هذا النص الكامل لـعينية ابن أبي الحديد. وللمزيد من المعلومات اقرأ: عينية ابن أبي الحديد. |
وردت عينية ابن أبي الحديد في كتاب الروضة المختارة وهي تشمل القصائد العلويات السبع لابن الحديد، كالتالي:
يا رَسمُ لا رَسَمتك ريح زَعزَع | وَسرَت بليلٍ في عراصك خروعُ | |
لم أُلفِ صدري من فؤادي بلقعا | إلا وأنتَ منَ الأحبَّةِ بلقَعُ | |
جاري الغمام مدامِعي بك فَانثنت | جون السحائبِ فهي حَسرى ظلَّعُ | |
لايمحُك الهتنُ المُلِثُّ فقد مَحا | صَبري دُثورك مُذ مَحتك الأدمعُ | |
ما تمَّ يومُك وهو أسعدُ أيمنٌ | حتى تبدَّل فهو أنكدُ أشنعُ | |
شروَي الزَّمان يضيء صُبحٌ مُسفرٌ | فيه فَيشفعهُ ظلام أسفعُ | |
للَّه درُّك والضلالُ يقودني | بيدِ الهوي فأنا الحرون فأتبعُ | |
يقتادني سكرُ الصبابةِ والصبا | ويصيحُ بيداعي الغرام فأسمعُ | |
دَهراً تقوَّضَ رَاحلاً ما عيب من | عُقباهُ إلا أنه لا يرجعُ | |
يا أيها الوادي أجلُّك وادياً | وأعزُّ إلا في حماك فأخضعُ | |
وأسوف تُربَك صاغراً وأذلُّ في | تلك الرُّبي وَأنا الجليدُ فأخنعُ | |
أَسَفي عَلى مغناك إذ هوَ غابةٌ | وعلى سبيلك وهي لحب مهيعُ | |
أَيام أنجم قضعبٍ درّية | في غير أوجه مطلع لا تطلعُ | |
والبيضُ تُوردُ في الوَريدِ فترتوي | والسُّمر تشرعُ في الوتين فتشرعُ | |
والسَّابقاتُ اللاحِقاتُ كأنَّها | العقبان تردي في الشكيم وتمزعُ | |
والرَّبع أنورُ بالنسيم مُضمخٌ | والجوُّ أزهر بالعبيرِ مردَّعُ | |
ذاك الزّمانُ هو الزَّمانُ كأنما | قيظُ الخطوبِ بهِ رَبيعٌ ممرِعُ | |
وكأنَّما هوَ رَوضةٌ ممطورةٌ | أو مُزنَة في عَارضٍ لاتقلعُ | |
قَد قُلتُ للبرقِ الذي شَقَّ الدُّجي | فَكأنَّ زنجياً هُناك يجدَّعُ | |
يا بَرقُ إن جئتَ الغري فقل له | أَترَاك تَعلمُ من بأرضِك مودعُ | |
فيك ابنعُمرَانَ الكليم وَبعدهُ | عيسي يقفِّيهِ وأحمدُ يتبعُ | |
بَل فيك جبريلٌ وميكالٌ وإسرا | فيل والملأُ المقدَّس أجمعُ | |
بَل فِيك نُورُ اللَّه جَلَّ جَلالُه | لِذوي البَصائر يستشفُّ ويلمعُ | |
فيك الإمامُ المرتَضى فيك الوَصي | المجتبي فيك البطينُ الأنزعُ | |
الضَّارِبُ الهام المقَنَّع في الوَغي | بالخوفِ للبهم الكماةِ يقنّعُ | |
والمترعُ الحوضِ المدَعدعِ حَيثُ لا | وادٍ يفيضُ ولا قليبٌ يترعُ | |
ومبدِّدُ الأبطال حيث تألَّبوا | ومفرق الأحزاب حيث تَجمّعوا | |
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعاً | حتى تكاد لها القلوب تصدَّعُ | |
حتى إذا استعر الوغي متلظِّياً | شرب الدماء بغلَّةٍ لا تُنقعُ | |
متجلبباً ثَوباً من الدّم قَانِياً | يعلوه من نَقع الملاحم برقعُ | |
زُهدُ المسيح وفتكةُ الدَّهرِ الذي | أودي بِهِ كسري وَفوَّزَ تُبَّعُ | |
هذا ضَميرُ العالم الموجُود عَن | عَدَمٍ وسرُّ وُجوده المستودعُ | |
هذي الأمانَةُ لا يقومُ بحملها | خَلقاءُ هَابطةٌ وأَطلسُ أرفَعُ | |
تأبي الجبالُ الشمُّ عن تَقليدها | وتَضجُّ تَيهاءٌ وتشفق برقعُ | |
هذا هُوَ النُّورُ الذي عَذَباته | كانَت بِجَبهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ | |
وَشِهَابُ موسي حيثُ أظلم ليله | رَفعت لهُ لألاؤه تتشعشعُ | |
يا من لهُ ردت ذكاءُ ولم يفز | بِنظيرها من قَبل إلا يوشَعُ | |
يا هازِم الأحزَابِ لا يثنيهِ عَن | خَوضِ الحِمام مدَججٌ ومدَرَّعُ | |
يا قَالعَ البابِ الذي عن هَزَّها | عَجَزَت أكفٌّ أربَعونَ وأربعُ | |
لولا حُدوثُك قُلتُ إِنك جَاعل | الأَرواح في الأشباح والمتنزّعُ | |
لولا مَماتُك قلت إنك باسطُ ال | أرزاقِ تَقدِرُ في العطا وتوسِّعُ | |
ما العالَمُ العلوي إلا تُربَةٌ | فيها لجثَّتِك الشريفةِ مضجعُ | |
مَا الدَّهرُ إلا عَبدُك القِنُّ الذي | بنفوذِ أمرك في البريةِ مولعُ | |
أنا في مَديحك أَلكنٌ لا أَهتَدي | وأنا الخَطيب الهبرزي المصقعُ | |
أأقولُ فيك سُمَيدَعٌ كلا وَلا | حاشا لمثلِك أن يقال سُميدعُ | |
بَل أنتَ في يوم القيامةِ حَاكمٌ | في العالمينَ وشَافِعٌ وَمُشَفَّعُ | |
وَلقد جَهلتُ وكنتُ أحذَق عالمٍ | أغرَارُ عَزمِك أم حسامُك أقطعُ | |
وَفقدتُ معرفَتي فَلستُ بعارفٍ | هَل فَضلُ عِلمِك أم جَنابُك أوسَعُ | |
لي فيك مُعتقدٌ سَأكشفُ سِرَّهُ | فَليصغِ أربَابُ النُّهي وليسمعوا | |
هي نَفثةُ المصدُور يطفئ بَردَها | حَرُّ الصبابَةِ فاعذِلوني أو دَعوا | |
واللَّه لولا حَيدَرٌ ما كانَتِ ال | دُنيا ولا جَمعَ البرية مجمعُ | |
من أجله خُلقَ الزَّمان وضوّئت | شُهبٌ كنسنَ وَجنَّ لَيلٌ أدرعُ | |
علم الغيوبِ إليهِ غير مُدَافع | والصبح أبيض مُسفر لا يدفعُ | |
وإليهِ في يوم المعادِ حِسابنا | وهو الملاذ لنا غدا والمفزعُ | |
هذا اعتقادِي قَد كشفتُ غِطاءه | سَيضرُّ مُعتقداً لهُ أو ينفعُ | |
يا مَن لهُ في أَرض قَلبي مَنزلٌ | نِعمَ المراد الرَّحب والمستربَعُ | |
أَهوَاك حتى في حَشاشَة مُهجتي | نارٌ تَشبُّ على هَواك وتلذعُ | |
وتَكادُ نَفسي أَن تَذوب صَبابَةً | خُلقاً وطبعاً لا كمن يتطبعُ | |
ورأيتُ دينَ الإعتزَال وإِنني | أهوَي لأجلك كلَّ من يتشيعُ | |
وَلقد عَلمتُ بأنَّهُ لا بُدَّ من | مهديكم وليومهِ أتوَقَّعُ | |
يحميهِ مِن جُندِ الإله كتائبٌ | كاليمِّ أقبلَ زاخِراً يتدفَّعُ | |
فيها لآل أبي الحديد صَوارم | مَشهورَةٌ ورِماحُ خَط شُرَّعُ | |
ورجَال مَوتٍ مقدِمونَ كأنَّهم | أُسدُ العَرينِ الرّبد لا تتكعكعُ | |
تلك المني إمَّا أغب عَنها فلي | نفسٌ تُنازِعُني وشَوقٌ ينزعُ | |
ولَقد بَكيتُ لقتلِ آل محمد | بالطفِّ حتى كل عضو مدمعُ | |
عُقرت بنات الأعوجية هل درت | ما يستباح بها وماذا يصنعُ | |
وحَريمُ آل مُحمد بَينَ العدا | نَهبٌ تَقاسَمهُ اللئام الرُّضَّعُ | |
تلك الضغائن كالإماء متي تسق | يعنف بهن وبالسياط تقنّعُ | |
من فوق أقطاب الجمال يشلُّها | لكع على حنق وعبدٌ أكوعُ | |
مثل السبايا بل أذل يشق من | هنَّ الخمار ويستباح البرقعُ | |
فمصفَّدٌ في قَيده لا يفتدي | وكريمة تسبي وقرط ينزعُ | |
تاللَّه لا أنسي الحسين وشلوه | تحت السنابك بالعراء موزعُ | |
مُتلفعاً حُمرَ الثياب وفي غدٍ | بالخضر من فِردوسه يتلفَّعُ | |
تَطأ السنابك صدره وَجبينه | والأرض ترجف خيفةً وتضعضعُ | |
والشمس ناشِرة الذوائب ثاكل | والدهر مشقوق الرداء مقنَّعُ | |
لَهفي عَلي تِلك الدِّماء تراقُ في | أيدي أُمَيةَ عنوة وَتضيعُ | |
بأبي أَبو العبَّاسِ أحمدَ إنَّه | خَيرُ الوري من أن يطلَّ ويمنعُ | |
فَهوَ الولي لِثارِها وهُوَ الحمو | ل لِعبئها إذ كلّ عَودٌ يظلعُ | |
الدَّهرُ طَوعٌ والشبيبةُ غَضةٌ | وَالسيفُ عَضب وَالفؤاد مشيعُ[١] |
الهوامش
- ↑ الروضة المختارة، ص۱۳۳-۱۴۷.
المصادر والمراجع
- المؤلف مجهول، الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات للكميت بن زيد الأسدي وشرح القصائد العلويات السبع لابن أبي الحديد المعتزلي)، بيروت، مؤسسة الأعلمي، د.ت.