الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة ص»
imported>Rezvani ط پیوند میان ویکی در ویکی داده و حذف از مبدا ویرایش |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
|الحروف=3061 | |الحروف=3061 | ||
}} | }} | ||
'''سورة ص'''، هي [[السورة]] الثامنة والثلاثون ضمن الجزء الثالث والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى فيها، وتتحدث عن مسألة [[التوحيد]] و[[الجهاد]] ضد [[المشركين]]، و[[النبوة|نبوة]] [[الرسول الأكرم]]{{صل}}، وتتحدث أيضاً عن تاريخ [[الأنبياء|أنبياء]] الله، ك[[النبي داوود|داوود]]، و[[النبي سليمان|سليمان]]، و[[النبي أيوب|أيوب]]{{هم}} وغيرهم، وتتطرق إلى مصير [[الكافرين]] [[يوم القيامة]] ومجادلة بعضهم لبعضٍ في [[جهنم]]، وتتناول مسألة خلق الإنسان وسجود [[الملائكة]] له. | '''سورة ص'''، هي [[السورة]] الثامنة والثلاثون ضمن الجزء الثالث والعشرين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]، واسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى فيها، وتتحدث عن مسألة [[التوحيد]] {{و}}[[الجهاد]] ضد [[المشركين]]، {{و}}[[النبوة|نبوة]] [[الرسول الأكرم]]{{صل}}، وتتحدث أيضاً عن تاريخ [[الأنبياء|أنبياء]] الله، ك[[النبي داوود|داوود]]، {{و}}[[النبي سليمان|سليمان]]، {{و}}[[النبي أيوب|أيوب]] {{هم}} وغيرهم، وتتطرق إلى مصير [[الكافرين]] [[يوم القيامة]] ومجادلة بعضهم لبعضٍ في [[جهنم]]، وتتناول مسألة خلق الإنسان وسجود [[الملائكة]] له. | ||
ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة، منها ما رويَ عن [[النبي (ص)]]: من قرأ ( سورة ص ) كان له | ورد في فضل قراءتها [[الروايات|روايات]] كثيرة، منها ما رويَ عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: من قرأ ( سورة ص ) كان له بِوزن كل جبل سخّره [[الله]] ل[[النبي داوود|داوود]] عشر حسنات، وعصمه من أن يُصرَّ على [[ذنب]] صغير، أو [[الكبائر|كبير]]. | ||
==تسميتها وآياتها== | ==تسميتها وآياتها== | ||
سُميت هذه [[السورة]] المباركة بــ ('''ص''')؛ من قوله تعالى في [[الآية]] الأولى: {{قرآن|'''ص''' وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}}، و(صاد) حرف من حروف الهجاء تصدرت بها السورة، كبقية بعض السور التي سُميت بما ابتدأت به من الأحرف الهجائية مثل: ( [[سورة ق|ق]] ، [[سورة يس|يس]] )،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 338.</ref> وقيل: إنّ (صاد) ليست وحدها آية، كما قيل في غيرها من الحروف في أوائل السور،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 23، ص 214.</ref> ويمكن اعتبار هذه السورة مكمّلة ل[[سورة الصافات]]؛ لتشابه مجمل مواضيع السورتين.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 549.</ref> | سُميت هذه [[السورة]] المباركة بــ ('''ص''')؛ من قوله تعالى في [[الآية]] الأولى: {{قرآن|'''ص''' وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}}، و(صاد) حرف من حروف الهجاء تصدرت بها السورة، كبقية بعض السور التي سُميت بما ابتدأت به من الأحرف الهجائية مثل: ( [[سورة ق|ق]]، [[سورة يس|يس]] )،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 338.</ref> وقيل: إنّ (صاد) ليست وحدها آية، كما قيل في غيرها من الحروف في أوائل السور،<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 23، ص 214.</ref> ويمكن اعتبار هذه السورة مكمّلة ل[[سورة الصافات]]؛ لتشابه مجمل مواضيع السورتين.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 549.</ref> | ||
وآياتها (88)، تتألف من (735) كلمة في (3061) حرف.<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1248.</ref> وتُعتبر من [[سور المثاني]]، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تُقرأ غيرها من [[السور الطوال|الطوال]] و[[سور المئين|المئين]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref> | وآياتها (88)، تتألف من (735) كلمة في (3061) حرف.<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1248.</ref> وتُعتبر من [[سور المثاني]]، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تُقرأ غيرها من [[السور الطوال|الطوال]] {{و}}[[سور المئين|المئين]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref> | ||
==ترتيب نزولها== | ==ترتيب نزولها== | ||
{{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | {{مفصلة| ترتيب سور القرآن}} | ||
سورة '''ص''' من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 171؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 26، ص 152.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل (38)، وهو نفس تسلسلها في المصحف الموجود حالياً.<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.</ref> | سورة '''ص''' من [[السور المكية]]،<ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 171؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 26، ص 152.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} بالتسلسل (38)، وهو نفس تسلسلها في المصحف الموجود حالياً.<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.</ref> | ||
==معاني مفرداتها== | ==معاني مفرداتها== | ||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
يتلخّص محتوى [[السورة]] في عدّة أقسام: | يتلخّص محتوى [[السورة]] في عدّة أقسام: | ||
:'''الأول''': يتحدث عن مسألة [[التوحيد]] و[[الجهاد]] ضد [[المشركين]]، وعن [[النبوة|نبوة]] [[الرسول الأكرم]]{{صل}}. | :'''الأول''': يتحدث عن مسألة [[التوحيد]] {{و}}[[الجهاد]] ضد [[المشركين]]، وعن [[النبوة|نبوة]] [[الرسول الأكرم]] {{صل}}. | ||
: '''الثاني''': يُبيّن جوانب من تاريخ الكثير من [[الأنبياء|أنبياء]] الله، ومن بينهم | : '''الثاني''': يُبيّن جوانب من تاريخ الكثير من [[الأنبياء|أنبياء]] الله، ومن بينهم [[النبي داوود|داوود]] {{و}}[[النبي سليمان|سليمان]] {{و}}[[النبي أيوب|أيوب]] وغيرهم. | ||
: '''الثالث''': يتطرق إلى مصير الكفرة الطغاة يوم | : '''الثالث''': يتطرق إلى مصير الكفرة الطغاة يوم القيامة، ومجادلة بعضهم البعض في جهنم ويُبيّن للمشركين إلى أين ستؤدي بهم أعمالهم. | ||
: '''الرابع''': يتناول مسألة | : '''الرابع''': يتناول مسألة خَلق الإنسان وعلوّ مقامه وسجود [[الملائكة]] له. | ||
: '''الخامس''': يتوعد الأعداء المغرورين بالعذاب، ويواسي [[رسول الله]]{{صل}}، ويُبيّن أنّ [[النبي (ص)]] لا يريد جزاء من أحد مقابل دعوته، ولا يريد الشقاء والأذى لأحد.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 349.</ref> | : '''الخامس''': يتوعد الأعداء المغرورين بالعذاب، ويواسي [[رسول الله]] {{صل}}، ويُبيّن أنّ [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} لا يريد جزاء من أحد مقابل دعوته، ولا يريد الشقاء والأذى لأحد.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 349.</ref> | ||
==شأن نزول == | ==شأن نزول == | ||
{{مفصلة| شأن النزول}} | {{مفصلة| شأن النزول}} | ||
جاء عن [[الإمام الباقر]]{{ع}} أنه قال: أقبل [[أبو جهل|أبو جهل بن هشام]] ومعه قوم من [[قريش]]، فدخلوا على [[أبي طالب]] وقالوا: إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا، فأمره أن يكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه، فبعث أبو طالب إلى [[الرسول]]{{صل}}، فلما دخل | جاء عن [[الإمام الباقر]] {{ع}} أنه قال: أقبل [[أبو جهل|أبو جهل بن هشام]] ومعه قوم من [[قريش]]، فدخلوا على [[أبي طالب]] وقالوا: إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا، فأمره أن يكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه، فبعث أبو طالب إلى [[الرسول]] {{صل}}، فلما دخل النبي {{ص}} لم يرَ في البيت إلا [[المشركين|مشركاً]]، فقال: السلام على من اتبع الهدى، ثم جلس، فأخبره أبو طالب بما جاءوا به، فقال {{صل}}: هل لهم في كلمة يسودون بها العرب، فقال أبو جهل: نعم؛ وما هذه الكلمة؟، قال {{صل}}: تقولون '''لا إله إلا الله'''، فوضعوا أصابعهم في آذانهم، وخرجوا هرباً، وهم يقولون: {{قرآن|مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}}،<ref>سورة ص: 7. </ref> فأنزل [[الله تعالى]] في قولهم {{قرآن|ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}}<ref>سورة ص: 1.</ref><ref>الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 241-242.</ref> | ||
==محادثة إبليس مع الله== | ==محادثة إبليس مع الله== | ||
{{مفصلة| إبليس}} | {{مفصلة| إبليس}} | ||
الآيات من ( 71-85 ) في هذه السورة تُبيّن المحادثة التي جرت بين | الآيات من ( 71-85 ) في هذه السورة تُبيّن المحادثة التي جرت بين الله[[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude> {{و}}[[إبليس]] حول السجود [[آدم النبي (ع)|لآدم]] {{ع}}. | ||
:'''سبب تحدي إبليس:''' عندما قال الله[[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude> لإبليس: {{قرآن|يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}}،<ref>سورة ص: 75. </ref> نسبَ خلقه إلى اليد؛ للتشريف بالاختصاص، فهي كناية عن الاهتمام التام بخلقه وصنعه، فقال إبليس: {{قرآن|أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}}،<ref>سورة ص: 76.</ref> فعلّل عدم سجوده بما يدّعيه من شرافة ذاته، وأنه مخلوق من نار وهو خير من [[آدم]] المخلوق من طين. | :'''سبب تحدي إبليس:''' عندما قال الله[[ملف:عز وجل.png|25 px]]<noinclude></noinclude> لإبليس: {{قرآن|يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}}،<ref>سورة ص: 75. </ref> نسبَ خلقه إلى اليد؛ للتشريف بالاختصاص، فهي كناية عن الاهتمام التام بخلقه وصنعه، فقال إبليس: {{قرآن|أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}}،<ref>سورة ص: 76.</ref> فعلّل عدم سجوده بما يدّعيه من شرافة ذاته، وأنه مخلوق من نار وهو خير من [[آدم]] المخلوق من طين. | ||
:'''لعنة وطرد الشيطان ومهلته إلى الوقت المعلوم:''' قال تعالى لإبليس: {{قرآن|فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}}،<ref>سورة ص: 77-78. </ref> ومعنى الرجم هو الطرد و[[يوم الدين]] هو [[يوم الجزاء]]، فردّ إبليس وقال: {{قرآن|رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}} أي: | :'''لعنة وطرد الشيطان ومهلته إلى الوقت المعلوم:''' قال تعالى لإبليس: {{قرآن|فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}}،<ref>سورة ص: 77-78. </ref> ومعنى الرجم هو الطرد {{و}}[[يوم الدين]] هو [[يوم الجزاء]]، فردّ إبليس وقال: {{قرآن|رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}} أي: أخّرني إلى يوم يُحشرون للحساب، وهو [[يوم القيامة]]، فأجابه [[الله تعالى]] بغير ما سأله إبليس بقوله تعالى: {{قرآن|فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}}،<ref>سورة ص: 80-81.</ref> أي: أنت من المؤخَرين إلى اليوم الذي قدّر به الله أماتتك. | ||
:'''قَسَم إبليس بإغواء الإنسان:''' قال إبليس: {{قرآن|فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}}،<ref>سورة ص: 82-83.</ref> أقسَمَ بعزته ليغوينّ الناس أجمعين، واستثنى منهم المُخلَصين، الذين لا نصيب فيهم لإبليس ولا لغيره.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 226-227.</ref> | :'''قَسَم إبليس بإغواء الإنسان:''' قال إبليس: {{قرآن|فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}}،<ref>سورة ص: 82-83.</ref> أقسَمَ بعزته ليغوينّ الناس أجمعين، واستثنى منهم المُخلَصين، الذين لا نصيب فيهم لإبليس ولا لغيره.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 226-227.</ref> | ||
سطر ٨٥: | سطر ٨٥: | ||
وردت فضائل كثيرة في قراءة هذه السورة، منها: | وردت فضائل كثيرة في قراءة هذه السورة، منها: | ||
* عن [[النبي (ص)]]: «من قرأ ( '''سورة ص''' ) كان له بوزن كل جبل سخّره [[الله]] ل[[النبي داوود|داوود]] عشر حسنات، وعصمه من أن يُصرَّ على [[الذنب|ذنب]] صغير، أو [[الكبائر|كبير]]».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1367. </ref> | * عن [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}}: «من قرأ ( '''سورة ص''' ) كان له بوزن كل جبل سخّره [[الله]] ل[[النبي داوود|داوود]] عشر حسنات، وعصمه من أن يُصرَّ على [[الذنب|ذنب]] صغير، أو [[الكبائر|كبير]]».<ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1367. </ref> | ||
* عن [[الإمام الباقر]]{{ع}}: «من قرأها في [[ليلة الجمعة]] أُعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحد من الناس، إلا نبي مرسل، أو مَلَك مُقرّب، وأدخله الله [[الجنة]]، وكل من أحبّ من أهل بيته».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 183.</ref> | * عن [[الإمام الباقر]] {{ع}}: «من قرأها في [[ليلة الجمعة]] أُعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحد من الناس، إلا نبي مرسل، أو مَلَك مُقرّب، وأدخله الله [[الجنة]]، وكل من أحبّ من أهل بيته».<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 183.</ref> | ||
<br/> | <br/> |
مراجعة ٠٠:٢٣، ٢ فبراير ٢٠٢٢
![]() | لمشاهدة النص الكامل، أنقر نص:سورة ص. |
![]() | |
سورة ص | |
---|---|
رقم السورة | 38 |
الجزء | 23 |
النزول | |
ترتیب النزول | 38 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 88 |
عدد الكلمات | 735 |
عدد الحروف | 3061 |
سورة ص، هي السورة الثامنة والثلاثون ضمن الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن مسألة التوحيد والجهاد ضد المشركين، ونبوة الرسول الأكرم، وتتحدث أيضاً عن تاريخ أنبياء الله، كداوود، وسليمان، وأيوب
وغيرهم، وتتطرق إلى مصير الكافرين يوم القيامة ومجادلة بعضهم لبعضٍ في جهنم، وتتناول مسألة خلق الإنسان وسجود الملائكة له.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي : من قرأ ( سورة ص ) كان له بِوزن كل جبل سخّره الله لداوود عشر حسنات، وعصمه من أن يُصرَّ على ذنب صغير، أو كبير.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة المباركة بــ (ص)؛ من قوله تعالى في الآية الأولى: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾، و(صاد) حرف من حروف الهجاء تصدرت بها السورة، كبقية بعض السور التي سُميت بما ابتدأت به من الأحرف الهجائية مثل: ( ق، يس )،[١] وقيل: إنّ (صاد) ليست وحدها آية، كما قيل في غيرها من الحروف في أوائل السور،[٢] ويمكن اعتبار هذه السورة مكمّلة لسورة الصافات؛ لتشابه مجمل مواضيع السورتين.[٣]
وآياتها (88)، تتألف من (735) كلمة في (3061) حرف.[٤] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تُقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٥]
ترتيب نزولها
سورة ص من السور المكية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي بالتسلسل (38)، وهو نفس تسلسلها في المصحف الموجود حالياً.[٧]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ): زيدت ( التاء) في ولات للتأكيد، والمعنى: لا وقت للفرار، أو لا وقت للخلاص والملجأ.
- (اخْتِلاقٌ): كذب وافتراء.
- (ذُو الأَوْتَادِ): الأوتاد: جمع وَتَد، وسُميَ فرعون بذلك؛ لأنه إذا أراد تعذيب أحد، ثبّته بالأوتاد.
- (أَصْحَابُ الأَيْكَةِ): أصحاب الغيضة، وهم قوم شُعيب.
- (فَوَاقٍ): الفَوَاق: المدة بين الحلبَتَين، أو الرضعتين، والمراد هنا ليس لهم مهلة.
- (قِطَّنَا): نصيبنا، أو قسطنا.
- (تُشْطِطْ): مجاوزة الحدّ، وتخطي الحق.
- (ضِغْثًا): حزمة من الحشيش، أو غيره، مختلطة بين الرطب واليابس.
- (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ): يَقصُرنَ أبصارهنَّ على أزواجهنَّ، وهي كناية عن عفتهنَّ.
- (الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ): الوقت المحدود بحدود حياة الناس وانتهاء الدنيا.[٨]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن مسألة التوحيد والجهاد ضد المشركين، وعن نبوة الرسول الأكرم
.
- الثاني: يُبيّن جوانب من تاريخ الكثير من أنبياء الله، ومن بينهم داوود وسليمان وأيوب وغيرهم.
- الثالث: يتطرق إلى مصير الكفرة الطغاة يوم القيامة، ومجادلة بعضهم البعض في جهنم ويُبيّن للمشركين إلى أين ستؤدي بهم أعمالهم.
- الرابع: يتناول مسألة خَلق الإنسان وعلوّ مقامه وسجود الملائكة له.
- الخامس: يتوعد الأعداء المغرورين بالعذاب، ويواسي رسول الله
، ويُبيّن أنّ النبي
لا يريد جزاء من أحد مقابل دعوته، ولا يريد الشقاء والأذى لأحد.[٩]
شأن نزول
جاء عن الإمام الباقر أنه قال: أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش، فدخلوا على أبي طالب وقالوا: إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا، فأمره أن يكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه، فبعث أبو طالب إلى الرسول
، فلما دخل النبي
لم يرَ في البيت إلا مشركاً، فقال: السلام على من اتبع الهدى، ثم جلس، فأخبره أبو طالب بما جاءوا به، فقال
: هل لهم في كلمة يسودون بها العرب، فقال أبو جهل: نعم؛ وما هذه الكلمة؟، قال
: تقولون لا إله إلا الله، فوضعوا أصابعهم في آذانهم، وخرجوا هرباً، وهم يقولون: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾،[١٠] فأنزل الله تعالى في قولهم ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾[١١][١٢]
محادثة إبليس مع الله
الآيات من ( 71-85 ) في هذه السورة تُبيّن المحادثة التي جرت بين الله وإبليس حول السجود لآدم
.
- سبب تحدي إبليس: عندما قال الله
لإبليس: ﴿يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾،[١٣] نسبَ خلقه إلى اليد؛ للتشريف بالاختصاص، فهي كناية عن الاهتمام التام بخلقه وصنعه، فقال إبليس: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾،[١٤] فعلّل عدم سجوده بما يدّعيه من شرافة ذاته، وأنه مخلوق من نار وهو خير من آدم المخلوق من طين.
- لعنة وطرد الشيطان ومهلته إلى الوقت المعلوم: قال تعالى لإبليس: ﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾،[١٥] ومعنى الرجم هو الطرد ويوم الدين هو يوم الجزاء، فردّ إبليس وقال: ﴿رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أي: أخّرني إلى يوم يُحشرون للحساب، وهو يوم القيامة، فأجابه الله تعالى بغير ما سأله إبليس بقوله تعالى: ﴿فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾،[١٦] أي: أنت من المؤخَرين إلى اليوم الذي قدّر به الله أماتتك.
- قَسَم إبليس بإغواء الإنسان: قال إبليس: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾،[١٧] أقسَمَ بعزته ليغوينّ الناس أجمعين، واستثنى منهم المُخلَصين، الذين لا نصيب فيهم لإبليس ولا لغيره.[١٨]
آيات الأحكام
يوجد في هذه السورة آيات الأحكام، كما في الجدول الآتي:[١٩]
رقم الآية | نص الآیة | الباب | الموضوع |
---|---|---|---|
26 | فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ | القضاء | لزوم العدالة والحق في القضاء. |
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءة هذه السورة، منها:
- عن النبي
: «من قرأ ( سورة ص ) كان له بوزن كل جبل سخّره الله لداوود عشر حسنات، وعصمه من أن يُصرَّ على ذنب صغير، أو كبير».[٢٠]
- عن الإمام الباقر
: «من قرأها في ليلة الجمعة أُعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحد من الناس، إلا نبي مرسل، أو مَلَك مُقرّب، وأدخله الله الجنة، وكل من أحبّ من أهل بيته».[٢١]
قبلها سورة الصافات |
سورة ص |
بعدها سورة الزمر |
الهوامش
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي على المذهب الجعفري، قم – إيران، دار الفقه، ط 2، 1427 ه.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 338.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 23، ص 214.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 549.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1248.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 171؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 26، ص 152.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 341-387.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 349.
- ↑ سورة ص: 7.
- ↑ سورة ص: 1.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 241-242.
- ↑ سورة ص: 75.
- ↑ سورة ص: 76.
- ↑ سورة ص: 77-78.
- ↑ سورة ص: 80-81.
- ↑ سورة ص: 82-83.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 226-227.
- ↑ الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 478.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1367.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 183.