توقيت ظهور الحجة

من ويكي شيعة
(بالتحويل من توقيت الظهور)

توقيت ظهور الحجة، تطرقت إليه روايات وأحاديث في سياق النهي عنه وبشكل صريح، والمستفاد من خلال الكلمات التي جاءت على لسان أئمة أهل البيتعليهم السلام هو الكفّ عن إعطاء المواعيد لانقضاء الغيبة الكبرى والتأكيد على عدم الإشعار بوقت يحدّد الغيبة.

ما المقصود من التوقيت

توقيت شيء أو أمر بمعنى ضبطه حسب أوقات معينة[١] فنقل ابن منظور عن ابن الأثير معنى التوقِيت والتأقيت: بأَن يجعل للشيء وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة[٢]والمقصود هو الاعتماد على التقسيم المعترف به للأوقات؛ كالساعات والأيام والأسابيع والأشهر والسنين وما إلى ذلك...فهو منهي بالنسبة إلى وقت خروج الإمام وظهوره. كما جاء في سياق عبارة صريحة منسوبة إلى النبي (ص): "كذب الوقّاتون"،[٣]وأيضاً نسبت إلى الإمام محمد بن علي الباقر وهو يؤكّدها عليها:"كذب الوقاتون، كذب الوقاتون..."[٤]

وفي رواية أخرى قال الإمام الصادق: يا محمد! من أخبرك عنا توقيتاً فلا تهابن أن تكذبه، فإنا لا نوقت لأحد وقتاً[٥] فعندما سئله أحد الأصحاب، متى يكون خروج القائم ؟ قال: "يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد (ص): كذب الوقاتون" ثم بعده يعدّ له خمس علائم، "قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني، (ورد أيضاً الخراساني )[٦] والصيحة، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء".[٧]

وفي مكان آخر قال الصادق: "كذب الموقتون، ما وقّتنا فيما مضى، ولا نوقّت فيما يستقبل"[٨]

تعذر وإشكالية التوقيت

بما أن هناك علامات وأسباب لهذا الأمر وعلى أساس تقدم وتأخرها واحتمالية عدم اجتماعها في وقت معين وآن واحد، ليس بمقدور أحد على الإطلاق تحديد الوقت والزمن ظهور القائم. وفي هذا الصدد يمكن تقديم هذه الروايات:

عن الصادق قال: أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين[٩] و أيضاً قال (ع): إن موسى (ع) لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا، قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به، فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به، فقولوا: صدق الله ؟ تؤجروا مرتين "[١٠]

وعن أمير المؤمنين الإمام علي قال: صاحب هذا الامر من ولدي (الذي) يقال: مات، قتل، لا بل هلك، لا بل بأي وادٍ سلك. وأما وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على وجه التفصيل، بل هو مغيب عنا إلى أن يأذن الله بالفرج.كما روي عن النبي (ص) أنه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.[١١]

وعن محمد بن الحنفية عندما سئل عن وقت معلوم لظهور الحجة، قال: "لا لأن علم الله غلب علم الموقتين، إن الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة وأتمّها بعشر لم يعلمها موسى، ولم يعلمها بنو إسرائيل، فلما جاوز الوقت قالوا: غرنا موسى، فعبدوا العجل، ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس، وأنكر بعضهم بعضا، فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء"[١٢]

وفي رواية سئل عن أبي عبدالله: ألهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه؟ قال: بل ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه. وفي استفسار من أبي جعفر الباقر عن ماجاء على لسان علي : " إلى السبعين بلاء " وكان يقول: " بعد البلاء رخاء " وقد مضت السبعون ولم نر رخاء! فماهو السبب؟ فقال أبو جعفر: يا ثابت إن الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الارض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا، و (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)[١٣]

ونقل عن أبي عبد الله الصادق قال: كان هذا الأمر فيّ فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء. فالوجه في هذه الأخبار -إن صحت- أن نقول: إنه لا يمتنع أن يكون الله عزوجلّ قد وقّت هذا الامر في الأوقات والمواعيد التى ذكرت، فلما استجدت الأحداث تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلى أجل آخر، وهكذا فيما بعد، وكل المواعيد يمكن أن تؤجل مشروطاً بأن لا يتجدّد ما يقتضي المصلحة تأخيره إلى أن يحين الوقت الذي لا يغيره شيء فيكون محتوماً.[١٤]

التوقيت أم تطبيق علائم الظهور؟

بالنسبة إلى ذكر الأحداث الدالة على العلامات المذكورة عند ظهور المهدي لا يوجد أي منع أو نهي كما نعهده، بل العكس تماماً فزخرت الكتب والآثار بهذه المأثورات بتفاصيلها. فاعتبار ظاهرة كمصداق محتمل للعلامات شيء وتسمية الأجل والتوقيت الزمني البحت لحدوث الأمر شيء مختلف تماماً. فتخمين الزمن من خلال الأحداث وكيفية تواليها، أسلوب عهدناه في سياق بعض الروايات المنقولة.

هنا يبدو من الرواية التالية أن الإمام المهدي يظهر بعد خروج السفياني ثم يختفي إلى وقت ظهوره الموعود في محرّم. عن الإمام زين العابدين قال "فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يظهر بعد ذلك"[١٥]وينبغي الالفات إلى أن الاحاديث الشريفة تسمي حركته من أولها في مكة: ظهورا، وخروجا، وقياما ويبدو أنها تعابير مترادفة. ولكن بعض الروايات تفرق بين الظهور والخروج، فتسمي حركته في مكة ظهورا وتحركه منها إلى المدينة خروجا.[١٦]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. المعجم الغني، مادة وقت
  2. ابن منظور، لسان العرب، ج 2، ص107.
  3. النعماني، كتاب الغيبة، ص 290.
  4. النعماني، كتاب الغيبة، ص 294.
  5. النعماني، كتاب الغيبة، ص 289.
  6. النعماني، كتاب الغيبة، ص 289 - 290.
  7. الكوراني، علي، عصر الظهور، ج 1، ص 143 عن المجلسي، البحار، ج 52، ص 204.
  8. الطوسي، الغيبة، ص 426.
  9. النعماني، الغيبة، ص 289.
  10. النعماني، الغيبة، ص 294 - 295.
  11. الطوسي، الغيبة، ص 425.
  12. الطوسي، الغيبة، ص427.
  13. الرعد، 39.
  14. الطوسي، الغيبة، ص 429.
  15. المجلسي، البحار، ج 52، ص 213
  16. الكوراني، علي، عصر الظهور، ج 1، ص 280.

المصادر والمراجع

  • ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين، لسان العرب، بيروت، دار صادر، 2003 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ على أحمد ناصح، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، د.ت.
  • الكوراني، علي، عصر الظهور، د.م، مركز النشر مكتب الاعلام الإسلامي، ط 1، 1408 هـ.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ/ 1983 م.
  • أبو العزم، عبد الغني، المعجم الغني، د.م، د.ن، 1434 هـ.
  • النعماني، محمد بن إبراهيم، كتاب الغيبة، تحقيق: على اكبر الغفاري، طهران، مكتبة الصدوق، د.ت.

وصلات خارجية

تاريخ ما بعد الظهور للسيد الشهيد محمد صادق الصدر