مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الله بن مسعود»
←ابن مسعود والقرآن
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٧٤: | سطر ٧٤: | ||
==ابن مسعود والقرآن== | ==ابن مسعود والقرآن== | ||
شهد ابن مسعود نزول القرآن في كثير من المناسبات، وقرأ على الرسول (ص) على حد قوله أكثر من 70 سورة من القرآن، وإنبری لتعليمه في حياة الرسول (ص). | |||
طبقاً لإحدى الروايات فقد كان أحد أربعة أمر الرسول{{صل}} بأخذ القرآن عنهم، وانصرف بعد وفاة الرسول{{صل}} لتعليم القرآن في المدينة والكوفة، حتى إن بعض كبار الصحابة كابن عباس قد أخذ عنه القرآن، ومنهم من أخذ بقراءته. | |||
*'''قرائته''' | |||
تعلم عليه القراءة في [[الكوفة]] عدد من كبار [[التابعين]]، منهم: [[الأسود بن يزيد]]، و[[زر بن حُبيش]]، و[[عبيد بن قيس]]، و[[أبي عبد الرحمن السلمي]]، و[[أبي عمرو الشيباني]]، و[[زيد بن وهب]]، حتى غلبت قراءته في الكوفة،<ref>ابن مجاهد، السبعة في القراءات، ص 66 ــ 67؛ ابن الجزري، غاية النهاية، ج 1، ص 458.</ref> وتكشف حكاية [[سليمان بن مهران|الأعمش]] (تـ [[سنة 148 هـ|148 هـ]]) أن المصحف العثماني لم يكن متداولاً في الكوفة في مطلع القرن 2 هـ، غير أنه أخذ يحل محل قراءة ابن مسعود تدريجياً، حتى لم يبق منها في أواسط ذلك القرن إلا النزر اليسير،<ref>ابن مجاهد، السبعة في القراءات، ص 67.</ref> ومنذ تلك الفترة ظهرت في الكوفة قراءات كان أساسها المصحف العثماني، وكانت تُستخدم فيها قراءة ابن مسعود، وكانت القراءات الرسمية في الكوفة ل[[عاصم الكوفي|عاصم]]، و[[حمزة الكوفي|حمزة]]، و[[الكسائي الكوفي|الكسائي]]، و[[خلف بن هشام|خلف]] وهم من القراء العشرة، وتعتمد إلى حدّما على قراءة ابن مسعود.<ref>ابن الجزري، غاية النهاية، ج 1، ص 459؛ أبو عمرو الداني، التيسير، ص 9 ــ 10.</ref> | تعلم عليه القراءة في [[الكوفة]] عدد من كبار [[التابعين]]، منهم: [[الأسود بن يزيد]]، و[[زر بن حُبيش]]، و[[عبيد بن قيس]]، و[[أبي عبد الرحمن السلمي]]، و[[أبي عمرو الشيباني]]، و[[زيد بن وهب]]، حتى غلبت قراءته في الكوفة،<ref>ابن مجاهد، السبعة في القراءات، ص 66 ــ 67؛ ابن الجزري، غاية النهاية، ج 1، ص 458.</ref> وتكشف حكاية [[سليمان بن مهران|الأعمش]] (تـ [[سنة 148 هـ|148 هـ]]) أن المصحف العثماني لم يكن متداولاً في الكوفة في مطلع القرن 2 هـ، غير أنه أخذ يحل محل قراءة ابن مسعود تدريجياً، حتى لم يبق منها في أواسط ذلك القرن إلا النزر اليسير،<ref>ابن مجاهد، السبعة في القراءات، ص 67.</ref> ومنذ تلك الفترة ظهرت في الكوفة قراءات كان أساسها المصحف العثماني، وكانت تُستخدم فيها قراءة ابن مسعود، وكانت القراءات الرسمية في الكوفة ل[[عاصم الكوفي|عاصم]]، و[[حمزة الكوفي|حمزة]]، و[[الكسائي الكوفي|الكسائي]]، و[[خلف بن هشام|خلف]] وهم من القراء العشرة، وتعتمد إلى حدّما على قراءة ابن مسعود.<ref>ابن الجزري، غاية النهاية، ج 1، ص 459؛ أبو عمرو الداني، التيسير، ص 9 ــ 10.</ref> | ||
'''مصحفه''' | *'''مصحفه''' | ||
أوردت المصادر التاريخية، أن ابن مسعود كان يملي [[آية|آيات]] [[القرآن]] عن ظهر قلبه على تلامذته، وكانوا يكتبونها في مصاحف،<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج 2، ص 538؛ الأصبهاني، حلية الأولياء، ج 1، ص 124.</ref> وخلال عملية [[جمع القرآن]] وكتابة المصحف على يد [[عثمان بن عفان|عثمان]] بخط [[زید بن ثابت]]، تحدثت [[الروايات]] عن نسخة سميت بـ «مصحف ابن مسعود»، ولم تُعر هذه النسخة أهمية تذكر، وقد أمرهُ عثمان أن يسلمها له لكي تُتلف مع باقي المصاحف، غير أن ابن مسعود ــ علی ماورد في الروايات ــ رفض ذلك فعاقبه،<ref>ابن أبي داود، المصاحف، ص 13 ــ 18.</ref> وهناك روايات أخرى تشير إلى عدول ابن مسعود عن موقفه وتأييده لمصحف عثمان.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 112.</ref> | أوردت المصادر التاريخية، أن ابن مسعود كان يملي [[آية|آيات]] [[القرآن]] عن ظهر قلبه على تلامذته، وكانوا يكتبونها في مصاحف،<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج 2، ص 538؛ الأصبهاني، حلية الأولياء، ج 1، ص 124.</ref> وخلال عملية [[جمع القرآن]] وكتابة المصحف على يد [[عثمان بن عفان|عثمان]] بخط [[زید بن ثابت]]، تحدثت [[الروايات]] عن نسخة سميت بـ «مصحف ابن مسعود»، ولم تُعر هذه النسخة أهمية تذكر، وقد أمرهُ عثمان أن يسلمها له لكي تُتلف مع باقي المصاحف، غير أن ابن مسعود ــ علی ماورد في الروايات ــ رفض ذلك فعاقبه،<ref>ابن أبي داود، المصاحف، ص 13 ــ 18.</ref> وهناك روايات أخرى تشير إلى عدول ابن مسعود عن موقفه وتأييده لمصحف عثمان.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 112.</ref> | ||
'''تفسيره''' | *'''تفسيره''' | ||
عُرف ابن مسعود بكونه عالماً بالمفاهيم القرآنية و[[أسباب النزول]]،<ref>ابن أبي داود، المصاحف، ص 14.</ref> وحظيت آراؤه التفسيرية فيما بعد باهتمام [[المفسرين]] من مختلف المذاهب الإسلامية،<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 57؛ الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 38.</ref> حيث كان [[السدي]] ينقل غالباً في تفسيره روايات ابن مسعود و[[ابن عباس]].<ref>ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 1، ص 10.</ref> | عُرف ابن مسعود بكونه عالماً بالمفاهيم القرآنية و[[أسباب النزول]]،<ref>ابن أبي داود، المصاحف، ص 14.</ref> وحظيت آراؤه التفسيرية فيما بعد باهتمام [[المفسرين]] من مختلف المذاهب الإسلامية،<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 57؛ الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 38.</ref> حيث كان [[السدي]] ينقل غالباً في تفسيره روايات ابن مسعود و[[ابن عباس]].<ref>ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 1، ص 10.</ref> | ||