقد نقد علماء الشيعة هذا الخبر بلحاظ كل من [[السند]] [[المتن|والمتن]]. | وقد نقد علماء [[الشيعة]] هذا الخبر بلحاظ كل من [[السند]] [[المتن|والمتن]]. | ||
=== نقد سند الحديث === | === نقد سند الحديث === | ||
حيث ذكروا جملة من النقود من أهمها: | حيث ذكروا جملة من النقود من أهمها: | ||
أولا- إن هذا المقام وتلك المنقبة التي جمعت لهولاء العشرة لم يرد لها أي ذكر في أهم مصادر الحديث عند [[أهل السنة]]، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم،]] فلم يرد في أهم [[الصحاح الستة|الصحاح]] عندهم، وإنما ذكرت في مصادر هي أقل مرتبة وأهمية بكثير منهما حيث رواه الترمذي وأبو داوود وابن ماجة. | أولا- إن هذا المقام وتلك المنقبة التي جمعت لهولاء العشرة لم يرد لها أي ذكر في أهم مصادر الحديث عند [[أهل السنة]]، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم،]] فلم يرد في أهم [[الصحاح الستة|الصحاح]] عندهم، وإنما ذكرت في مصادر هي أقل مرتبة وأهمية بكثير منهما حيث رواه [[سنن الترمذي|الترمذي]] [[سنن أبي داوود|وأبو داوود]] [[سنن ابي ماجة|وابن ماجة]]. | ||
ثانيا- إن هذا الحديث بكافة طرقه وأسانيده ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد ولم يروه أو يسمعه عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{صل}} أي شخص غيرهما. والبخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عن سعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف رغم أنهما من العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم. | ثانيا- إن هذا الحديث بكافة طرقه وأسانيده ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد ولم يروه أو يسمعه عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{صل}} أي شخص غيرهما. والبخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عن سعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف رغم أنهما من العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم. | ||
سطر ٦٢: | سطر ٦٢: | ||
فأما الطريق إلى عبد الرحمان بن عوف والوارد في سُنن الترمذي ومسند أحمد بن حنبل، فينحصر بحُميد ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عبد الرحمان بن عوف تارة، وعن رسول الله {{صل}} أخرى. | فأما الطريق إلى عبد الرحمان بن عوف والوارد في سُنن الترمذي ومسند أحمد بن حنبل، فينحصر بحُميد ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عبد الرحمان بن عوف تارة، وعن رسول الله {{صل}} أخرى. | ||
وهذا إسناد باطل؛ لأن حُميد بن عبد الرحمان الزهري لم يرَ أبيه عبد الرحمان بن عوف، ولم يدركه! إذ إن عبد الرحمان بن عوف قد توفي سنة 32 للهجرة، وإن حُميد ابن عبد الرحمان الزهري لم يكن صحابيا وإنما هو تابعي قد توفي [[سنة 105 للهجرة]] عن عمر 73 سنة، فيكون قد ولد [[سنة 32 للهجرة]]<nowiki/>ـ،<ref>سير أعلام النبلاء، ج1 ، ص92 .</ref> وهي سنة وفاة عبد الرحمان بن عوف!<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج3، ص 41 - 40 و ج6، ص222.</ref> | وهذا إسناد باطل؛ لأن حُميد بن عبد الرحمان الزهري لم يرَ أبيه عبد الرحمان بن عوف، ولم يدركه! إذ إن عبد الرحمان بن عوف قد توفي سنة 32 للهجرة، وإن حُميد ابن عبد الرحمان الزهري لم يكن صحابيا وإنما هو تابعي قد توفي [[سنة 105 للهجرة]] عن عمر 73 سنة، فيكون قد ولد [[سنة 32 للهجرة]]<nowiki/>ـ،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج1 ، ص92 .</ref> وهي سنة وفاة عبد الرحمان بن عوف!<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج3، ص 41 - 40 و ج6، ص222.</ref> | ||
وعمر كهذا لا يرشحه لهذه الرواية، فكيف أصبح - بعمره هذا – الراوي الأوحد عن أبيه تارة وعن رسول الله تارة أخرى؟ | وعمر كهذا لا يرشحه لهذه الرواية، فكيف أصبح - بعمره هذا – الراوي الأوحد عن أبيه تارة وعن رسول الله تارة أخرى؟ | ||
وقد أحصى ابن حجر من حدث عنهم حُميد الزهري من [[الصحابة]]، وليس فيهم عبد الرحمان بن عوف! <ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج3، ص46.</ref> هذا هو حال إسنادهم الأول للرواية عن عبد الرحمن بن عوف. | وقد أحصى [[ابن حجر]] من حدث عنهم حُميد الزهري من [[الصحابة]]، وليس فيهم عبد الرحمان بن عوف! <ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج3، ص46.</ref> هذا هو حال إسنادهم الأول للرواية عن عبد الرحمن بن عوف. | ||
فيبقى الطريق إلى الرواية قصرا على رواية سعيد بن زيد عن النبي {{صل}}وهو أحد العشرة المبشَّرة المذكورين. <ref>سنن أبي داوود، ج3، ص212، ح4648. سُنن الترمذي، ج5، ص311.</ref> | فيبقى الطريق إلى الرواية قصرا على رواية سعيد بن زيد عن النبي {{صل}}وهو أحد العشرة المبشَّرة المذكورين. <ref>سنن أبي داوود، ج3، ص212، ح4648. سُنن الترمذي، ج5، ص311.</ref> | ||
سطر ٨١: | سطر ٨١: | ||
===نقد متن الحديث=== | ===نقد متن الحديث=== | ||
وقد أورد علماء الشيعة بعض النقود على متن الحديث، من أهمها: | وقد أورد علماء [[الشيعة]] بعض النقود على متن الحديث، من أهمها: | ||
* الأول: أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه، لمحاولته الجمع بين الأضداد في أسماء الأشخاص الذين ذكروا بأنهم مبشرين بالجنة، حيث نجد نفس الذين بشروا بالجنة تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا اختلافا كبيرا. وهذا مما علم بضرورة التاريخ في حرب [[صفين (توضيح)|صفين]] [[حرب الجمل|والجمل]] وخارجهما، حتى وصل الأمر إلى التخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم. والشواهد على ذلك كثيرة من أهمها: | * الأول: أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه، لمحاولته الجمع بين الأضداد في أسماء الأشخاص الذين ذكروا بأنهم مبشرين بالجنة، حيث نجد نفس الذين بشروا بالجنة تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا اختلافا كبيرا. وهذا مما علم بضرورة التاريخ في حرب [[صفين (توضيح)|صفين]] [[حرب الجمل|والجمل]] وخارجهما، حتى وصل الأمر إلى التخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم. والشواهد على ذلك كثيرة من أهمها: | ||
محاربة الزبير وطلحة لعلي (ع) خليفة رسول اللَّه {{صل}} في [[حرب الجمل|وقعة الجمل]] في [[البصرة]] وهما باغيان قد أوجب [[القرآن الكريم|القرآن]] قتالهما لخروجهما عليه بعد بيعتهما له، [[طلحة بن عبيد الله|ومقتل طلحة بن عبيد اللَّه التيمي]] يوم الجمل سنة ستة وثلاثين | محاربة [[الزبير بن العوام|الزبير]] [[طلحة بن عبيد الله التيمي|وطلحة]] [[علي (ع)|لعلي]] (ع) خليفة رسول اللَّه {{صل}} في [[حرب الجمل|وقعة الجمل]] في [[البصرة]] وهما باغيان قد أوجب [[القرآن الكريم|القرآن]] قتالهما لخروجهما عليه بعد بيعتهما له، [[طلحة بن عبيد الله|ومقتل طلحة بن عبيد اللَّه التيمي]] يوم الجمل [[سنة 36 للهجرة|سنة ستة وثلاثين للهجرة]]، وهو أحد العشرة المبشرة، بعد أن قام بحربه فيها.<ref>أسد الغابة، ج3 ، ص59.</ref> | ||
ومنها امتناع [[سعد بن أبي وقاص]] عن بيعة علي {{عليه السلام}} وبيعته لمعاوية! رغم محاربته لعلي (ع).فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب؟!<ref>الإفصاح، ص 73-74</ref><ref>الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 522. </ref> | ومنها امتناع [[سعد بن أبي وقاص]] عن بيعة علي {{عليه السلام}} وبيعته [[معاوية ابن أبي سفيان|لمعاوية]]! رغم محاربته لعلي (ع).فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب؟!<ref>الإفصاح، ص 73-74</ref><ref>الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 522. </ref> | ||
فالواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة تأبى القول بأنهم خصوا بالبشارة في بالجنة. | فالواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة تأبى القول بأنهم خصوا بالبشارة في بالجنة. |