انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ميثم التمار»

من ويكي شيعة
imported>Ali110110
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
سطر ١٠١: سطر ١٠١:
*ذكره لاستشهاد [[الإمام الحسين عليه السلام|الإمام الحسين]] {{ع}}
*ذكره لاستشهاد [[الإمام الحسين عليه السلام|الإمام الحسين]] {{ع}}
*إخباره بكيفية استشهاد أمير المؤمنين {{ع}} عندما أتى إلى داره، ونادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك.<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 107</ref>
*إخباره بكيفية استشهاد أمير المؤمنين {{ع}} عندما أتى إلى داره، ونادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك.<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 107</ref>
*ذكره لموت معاوية بن أبي سفيان لعنه الله؛ عندما كان بالفرات، وهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، قال : فخرج، فنظر إلى الريح فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة.<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج.20، ص. 104</ref>
*ذكره لموت معاوية بن أبي سفيان لعنه الله؛ عندما كان بالفرات، وهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، قال: فخرج، فنظر إلى الريح فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة.<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج.20، ص. 104</ref>
*إخباره بكيفية استشهاده.
*إخباره بكيفية استشهاده.
*إخباره [[المختار الثقفي|للمختار الثقفي]] بأنه سينجو من السجن، ويطلب بثأر الإمام الحسين {{ع}}<ref>ن. م، ص. 111</ref>
*إخباره [[المختار الثقفي|للمختار الثقفي]] بأنه سينجو من السجن، ويطلب بثأر الإمام الحسين {{ع}}<ref>ن. م، ص. 111</ref>
سطر ١٠٧: سطر ١٠٧:
==شهادته==
==شهادته==
===إخبار [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] عليه السلام بشهادته===
===إخبار [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] عليه السلام بشهادته===
كان ميثم الأسديّ ممن نزل [[الكوفة]] وله بها ذريّة، وكان من خاصة الإمام علي {{ع}}، وكان {{ع}} طالما يخرج من [[مسجد الكوفة|جامع الكوفة]] فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم : "ألا أُبَشّرك يا ميثم؟"، ثم بشّره الإمام {{ع}} بأنه يموت مصلوباً ودلّه على الموضع الذي سيصلب فيه والنخلة التي سيتعلق بها. وتأكد ميثم من الإمام {{ع}} أنه يموت على الإسلام، فصار يتردد إلى ذلك الموضع ويصلي هناك ويقول لبعض جيران النخلة بأنه يريد أن يجاوره. حتى جاء [[عبيد الله بن زياد]] إلى الحكم وظفر به وصلبه بالكيفية التي قالها له الإمام علي {{ع}} وعلى نفس النخلة التي ذكرها {{ع}}.<ref>البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 335</ref>
كان ميثم الأسديّ ممن نزل [[الكوفة]] وله بها ذريّة، وكان من خاصة الإمام علي {{ع}}، وكان {{ع}} طالما يخرج من [[مسجد الكوفة|جامع الكوفة]] فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: "ألا أُبَشّرك يا ميثم؟"، ثم بشّره الإمام {{ع}} بأنه يموت مصلوباً ودلّه على الموضع الذي سيصلب فيه والنخلة التي سيتعلق بها. وتأكد ميثم من الإمام {{ع}} أنه يموت على الإسلام، فصار يتردد إلى ذلك الموضع ويصلي هناك ويقول لبعض جيران النخلة بأنه يريد أن يجاوره. حتى جاء [[عبيد الله بن زياد]] إلى الحكم وظفر به وصلبه بالكيفية التي قالها له الإمام علي {{ع}} وعلى نفس النخلة التي ذكرها {{ع}}.<ref>البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 335</ref>


===أسره و قتله===
===أسره و قتله===
سطر ١١٦: سطر ١١٦:
أتى ميثم إلى دار أمير المؤمنين {{ع}} حيث كان نائماً، فناداه ميثم بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتُخضَّبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين {{ع}} فقال: أَدخِلوا ميثماً، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت وأنت والله لتُقطّعن يداك ورجلاك ولسانك ولتُقطّعن النخلة التي بالكناسة فتُشق أربع قطع، فتُصلب أنت على ربعها و[[حجر بن عدي]] على ربعها، و[[محمد بن أكثم]] على ربعها، و[[خالد بن مسعود]] على ربعها.<ref>الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص. 297</ref>
أتى ميثم إلى دار أمير المؤمنين {{ع}} حيث كان نائماً، فناداه ميثم بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتُخضَّبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين {{ع}} فقال: أَدخِلوا ميثماً، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت وأنت والله لتُقطّعن يداك ورجلاك ولسانك ولتُقطّعن النخلة التي بالكناسة فتُشق أربع قطع، فتُصلب أنت على ربعها و[[حجر بن عدي]] على ربعها، و[[محمد بن أكثم]] على ربعها، و[[خالد بن مسعود]] على ربعها.<ref>الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص. 297</ref>


شكّ ميثم بذلك فسأل الإمام علي {{ع}} فأجابه بأن هذا عهد من الرسول {{صل}}. بعد هذه الحادثة، صار لميثم مع تلك النخلة علاقة خاصة إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتاه قوم من أهل السوق فقالوا : يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي.<ref>ن. م، ص. 297-298</ref>
شكّ ميثم بذلك فسأل الإمام علي {{ع}} فأجابه بأن هذا عهد من الرسول {{صل}}. بعد هذه الحادثة، صار لميثم مع تلك النخلة علاقة خاصة إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتاه قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي.<ref>ن. م، ص. 297-298</ref>


ثم تدخّل عمرو بن حريث قائلاً بأن هذا ميثم. فيروي ميثم ما قاله له الإمام علي {{ع}}، فامتلأ ابن زياد غيظاً  وأراد أن يُكذّب الإمام علي {{ع}} ويُبقِي لسان ميثم ثم أمر به فقُطعت يداه ورجلاه، ثم أُخرج فأُمر به أن يُصلَب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب {{ع}}؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يُحدّثهم بالعجائب. قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: ميثم التمّار يُحدِّث الناس عن علي بن أبي طالب، فقال: فانصرف مسرعاً فقال: أصلح الله الأمير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فإني لست آمن أن يُغيّر قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال، فأتاه الحرسيّ فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحَّط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال [[صالح بن ميثم التمار|صالح]]<ref>صالح بن ميثم التمار الذي أمره أباه أن يأخد مسماراً من حديد لينقش عليه اسم ميثم واسم أبيه يودقه في بعض تلك الأجذاع</ref> فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنتُ دَقَقتُ فيه المسمار.<ref>ن. م، ص. 298</ref>
ثم تدخّل عمرو بن حريث قائلاً بأن هذا ميثم. فيروي ميثم ما قاله له الإمام علي {{ع}}، فامتلأ ابن زياد غيظاً  وأراد أن يُكذّب الإمام علي {{ع}} ويُبقِي لسان ميثم ثم أمر به فقُطعت يداه ورجلاه، ثم أُخرج فأُمر به أن يُصلَب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب {{ع}}؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يُحدّثهم بالعجائب. قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: ميثم التمّار يُحدِّث الناس عن علي بن أبي طالب، فقال: فانصرف مسرعاً فقال: أصلح الله الأمير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فإني لست آمن أن يُغيّر قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال، فأتاه الحرسيّ فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحَّط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال [[صالح بن ميثم التمار|صالح]]<ref>صالح بن ميثم التمار الذي أمره أباه أن يأخد مسماراً من حديد لينقش عليه اسم ميثم واسم أبيه يودقه في بعض تلك الأجذاع</ref> فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنتُ دَقَقتُ فيه المسمار.<ref>ن. م، ص. 298</ref>

مراجعة ١٠:٤٤، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥

ميثم التمار
من حواريي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
تاريخ ولادةغير محدد لكنه من أعلام القرن الأول.
تاريخ وفاةذوالحجة سنة 60 هـ. بأمر من ابن زياد
مكان وفاةالكوفة
سبب وفاةمحبة أهل البيت عليهم السلام
دفنالكوفة - العراق
جنسيةإيراني
سبب شهرةصحبته للإمام علي عليه السلام
لقبأبو سالم، أبو صالح
أولادصالح، عمران، شعيب، حمزة


ميثم بن يحيى التمّار الأسديّ الكوفيّ، من خواصّ صحابة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان يبيع التمر في الكوفة؛ لذا لقّب بـالتمّار. كان ميثم من المقرّبين من أمير المؤمنين علي عليه السلام؛ لذا فقد خصّه بعلم البلايا والمنايا، كما أنه من أصحاب الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام. استشهد بأمر من ابن زياد بعد أن قطع يديه ورجليه ولسانه؛ ليتبرأ من أمير المؤمنين علي عليه السلام.

ومضات من حياته

نسبه

إنّ ميثم التمّار كان عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها، فأعتقه.

فقال له(ع): ما اسمك؟
فقال: سالم.
فقال: أخبرني رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أن اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم، ميثم.
قال: صدق الله ورسوله، وصدقت يا أمير المؤمنين، والله إنه لاسمي.
قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ودع سالماً، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.[١][٢][٣]

كان لميثم دكاناً يبيع فيه التمر.[٤] وقيل أنه كان يبيع البطيخ عند دار الرزق.[٥] [٦][٧]

أولاده

كان لميثم عدد من الأولاد نذكر منهم:

كان أولاد ميثم من أصحاب الأئمة عليها السلام، كما أن هناك أشخاص من ذرية ميثم كانوا رواة للحديث عن الأئمة عليها السلام، وبعضهم كان من أعلام الطائفة مثل علي بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم الذي كان من وجوه المتكلمين من أصحابنا.[١٢]

مكانته بين الأصحاب

يعتبر ميثم من التابعين، وهو من أصحاب الإمام علي عليه السلام والإمامين الحسن والحسين عليهما السلام،[١٣] ولو لم يكن لميثم إلا هذه الصفة لكفت في الدلالة على منزلته من أهل البيت عليها السلام. إلا أنه بالإضافة إلى ذلك، فإنه قد اشتهر بسبب صحبته للإمام علي عليه السلام وقربه منه حتى عُدّ من حوارييه. وهو من أصفياء أصحاب الإمام علي عليه السلام في شرطة الخميس.[١٤][١٥] وكان ميثم قريباً جداً من أهل بيت النبوة، ويشهد على ذلك ما قالته أم سلمة - زوجة الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم - من أن الإمام الحسين عليه السلام كثيراً ما كان يذكره.[١٦]

سكن البصرة، وكان من كبار المتكلمين من أصحابنا،[١٧] كما كان أيضاً من مفسّري القرآن ومن رواة الحديث.

إخباره ببعض الأمور الغيبية

صحب ميثم الإمام علي عليه السلام وكان محبّاً لأهل البيت عليهم السلام. وقد كان ميثم لأمير المؤمنين عليه السلام كما كان سلمان بالنسبة للرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم،[١٨] وهذا ما دفعه عليه السلام إلى اصطفائه من بين أصحابه ليعلّمه بعضاً من علمه عليه السلام، فعلّمه علم البلايا و المنايا؛ لذا فقد كان ميثم يحدّث بوفيات بعض الأشخاص وكيفية وفاة البعض الآخر، إضافة إلى ما سيحدث مع البعض. نذكر منها:

  • ذكره لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • إخباره بكيفية استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام عندما أتى إلى داره، ونادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك.[١٩]
  • ذكره لموت معاوية بن أبي سفيان لعنه الله؛ عندما كان بالفرات، وهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، قال: فخرج، فنظر إلى الريح فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة.[٢٠]
  • إخباره بكيفية استشهاده.
  • إخباره للمختار الثقفي بأنه سينجو من السجن، ويطلب بثأر الإمام الحسين عليه السلام[٢١]

شهادته

إخبار الإمام علي عليه السلام بشهادته

كان ميثم الأسديّ ممن نزل الكوفة وله بها ذريّة، وكان من خاصة الإمام علي عليه السلام، وكان عليه السلام طالما يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: "ألا أُبَشّرك يا ميثم؟"، ثم بشّره الإمام عليه السلام بأنه يموت مصلوباً ودلّه على الموضع الذي سيصلب فيه والنخلة التي سيتعلق بها. وتأكد ميثم من الإمام عليه السلام أنه يموت على الإسلام، فصار يتردد إلى ذلك الموضع ويصلي هناك ويقول لبعض جيران النخلة بأنه يريد أن يجاوره. حتى جاء عبيد الله بن زياد إلى الحكم وظفر به وصلبه بالكيفية التي قالها له الإمام علي عليه السلام وعلى نفس النخلة التي ذكرها عليه السلام.[٢٢]

أسره و قتله

الرواية الأولى

قدِم ميثم إلى الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأُدخل عليه، وقيل له بأن ميثم كان آثر الناس عند الإمام علي عليه السلام، وأخبره ميثم بأنه [أي ابن زياد] سيقتله بالطريقة التي أخبره عنها الإمام عليه السلام. فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي - بعد شهادة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة بيومين أو ثلاث - فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك. وأمر ابن زياد بميثم فصلبوه وكان يريد أن لا يقتله كما قال له الإمام عليه السلام، فلمّا رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي: إني مجاورك. فجعل ميثم يحدّث الناس بفضائل عليّ وبني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من أُلجم في الإسلام، فلمّا أن كان اليوم الثالث من صلبه طُعن بالحربة، فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.[٢٣]

الرواية الثانية(قطع لسانه)

أتى ميثم إلى دار أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان نائماً، فناداه ميثم بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتُخضَّبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أَدخِلوا ميثماً، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت وأنت والله لتُقطّعن يداك ورجلاك ولسانك ولتُقطّعن النخلة التي بالكناسة فتُشق أربع قطع، فتُصلب أنت على ربعها وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها.[٢٤]

شكّ ميثم بذلك فسأل الإمام علي عليه السلام فأجابه بأن هذا عهد من الرسول صلی الله عليه وآله وسلم. بعد هذه الحادثة، صار لميثم مع تلك النخلة علاقة خاصة إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتاه قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي.[٢٥]

ثم تدخّل عمرو بن حريث قائلاً بأن هذا ميثم. فيروي ميثم ما قاله له الإمام علي عليه السلام، فامتلأ ابن زياد غيظاً وأراد أن يُكذّب الإمام علي عليه السلام ويُبقِي لسان ميثم ثم أمر به فقُطعت يداه ورجلاه، ثم أُخرج فأُمر به أن يُصلَب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يُحدّثهم بالعجائب. قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: ميثم التمّار يُحدِّث الناس عن علي بن أبي طالب، فقال: فانصرف مسرعاً فقال: أصلح الله الأمير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فإني لست آمن أن يُغيّر قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال، فأتاه الحرسيّ فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحَّط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال صالح[٢٦] فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنتُ دَقَقتُ فيه المسمار.[٢٧]

قبر ميثم التمار في الكوفة

قبره

ترى خارج مسجد الكوفة بقرب بيت الإمام علي عليه السلام، بنية واسعة فيها قبر ميثم التمار رضوان الله عليه، وهو مقام صلبه في السّبخة، يقصده الزائر ويتبرك به.[٢٨]

آثاره

تفسير القرآن

خرج ميثم ذات يوم من بيت أم سلمة، فإذا بابن عباس جالس، فقال له ميثم: يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأويله، فقال: يا جارية هاتي الدواة والقرطاس، فأقبل يكتب.[٢٩]

أحاديث أهل البيت عليهم السلام

كان ميثم من حواريي الإمام علي عليه السلام، وكان ينقل الأحاديث التي سمعها عن الإمام عليه السلام. وقد ذكرنا أن أولاده أيضاً كانوا من الرواة لحديث أهل البيت عليها السلام ومن أصحاب الأئمة عليها السلام، فقد رووا أيضاً الأحاديث عن والدهم. ومواضيع هذه الأحاديث هي محبة أهل البيت عليها السلام وبعض الأمور الغيبية المرتبطة بعلم البلايا والمنايا الذي علّمه إيّاه الإمام علي عليه السلام من قبيل مصرع الإمام الحسين عليه السلام وأخذ ثأره من قبل المختار و...

الهوامش

  1. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 109-110
  2. المفيد، الإرشاد، ج. 1، ص. 323
  3. الغارات، ج. 2، ص. 796
  4. ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج. 2، ص. 154
  5. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 5، ص. 202
  6. ن. م، ج. 20، ص. 109
  7. دار الرزق هو موضع بالكوفة
  8. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 118
  9. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 224
  10. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 4، ص. 247
  11. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 3، ص. 283
  12. النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251، رقم 661
  13. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 96 و 105
  14. المفيد، الإختصاص، ص.103
  15. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 103
  16. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104
  17. النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251
  18. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 1، ص. 30
  19. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 107
  20. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج.20، ص. 104
  21. ن. م، ص. 111
  22. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 335
  23. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 338
  24. الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص. 297
  25. ن. م، ص. 297-298
  26. صالح بن ميثم التمار الذي أمره أباه أن يأخد مسماراً من حديد لينقش عليه اسم ميثم واسم أبيه يودقه في بعض تلك الأجذاع
  27. ن. م، ص. 298
  28. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 102
  29. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104-105

المصادر

  • الخوئي، السيد أبو القاسم، معجم رجال الحديث، ط. 5، 1413 هـ/1992 م.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تح. مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد، ط. 2، 1414 هـ/1993 م، بيروت-لبنان
  • الكوفي، ابراهيم بن محمد الثقفي، الغارات، تح. س. جلال الدين المحدّث
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإختصاص، جماعة المدرسين، قم
  • النجاشي، أبو العباس أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنفي الشيعة ( رجال النجاشي )، تح. س. موسى الشبيري الزنجاني، جماعة المدرسين، قم
  • ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبدالله محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدرية، النجف
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، تح. جواد القيومي الأصفهاني، جماعة المدرسين، قم، 1415 هـ
  • النمازي، علي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ط. 1، شفق، طهران، 1412 هـ
  • البراقي، حسين ابن السيد أحمد، تاريخ الكوفة، تح. ماجد بن أحمد العطية، ط. 1، المكتبة الحيدرية، 1424 هـ.ق/1382 هـ.ش