سورة الأنفال
سورة الأنفال | |
---|---|
رقم السورة | 8 |
الجزء | 9 و 10 |
النزول | |
ترتیب النزول | 88 |
مكية/مدنية | مدنية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 75 |
عدد الكلمات | 1244 |
عدد الحروف | 5388 |
سورة الأنفال، هي السورة الثامنة ضمن الجزء (9 و 10) من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى. تتحدث عن المسائل المالية من جملتها الأنفال والغنائم، وعن صفات المؤمنين، وعن حال المشركين قبل الإسلام، وعن أحكام الجهاد، ولِما جرى على النبي في ليلة المبيت، كما تتحدث أيضاً عن حكم الخمس، وحكم أسرى الحرب، وعن المهاجرين ومواجهة المنافقين وطريقة التعرف عليهم.
من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (41): ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى﴾، وقوله تعالى في الآية (60): ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له يوم القيامة، وشاهد أنه بريء من النفاق وأُعطيَ عشر حسنات بعدد كل منافق ومنافقة، وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (الأنفال)؛ من قوله تعالى في الآية الأولى: ﴿لَقَد يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ...﴾،[١] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٢]
ترتيب نزولها
سورة الأنفال، من السور المدنية،[٣] وقيل: مدنية إلا الآية (30 إلى 36) فهي مكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (88)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (9 و 10) بالتسلسل (8) من سور القرآن.[٥] آياتها (75)، تتألف من (1244) كلمة في (5388) حرف.[٦]
استحباب قراءتها
تًعدّ قراءتها في كل شهر من المستحبات المؤكدة.[٧]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (الأَنفَالِ): جمع نفل: وهو الزيادة، لذا تطلق النافلة على التطوع زيادة على الواجب، وتطلق على ما يسمى فيئاً وعلى الغنائم التي يكسبها المجاهدون.
- (وَجِلَتْ): الوجل: الخوف والفزع.
- (ذَاتِ الشَّوْكَةِ): الشوكة: النبت الذي له حِدٍ كالأبرة، ثم استعيرت ذات الشوكة للشدة والحِدة، وتطلق على السلاح.
- (بَنَانٍ): جمع بنانة، وهي أطراف أصابع اليَدين والرجلين.
- (مُكَاءً): الصفير.
- (بِالْعُدْوَةِ): هي جانب الوادي وحافته.
- (يُثْخِنَ): وهو الغلظ والكثافة، والمراد من الاثخان في الأرض: تغليظ الحال بكثرة القتل.[٨]
شأن النزول
جاء في كتب التفسير: التقى الناس في بدر، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله حتى لا يصيب العدو منه، فإذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله لستم بأحق منا نحن أحدقنا برسول الله وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به، فنزلت﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ﴾ فقسّمها رسول الله بين المسلمين.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن المسائل المالية من جملتها الأنفال والغنائم.
- الثاني: يتحدث عن صفات المؤمنين الصادقين.
- الثالث: يتحدث عن أحكام الجهاد ووظائف المسلمين إزاء هجوم العدو المتواصل.
- الرابع: يتحدث عن ما جرى للنبي في ليلته التاريخية (ليلة المبيت).
- الخامس: يتحدث عن حال المشركين قبل الإسلام.
- السادس: يتحدث عن حكم الخمس وكيفية تقسيمه.
- السابع: يتحدث عن حكم أسرى الحرب وكيفية معاملتهم.
- الثامن: يتحدث عن المهاجرين والذين لم يهاجروا.
- التاسع: يتحدث عن مواجهة المنافقين وطريقة التعرف عليهم.
- العاشر: يحتوي على سلسلة مسائل أخلاقية واجتماعية.[١٠]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى:﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ...﴾،[١١] جاء في كتب التفسير: أنّ الآية نازلة في شأن غنائم الحرب إلا أنّ لمفهومها حكماً كلياً وعاماً، وهي تشمل جميع الأموال الإضافية التي ليس لها مالك خاص، فإنها لله ورسوله، وبعده لمن قام مقامه، أي: لمن يلي أمره ويخلفه، وبعبارة أخرى: أنّ هذه الأموال للحكومة الإسلامية، وتُصرف في منافع المسلمين العامة.[١٢]
- قوله تعالى:﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى...﴾،[١٣] اختلف المفسرون من السنة والشيعة في معنى (الغنيمة)، فقال السنة: هي ما يغنمه المسلمون من الكفار بقتالٍ، وعلى قولهم هذا تكون مسألة الخمس عبارة عن قضية لا واقع لها من الناحية العملية في هذه الأيام، وقال الشيعة: أنّ الغنيمة أعم مما يأخذه المسلمون من الكافرين بقتالٍ، وإنها تشمل ما يربحه الإنسان من أرباح التجارات أو الكنوز أو المعادن وغيرها.[١٤]
- قوله تعالى:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ...﴾،[١٥] ذُكر في التفاسير: إنّ في الآية أمر عام بتهيئة المؤمنين قدر استطاعتهم من القوة الحربية وبما يحتاجون إليه قِبال ما لهم من الأعداء في الوجود أو في الفرض والاعتبار، فإنّ المجتمع الإنساني لا يخلو من التضاد في الطبائع والأفكار، فلا يعيشون برهة من الدهر إلا وينشب بينهم الخلاف ويؤدي ذلك إلى الحرب، فمن الواجب الفطري على المجتمع الإسلامي أن يتجهّز دائماً بإعداد ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل بحسب ما يفترضه من عدو.[١٦]
ليلة المبيت
نزل الأمين جبرئيل على رسول الله بعد قرار وعزم قريش على قتله ليُطلعه على خطة قريش، وليبلغه حكم الله سبحانه، كما جاء في الآية 30 من السورة: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يخُرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرْ الْمَاكِرِين﴾[١٧] فقرّر رسول الله حينئذٍ ترك بيته قبل وصول المشركين، فبات علياً على فراشه، وخرج إلى الغار متوجهاً إلى يثرب.[١٨]
آيات الأحكام
آيات الأحكام حسب الجدول الآتي:[١٩]
رقم الآية | النص | الباب | الموضوع |
---|---|---|---|
1 | يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ | الغنائم والأنفال | تدل على أنها ليست ملكاً شخصياً، بل هي ملك لله وللرسول |
11 | وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم | كتاب الطهارة | تدل على مطهريّة الماء من الحدث والخبث |
15 - 16 | إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ | الجهاد | تدل على الثبات وحرمة الفرار |
27 | ...لاَتَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ... | الوديعة | تدل على شرعية الإيداع وعلى وجوب الوفاء بالأداء وحرمة الخيانة |
41 | وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ... | الخمس | تدل على تشريع فريضة الخمس |
57 - 58 | فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ... | الجهاد | التعامل بشدة مع الذين تخاف منهم نقض العهد |
60 -61 | أَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ... | الجهاد | الإعداد العسكري الكامل والجنح للصلح متى ما جنح العدو |
66 | ...فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْ... | الجهاد | وجوب مقاتلة الكفار ولو كانوا ضعف العدد |
67 | مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ... | الجهاد | لا يجوز الاشتغال بالأسر إلا بعد الاثخان في الأرض |
72 | إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ... | الجهاد | الحث على الجهاد بالأنفس والأموال |
75 | ...وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ... | الإرث | تدل على أنّ موجب الإرث القرابة |
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): «من قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له يوم القيامة، وشاهد أنه بريء من النفاق وأُعطيَ عشر حسنات بعدد كل منافق ومنافقة، وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا».[٢٠]
- عن الإمام الصادق: «من قرأ سورة الأنفال وسورة براءة في كل شهرٍ لم يدخله نفاق أبداً، وكان من شيعة أمير المؤمنين حقاً، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب».[٢١]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن رسول الله: «من كتبها وعلّقها عليه لم يقف بين يدي حاكم إلا وأخذ حقه وقضى حاجته، ولم يتعدَّ عليه أحد ولا ينازعه أحد إلا وظفر به، وخرج عنه مسروراً، وكان له حِصناً».[٢٢]
قبلها سورة الأعراف |
سورة الأنفال |
بعدها سورة التوبة |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 6، ص 398.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 7، ص 3.
- ↑ الرازي، التفسير الكبير، ج 15، ص 92.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1238.
- ↑ کاشف الغطاء، کشف الغطاء، ج 3، ص 471.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 6، ص 400-450 و ج 7، ص 5 - 46.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 9، ص 16.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 5، ص 218.
- ↑ سورة الأنفال: 1.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 5، ص 220 - 221.
- ↑ سورة الأنفال: 41.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 3، ص 482.
- ↑ سورة الأنفال: 60.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 9، ص 117.
- ↑ الأنفال: 30.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 650 -651.
- ↑ الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 45 و 185 و 228 و 230 و 232 و 235 و 238 و 239 و 245 و 311 و 555.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 2، ص 561.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 3، ص 5.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 4، ص 155.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، قم-إيران، دار الفقه، ط 3، 1428 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- کاشف الغطاء، جعفر، کشف الغطاء عن مبهمات الشریعة الغراء، قم- إيران، دفتر تبلیغات اسلامی حوزه علمیه قم، 1422 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية