انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دومة الجندل»

من ويكي شيعة
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٦٢: سطر ٦٢:
=== غزوة دومة الجندل ===
=== غزوة دومة الجندل ===
{{مفصلة|غزوة دومة الجندل}}
{{مفصلة|غزوة دومة الجندل}}
في اليوم [[25 ربيع الأول|25]] من شهر [[ربيع الأول]] [[سنة 5 للهجرة]] خرج [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}}  في ألف من [[الصحابة|أصحابه]] إلى دومة الجندل؛<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 8، ص 367.</ref> فإن الأنباء وصلت إليه بأن أهاليها تجمعوا في طريق تجار [[المدينة]] ويتعرّضون لهم بالأذى ويريدون الاعتداء على المدينة لاحقا.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 92.</ref> وحينما وصل جيش الإسلام إلى دومة الجندل تفرّق أهاليها، فأرسل النبي{{صل}} عددا من المسلمين في إثرهم ثم أتى محمد بن مسلمة بأسير إليه{{صل}} فاعتنق الإسلام، ولم يعثروا على غير هذا الأسير. رجع المسلمون في اليوم [[20 ربيع الثاني|20]] من شهر [[ربيع الثاني]] إلى المدينة من دون أن تحدث أيُّ معركة.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 402.</ref>
في اليوم [[25 ربيع الأول|25]] من شهر [[ربيع الأول]] [[سنة 5 للهجرة]] خرج [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}}  في ألف من [[الصحابة|أصحابه]] إلى دومة الجندل؛<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 8، ص 367.</ref> فإن الأنباء وصلت إليه بأن أهالي دومة الجندل تجمعوا في طريق تجار [[المدينة]] ليقطعوا الطريق عليهم، ثم يهجمون المدينة لاحقاً.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 92.</ref> وحينما وصل جيش المسلمين إلى دومة الجندل تفرّق أهاليها، فأرسل النبي{{صل}} عدداً من أفراد جيشه في إثرهم، ثم أتى [[محمد بن مسلمة]] بأسير إليه{{صل}} فاعتنق [[الإسلام]]، ولم يعثروا على غير هذا [[الأسير]]. رجع [[المسلمون]] في يوم [[20 ربيع الثاني|20]] من شهر [[ربيع الثاني]] إلى المدينة من دون قتال مع أهالي دومة الجندل.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 402.</ref>
 
بما أن دومة الجندل كانت آنذاك تحت سلطة الروم اُعتبِرت غزوة دومة الجندل أوّل معركة وقعت بين المسلمين والروم.<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 214؛ المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 214.</ref> وقيل عن هدف هذه الغزوة إن النبي{{صل}} عزم على الاقتراب من حدود [[الشام]] ليبعث الخوف في قيصر الروم.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403.</ref>


اُعتبِرت [[غزوة دومة الجندل]] أوّل معركة وقعت بين [[المسلمين]] و[[الروم]]؛ لأنَّه المدينة كانت تحت سيطرة الروم،<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 214؛ المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 214.</ref> وقيل إنَّ هدف النبي{{صل}} من هذه الغزوة هو الاقتراب من حدود [[الشام]] ليلقي الخوف في قلب قيصر الروم.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403.</ref>
=== سرية عبد الرحمن بن عوف ===
=== سرية عبد الرحمن بن عوف ===
أرسل النبي{{صل}} في شهر [[شعبان]] [[سنة 6 للهجرة]] [[عبد الرحمن بن عوف]] إلى دومة الجندل وأمره بأن يدعو أهلها إلى [[الإسلام]]. فانتهى الأمر بإسلام الأصبغ بن عمرو الكلبي الذي كان من كبار تلك المنطقة و[[الزواج|زواج]] عبد الرحمن من بنته.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، صص 560 - 562؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 378.</ref>
أرسل النبي{{صل}} في شهر [[شعبان]] [[سنة 6 للهجرة]] [[عبد الرحمن بن عوف]] إلى دومة الجندل وأمره بأن يدعو أهلها إلى [[الإسلام]]. فانتهى الأمر بإسلام الأصبغ بن عمرو الكلبي الذي كان من كبار تلك المنطقة و[[الزواج|زواج]] عبد الرحمن من بنته.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، صص 560 - 562؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 378.</ref>

مراجعة ٠٠:٤٠، ٢١ أغسطس ٢٠٢٠

دومة الجندل
موقعها الجغرافي
موقعها الجغرافي
المعلومات العامة
البلدالسعودية
المحافظةالجوف
عدد السكان49646 ( إحصاء 2010 م)
المعلومات التاريخية
تاريخ التأسيسقبل الإسلام
الأحداث التاريخيةغزوة دومة الجندل، واقعة التحكيم


دُومة الجندل أو دَومة الجندل محل وقوع غزوة دومة الجندل في السنة الخامس الهجرية. كانت هذه المدينة في صدر الإسلام جزء من بلاد الشام، وحدثت فيها بعض الحوادث التاريخية مثل سرية عبد الرحمن بن عوف في سنة 6 للهجرة التي ارسلها النبي صلی الله عليه وآله وسلم لدعوة الناس إلى الإسلام، وسرية خالد بن الوليد في سنة 9 للهجرة التي أدّت إلى مصالحة النبيصلی الله عليه وآله وسلم مع أكيدر بن عبد الملك حاكم دومة الجندل في ذلك العصر، وأخذ الجزية منه. وقد وقعت فيها قضية التحكيم بعد معركة صفين.

تقع دومة الجندل اليوم في شمال غربي المملكة العربية على بعد مائة كيلومتر من الحدود الأردنية. اعتبر دوماء ابن النبي إسماعيلعليه السلام بانياً لهذه المدينة حيث بنى في بداية الأمر قلعة من الجندل أي الحجارة.

الموقع الجغرافي

كانت دومة الجندل في صدر الإسلام مدينة تقع بالقرب من تبوك[١] وبين المدينة ودمشق،[٢] وقيل إنها كانت تابعة للشام.[٣] وهي اليوم مدينة في شمال غربي المملكة العربية السعودية على بعد 100 كم من الحدود الأردنية.[٤]

تسميتها وتاريخها

قلعة مارد من الآثار القديمة في دومة الجندل.

اتخذت "دومة" من "دوماء" وهو اسم ابن النبي إسماعيل الذي بنى حصنا في هذه المدينة[٥] والجندل تعني الصخرة والحجارة، إذن دومة الجندل هي الحصن الذي بناه دوماء من الجندل، وكانت قلعة مارد في دومة الجندل بحسب ما ذكر الحموي في معجم البلدان[٦] وهي الآن تعتبر من آثارها التاريخية.[٧]

قيل إن أكيدر بن عبد الملك كان حاكما على دومة الحيرة، وفي يوم من الأيام خرج للصيد فإذا بمدينة خربة وهي مبنية بالجندل أي الصخرة ولم يبق منها إلا جدرانها فأعاد بناءها، وسمّاها بدومة الجندل للتفرقة بينها وبين دومة الحيرة.[٨]

سمّيت دومة الجندل بالجوف أو جوف آل عمرو أيضاً. وآل عمرو ينتمون إلى بني عمرو وهم من قبيلة طيء الذين كانوا سكّانها في القرن الرابع للهجرة.[٩]

أحداثها التاريخية

كانت دومة الجندل وضواحيها في عصر ظهور الإسلام مسكناً لبني كنانة وهي من قبيلة كلب،[١٠] وكان أكيدر بن عبد الملك المسيحي واليًا عليها من قِبل هرقل ملك الروم.[١١] وكان فيها صنم "ودّ" وهو من الأصنام المشهورة عند العرب في ذلك الزمان.[١٢]

تحدّث التاريخ الإسلامي عن هذه المنطقة كثيراً، وذلك بسبب الأحداث التي حدثت فيها، والتي منها:

غزوة دومة الجندل

في اليوم 25 من شهر ربيع الأول سنة 5 للهجرة خرج النبيصلی الله عليه وآله وسلم في ألف من أصحابه إلى دومة الجندل؛[١٣] فإن الأنباء وصلت إليه بأن أهالي دومة الجندل تجمعوا في طريق تجار المدينة ليقطعوا الطريق عليهم، ثم يهجمون المدينة لاحقاً.[١٤] وحينما وصل جيش المسلمين إلى دومة الجندل تفرّق أهاليها، فأرسل النبيصلی الله عليه وآله وسلم عدداً من أفراد جيشه في إثرهم، ثم أتى محمد بن مسلمة بأسير إليهصلی الله عليه وآله وسلم فاعتنق الإسلام، ولم يعثروا على غير هذا الأسير. رجع المسلمون في يوم 20 من شهر ربيع الثاني إلى المدينة من دون قتال مع أهالي دومة الجندل.[١٥]

اُعتبِرت غزوة دومة الجندل أوّل معركة وقعت بين المسلمين والروم؛ لأنَّه المدينة كانت تحت سيطرة الروم،[١٦] وقيل إنَّ هدف النبيصلی الله عليه وآله وسلم من هذه الغزوة هو الاقتراب من حدود الشام ليلقي الخوف في قلب قيصر الروم.[١٧]

سرية عبد الرحمن بن عوف

أرسل النبيصلی الله عليه وآله وسلم في شهر شعبان سنة 6 للهجرة عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل وأمره بأن يدعو أهلها إلى الإسلام. فانتهى الأمر بإسلام الأصبغ بن عمرو الكلبي الذي كان من كبار تلك المنطقة وزواج عبد الرحمن من بنته.[١٨]

سرية خالد بن الوليد

بعث النبيصلی الله عليه وآله وسلم في سنة 9 للهجرة خالد بن الوليد من تبوك إلى دومة الجندل، فأسره وذهب به إلى المدينة،[١٩] وكتب النبيصلی الله عليه وآله وسلم عهدا وضرب عليه الجزية.[٢٠] تحدّث بعض المصادر عن إسلامه[٢١] بينما كذّبه بعضها الأخرى.[٢٢] وكلتا الطائفتين تنقل أن أكيدر امتنع من دفع الزكاة أو الجزية بعد وفاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأرسل أبو بكر بن أبي قحافة في سنة 12 للهجرة خالدا إليه فحاصره وقتله.[٢٣]

التحكيم في معركة صفين

`ذكرت بعض المصادر التاريخية أن قضية التحكيم في معركة صفين حدثت في دومة الجندل، الذي قرّر فيها المسلمون أن يتحاور أبو موسى الأشعري ممثلا لجيش الإمام عليعليه السلام وعمرو بن العاص نائب جيش معاوية بن أبي سفيان ويحكما لصالح أحد الطرفين.[٢٤]

الهوامش

  1. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 10، ص 105.
  2. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 487.
  3. النووي، ج 3، ص 109.
  4. اللاهوتي، "جوف"، ج 11، ص 373.
  5. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 487.
  6. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 487.
  7. "قلعة مارد".
  8. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 487.
  9. اللاهوتي، "جوف"، ج 11، ص 373.
  10. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 487.
  11. المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 215.
  12. الآلوسي، بلوغ الأرب، ج 2، صص 213 و214.
  13. الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 8، ص 367.
  14. الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 92.
  15. الواقدي، المغازي، ج 1، ص 402.
  16. المقدسي، البدء والتاريخ، ج 4، ص 214؛ المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 214.
  17. الواقدي، المغازي، ج 1، ص 403.
  18. الواقدي، المغازي، ج 1، صص 560 - 562؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 378.
  19. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 382.
  20. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 428؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 135.
  21. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 135.
  22. العسقلاني، الإصابة، ج 1، ص 381؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 135.
  23. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 135؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 2، ص 13.
  24. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 242؛ الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 489؛ المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 256.

المصادر والمراجع

  • الآلوسي، محمود، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، المصحح: محمد بهجة الأثري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، د.ت.
  • ابن الأثير، علي، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 1409 هـ/ 1989 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الجيل، 1412 هـ/ 1992 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، المحقق: محمد حميد الله، مصر، الناشر: دار المعارف، 1959 م.
  • الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، طهران - إيران، الناشر: نشر ني، ط 4، 1371 ش.
  • الحموي، ياقوت، معجم البلدان، بيروت - لبنان، الناشر: دار الصادر، ط 2، 1995 م.
  • العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، قم - إيران، الناشر: مؤسسة دار الحديث الثقافية، د.ت.
  • العسقلاني (ابن حجر)، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، المحقق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد المعوض، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1415 هـ/ 1995 م.
  • "قلعة مارد"، موقع السعودیة، تاريخ المراجعة: 27/ 12/ 2018 م.
  • اللاهوتي، بهزاد، "جوف"، دانشنامه جهان إسلام.
  • المسعودي، علي، التنبيه والإشراف، المصحح: عبد الله إسماعيل الصاوي، القاهرة - مصر، الناشر: دار الصاوي، د.ت.
  • المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، القاهرة - مصر، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، د.ت.
  • المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1420 هـ/ 1999 م.
  • النووي، أبو زكريا محيي الدين، تهذيب الأسماء واللغات، المحققون: شركة العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، د.ت.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، المحقق: مارسدن جونس، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي، 1409 هـ/ 1989 م.