رميصاء بنت ملحان

من ويكي شيعة
(بالتحويل من أم سليم)

رُمَيصاء بنت مِلحان، وكنيتها أم سليم، هي من صحابيات النبيصلی الله عليه وآله وسلم، ومن أوائل الذين آمنوا به في يثرب، وهي والدة أنس بن مالك.

شاركت في العديد من غزوات الرسول، مثل خيبر وحنين، وكانت تداوي الجرحى في معركة أحد. وكانت لرميصاء مكانة عند رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، حيث كان يزورها في بيتها، وقد روى عنها كلّ من عائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك. ولها رواية حول واقعة كربلاء.

مكانتها

بحسب أخبار رواها أنس بن مالك كانت لرميصاء مكانة عند رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، حيث كان يزورها في بيتها أحيانا، ويصلي صلاة مستحبة، ويدعو لها ولأهل بيتها،[١] وقد يحين وقت الصلاة، فيصلي هناك.[٢] وقال أنس: كان رسول الله لا يدخل بيتاً من غير بيوت أزواجه، إلا بيت أم سليم.[٣]

روايتها عن واقعة كربلاء

ذكر ابن شهر آشوب في كتابه المناقب خبراً عن رميصاء أنّه بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء أمطرت السماء مطراً كالدم، واحمرت منه البيوت والحيطان.[٤]

سيرتها الذاتية

هي رميصاء بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام، من بني النجار[٥] وذكرت المصادر عدّة أسماء لها كغُمَيصاء، وسَهلة، ورُمَيلة، وأنيفة، ورُمَيثة.[٦] كنيتها أم سليم وبها اشتهرت، فكانت من الخزرج.[٧] وهي والدة أنس بن مالك.[٨]

إسلامها

كانت رميصاء من أوائل من أسلم في يثرب،[٩] فغضب زوجها مالك بن النضر، وخرج إلى الشام، وتوفي هناك.[١٠]

لم تتزوج رميضاء إلى أن كبر ولدها أنس.[١١] فخطبها أبو طلحة زيد بن سهل، فشرطت عليه إسلامه وقالت: إن أسلمت فإنّي لا أريد منك صداقا غيره،[١٢] فأسلم أبو طلحة وتزوج منها، فأنجبت له أبو عمير وعبد الله.[١٣]

وعندما نزل النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالمدينة أرسلت رميصاء ولدها أنس ـ وهو ابن عشر سنين ـ إلیه ليخدمه، فظلّ أنس يخدم النبي حتى وفاته.[١٤]

مشاركتها في الغزوات

شاركت رميصاء في العديد من غزوات النبي، ففي معركة أحد (السنة الثالثة للهجرة) كانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى،[١٥] وكانت تحمل خنجراً للدفاع عن نفسها.[١٦] وفي معركة خيبر (السنة السابعة للهجرة) أيضا حضرت المعركة مع رسول الله.[١٧] كما شاركت في غزوة حنين (السنة الثامنة للهجرة)، وحملت معها خنجراً للدفاع عن نفسها وهي حبلى،[١٨] فقال زوجها أبو طلحة لرسول الله: هذه أم سليم معها خنجر! فقالت يا رسول الله، أتخذه إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه.[١٩]

رواية الحديث

كانت أم سليم من راويات الحديث، كما اعتبرت من عقلاء النساء وفضلائهنّ.[٢٠] وقد روت الحديث عن عائشة، وامّ سلمة وأنس‌ بن مالك.[٢١]

الهوامش

  1. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص309.
  2. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص427.
  3. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص428.
  4. ابن‌ شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص212.
  5. الزركلي، الأعلام، ج3، ص33.
  6. ابن‌سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص424؛ ابن‌حجر عسقلاني، الاصابة، ج8، ص409.
  7. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص304.
  8. ابن‌حجر عسقلاني، الاصابة، ج8، ص409.
  9. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص424؛ ابن‌ حجر العسقلاني، الإصابة، ج8، ص409.
  10. ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج4، ص1940.
  11. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص425 - 426؛ ابن‌ حجر العسقلاني، الإصابة، ج8، ص409.
  12. ابن‌ حجر العسقلاني، الإصابة، ج8، ص409.
  13. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص425 - 427.
  14. ابن‌ حجر العسقلاني، الإصابة، ج8، ص410.
  15. الواقدي، المغازي، ج1، ص249؛ ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص425.
  16. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص304.
  17. الواقدي، المغازي، ج2، ص685؛ ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج3، ص354؛ المقريزي، امتاع الاسماع، ج10، ص56.
  18. الواقدي، المغازي، ج3، ص904؛ ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص425؛ ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج4، ص88 - 89.
  19. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص425.
  20. المزّي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج5، ص365؛ ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج4، ص1940.
  21. ابن‌ الأثير، أُسد الغابة، ج6 ص119، 346.

المصادر والمراجع

  • ابن أبي‌ حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1371 هـ/ 1952 م.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ/ 1989 م.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ/ 1995 م.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار بيروت، 1405 هـ/ 1985 م.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1355 هـ/ 1936 م.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، ط5، 1980 م.
  • الذهبي، محمد بن احمد بن عثمان، سير أعلام النبلاء، بيروت، د.ن، 1413 هـ/ 1993 م.
  • المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 1400 هـ/ 1980 م.
  • المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1420 هـ/ 1999 م.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، دار الأعلمي، ط3، 1409 هـ/ 1989 م.