الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأشعريون»
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
==إسلام الأشعريين== | ==إسلام الأشعريين== | ||
للأشعريين تاريخ عريق في الإسلام، منهم من شارك في غزوات النبي (ص). | للأشعريين تاريخ عريق في الإسلام، منهم من شارك في [[غزوات النبي (ص)]]. | ||
===أول مسلم أشعري=== | ===أول مسلم أشعري=== | ||
[[مالك بن عامر الأشعري]] هو أول | [[مالك بن عامر الأشعري]] هو أول مَن أسلم مِن الأشعريين، ويعدّ الجد الأعلى للأشعريين [[قم (مدينة)|القميين]]، وكان أول من [[الهجرة|هاجر]] إلى [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{اختصار/ص}} لاعتناق [[الإسلام]]. وبعد إسلامه، عاد إلى قومه ثم رجع إلى النبي{{اختصار/ص}} مع أقاربه، وذلك بعد عدة سنوات.<ref>القمي، تاریخ قم، ص268؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج4، ص282.</ref> | ||
===إسلام جميع الأشعريين=== | ===إسلام جميع الأشعريين=== | ||
بعد | بعد أن أسلم [[مالك بن عامر الأشعري|مالك بن عامر]]، جاءت مجموعة أخرى من الأشعريين إلى [[المدينة المنورة]] في [[السنة السابعة للهجرة]] بعد [[غزوة خيبر]] وأعلنوا إسلامهم.<ref>السیرة النبویة و الآثار المحمدیة، ج۳ص ۴۶.</ref> ذكر بعض المؤرخين إنَّ إسلامهم كان بعد عشرين عاماً من [[المبعث النبوي|مبعث]] النبي محمد{{اختصار/ص}}.<ref>أبو رية، شیخ المضیرة أبو هریرة، ص38.</ref> ومعظم المصادر لم تذكر هجرة وإسلام مالك بن عامر في [[مكة]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2 ص108، ج7 ص434.</ref> إلا أن إسلام الأشعريين كان نابعاً عن خالص رغبتهم وقبل [[فتح مكة]]، الأمر الذي يعدّ من مفاخرهم.<ref>فرشجیان، پیشگامان تشیع (رواد التشيع)، ص27.</ref> على عكس بعض القبائل العربية التي أعلنت إسلامها عندما رأت أن انتصار النبي{{اختصار/ص}} أمر لا مفر منه.<ref>القمي، تاریخ قم، ص277.</ref> | ||
وفضلا عن [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] للأشعريين شخصيات بارزة منهم [[أبو عامر الأشعري]] الذي استشهد في [[غزوة حنين|معركة حنين]]، وابنه [[عامر بن أبي عامر]]، وكذا [[حارث الأشعري]] أحد رواة [[الحديث]] عن النبي{{اختصار/ص}}.<ref>الخضري، تاریخ تشیع، ص165.</ref> | |||
==هجرتهم إلى العراق== | ==هجرتهم إلى العراق== |
مراجعة ٠٩:٥٤، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣
معلومات عامة | |
---|---|
وجه التسمية | رجوع نسبهم إلى نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان المعروف بالأشعر |
المؤسس | مالك بن عامر الأشعري |
مكان الإقامة | اليمن، العراق، إيران (قم) |
أصحاب الأئمة | آدم بن إسحاق الأشعري، أحمد بن إسحاق الأشعري القمي، أحوص بن سعد بن مالك الأشعري، زكريا بن آدم الأشعري، سائب بن مالك الأشعري، مالك بن عامر الأشعري. |
الأشعريون، هم أسرة من العرب اليمنيين الذين سكنوا في الكوفة، وفيهم بعض صحابة النبي ومجموعة من علماء ومحدثي الشيعة في القرنين الثاني والثالث الهجري. وكان إسلامهم قبل فتح مكة وهو مما يتفاخرون به، وللأشعريين تاريخ ملفت في نصرة أهل البيت ، بما في ذلك المشاركة في معركة صفين وثورة المختار.
هاجرت هذه الأسرة من الكوفة إلى قم بعد الضغوط التي تعرض لها الشيعة على يد الحجاج بن يوسف، وجعلت قم مسكناً لها ومركزاً لنشر التشيع في إيران. كان سبب اختيار الأشعريين لقم هو فتح هذه المنطقة من قبل جدهم مالك بن عامر. وكان لهم قوة ونفوذ في قم لدرجة أنهم أخرجوا قم من تبعيتها لأصفهان، بل فرضوا الضرائب على حكام أصفهان. هناك العديد من الشخصيات البارزة في هذه الأسرة، منها تلاميذ ومقربين من أهل البيت.
النسب
أصل الأشعريين من اليمن وهم من العرب القحطانيين،[١] وينحدر نسبهم من «نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان» المعروف بالأشعر.[٢] ويعتقد البعض أن تسميتهم راجعة إلى أن جدهم كان كثير الشعر.[٣] كان لدى الأشعر سبعة أبناء، وقد أصبح كل منهم رئيساً لقبلية، وكل واحد منهم كان يلقب بالأشعري، والمقصود بالأشعريين في هذا المقال نسل الجماهر، وهم أبناء الأشعر.[٤]
قبل الإسلام
نسبت المصادر الإسلامية العديد من الفضائل إلى الأشعريين قبل الإسلام، وذكرت كرمهم وصلاحهم. وبحسب الأخبار فإن الأشعريين كانوا يشاركون الناس في ضيعاتهم ومنازلهم وأموالهم.[٥] وقيل أيضا أن مجموعة منهم شاركت في هجوم أبرهة الحبشي على الكعبة.[٦]
إسلام الأشعريين
للأشعريين تاريخ عريق في الإسلام، منهم من شارك في غزوات النبي (ص).
أول مسلم أشعري
مالك بن عامر الأشعري هو أول مَن أسلم مِن الأشعريين، ويعدّ الجد الأعلى للأشعريين القميين، وكان أول من هاجر إلى النبي لاعتناق الإسلام. وبعد إسلامه، عاد إلى قومه ثم رجع إلى النبي
مع أقاربه، وذلك بعد عدة سنوات.[٧]
إسلام جميع الأشعريين
بعد أن أسلم مالك بن عامر، جاءت مجموعة أخرى من الأشعريين إلى المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة بعد غزوة خيبر وأعلنوا إسلامهم.[٨] ذكر بعض المؤرخين إنَّ إسلامهم كان بعد عشرين عاماً من مبعث النبي محمد.[٩] ومعظم المصادر لم تذكر هجرة وإسلام مالك بن عامر في مكة،[١٠] إلا أن إسلام الأشعريين كان نابعاً عن خالص رغبتهم وقبل فتح مكة، الأمر الذي يعدّ من مفاخرهم.[١١] على عكس بعض القبائل العربية التي أعلنت إسلامها عندما رأت أن انتصار النبي
أمر لا مفر منه.[١٢]
وفضلا عن أبي موسى الأشعري للأشعريين شخصيات بارزة منهم أبو عامر الأشعري الذي استشهد في معركة حنين، وابنه عامر بن أبي عامر، وكذا حارث الأشعري أحد رواة الحديث عن النبي.[١٣]
هجرتهم إلى العراق
خلال زمن الفتوحات، شارك الأشعريون أيضاً في فتح العراق. وكان لهم حضور في المدائن، كما كان مالك بن عامر الأشعري (الجد الأعلى للأشعريين القميين) أول شخص يمر عبر نهر دجلة من الجيوش العربية، وبعده مرت الجيوش الأخرى عبره وهزمت الساسانيين.[١٤] ويعتبر فاتح نواحي الجبال بما في ذلك ساوه.[١٥] بعد فتح العراق، استقر الأشعريون مثل العديد من اليمنيين في الكوفة، وكان سائب وسعد ابنا مالك من الشخصيات البارزة في العراق. وسعد بن مالك هو الشخص الذي شهد على الوليد بن عقبة أمير الكوفة بشرب الخمر في عهد خلافة عثمان بن عفان.[١٦]
صلتهم بأهل البيت
في الأحداث التي تلت مقتل عثمان، يمكن التعرف على ثلاث مجموعات من الأشعريين: مجموعة من الذين ذهبوا إلى الشام أثناء الفتوحات، وانضموا إلى جيش معاوية في النزاع الذي جرى بينه وبين الإمام علي، ومجموعة ممن تنحى عن النزاع وكانوا بقيادة أبي موسى الأشعري في الكوفة، فيما مجموعة ذهبوا إلى التشيع ودعوا إلى نصرة الإمام علي
تحت قيادة مالك بن عامر وهم الذين جاءوا إلى قم لاحقاً.[١٧]
لا توجد أخبار كثيرة عن تاريخ تشيع هذه المجموعة من الأشعريين، ولكن هناك بعض الأمور التي نقلت:
أحد الأخبار بأن مالك بن عامر شارك في معركة صفين في جيش الإمام علي.[١٨]
وفيما يتعلق بميل سائب بن مالك إلى التشيع، هناك أيضا أحاديث في المصادر بما في ذلك أنه عندما خرج الإمام علي لمحاربة أهل الجمل، أمر أبو موسى الأشعري بتحشيد أهل الكوفة، وطلب أبو موسى نصيحة سائب بن مالك الأشعري بعدما لم يوافق على أمر الإمام علي، وقد نصحه سائب بطاعة أمر الإمام.[١٩]
علاوة على ذلك: عندما جعل عبد الله بن مطيع عامل الكوفة من قبل الزبيريين من سيرة عمر وعثمان منهجاً لحكومته، اعترض سائب بن مالك وانتقد تقليد عمر وعثمان، وقال بأنه لا يرضى إلا بسيرة علي.[٢٠]
ثم إن مشاركة سائب بن مالك الفاعلة في ثورة المختار الثقفي[٢١] التي كانت بعنوان الثأر لأهل البيت، تعتبر مؤيّد على وجوده في الشؤون السياسية والاجتماعية باسم أهل البيت
. وعندما أحكم المختار سيطرته على أوضاع الكوفة، ألقى سائب خطبة وقال في بدايتها: "يا شيعة آل رسول الله".[٢٢]
وقبل أن يقتل على يد جيش الزبيريين، قرأ هاذين البيتين:
يا سائب بن مالك يا أشعري | أشدد على الدرع كي لا أنثني | |
حسبي من العترة أولاد النبي | حسبي علي وعلي وعلي[٢٣] |
هجرتهم إلى إيران
وفقا لكتاب تاريخ قم، هناك ثلاثة تقارير حول أسباب هجرة الأشعريين إلى إيران:
وفقاً لبعض الأخبار، شدد الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق على الأشعريين؛ بسبب تاريخهم في نصرة الإمام علي ومشاركتهم في ثورة المختار. فقرر نفي محمد بن سائب إلى أذربيجان، لكن الأخير اختبأ في الكوفة، حيث قبض عليه الحجاج وقتله[٢٤]. وبعد مقتل محمد بن سائب، غادر الأشعريون الكوفة[٢٥].
فيما أرجعت بعض الأخبار التاريخية خروج الأشعريين من الكوفة إلى مشاركتهم في ثورة ضد الأموي «عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث». وبعد هزيمة ابن الأشعث، غضب الحجاج على الأشاعرة، وأمهلهم ثلاثة أيام لمغادرة الكوفة وأمر بعد مضي الأيام الثلاثة بقتل أي شخص يتواجد في الكوفة من عائلة سائب بن مالك[٢٦].
هناك نقل آخر حول سبب انتقال الأشعريين إلى إيران، وهي سوء معاملة الأحوص الأشعري للمزارعين الإيرانيين الذين عملوا في أرضه. وبحسب هذا النقل سجن الحجاج الأحوص سنة 93هـ لهذا السبب ثم أطلق سراحه بوساطة أخيه عبد الله. وخوفا من استياء الحجاج من أخيه مرة أخرى، اعتبر عبد الله الهجرة من الكوفة حلا لذلك.
وعلى أي حال، هاجر أبناء سائب بن مالك من الكوفة، وانضم إليهم أبناء سعد بن مالك، ووصلوا إلى قم واستقروا فيها[٢٧]. وبهذا هاجر جميع أبناء مالك بن عامر إلى إيران[٢٨][٢٩]، وكان على رأسهم عبد الله والأحوص ابنا سعد الأشعري[٣٠].
اختيارهم لمدينة قم
وعن سبب إقامة الأشعريين في قم، قيل إن قم قد غزاها جدهم مالك بن عامر وعامل أهل هذه المنطقة معاملة حسنة، بل وطرد أشرار طبرستان والديلم منها[٣١]. وعندما عاد إلى الكوفة، شارك بدفع الديلميين وأهل طخرود مع أبنائه، مما دفعهم للرحيل إلى تلك المنطقة ورحّب بهم سكانها[٣٢].
وفقا لبعض الأخبار، لم تكن قم وجهة الأشعريين، بل كانوا ينوون السفر إلى مناطق أخرى مثل أصفهان وقزوين وأذربيجان؛ ولكن بسبب الإصابات الناجمة عن تفشي الوباء في مياه البصرة (مدن همدان ونهاوند وقم، والتي أطلق عليها العرب شهر البصرة)، انتقلوا إلى وسط إيران وفي سنة 94هـ وصلوا إلى قرية أبرشتجان في قم ومكثوا هناك مؤقتاً. في تلك الأثناء شنّ الديلميون هجوماً على قم، وجاء الأشعريون لمساعدة أهالي المنطقة وهزموا الديلميين. بعد هذه الحادثة طلب القميون من الأشعريين البقاء في قم[٣٣] .
الأشعريون في قم
مع زيادة عدد سكان الأشعريين، وزيادة نفوذ وقوة الأشعريين في قم، نشأت خلافات بينهم وبين سكان المدينة. ألقى مؤلف تاريخ قم باللوم في هذه النزاعات على سوء المعاملة وانتهاك السكان الأصليين للميثاق. وفي النهاية هزم الأشعريون السكان الأصليين وقتلوا كبارهم[٣٤].
لعب الأشعريون دوراَ مهما في توسعة قم وتطويرها، وحولوا قم التي كانت تتألف من قرى متناثرة، إلى مدينة إسلامية[٣٥]. ولذا تنسب بعض المصادر بناء قم إليهم[٣٦][٣٧]. ومن المسلّم أن الأشعريين طوروا قم بسرعة، وفصلوها عن أصفهان وجعلوها مدينة مستقلة وزادت أهميتها، وأدى وصول الأشعريين إلى قم إلى انتشار الإسلام والمعتقدات الشيعية[٣٨].
القوة والسلطة
بمساعدة الأشعريين، وصلت قم التي كانت في الأصل إحدى ضواحي أصفهان إلى حيث صارت تأخذ الجزية من حكام أصفهان، وامتدت دائرة نفوذها إلى همدان[٣٩]. ولم يسمح القميون نظراً لتشيعهم لعمال حكومة بني العباس بدخول مدينة قم، واختاروا قضاة لهم من بينهم[٤٠]. عندما جاء إليهم الحسين بن حمدان وهو شيعي المذهب من قبل الخليفة كحاكم، رحب به الناس وقبلوا حكمه[٤١]. بالإضافة إلى قم سيطر الأشعريون أيضاً على آوه وساوه وتفرش وكاشان[٤٢]. حتى أن البعض يعتبرون قزوين جزءاً من منطقة نفوذهم[٤٣].
إعلان التشيع
على الرغم من أن الأشعريين قد انجذبوا إلى أهل البيت منذ زمن عمرو بن مالك، إلا أن أول من أعلن هذا الاعتقاد في قم وفي عهد حكومة أهل السنة في العالم الإسلامي وإيران كان موسى بن عبد الله الأشعري[٤٤]. ومنذ ذلك الحين، عبر الأشعريون عن آرائهم حول دينهم بكل وضوح، وحاولوا الترويج لأئمة الشيعة.
دفع الأشعريون أموال الخمس إلى الأئمة بكل صراحة، ولم امتنعوا عن دفع الخراج للحكومة المركزية. تسبب رفض دفع الجزية في اشتباكات عنيفة بين الأشعريين وبعض الخلفاء، من جملتها إرسال المأمون والمعتصم جيشاً لقتال الأشعريين وإخمادهم[٤٥].
في المقابل، اختار بعض الخلفاء أيضا أفراداً أشعريين لتولي الحكم في قم، بما في ذلك هارون الرشيد الذي أرسل عمرو بن عمران بن عبد الله الأشعري في سنو 192هـ لولاية قم، وبعد وفاته عيّن ابنه عامر بن عمرو حاكماً لقم، وكان علي بن عيسى الطلحي الأشعري أيضاً والياً على قم من قبل الحكومة سنة 212هـ[٤٦].
ارتباطهم بالأئمة المعصومين
كان للأشعريين علاقة عميقة مع الأئمة المعصومين، واستمرت هذه العلاقة حتى غيبة الإمام الثاني عشر، ولم تنقطع في أي فترة. معرفة مدى وكيفية علاقاتهم مع الأئمة المعصومين، ومعرفة مكانتهم ومنزلتهم عند الأئمة وبالعكس، يتم من خلال الرجوع إلى مجامع الحديثية وكتب الرجال الشيعية، فقد كان أكثر من مائة من أصحاب الأئمة من الأشعريين، و 12 فقط من أبناء عبد الله بن سعد كانوا من أصحاب الإمام الصادق. واعتبر بعضهم من خواص أصحاب للأئمة[٤٧].
الأنشطة العلمية
روى حوالي 50 شخص من أشعريي قم الأحاديث عن 400 شيخ، وبعضهم ألّف أكثر من 160 كتاباً. المحور الرئيسي لهذه الكتب هو الفقه، على الرغم من أن الأمور العقائدية كانت موضوع بعضها[٤٨].
من جهة أخرى، روى علماء مثل علي بن إبراهيم القمي، ومحمد بن حسن الصفار، والحميري، والكليني، وعلي بن بابويه، وابن همام، والصدوق، وابن قولويه، والشيخ الطوسي، والنجاشي الأحاديث عن علماء الأشعريين كثيراً[٤٩].
كانت إحدى السمات البارزة في مدرسة الحديث في قم التي أسسها الأشعريون هي محاربة الغلو. وقد رد علماء الحديث في قم على المغالين، وطردوا بعض محدثي الشيعة من مدينة قم لنقلهم أخبار مشوبة بالغلو[٥٠].
الشخصيات البارزة
خدمت هذه الأسرة المذهب الشيعي بشكل كبير، ونشأت في هذه العائلة الشخصيات التي تعتبر من الشخصيات الشيعية البارزة، وقد أفاد بعضهم بعدد مشاهير هذه العائلة إلى أكثر من 130 شخصاً[٥١]، ومنهم:
- آدم بن إسحاق بن آدم الأشعري الذي عاش في عهد الإمام الكاظم، والإمام الرضا، والإمام الجواد
. وقد وثقه النجاشي.[٥٢]
- آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي اعتبره الشيخ الطوسي[٥٣] والبرقي[٥٤] من أصحاب الإمام الصادق
.
- أحمد بن إسحاق: من أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي وأحد خواص أصحاب الإمام الحسن العسكري[٥٥].
- أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري: ممن عاصر الإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي ومن أصحابهم[٥٦]، التقى بالإمام الرضا[٥٧]. من أشهر أعماله طرد البرقي من قم بسبب روايته عم الرواة الضعفاء[٥٨].
- أحوص بن سعد بن مالك الأشعري: الذي جاء من الكوفة إلى قم وسجل أول حركة للأشاعرة إلى قم[٥٩].
- حمزة بن اليسع الأشعري: من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم[٦٠]، الذي جعل قم مستقلة ومنفصلة عن أصفهان[٦١]، وتنسب إليه قرية حمزة آباد في قم[٦٢].
- زكريا بن آدم الأشعري: من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد[٦٣]، وقبره في مقبرة شيخان في قم[٦٤].
- سائب بن مالك الأشعري: اعتبره البعض من الصحابة الذين استقروا في الكوفة[٦٥]، وقتل على يد مصعب بن الزبير في ثورة المختار[٦٦].
- سعد بن مالك بن عامر الأشعري، جد أشعريي قم.
- مالك بن عامر الأشعري ، أول مسلم من الأشعريين[٦٧].
- موسى بن خزرج بن سعد الأشعري: استضاف السيدة فاطمة المعصومة عند مجيئها إلى قم[٦٨].
نهاية الأشعريين
تبين الأبحاث أنه من بين مجموع 83 من محدثي الأشعريين، عاش 38 شخصاً منهم في القرن الثاني، و33 شخصاً في القرن الثالث، وسبعة في القرن الرابع، مما يدل على التدهور والأفول العلمي لهذه العائلة[٦٩]. وفي القرن الرابع، مع بداية عصر الغيبة كبرى، بدأت عظمة وسمعة الأشعرية في التراجع وكان العامل الأكثر أهمية هو الهجمات العسكرية المستمرة والثورات المتكررة للقميين ضد الحكومة المركزية. يصف مؤلف كتاب تاريخ قم عوامل تراجع هذه العائلة على النحو التالي:
- لا جرم سوف تنهدم أسس دولتهم، وسوف يظفر بهم العدو. مات بعضهم، ونفي بعضهم، باستثناء عدد قليل منهم تأخر. بعضهم رضي بأقل العيش، فيما تبع بعضهم القوافل وحاول الحصول على أموال[٧٠].
في وقتنا الحالي، بقيت عائلتان فقط من الأشعريين (طاهري وأنصاري). الأول من نسل زكريا بن آدم والثاني منسوب إلى سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري. كان الملا محمد طاهر الأشعري وابنه عبد الله الأشعري وحفيده الملا محمد طاهر الأشعري قمي من رجال الدين المشهورين في قم وكانوا من أساتذة الإمام الخميني في التاريخ المعاصر[٧١]. تم دفنه بالقرب من ابن الإمام الخامس أشخاص في زرند القديمة. ابن الميرزا علي أصغر القمي الأشعري هو أيضا واحد منهم، وقال الإمام الخميني: "لقد كنت معه في نفس المباحثة لمدة 46 عاماً ولم أر منه مكروهاً قط[٧٢].
كذلك يمكن أيضا ذكر مرتضى أنصاري القمي كواحد من هذه العائلة، والذي كان تلميذاً للشيخ عبد الكريم الحائري (مؤسس حوزة قم) وكان من الخطباء والمبلغين المعروفين، كان يحفظ أكثر من 30000 حديث كما كان معارضا معروفا للبهائيين والشيوعيين. وقع الهجوم الأول من قبل جيش محمد رضا شاه البهلوي على المدرسة الفيضية في 22 مارس 1962 أثناء خطاب له[٧٣].
أعمال عن عائلة الأشعريين
نشرت أعمال مختلفة عن أسرة الأشعريين باللغة الفارسية والعربية، منها كتاب "پيشگامان تشيع" (رواد التشيع)، لرضا فرشجيان[٧٤]، وأطروحة بعنوان «نقش خاندان اشعری در گسترش معارف شيعه در قرن سوم و چهارم» (دور أسرة أشعريين في توسع التعاليم الشيعية في القرنين الثالث والرابع)، لعلي محمد حيدر سرلك[٧٥]، ومقالات بعنوان «شجره علمی خاندان اشعری قم» (الشجرة العلمية لأسرة الأشعريين في قم)، و«نقش مذهبی و فرهنگی خاندان اشعری در گسترش تشيع تا قرن چهارم هجری» (الدور الديني والثقافي لأسرة الأشعريين في توسع التشيع حتى القرن الرابع الهجري) وغيرها المزيد من هذه الآثار. وأما باللغة العربية فمما ألّف كتاب «رجال الأشعريين من المحدثين وأصحاب الأئمة (عليهم السلام)» للشيخ جعفر المهاجر[٧٦].
الهوامش
- ↑ ابن هشام، السیرة النبویة، ج1، ص8.
- ↑ الکلبي، نسب معد والیمن الکبیر، ج1، ص339؛ ابن خیاط، الطبقات، ج1، ص329.
- ↑ السمعاني، الأنساب، ج1، ص266.
- ↑ الکلبي، نسب معد والیمن الکبیر، ج1، ص339.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص280 ـ 281.
- ↑ ابن فهد، إتحاف الورى، ج1، ص29 ـ 30.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص268؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج4، ص282.
- ↑ السیرة النبویة و الآثار المحمدیة، ج۳ص ۴۶.
- ↑ أبو رية، شیخ المضیرة أبو هریرة، ص38.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2 ص108، ج7 ص434.
- ↑ فرشجیان، پیشگامان تشیع (رواد التشيع)، ص27.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص277.
- ↑ الخضري، تاریخ تشیع، ص165.
- ↑ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج5، ص540.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص261.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص290 ـ 291.
- ↑ حیدر سرلك وهمريزي، اشعریان و تأسیس نخستین دولت شهر شیعه، ص50 ـ 51.
- ↑ ابن الأثیر، أسد الغابة، ج4، ص254؛ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج5، ص540.
- ↑ الخضري، تاریخ تشیع، ج2، ص169.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص285.
- ↑ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص374؛ الطبري، تاریخ الطبري، ج4، ص569؛ ابن الأثیر، الکامل في التاريخ، ج4، ص273؛ الدینوري، الأخبار الطوال، ص351.
- ↑ الفتوح، ج3، ص262.
- ↑ القمي، تاریخ قم، ص290.
- ↑ الخضري، ج۲، ص۱۶۷.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۶۰.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۶۴.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۶۰.
- ↑ تقویم البلدان، ص۴۰۹.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۵۷-۲۶۳.
- ↑ تاریخ قم، ص262.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۶۱.
- ↑ تاریخ قم،ص۲۶۰-۲۶۱.
- ↑ الخضري، ج۲، ص۱۶۸.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۷۸.
- ↑ الخضري، ج۲، ص۱۶۹.
- ↑ سمعاني، ج۱۰ص۴۸۵-۴۸۴.
- ↑ یاقوت، ج۴ص ۱۷۵.
- ↑ الحسيني،۱۷۲.
- ↑ پیشگامان تشیع (روّاد التشيّع)، ص۴۰.
- ↑ تاریخ قم، ص۱۷-۳۹-۴۰-۲۴۱.
- ↑ تاریخ قم، ص۱۷-۳۹-۴۰-۲۴۱.
- ↑ تاریخ قم، ص263.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۷۹.
- ↑ تقویم البلدان، ص۸۲؛ النقض، ص۱۷۰.
- ↑ الخضري، ج۲، ص۱۷۰-۱۷۱.
- ↑ پیشگامان تشیع (رواد التشيع)، ص۴۲.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۷۸.
- ↑ پیشگامان تشیع(رواد التشيع)، ص۵۷.
- ↑ پیشگامان تشیع(رواد التشيع)، ص۵۹-۶۳.
- ↑ الخضري، ج۲، ص۱۷۶-۱۷۷.
- ↑ پیشگامان تشیع(رواد التشيع)، ۶۷-۲۳۴.
- ↑ رجال النجاشي، ص۱۰۵، ش۲۶۲.
- ↑ رجال الطوسي، ص۱۴۳ش۱۷.
- ↑ ]رجال البرقي، ج۱ص۲۷.
- ↑ رجال البرقي، ص۵۶،۵۹،۶۰.
- ↑ رجال الطوسي ص۲۵ ش۳،ص ۳۶۶ش۶،ص۳۹۷ش۳.
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص۲۵، ش۶۵.
- ↑ رجال العلامة الحلي، ص۱۴ش۷.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۴۲-۲۴۴.
- ↑ رجال الطوسي، ص۱۷۸، ش۲۱۱، ص۳۴۷.
- ↑ تاریخ قم، ۲۸.
- ↑ تاریخ قم، ص۵۹.
- ↑ رجال الطوسي، ص۲۰۰، ص۳۷۷،ص۴۰۱.
- ↑ پیشگامان تشیع(رواد التشيع)،۱۴۷.
- ↑ رجال النجاشي، ص۸۲.
- ↑ جمهرة أنساب العرب، ص۳۴۷.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۷۸.
- ↑ بحار الأنوار، المجلسي ،ج۴۸، ص۲۹۰.
- ↑ شجرة أسرة الأشعريين العلمية، مجلة علوم الحدیث الفصيلة ،العدد 5، ص۲۳۰.
- ↑ تاریخ قم، ص۲۴۱.
- ↑ ستارگان حرم (نجوم الحرم)، العدد ۲۷-۲۶، ص۲۷۳.
- ↑ ستارگان حرم (نجوم الحرم، العدد ۲۷-۲۶ ص۲۷۳.
- ↑ دائرة معارف التشیّع، ج ۲، ص۱۹۹.
- ↑ [https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=12994&Itemid=&lang=fa پيشگامان تشيع در ايران (رواد التشيع في إيران) ، بازار کتاب (سوق الكتب).
- ↑ نقش خاندان اشعري در گسترش معارف شيعه در قرون سوم و جهارم (دور أسرة أشعريين في توسع التعاليم الشيعية في القرنين الثالث والرابع)، مكتبة آیة الله البروجردي.
- ↑ رجال الأشعريين من المحدثين وأصحاب الأئمة (عليهم السلام)، مكتبة شبكة الفكر.
المصادر والمراجع
- ابن الأثیر، علي بن أبي الکرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بیروت، دار إحیاء، التراث العربي، د.ت.
- ابن الأثیر، علي بن أبي الکرم، الکامل فی التاریخ، بیروت، دار صادر، ۱۹۶۵م.
- ابن حزم، علي بن سعید، جمهرة أنساب العرب، مصر دار المعارف، د.ت.
- ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دار صادر، ۱۹۸۵م.
- ابن فهد، محمد، اتحاف الوری بأخبار أم القری، فهیم محمد شلتوت، مک، جامعهة أم القری.
- ابن هشام، عبد الملك بن هشام الحمیري، السیرة النبویة، بیروت دار إحیاء التراث العربي، د.ت.
- أبوریه محمد، شیخ المضیرة الوهریة، بیروت، مؤسسة الأعلمي، د.ت.
- ابو الفدا، اسماعیل بن محمد، تقویم البلدان، باریس ،دار الطباعة السلطانیة، ۱۸۴۰م.
- البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، رجال البرقي، طهران، انتشارات جامعة طهران، ۱۳۸۳ش.
- الحسیني القمي، محمد، خلاصة البلدان، قم، حکمت.
- العلامة الحلي، الحسن بن یوسف، الرجال، قم، مکتبة الرضي، ۱۴۰۲هـ.
- الحموي ، یاقوت، معجم البلدان، بیروت، دار احیاء التراث العربي، ۱۳۹۹هـ.
- [http://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/980140?sta=%D8%A7%D8%B4%D8%B9%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D9%86%7Cحیدر سرلك، علي محمد و مهریزي، مهدي، أشعریان و تأسیس نخستین دولت شهر شیعه (الأشعريين وتأسيس أو دولة شيعية)، مجلة شيعة شناسي الفصلية، خريف ۱۳۹۱ش، العدد۹۳.
- الخضري، أحمد رضا، تاریخ تشیع، قم، حوزة وجامعة وسمت، ۱۳۸۴ش.
- خلیفة بن خیاط، الطبقات، سهیل زکار، دمشق، ۱۹۶۶م.
- الدینوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، ترجمة: مهدي دامغاني، طهران، نشرني، ۱۳۶۶ش.
- زیني دحلان، أحمد، السیرة النبویة و الآثار المحمدیة، بیروت، دار التراث العربي، د.ت.
- سمعاني، عبد الکریم، الأنساب، حیدر آباد دکن، ۱۳۸۲ش.
- التستري، نور الله، مجالس المؤمنین، طهران، الإسلامیة، ۱۳۵۴ش.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الرجال، النجف، المطبعة الحیدریة، ۱۳۸۱هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، النجف، المکتبة المرتضویة، د.ت.
- فرشجیان، رضا، پیشگامان تشیع (رواد التشيع)، انتشارات زائر، قم، ۱۳۸۴ش.
- القمي، حسن بن محمد، تاریخ قم، طهران، طوس، ۱۳۶۱ش.
- الکلبي، هشام، نسب معد والیمن الکبیر، تحقيق ناجی حسن، بیروت ۱۴۰۸هـ.
- مجموعة مؤلفين ستارگان حرم (نجوم الحرم)، العدد ۲۷-۲۶، زائر، قم، ۵۱۲ صفحة.
- الموسوي البجنوردي، کاظم، دائرة المعارف الإسلامية، مرکز دائرة المعارف الكبير الإسلامي، طهران، ۱۳۷۹ش.
- النجاشي، أحمد بن علي، الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ۱۴۰۷هـ.
- پيشگامان تشيع در ايران (رواد التشيع في إيران)، سوق الکتاب، شوهد: ۱۵ اردیبهشت ۱۴۰۲ش.
- نقش خاندان اشعري در گسترش معارف شيعه در قرون سوم و جهارم (الدور الديني والثقافي لأسرة الأشعريين في توسع التشيع حتى القرن الرابع الهجري)، مكتبة آیة الله البروجردي، شوهد: ۱۵ اردیبهشت ۱۴۰۲ ش.
- شجره علمی خاندان اشعری قم معرفی و نقد (الشجرة العلمية لأسرة الأشعريين في قم تعريف ونقد)، نورمگس، شوهد: ۱۵ اردیبهشت ۱۴۰۲ش.
- رجال الأشعريين من المحدثين وأصحاب الأئمة (عليهم السلام)، مكتبة شبكة الفكر.