نص:عينية ابن أبي الحديد

من ويكي شيعة

وردت عينية ابن أبي الحديد في كتاب الروضة المختارة وهي تشمل القصائد العلويات السبع لابن الحديد، كالتالي:

يا رَسمُ لا رَسَمتك ريح زَعزَعوَسرَت بليلٍ في عراصك خروعُ
لم أُلفِ صدري من فؤادي بلقعاإلا وأنتَ منَ الأحبَّةِ بلقَعُ
جاري الغمام مدامِعي بك فَانثنتجون السحائبِ فهي حَسرى ظلَّعُ
لايمحُك الهتنُ المُلِثُّ فقد مَحاصَبري دُثورك مُذ مَحتك الأدمعُ
ما تمَّ يومُك وهو أسعدُ أيمنٌحتى تبدَّل فهو أنكدُ أشنعُ
شروَي الزَّمان يضيء صُبحٌ مُسفرٌفيه فَيشفعهُ ظلام أسفعُ
للَّه درُّك والضلالُ يقودنيبيدِ الهوي فأنا الحرون فأتبعُ
يقتادني سكرُ الصبابةِ والصباويصيحُ بي‌داعي الغرام فأسمعُ
دَهراً تقوَّضَ رَاحلاً ما عيب منعُقباهُ إلا أنه لا يرجعُ
يا أيها الوادي أجلُّك وادياًوأعزُّ إلا في حماك فأخضعُ
وأسوف تُربَك صاغراً وأذلُّ فيتلك الرُّبي وَأنا الجليدُ فأخنعُ
أَسَفي عَلى مغناك إذ هوَ غابةٌوعلى سبيلك وهي لحب مهيعُ
أَيام أنجم قضعبٍ درّيةفي غير أوجه مطلع لا تطلعُ
والبيضُ تُوردُ في الوَريدِ فترتويوالسُّمر تشرعُ في الوتين فتشرعُ
والسَّابقاتُ اللاحِقاتُ كأنَّهاالعقبان تردي في الشكيم وتمزعُ
والرَّبع أنورُ بالنسيم مُضمخٌوالجوُّ أزهر بالعبيرِ مردَّعُ
ذاك الزّمانُ هو الزَّمانُ كأنماقيظُ الخطوبِ بهِ رَبيعٌ ممرِعُ
وكأنَّما هوَ رَوضةٌ ممطورةٌأو مُزنَة في عَارضٍ لاتقلعُ
قَد قُلتُ للبرقِ الذي شَقَّ الدُّجيفَكأنَّ زنجياً هُناك يجدَّعُ
يا بَرقُ إن جئتَ الغري فقل لهأَترَاك تَعلمُ من بأرضِك مودعُ
فيك ابن‌عُمرَانَ الكليم وَبعدهُعيسي يقفِّيهِ وأحمدُ يتبعُ
بَل فيك جبريلٌ وميكالٌ وإسرافيل والملأُ المقدَّس أجمعُ
بَل فِيك نُورُ اللَّه جَلَّ جَلالُهلِذوي البَصائر يستشفُّ ويلمعُ
فيك الإمامُ المرتَضى فيك الوَصيالمجتبي فيك البطينُ الأنزعُ
الضَّارِبُ الهام المقَنَّع في الوَغيبالخوفِ للبهم الكماةِ يقنّعُ
والمترعُ الحوضِ المدَعدعِ حَيثُ لاوادٍ يفيضُ ولا قليبٌ يترعُ
ومبدِّدُ الأبطال حيث تألَّبواومفرق الأحزاب حيث تَجمّعوا
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعاًحتى تكاد لها القلوب تصدَّعُ
حتى إذا استعر الوغي متلظِّياًشرب الدماء بغلَّةٍ لا تُنقعُ
متجلبباً ثَوباً من الدّم قَانِياًيعلوه من نَقع الملاحم برقعُ
زُهدُ المسيح وفتكةُ الدَّهرِ الذيأودي بِهِ كسري وَفوَّزَ تُبَّعُ
هذا ضَميرُ العالم الموجُود عَنعَدَمٍ وسرُّ وُجوده المستودعُ
هذي الأمانَةُ لا يقومُ بحملهاخَلقاءُ هَابطةٌ وأَطلسُ أرفَعُ
تأبي الجبالُ الشمُّ عن تَقليدهاوتَضجُّ تَيهاءٌ وتشفق برقعُ
هذا هُوَ النُّورُ الذي عَذَباتهكانَت بِجَبهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ
وَشِهَابُ موسي حيثُ أظلم ليلهرَفعت لهُ لألاؤه تتشعشعُ
يا من لهُ ردت ذكاءُ ولم يفزبِنظيرها من قَبل إلا يوشَعُ
يا هازِم الأحزَابِ لا يثنيهِ عَنخَوضِ الحِمام مدَججٌ ومدَرَّعُ
يا قَالعَ البابِ الذي عن هَزَّهاعَجَزَت أكفٌّ أربَعونَ وأربعُ
لولا حُدوثُك قُلتُ إِنك جَاعلالأَرواح في الأشباح والمتنزّعُ
لولا مَماتُك قلت إنك باسطُ الأرزاقِ تَقدِرُ في العطا وتوسِّعُ
ما العالَمُ العلوي إلا تُربَةٌفيها لجثَّتِك الشريفةِ مضجعُ
مَا الدَّهرُ إلا عَبدُك القِنُّ الذيبنفوذِ أمرك في البريةِ مولعُ
أنا في مَديحك أَلكنٌ لا أَهتَديوأنا الخَطيب الهبرزي المصقعُ
أأقولُ فيك سُمَيدَعٌ كلا وَلاحاشا لمثلِك أن يقال سُميدعُ
بَل أنتَ في يوم القيامةِ حَاكمٌفي العالمينَ وشَافِعٌ وَمُشَفَّعُ
وَلقد جَهلتُ وكنتُ أحذَق عالمٍأغرَارُ عَزمِك أم حسامُك أقطعُ
وَفقدتُ معرفَتي فَلستُ بعارفٍهَل فَضلُ عِلمِك أم جَنابُك أوسَعُ
لي فيك مُعتقدٌ سَأكشفُ سِرَّهُفَليصغِ أربَابُ النُّهي وليسمعوا
هي نَفثةُ المصدُور يطفئ بَردَهاحَرُّ الصبابَةِ فاعذِلوني أو دَعوا
واللَّه لولا حَيدَرٌ ما كانَتِ الدُنيا ولا جَمعَ البرية مجمعُ
من أجله خُلقَ الزَّمان وضوّئتشُهبٌ كنسنَ وَجنَّ لَيلٌ أدرعُ
علم الغيوبِ إليهِ غير مُدَافعوالصبح أبيض مُسفر لا يدفعُ
وإليهِ في يوم المعادِ حِسابناوهو الملاذ لنا غدا والمفزعُ
هذا اعتقادِي قَد كشفتُ غِطاءهسَيضرُّ مُعتقداً لهُ أو ينفعُ
يا مَن لهُ في أَرض قَلبي مَنزلٌنِعمَ المراد الرَّحب والمستربَعُ
أَهوَاك حتى في حَشاشَة مُهجتينارٌ تَشبُّ على هَواك وتلذعُ
وتَكادُ نَفسي أَن تَذوب صَبابَةًخُلقاً وطبعاً لا كمن يتطبعُ
ورأيتُ دينَ الإعتزَال وإِننيأهوَي لأجلك كلَّ من يتشيعُ
وَلقد عَلمتُ بأنَّهُ لا بُدَّ منمهديكم وليومهِ أتوَقَّعُ
يحميهِ مِن جُندِ الإله كتائبٌكاليمِّ أقبلَ زاخِراً يتدفَّعُ
فيها لآل أبي الحديد صَوارممَشهورَةٌ ورِماحُ خَط شُرَّعُ
ورجَال مَوتٍ مقدِمونَ كأنَّهمأُسدُ العَرينِ الرّبد لا تتكعكعُ
تلك المني إمَّا أغب عَنها فلينفسٌ تُنازِعُني وشَوقٌ ينزعُ
ولَقد بَكيتُ لقتلِ آل محمدبالطفِّ حتى كل عضو مدمعُ
عُقرت بنات الأعوجية هل درتما يستباح بها وماذا يصنعُ
وحَريمُ آل مُحمد بَينَ العدانَهبٌ تَقاسَمهُ اللئام الرُّضَّعُ
تلك الضغائن كالإماء متي تسقيعنف بهن وبالسياط تقنّعُ
من فوق أقطاب الجمال يشلُّهالكع على حنق وعبدٌ أكوعُ
مثل السبايا بل أذل يشق منهنَّ الخمار ويستباح البرقعُ
فمصفَّدٌ في قَيده لا يفتديوكريمة تسبي وقرط ينزعُ
تاللَّه لا أنسي الحسين وشلوهتحت السنابك بالعراء موزعُ
مُتلفعاً حُمرَ الثياب وفي غدٍبالخضر من فِردوسه يتلفَّعُ
تَطأ السنابك صدره وَجبينهوالأرض ترجف خيفةً وتضعضعُ
والشمس ناشِرة الذوائب ثاكلوالدهر مشقوق الرداء مقنَّعُ
لَهفي عَلي تِلك الدِّماء تراقُ فيأيدي أُمَيةَ عنوة وَتضيعُ
بأبي أَبو العبَّاسِ أحمدَ إنَّهخَيرُ الوري من أن يطلَّ ويمنعُ
فَهوَ الولي لِثارِها وهُوَ الحمول لِعبئها إذ كلّ عَودٌ يظلعُ
الدَّهرُ طَوعٌ والشبيبةُ غَضةٌوَالسيفُ عَضب وَالفؤاد مشيعُ[١]


الهوامش

  1. الروضة المختارة، ص۱۳۳-۱۴۷.

المصادر والمراجع

  • المؤلف مجهول، الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات للكميت بن زيد الأسدي وشرح القصائد العلويات السبع لابن أبي الحديد المعتزلي)، بيروت، مؤسسة الأعلمي، د.ت.