مقتل هابيل

مقتل هابيل هي إحدى القصص القرآنية التي تشير إلى مقتل أحد ابني النبي آدم على يد ابنه الآخر. وتعدّ هذه الحادثة في المصادر الدينية أول حادثة قتل للإنسان على وجه الأرض. ويقال إن قابيل اعترض على خلافة هابيل كوصي لآدم ، ومن أجل إنهاء هذا الصراع جاء الوحي من عند الله بأن يقدم كل واحد منهما قرباناً لله. وبحسب الروايات؛ فإن الله لم يتقبل قربان قابيل، وعلى إثر ذلك حسد قابيل أخاه هابيل في مسألة تعيين خليفة آدم، وقام بقتله. ووفقاً للآية 31 من سورة المائدة، علّم الله قابيل كيفية دفن هابيل عن طريق غراب.

أول قتل على وجه الأرض

يعتبر مقتل هابيل أول حادثة قتل على وجه الأرض، وقد تناولت الآيات من 27 إلى 31 من سورة المائدة قصة مقتل هابيل، حيث يذكر الله في هذه الآيات أن ابني النبي آدم قاما بعمل من أجل التقرب إلى الله، فقُبل من أحدهما ولم يُقبل من الآخر. فقام الأخ الذي لم يقبل عمله بتهديد الآخر بقتله وأقسم أن يقتله وقام بالفعل بقتله. وبحسب أقوال المفسرين فإن اسم الأخ الذي ارتكب جريمة القتل هو قابيل، والذي قُتل هو هابيل.

الدافع من وراء القتل

جاء في الروايات أن سبب مقتل هابيل هو حسد أخيه له في مسألة تعيين خليفة آدم . وبحسب بعض الباحثين، فإن الله لما أوحى إلى آدم أن يعلم الاسم الأعظم لهابيل باعتباره الخليفة التالي، اعترض قابيل؛ لأنه كان أكبر الأبناء وكان يرى أنه أحق بالخلافة والوصية. ومن جهة أخرى؛ اعتبر قابيل أن ذوق آدم الشخصي واهتمامه بهابيل هو سبب اختياره له، وليس أمر الله؛ ولهذا السبب، ومن أجل إنهاء هذا الصراع، جاء الوحي بأنه يجب على كل منهما أن يقدم قرباناً لله.

تفاصيل قربان هابيل وقابيل

وفقًا للروايات؛ كان قابيل فلاحاً فقرّب أسوأ محاصيله، بينما أحضر هابيل الذي كان راعياً واحداً من أفضل خرافه للتضحية. وكان احتراق القربان علامة على قبول الله له، وهكذا قُبل قربان هابيل، ولم يقبل قربان قابيل.

الحسد؛ علة قتل هابيل

وفقًا للروايات الإسلامية، بعد قبول قربان هابيل، شعر قابيل بالحسد تجاه هابيل وأقسم أنه يقتله. وبحسب آيات القرآن الكريم، فإن هابيل قال لأخيه مشيراً إلى تقوى الله وأن الله يقبل قربان المتقين: أنك إن كنت تريد قتلي فلن أحاول قتلك ولن أرتكب هذا الجرم مطلقاً. كما حذر قابيل من أنه إذا ارتكب جريمة القتل فإنه سيكون من الظالمين ومستحقاً للجحيم. وبحسب تاريخ الطبري (تأليف 303هـ)، فإن هابيل لما ذهب إلى جبل ليرعى غنمه، هجم عليه قابيل أثناء استراحته وضرب رأسه بحجر فقتله.

وذكر البعض أن سبب قضية الحسد والقربان كان مسألة اختيار زوجات للأخوين، وقالوا إن هابيل أُمر بالزواج من أخت قابيل التوأم تنفيذاً لأمر الله تعالى لآدم ، وكذلك أمر قابيل بالزواج من أخت هابيل التوأم، فاعترض قابيل على أمر أبيه لأن أخته كانت أجمل من أخت هابيل. فأمر الله الأخوين بتقديم القرابين، لكي يتزوج من يُقبل قربانه من أخت قابيل، وعندما قُبل قربان هابيل، غار قابيل منه وقتله بحجر.

وقد ذكرت قصة تضحية هابيل وقابيل لله وقتل هابيل في التوراة أيضاً.

دفن هابيل

وفقاً لما ذكره محمد بن جرير الطبري، مؤرخ القرن الثالث الهجري، فإن جسد هابيل كان معرضاً لخطر نهشه من قبل الحيوانات المفترسة بسبب عجز قابيل عن إخفائه وجهله بكيفية دفن جسد الإنسان. وبحسب الآية 31 من سورة المائدة؛ أرسل الله غراباً لكي يتعلم قابيل منه كيفية مواراة الجسد، فبحث التراب عن الأرض، ووارى جثة غراب آخر أو أخفى جزءاً من طعامه، وأظهر لقابيل كيف يدفن جسد أخيه.

المصادر والمراجع

• صادقي فدكي، جعفر، ارتداد، بازگشت به تاريكي؛ نگرشي به موضوع ارتداد از نگاه قرآن كريم، الطبعة الأولى، قم، المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية، 1388ش.
• الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، الطبعة الثانية، بیروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات‏، 1390هـ.
• الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثانية، بيروت، دار التراث، 1387هـ.
• الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي‏، (د.ت).
• العياشي، محمد بن مسعود، التفسير (تفسير العياشي) المحقق: هاشم رسولي، الطبعة الأولى، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية، 1380هـ.
• الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
• مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، الطبعة الأولى، 1379ش.