مدعو المهدوية
مدّعو المهدوية أو المُتَمَهِّدون أو المدعون الكاذبون لقب يطلق على الأشخاص الذين قدموا أنفسهم على أنهم المهدي الموعود، أو الذين لم يدعوا بأنهم المهدي، ولكن ظن الآخرون ذلك. منذ القرن الأول للهجرة وحتى الآن (القرن الخامس عشر للهجرة)، ادعى كثير من الناس المهدوية. ذكر إن الدافع لمدّعي المهدوية إما هو السعي وراء السلطة، وإما محاربة الظلم والقمع المفروض من السلطات آنذاك وإما خداع أعداء الإسلام. ومن الذين ادعوا أنهم المهديون عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية، والسيد علي محمد الباب مؤسس الفرقة البابية، والميرزا غلام أحمد القادياني.
المهدوية
من المعتقدات المشتركة بين المسلمين والأديان السماوية الأخرى هي المهدوية بمعناها الموحي بمجيء المنقذ في آخر الزمان، ويعتقد الشيعة أن المهدي الموعود هو ابن الإمام الحسن العسكري وهو غائب الآن.[١] ومع ذلك، فقد ادعى المهدوية الكثير من الناس؛ ويعتبر بعض الباحثين بأن أصل ادعاء المهدوية ووقوعه في أزمنة مختلفة إنما هو دليل على أصالة الفكر المهدوي.[٢]
الأشخاص الذين ادّعوا المهدوية
- عبيد الله المهدي: وقد خرج سنة 297 هـ من أفريقيا باعتباره المهدي، وأسس الدولة الفاطمية التي اندحرت بعد 270 سنة، وسمى نفسه المهدي للوصول إلى الخلافة.[٣]
- الميرزا غلام أحمد القادياني: خرج سنة 1826م من البنجاب بالهند، وحارب جماعة السيخ هناك باعتباره نبياً، وأسس فرقة القاديانية.[٤]
- السيد علي محمد الباب: (ولادة 1235هـ) مؤسس البابية، ادعى البابية أولاً، ثم عرف نفسه بأنه باب المهدي المنتظر، ثم ادعى المهدوية، ثم النبوة.[٥] وأخيرا أُعدم في تبريز عام 1265هــ.[٦]
- المهدي السوداني: كان محمد أحمد بن عبد الله أحد القادة المناهضين للاستعمار في السودان (1260-1307هـ). ادعى المهدوية بعد الاستيلاء على الخرطوم، عاصمة السودان.[٧] توفي متأثراً بأحد الأمراض سنة 1885م (4 رمضان 1302هـ)، ودفنوا جثمانه في منزله الذي اشتُهر فيما بعد بقبة المهدي.[٨]
- المهدي الهرغي: محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني (485-524هـ) سكن جبال المغرب، وخرج سنة 497 هـ باعتباره المهدي، وفتح إسبانيا وأسس دولة الموحدين.[٩]
الأشخاص الذين لقّبهم الآخرون بالمهدي
- محمد بن الحنفية: يقال بأنه بعد وفاة محمد الحنفية ابن الإمام علي (ع) زعمت الفرقة الكيسانية بأنه المهدي وأنه لم يمت.[١٠] وبحسب ابن سعد، توفي محمد بن الحنفية سنة ٨١ هــ ودفن في مقبرة البقيع.[١١]
- محمد بن عبد الله المحض: المعروف بالنفس الزكية، خرج من المدينة المنورة سنة 145هـ وقتل بمخطط من المنصور الدوانيقي. وقد كتب بعض مؤلفي الملل والنحل بأنه بعد وفاة النفس الزكية، زعم المغيرة بن سعيد العجلي وأتباعه أن النفس الزكية لم يمت، وإنما دفن في جبل حاجر بمنطقة نجد، وأنه المهدي الموعود. وسيظهر في آخر الزمن، كما اعتبر البغدادي وهو أحد مؤلفي الملل والنحل؛ أن هذه الفرقة تسمى المحمدية.[١٢]
- محمد بن عبد الله: ابن المنصور الدوانيقي الذي كان المنصور يدعو الناس لمبايعته؛ بغية القضاء على النفس الزكية.[١٣]
- عمر بن عبد العزيز: أحد خلفاء بني أمية، وكان سعيد بن المسيب يعتقد بمهدويته.[١٤]
- أبو مسلم الخراساني: ترى الفرقة الخرّمية، وهي من أتباع أتابك الخرّمي، أن أبا مسلم هو الذي سيملأ الأرض عدلاً، كما أنكروا مقتله على يد المنصور الدوانيقي، وهم بانتظار ظهوره من جديد.[١٥]
- الإمام الصادق : ادعت الفرقة الناووسية بأن الإمام الصادق (ع) حي لا يموت وأنه مهدي آخر الزمان.[١٦]
- محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين (وفاة 219هـ): خرج بطالقان في عهد المعتصم فقُتل. وادعى أتباعه له المهدوية، وزعموا أنه لم يمت وسيظهر فيما بعد.[١٧]
- الإمام الكاظم : زعم الواقفية بعد توقفهم عند الإمام موسى بن جعفر الكاظم؛ باعتباره الإمام الأخير، أنه هو المهدي الموعود الذي سيغيب فترة من الزمن ليرجع بعدها.[١٨]
- السيد محمد: يدّعي جماعة من الشيعة؛ المهدوية بحق محمد بن علي الهادي (ع) أخي الإمام الحسن العسكري (ع) ويعتقدون أنه الإمام القائم.[١٩] على الرغم من وفاة السيد محمد في حياة أبيه الإمام الهادي.[٢٠]
- عبد الله بن معاوية: خرج عبد الله على والي الكوفة سنة 127هـ وسيطر على بعض المدن الإيرانية مثل فارس وأصفهان والري،[٢١] وقُتل في سجن أبي مسلم سنة 130 هـ.[٢٢] وبعد مقتله اعتبره البعض المهدي وزعموا أنه حي؛ وذهب لجبال أصفهان وسيظهر عما قريب.[٢٣]
- يحيى بن عمر: من نسل زيد بن علي، والذي ثار سنة 259هـ بالكوفة في عهد الخليفة العباسي المستعين بالله، فقتلوه وقطعوا رأسه، وقد كانت بعض الجارودية تقول بمهدويته.[٢٤]
- موسى بن طلحة بن عبد الله: ثار في البصرة زمن المختار بن أبي عبيد، وتحلق حوله البعض بحجة المهدوية.[٢٥]
- الناصر لدين الله: من الخلفاء العباسيين ولد سنة 550 هـ، وقد مدحه سبط بن التعاويذي في أشعاره باعتباره المهدي المنتظر.[٢٦]
- إسحاق السبتي الزوي: خرج سنة 986هـ مدعياً المهدوية، وذلك في عهد السلطان محمد الرابع من سلاطين العثمانيين.[٢٧]
- محمد مهدي السنوسي: وهو ابن محمد السنوسي الذي خرج من بلاد المغرب في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وأنكر المهدوية قبل موته على أنه ليس المهدي المنتظر، لكنه سيظهر عما قريب. وذهب بعض الناس إلى أنه كان يرمي لقيام ابنه؛ وهو المهدي الذي سيأتي من بعده.[٢٨]
- السيد أحمد بن محمد الباريلي (ولادة 1224هـ) المعروف بالمهدي الوهابي: كان يعمل في نشر الوهابية في الهند وعرّف عن نفسه بأنه من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (الإمام الثاني للشيعة)، ثم أعلن الحرب ضد الهندوس والسيخ في بنجاب الهند واشتعلت نار الحرب فقُتل.[٢٩]
الدوافع والعوامل
وقد ذكرت لادعاء المهدوية دوافع كالسعي للسلطة، والحيازة على المكانة الاجتماعية والاقتصادية، والنفوذ الداخلي، وخداع أعداء الإسلام، ومحاربة الظلم.[٣٠]
العوامل
وقد ذكر بعض الباحثين الاتجاهات الصوفية، وبعض المبادئ والتعاليم العرفانية، فضلاً عن المكانة الاجتماعية كعوامل يقوم عليها ادعاء المهدوية.[٣١]كما تم ذكر الجهل والفساد السياسي والاجتماعي والفقر والمشاكل الاقتصادية، فضلاً عن الاستشهاد بالأحاديث الموضوعة، كأساس لتبرير ادعاء المهدوية.[٣٢]
كتب حوله
- الإمام المهدي المنتظر (ع) وأدعياء البابية والمهدوية بين النظرية والواقع: كتاب من تأليف الدكتور السيد عدنان علي البكاء الموسوي، وهو من تقديم وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، ويحتوي الكتاب في طياته على خمسة فصول، وكل فصل يحتوي على العديد من البحوث المهدوية المعمقة، بطريقة جيدة ملبية لحاجة السائل. تم إصداره عام 1444هـ.
- إدعاء المهدوية عبر التاريخ من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري: كتاب من تأليف أحمد كاظم الأكوش، نُشر من قبل مؤسسة الإنتشار العربي، و تم إصداره في 22 أكتوبر 2019م. يبين الكتاب بالتفصيل الحركات المهدوية على مدى أربعة عشر قرناً، ثم يبين من هو المهدي الموعود عند المسلمين.
- أدعياء المهدوية: كتاب من تأليف الدكتور عدنان هاشم، تم إصداره في 28 مارس 2022م.
- المهدويون الكاذبون: كتاب باللغة الفارسية للمؤرخ رسول جعفريان (ولادة 1343ش). وفي هذا الكتاب تم تجميع قائمة بمدعي المهدوية، كما تم التحقيق في مبانيهم الفكرية والظروف الاجتماعية والتاريخية التي أدت إلى ادعائهم هذا. وقد طبع الكتاب سنة 1391ش.
الهوامش
- ↑ راجع: الشيخ المفيد، الإرشاد، 1426هـ، ج2، ص340.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة الإمام المهدي(عج)، 1393ش، ج4، ص8.
- ↑ «عبید الله المهدی برای خلافت خود و فرزندش، چگونه از طرح مهدویت استفاده کرد؟»، مركز معلومات مكتب حضرة آية الله العظمی مکارم الشيرازي.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص270.
- ↑ جعفریان، مهدیان دروغین، 1391ش، ص230ـ234.
- ↑ فاضل المازندراني، ظهور الحق، د.ت، ج2، ص485-501.
- ↑ هالت، تاریخ سودان پس از اسلام (تاريخ السودان بعد الإسلام)، 1366ش، ص96.
- ↑ شقير، تاريخ السودان، 1981م، ص603.
- ↑ جمعي از نويسندگان، دانشنامه مهدويت و امام زمان، پايگاه تخصصي عاشورا، ص600.
- ↑ الطوسي، الغيبة، 1411هـ، ص192.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج5، ص87.
- ↑ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص42.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، مصر، دار الكتب الإسلامية، ص49.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص245.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص184.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص67.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص125.
- ↑ الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411هـ، ص198.
- ↑ الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411هـ، ص198.
- ↑ الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411هـ، ص198.
- ↑ جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، 1375ش، ج1، ص170.
- ↑ كامل مصطفى الشيبي، تشيع وتصوف، ص25.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص48؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص35.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص135.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص245
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص135.
- ↑ دار مستتر، مهدي از صدر إسلام تا قرن سيزدهم، محسن جهانسوز، 1317.
- ↑ أحمد أمين، المهدي والمهدوية، دار المعارف، ص98.
- ↑ سعد محمد حسن، المهدية في الإسلام، دار الكتب الإسلامية، ص268.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة الإمام المهدي(عج)، 1393ش، ج4، ص11-13.
- ↑ صفري وقرائتي، «خاستگاه شناسي متهمديان در ادعاي مهدويت»، ص132.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة الإمام المهدي(عج)، 1393ش، ج4، ص13-16.
المصادر والمراجع
- الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، تحقيق كاظم مظفر، المكتبة الحيدرية، النجف، د.ت.
- ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، الجزء الأول من كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، بيروت 1391هـ.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1410هـ.
- أمين، أحمد، المهدي والمهدوية، مصر، دار المعارف، د.ت.
- الشيبي، كامل مصطفى، التشيع والتصوف، ترجمة علي رضا ذكاوتي قراگزلو، طهران، منشورات أمير كبير، الطبعة الأولى، 1359ش.
- جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در إيران، قم، انتشارات أنصاريان، الطبعة الأولى، 1375ش.
- جعفريان، رسول، مهديان دروغين، طهران، نشر علم، 1391ش.
- جمع من الكتاب، دانشنامه مهدويت وامام زمان، موقع عاشوراء.
- دار مستتر، جيمز، مهدي از صدر إسلام تا قرن سيزدهم، ترجمة محسن جهانسوز، كتاب فروشي أدب، طهران، 1317ش.
- الشهرستاني، الملل والنحل، تحقيق محمد سيد الكيلاني، دار المعرفة، بيروت.
- الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، الغيبة للحجة، طهران، تصحيح عبد الله طهراني وعلي أحمد ناصح، قم، دار المعارف الإسلامية، 1411هـ.
- الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، بقلم مؤسسة آل البيت، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1372ش/1413هـ.
- الصفري، سيد قاسم وحامد قرائتي، «خاستگاه شناسي متمهديان در ادعاي مهدويت»، پژوهشنامه اماميه، 1394ش.
- فاضل المازندراني، أسد الله، ظهور الحق، مقدمة عادل شفيع پور، د.ت.
- محمد حسن، سعد، المهدية في الإسلام، مصر، دار الكتب الإسلامية، د.ت.
- النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1404هـ.
- شقير، نعوم، تاريخ السودان، تحقيق محمد إبراهيم أبو سلم، بيروت، دار الجيل، 1981م.