سورة ق، هي السورة الخمسون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن إنكار الكافرين، ومسألة المعاد، ومسألة ثبت الأعمال والأقوال ليوم الحساب، والمسائل المتعلّقة بالموت، كما تتطرق أيضاً إلى جانب من حوادث يوم القيامة وأوصاف الجنة والنار.
سورة ق | |
---|---|
رقم السورة | 50 |
الجزء | 26 |
النزول | |
ترتیب النزول | 34 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 45 |
عدد الكلمات | 373 |
عدد الحروف | 1507 |
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (16): ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، وقوله تعالى في الآية (18): ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، وقوله تعالى في الآية (20): ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾، وقوله تعالى في الآية (38): ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن الإمام الباقر : من قرأ في فرائضه ونوافله سورة ق وسّع الله عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة المباركة بــ (قاف)؛ لبدايتها بالحرف (ق) في الآية الأولى بقوله تعالى: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾، وهو من الحروف المُقطّعة، والذي يُشير إلى عظمة القرآن المنزل بهذه الحروف التي يتعاطاها الناس ومع ذلك يعجزون عن الإتيان بمثله،[١] وقيل: إنّ الله خلق من وراء هذه الأرض بحراً مُحيطاً بها من وراء ذلك جبل يُقال له (قاف).[٢]
وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى، وقيل: معناه قُضي الأمر أو قُضي ما هو كائن.[٣] وآياتها (45)، تتألف من (373) كلمة في (1507) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،[٤] ومن سور الممتحنات.[٥]
ترتيب نزولها
سورة (ق) من السور المكية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي بالتسلسل (34)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (50) من سور القرآن.[٧]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (مَّرِيجٍ): مختلط، فأصل المرج: هو الخلط والمروج، كما يُقال: مرج أمرهم: اختلط.
- (بَاسِقَاتٍ): طويلات، وبَسَقَ الشيء بسوقاً: إذا طال.
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن إنكار الكافرين، وعن مسألة المعاد والاستدلال عليه.
- الثاني: الإشارة إلى مسألة ثبت الأعمال والأقوال ليوم الحساب.
- الثالث: يتكلم عن المسائل المتعلّقة بالموت.
- الرابع: يتطرق إلى جانب من حوادث يوم القيامة وأوصاف الجنة والنار.[٩]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾،[١٠] جاء في كتب التفسير: حياة البشر الجسمانية متعلّقة بعصب يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منه بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أعضاء البدن، ولو توقف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان، فالله أقرب إلى الإنسان من هذا العصب المُسمى بحبل الوريد. [١١]
- قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾،[١٢] جاء في كتب التفسير: إنّ كل كلام يتكلم به الفرد إلا لديه حافظ حاضر معه، أي: الملك المُوكّل به إما صاحب اليمين أو صاحب الشمال، يحفظان عمله ولا يغيب عنهما.[١٣]
- قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾،[١٤] جاء في كتب التفسير: المراد بنفخ الصور هنا هي النفخة الثانية المُقيمة للساعة، أو هي مجموع النفختين، والمراد بيوم الوعيد يوم القيامة الذي ينجز الله تعالى فيه وعده على المجرمين من عباده.[١٥]
- قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾،[١٦] جاء في كتب التفسير: اللغوب بمعنى التعب، وبديهي أنّ من لديه قدرة محدودة وأراد أن يعمل عملاً فوق طاقته وقدرته، فإنه يتعب ويناله اللغوب والنصب، إلا من كان ذا قدرة لا نهاية لها، وقوة لا حد لها، فإنّ التعب والنصب واللغوب لا تعني شيئاً لديه، فمن كان قادراً على إيجاد السموات والأرض وخلق الكواكب والمجرات وأفلاكها جميعاً، قادر على إعادة الإنسان بعد موته، وأن يلبسه ثوباً جديداً من الحياة.[١٧]
شأن نزول الآية (38)
جاء في كتب التفسير: إنّ اليهود جاءت للنبي فسألته عن خلق السموات والأرض، فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد والأثنين، وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر، والملائكة، فقالت اليهود: ثمّ ماذا يا محمد؟ قال: ثمّ استوى على العرش- فقالوا: ثمّ استراح- فغضب النبي فنزل قوله تعالى: ﴿وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ﴾.[١٨]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة ق، منها:
- عن النبي : «من قرأ سورة ق هوّن الله عليه تارات (تارة بعد تارة) الموت وسكراته».[١٩]
- عن الإمام الباقر : «من قرأ في فرائضه ونوافله سورة ق وسّع الله عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساباً يسيراً».[٢٠]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن رسول الله : «من كتبها وعلّقها على مصروعٍ أفاق، ومن كتبها في إناءٍ وشربتها امرأةٌ قليلة اللبن كثُر لبنها».[٢١]
قبلها سورة الحجرات |
سورة ق |
بعدها سورة الذاريات |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 109-110.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 449؛ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 115.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 345.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1252.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 590؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 125.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم قرآن، ج 2، ص 166.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 112-113.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 5.
- ↑ سورة ق: 16.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 15.
- ↑ سورة ق: 18.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 353.
- ↑ سورة ق: 20.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 352.
- ↑ سورة ق: 38.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 17، ص 37.
- ↑ الرازي، التفسير الكبير، ج 27، ص 95.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1547.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 411.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 99.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية