التفأل
التفأل أو التفاؤل، هو القول والفعل الذي يُستبشر به قلباً أو لساناً، وهو على عكس التطير، وقد أكدت الروايات عليه، حيث كان النبي (ص) يتفاءل بالخير في أمورٍ عديدةٍ، كما ورد عنه : «تفاءلوا بالخير تجدوه»،[١] وفي صلح الحديبية عندما أقبل مُمثِل رؤساء مكة للمفاوضة، تفاءل النبي بهذا الأمر، وقال: قد سَهّل الله عليكم أمركم.
والسبب من التأكيد على التفأل والنهي عن التطير أن التفأل على عكس التطير الذي هو بمعنى التشاؤم، أي: أن يترقب الإنسان الشر ويتوقعه، والتفأل يَبث روح الأمل وله آثار نفسية إيجابية، كما أنّ التفأل يختلف عن الاستخارة، فالتفأل هو أن يرجو الشخص وينظر إلى الأمور والأعمال بنظرةِ أملٍ وإيجابيةٍ؛ لكن الاستخارة هي تفويض الأمر إلى الله في حال الشكّ والتردّد، وعدم إمكانية تشخيص الأمور أو أخذ المشورة فيها من الآخرين.
معنى التفأل وفارقه مع الاستخارة
التفأل أو التفاؤل أو الفأل، أو كما يُخفف ويُقال له (الفال) هو القول والفعل الذي يُستبشر به قلباً أو لساناً، والتفاؤل بالشيء التيمن به، وهو على عكس التطير الذي هو بمعنى التشاؤم، أي: أن يترقب الإنسان الشر ويتوقعه،[٢] كما أنّ التفأل يختلف عن الاستخارة، فالتفأل هو أن يرجو الشخص وينظر إلى الأمور والأعمال بنظرةِ أملٍ وإيجابيةٍ؛[٣] لكن الاستخارة هي تفويض الأمر إلى الله في حال الشكّ والتردّد، وعدم إمكانية تشخيص الأمور أو أخذ المشورة فيها من الآخرين.[٤]
التأكيد على التفأل
ورد في الروايات أنّ التفأل أمرٌ حِسن، وعلى سبيل المثال ما ورد عن النبي (ص): «تفاءلوا بالخير تجدوه»،[٥] وورد عنه أيضاً أنه كان يحب التفأل ويكره التطير،[٦] وكان يتفاءل بالخير في أمورٍ عديدةٍ.[٧]
في قضية صلح الحديبية عندما أقبل سهيل بن عمر مُمثِلاً من قبل رؤساء مكة للمفاوضة، تفاءل النبي بهذا الأمر، وقال: قد سَهّل الله عليكم أمركم،[٨] وعندما أخبر النبي أيضاً بأنّ كسرى ملك الفرس مزّق كتابه -عندما دعاه النبي إلى الإسلام- وبعث إليه بقبضةِ تراب في جواب كتابه، فتفاءل النبي في ذلك، وقَالَ : مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ كَمَا مَزَّقَ كِتَابِي أَمَا إِنَّهُ سَتُمَزِّقُونَ مُلْكَهُ وَبَعَثَ إِلَيَّ بِتُرَابٍ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَمْلِكُونَ أَرْضَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ.[٩] وروي أيضاً عن الإمام علي أنّ الفألَ حقٌ.[١٠]
سبب التأكيد على التقأل
ورد في تفسير الأمثل بخصوص التفأل، من أنّ التفاؤل ليس له أثر طبيعي، وأنّه غالباً ما يُوجِب الأمل والرجاء، ولعل ذلك هو السبب في أنّ الروايات لم تنهِ عن التفاؤل.[١١]
التفأل في الثقافة العامة
إن قضية التفأل من الأمور المتداولة في المجتمعات البشرية،[١٢] كما لها تأريخ مديد، وأساليب مختلفة؛ وذلك بحسب الشعوب والمناطق.[١٣] فالمسلمون بالإضافة إلى تفاؤولهم في القرآن، تراهم يتفاءلون أيضاً في أدبياتِ لغاتهم.
- واللغة العربية غنية بالكمات التي يُبث فيها روح الأمل والتفاؤل، ومنها قول مؤيد الدين الطغرائي:
أُعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها | ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأمَلِ[١٤] |
الشرح: إنّ هذه النفس اليائسة لا يمكن تعليلها إلا بالآمال التي ينتظرها الإنسان في هذه الحياة، فما أكثر سواد العيش وأشد صعوبته لولا فسحة الأمل الضيقة التي يرقبها ابن آدم.
ومنها قول المتنبي:
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِث | ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ | |
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ | وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ[١٥] |
شرح البيتين: ما دمتَ حيّاً فلا تبالِ بالزمان وصروفه فإنها تزول ولا تبقى والذي لا عوض منه إذا فات هو الروح فقط. إنّ السرور سريع الزوال فلا تغتر به كما أنّ الحزن لا يرد فائتاً فلا تعتمد عليه.
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص333.
- ↑ الأنصاري، التفاؤل والتشاؤم المفهوم والقياس والمتعلقات، ص 13.
- ↑ زوزني، المصادر، ج 2، ص 586؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 317.
- ↑ مؤسسة دائرة المعارف، مجلة فقه أهل البيت ، العدد 59-60، ص 100.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص333.
- ↑ ابنمنظور، لسانالعرب ، 1411 هـ، ج 10، ص168.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1394 هـ، ج 19 ص86.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص381.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1390 هـ، ج 20، ص381.
- ↑ نهج البلاغة، حكمة 400.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 5، ص 173.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 5، ص 173.
- ↑ التفاؤل والتشاؤم (الفأل والطيرة)
- ↑ القمي، الكنى والألقاب، ج 2، ص 450.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 528.
المصادر والمراجع
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت - لبنان، الناشر: دار التعارف، د.ت.
- الأنصاري، بدر محمد، التفاؤل والتشاؤم المفهوم والقياس والمتعلقات، الكويت، الناشر: جامعة الكويت، 1998 م.
- المرجع الإلكتروني للمعلومات، التفاؤل والتشاؤم (الفأل والطيرة)، 5 / تشرين الاول / 2014 م، آخر مراجعة 30 أبريل/ نيسان 2020 م.
- الحافظ، الغزلیات، الغزل الثامن والخمسون، وموقع گنجور، تاريخ النشر: 28 فروردین (الشهر الأول للسنة من الأشهر الشمسية) 1399ش.
- الطباطبائي، السيد محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسه الأعلمي، 1394 هـ.
- القمي، عباس، الكنى والألقاب، طهران- إيران، الناشر: مكتبة الصدر، د.ت.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدُرر أخبار الأئمة الأطهار، طهران - إيران، الناشر: دار الكتب الأسلامية، 1390 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم- إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي ، ط 1، 1379 هـ ش.
- مؤسسة دائرة المعارف، مجلة فقه أهل البيت ، العدد 59-60، 1431 هـ/ 2010 م.
- الصبحي، صالح، نهجالبلاغة، بيروت - لبنان، الناشر: دار الکتاب اللبناني، د.ت.