التحدي

التحدّي هو أنَّ الأنبياء يتحدون منكري النبوة بالمعجزات، فيطلبون منهم الإتيان بمثلها، ويأتي التحدي أيضاً لإثبات نبوة النبي عن طريق المعجزة، وقد دعا القرآن الكريم الناسَ في ستٍّ من آياته إلى الإتيان بمثله أو عشر سور أو سورة مثله، وتعرف هذه الآيات الست بآيات التحدي.

اختلفت الآراء في كيفية التحدّي القرآني، يعتقد البعض أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي فقط، أي أنه تحدّى بأن يؤتى بمثله في الفصاحة والبلاغة؛ ولكن يعتقد البعض الآخر أنَّ التحدي يعمّ كلّ ما في القرآن.

مفهوم التحدّي

التحدي في اللغة هو طلب المبارزة ليُعرف عجز المتحدّى، والتحدي في اصطلاح علوم القرآن والكلام الإسلامي هو أنَّ الأنبياء يتحدّون منكري النبوة بالمعجزات، فيطلبون منهم الإتيان بمثلها.

التحدّي مِن شروط المعجزة

ذكر عضد الدين الإيجي، من متكلمي أهل السنة في القرن الثامن، أنَّ بعض المتكلمين جعلوا التحدي من شروط المعجزة؛ وذلك ليميّزوا بينها وبين سائر خوارق العادات مثل كرامات الأولياء التي لا يكون الداعي فيها التحدي.

التحدي في القرآن

المقالة الرئيسة: آيات التحدي

هي ست آيات يتحدى القرآن بها جاحدي نبوة نبي الإسلام، ويطلق على هذه الآيات (آيات التحدي). في ثلاث آيات من آيات التحدي، يدعو الله تعالى فيها المنكرين للقرآن أن يأتوا بمثله، وفي آية واحدة، يطلب من المنكرين أن يأتوا بعشر سور مثله وفي الآيتين الأخيرتين، يتحدى القرآن فيها أن يأتوا بسورة واحدة مثله.

جوانب التحدي بالقرآن

اختلفت آراء علماء المسلمين في كيفية التحدي القرآني، يعتقد البعض أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي فقط؛ أي أنه تحدّى بأن يؤتى بمثله في الفصاحة والبلاغة؛ ولكن يعتقد البعض ومنهم العلامة الطباطبائي أنَّ التحدي يعمّ كلّ ما في القرآن من الفصاحة، والبلاغة، والأنباء الغيبية، والبراهين.

وقد رفض أيضاً محمد هادي معرفة أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي، وقال: لو كان التحدي مقتصرا على الجانب الأدبي واللفظي لانحصر خطاب القرآن في العرب مع أنه يعم جميع الناس.

نظرية الصرفة

المقالة الرئيسة: الصرفة

طرح بعض المتكلمين معنى آخر للتحدي القرآني، حيث قالوا: ليس الإتيان بمثله خارجاً عن طوق القدرة البشرية، فهي كافية في مقام المعارضة، وإنّما العجز والهزيمة في حلبة المبارزة لأمر آخر، وهو حيلولته سبحانه بينهم وبين الإتيان بمثله. يُطلق على هذه النظرية بالصرفة.

محاولات تحدي القرآن

ذكرت المصادر في تفسير القرآن وعلوم القرآن أن هناك محاولات لمعارضة القرآن والإجابة على تحدّيه، منها أسجاع مسيلمة الكذاب، وقصص النضر بن الحارث عن رستم وإسفنديار.

وقيل إن عبد الله بن المُقَفَّع اشتغل مدة بأن يكتب ما يعارض القرآن لكنه انصرف عن ذلك، وكتب قسيس مسيحي سورتين تقليدا لسورتي الفاتحة والكوثر، فقام آية الله الخوئي ورشيد رضا - من مفسري أهل السنة - بنقدهما، ومما ذكره رشيد رضا في نقدهما أن الكاتب لهما جاهل باللغة العربية.

وانتشر في أمريكا كتاب يحمل عنوان "الفُرقان الحق" وهو يحتوي على بعض السور التي أُلِّفت بتقليد القرآن وبمزج تعاليمه مع التعاليم اليهودية والمسيحية، وقد ألِّفت كتبٌ في نقد هذا الكتاب منها كتاب "الانتصار للقرآن" من تأليف صالح الخالدي.

الدراسات

• ألف قاسم الهاشمي كتاب "الإعجاز والتحدي في القرآن الكريم"، وهو يحتوي على ما ذكره العلامة الطباطبائي في الميزان عن إعجاز القرآن وتحديه، وقامت مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بنشره.

• أيضاً كتاب "«اعجاز وتحدی» پاسخ به شبهات" (الإعجاز والتحدي وجواب الشبهات) من تأليف السيد محمد حسن الجواهري في انتشارات پژوهشگاه فرهنگ واندیشه اسلامی طبع في سنة 1397 ش.