تجريد الاعتقاد (كتاب)

تجريد الاعتقاد (كتاب)

المؤلف	الخواجة نصير الدين الطوسي
اللغة	العربية
الموضوع	علم الكلام والفلسفة
عدد الأجزاء	مجلد 1
تاريخ الإصدار	سنة 660 هـ

تجريد الاعتقاد أو تجريد الكلام، كتابٌ في علم الكلام من تأليف الخواجة نصير الدين الطوسي (ت: 672 هـ)، في إثبات عقائد الإمامية عن طريق المنهج الفلسفي.

ذُكر فيه بالإضافة إلى مسألة إثبات وجود الله تعالى وصفاته، مجموعة من المفاهيم، وهي عبارة عن: عالمية بعثة رسول الله محمد، والإعجاز القرآني‌، وعدم صلاحية غير الإمام علي للخلافة بعد رسول الله، و‌أفضليته على الآخرين، وعصمة الأئمة، والمعاد الجسماني.

ويعدّ كتاب تجريد الاعتقاد من أهم الكتب الكلامية الشيعية وأعمقها وأتقنها، وعلى الرغم من صغر حجمه فقد كتب العديد من علماء المسلمين من السنة والشيعة شروحات عليه، وتحدثوا فيها عن قبول أو رفض آراء الخواجة، حيث ورد في كتاب (كتابشناسي تجريد الاعتقاد) أنه قد تمت كتابة ما لا يقل عن 231 حاشية وتعليق عليه، منها: كشف المراد، من تأليف العلامة الحلي، وتسديد القواعد، من تأليف محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهاني.

ذكر الشهيد مرتضى مطهري أنَّ الخواجة استطاع في كتاب تجريد الاعتقاد، من نقل الكلام من أسلوب الحكمة الجدلية إلى أسلوب الحكمة البرهانية.

مؤلف الكتاب

المقالة الرئيسة: خواجة نصير الدين الطوسي

نصير الدين محمد بن محمد الطوسي والمشهور بالخواجة نصير الدين الطوسي، فيلسوف وعالم رياضيات مسلم (طوس 597 ــ 672 بغداد)، أسس في زمن هولاكو المغولي مرصد مراغة الفلكي وذلك سنة 660 هـ.

ألّف ما يقارب من 200 كتاباً ورسالة علمية في موضوعات مختلفة، منها في العلوم العقلية مثل الفلسفة، والكلام، والأخلاق، وكذلك في الهندسة، والرياضيات، والجبر، والفيزياء، وفي العلوم الدينية مثل الفقه والتفسير، وكما كتب في التاريخ، والشعر، والطب، والموسيقى، ومن أهم مؤلفاته: شرح الإشارات، وتجريد المنطق، والفصول النصيرية، وأوصاف الأشراف، وقواعد العقائد، ونقد المحصل، واساس الاقتباس.

حول الكتاب المحتويات

ورد هذا الكتاب في بعض النسخ باسم تجريد العقائد، وذكر آقا بزرك الطهراني في كتابه الذريعة هو تجريد الكلام، من تأليف الخواجة نصير الدين الطوسي، وبحسب القول المشهور أنه فرغ من تأليفه للكتاب سنة 660 هـ.

يعتبر من الكتب الكلامية الفلسفية، حيث حل المؤلف أبرز المشكلات الكلامية وفق المنهج الفلسفي، وقد أصبح الكتاب محط توجه علماء العقائد من السنة والشيعة منذ القرن السابع الهجري. والكتاب مرتب على ستة مقاصد وهي عبارة عن:

1. المقصد الأول في الأمور العامة وفيه 3 فصول: في الوجود والعدم، وفي الماهية ولواحقها، وفي العلة والمعلول.
2. المقصد الثاني في الجواهر و الأعراض وفيه 5 فصول: في الجواهر، وفي الأجسام، وفي بقية أحكام الأجسام، وفي الجواهر المجردة، وفي الأعراض.
3. المقصد الثالث في إثبات الصانع وصفاته وآثاره وفيه 3 فصول: في وجوده تعالى، وفي صفاته تعالى، وفي أفعاله تعالى.
4. المقصد الرابع في النبوة وفيه 10 فصول: بعثة الأنبياء، وجوب البعثة، وصفات النبي‌، والمعجزات‌، والكرامات‌، وعمومية البعثة، ونبوة الرسول الأعظم، وإعجاز القرآن الكريم‌، والنسخ‌، وعمومية نبوة الرسول الأعظم.
5. المقصد الخامس في الإمامة وفيه 12 فصلا: وجوب نصب الإمام‌، وعصمة الإمام، و‌أفضلية الإمام‌، وجوب النص على الإمام‌، وإمامة الإمام علي بن أبي طالب، وعدم صلاحية غير الإمام علي(عليه السلام) للإمامة، وأبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب‌، وعثمان بن عفان‌، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام‌، والأئمة الإثني عشر، ومن خالف عليا أو حاربه‌.
6. في المعاد وفيه 11 فصلا، ومنها: إمكان خلق عالم آخر، وصحة العدم على العالم‌، وقوع العدم وكيفيته‌، والمعاد الجسماني‌، والثواب والعقاب‌، وصفات الثواب والعقاب‌، والاحباط، وانقطاع عذاب صاحب الكبائر، والعفو الإلهي‌، والشفاعة، التوبة.

مكانته

يعتبر كتاب تجريد الاعتقاد من أهم الكتب الكلامية الشيعية وأعمقها وأتقنها، وعلى الرغم من صغر حجمه فقد كتب العديد من علماء المسلمين من السنة والشيعة شروحات عليه، وتحدثوا فيها عن قبول أو رفض آراء الخواجة نصير الدين الطوسي. اعتبر آقا بزرك الطهراني أن كتاب تجريد الاعتقاد هو أجل كتاب في تحرير عقائد الإمامية. وذكر علي صدرائي في كتاب (كتابشناسي تجريد الاعتقاد) أنه قد تمت كتابة ما لا يقل عن 231 حاشية وتعليق على كتاب تجريد الاعتقاد.

بحسب ما ذهب إليه الباحثين، أنَّ الخواجة قد تمكن في كتابه، من التلفيق بين الفلسفة المشائية والكلام الشيعي، مما أدى إلى هدم الفجوة والتقارب أكثر بين الفلسفة والكلام في الوسط الفكري الشيعي.

وقد ذكر الشهيد مرتضى مطهري أنَّ الخواجة نصير الدين الطوسي استطاع في كتاب تجريد الاعتقاد، من نقل الكلام من أسلوب الحكمة الجدلية إلى أسلوب الحكمة البرهانية. وقد سار المتكلمون من الأشاعرة والمعتزلة على طريقة الخواجة في مؤلفاتهم العقائدية. أشار الخواجة نفسه إلى هذه الحقيقة بقوله في مقدمة الكتاب: «فإني مجيب إلى ما سئلت من تحرير مسائل الكلام وترتيبها على أبلغ نظام مشيرا إلى غرر فوائد الاعتقاد ونكت مسائل الاجتهاد مما قادني الدليل إليه وقوى اعتقادي عليه».

شروح الكتاب

يعتبر تجريد الاعتقاد من أخصر المتون في الكلام الشيعي، وقد كتب العلماء من مختلف الفرق الإسلامية العديد من الشروح والتعليقات عليه باللغة العربية والفارسية، ويعتبر كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد الذي كتبه العلامة الحلي تلميذ الخواجة نصير الدين الطوسي، أول شرح على كتاب تجريد الاعتقاد، وقد قام الفاضل القوشجي من علماء السنة بشرح الكتاب أيضا. ويعتقد البعض إن العلامة الحلي لو لم يقم بشرح كتاب التجريد، ربما لم يعرف الغرض الدقيق من كلام الخواجة فيه، ولبقيت عباراته غامضة.

يوجد من بين الشروح والتعليقات التي كُتبت على تجريد الاعتقاد، من حظي منها بمزيد من الاهتمام حتى قام البعض بشرحها أو نقدها، ومن هذه الشروح والتعليقات، عبارة عن:

• كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، من تأليف العلامة الحلي (متوفى: 726 هـ)، ويعتبر من أول الشروح على تجريد الاعتقاد، وقد أعتني بهذا الشرح، حيث تم نشر ما لا يقل عن 10 شروح وتعليقات عليه، أثنان منها باللغة الفارسية.

• تسديد القواعد في شرح تجريد العقائد، أو تشييد القواعد، أو تشديد القواعد، المعروف بالشرح القديم، لشمس الدين محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهاني، في رفض ما كتبه الخواجة، وبالخصوص في مبحث الإمامة. وقد كتب علي بن محمد الجرجاني نقد على تسديد القواعد، مستفيد في ذلك من حاشية نصير الدين الكاشاني وهو ما يسمى بحاشية الجرجاني وقد تم نشر ما لا يقل عن 26 كتاباً في نقده. بالإضافة إلى الجرجاني فقد كتب 9 آخرون مجموعة من النقود على الشرح القديم.

• شرح تجريد الاعتقاد، من تأليف علي بن محمد القوشجي، المعروف بشرح القوشجي أو الشرح الجديد. هذا الشرح كشرح تسديد القواعد، في رفض ما كتبه الخواجة، وبالخصوص في مبحث الإمامة ويعتبر أكثر شهرة من الشروح الأخرى، وقد تعرض أيضاً للكثير من الانتقادات.

• الطبقات الجلالية والصدرية، وهو عبارة عن عنوان لخمسة تأليفات متبادلة بين الملا جلال الدين الدواني، وصدر الدين الدشتكي، حول شرح القوشجي. وتوجد مجموعة من النقود قد كتبت حول هذه المؤلفات الخمسة، وصلت إلى أكثر من 60 مناقشة.

• شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام، من تأليف عبد الرزاق اللاهيجي، من التلاميذ البارزين للملا صدرا الشيرازي، يعتبر من أكثر الشروح تفصيلا على تجريد الاعتقاد، وقد كُتبت الكثير من الحواشي عليه.

نسخ الكتاب الموجودة

للكتاب نسخ كثيرة تحتفظ بها المكتبات، ومن هذه النسخ نسخة مؤرخة بسنة 669 هـ محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران. ونسخة مطبوعة على الحجر في بمباي مع شرح العلامة الحلي سنة 1311 هـ. ويوجد طبعات مختلفة للكتاب منها: نسخة مصححة من قبل محمد جواد الحسيني الجلالي تمت طباعتها في قم سنة 1407 هـ، وشرح العلامة الحلي (كشف المراد) ترجمة مع الشرح من قبل أبو الحسن الشعراني تمت طباعتها في سنة 1392 هـ، وأيضاً نسخة من تعليق الشيخ حسن زاده آملي، تمت طباعتها في قم سنة 1407 هـ.

لقد ذكر آقا بزرك الطهراني وكذلك حاجي خليفة أعداد كثيرة من الشروح والتعليقات والحواشي على تجريد الاعتقاد، وقام كل من السيد محمود المرعشي وعلي صدرائي خوئي بمتابعة النسخ الخطية للكتاب والشروح والحواشي الكثيرة، وجمعها في مسرد تفصيلي حول هذا الأثر المهم، وتمّ نشرها من قبل مكتبة آية الله المرعشي النجفي في قم المقدسة سنة 1382 ش تحت عنوان (كتابشناسي تجريد الإعتقاد).