الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فرات بن إبراهيم الكوفي»
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
| النسب = | | النسب = | ||
| أقارب مشهورون = | | أقارب مشهورون = | ||
| | | تاريخ الميلاد = | ||
| مكان الولادة = | | مكان الولادة = | ||
| مكان الدراسة = | | مكان الدراسة = | ||
| مكان السكن = | | مكان السكن = | ||
| | | تاريخ الوفاة = سنة [[352 هـ]] | ||
| | | تاريخ ومكان الوفاة = | ||
| المدفن = | | المدفن = | ||
| الأساتذة = | | الأساتذة = | ||
سطر ٢٨: | سطر ٢٨: | ||
| الموقع الرسمي = | | الموقع الرسمي = | ||
}} | }} | ||
'''فرات بن إبراهيم الكوفي'''، | '''فرات بن إبراهيم الكوفي'''، من [[علم التفسير|مفسِّري]] [[القرن الثالث الهجري|القرن الثالث]] و[[القرن الرابع الهجري|الرابع الهجري]]، وصاحب [[تفسير فرات الكوفي]]. | ||
اختُلف في [[المذاهب الإسلامية|مذهبه]]، حتى قيل إنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية [[زيدية|زيدياً]]، لكن يرى بعض المحققين أنه ينتمي إلى [[الإمامية]]. | |||
له أكثر من مائة من مشايخه الذين نقل عنهم الرواية، ك[[الحسين بن سعيد الأهوازي]]، كما قد رووا عنه الكثير من [[الرواة]]، منهم: [[الشيخ الصدوق]]، و[[الحاكم الحسكاني]]. | |||
وله جملة من المؤلّفات، أهمها أو التي اشتهر المؤلّف فيها هو: [[تفسير القرآن]]، تحت عنوان [[تفسير فرات الكوفي]]، حيث ركّز فيه على آراء [[أهل البيت]]{{هم}}، وجمع فيه [[الروايات]] الخاصّة ب[[الآيات القرآنية|الآيات]] النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات [[الأحاديث]] التفسيرية عن [[النبي ص|النبي]]{{ص}} و[[أهل بيت(ع)|أهل بيته]]{{هم}}، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين [[الإمام الباقر(ع)|الباقر]] و[[الإمام الصادق(ع)|الصادق]]{{هما}}. | |||
==حياته== | ==حياته== | ||
سطر ٤٣: | سطر ٤١: | ||
==عقيدته== | ==عقيدته== | ||
اختُلف في مذهبه، حتى قيل أنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية [[زيدية|زيدياً]] أو كان متعاطفاً معهم ومخالطاً إيّاهم، وإن كان مكثراً في [[الرواية]] عن [[الصادقين]]{{هما}} بنصوص تؤكّد على [[الإمامة|إمامتهما]] و[[العصمة|عصمتهما]]، لكن في المقابل يروي عن [[زيد بن علي بن الحسين|زيد]] أحاديث تنفي [[العصمة]] عن غير الخمسة من [[أهل البيت]]{{هم}}، فكان ذلك السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية؛ لأنه لم يكن [[الإمامية|إمامياً]] حتى تهتم الإمامية به، و لم يكن [[أهل السنة والجماعة|سنياً]] حتى تهتم [[أهل السنة|السنّة]] به، بل هو من الوسط الزيدي في [[الكوفة]].<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 11-13.</ref> لكن الكثير من | اختُلف في مذهبه، حتى قيل أنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية [[زيدية|زيدياً]] أو كان متعاطفاً معهم ومخالطاً إيّاهم، وإن كان مكثراً في [[الرواية]] عن [[الصادقين]]{{هما}} بنصوص تؤكّد على [[الإمامة|إمامتهما]] و[[العصمة|عصمتهما]]، لكن في المقابل يروي عن [[زيد بن علي بن الحسين|زيد]] أحاديث تنفي [[العصمة]] عن غير الخمسة من [[أهل البيت]]{{هم}}، فكان ذلك السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية؛ لأنه لم يكن [[الإمامية|إمامياً]] حتى تهتم الإمامية به، و لم يكن [[أهل السنة والجماعة|سنياً]] حتى تهتم [[أهل السنة|السنّة]] به، بل هو من الوسط الزيدي في [[الكوفة]].<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 11-13.</ref> لكن الكثير من روايات [[الشيخ الصدوق]] المنتهية إلى فرات تؤكّد أنه كان إمامياً،<ref>الكاظم، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، ص 12.</ref> لذا فقد قيل عنه: أنه كان في بادئ الأمر زيدياً، ثمّ صار إمامياً، أو أنه كان زيدياً منفتحاً على أفكار الإمامية، وغير ممتنع من ذكر أحاديثهم.<ref>الكاظم، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، ص 12.</ref> | ||
==مشايخه== | ==مشايخه== | ||
نقل فرات الكوفي [[الرواية]] لأكثر من مائة عن مشايخه،<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 25 - 40.</ref> ومنهم: | نقل فرات الكوفي [[الرواية]] لأكثر من مائة عن مشايخه،<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 25 - 40.</ref> ومنهم: | ||
{{Div col| | {{Div col|3}} | ||
#[[الحسين بن سعيد]] | #[[الحسين بن سعيد الأهوازي]] | ||
#[[إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني]] | #[[إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني]] | ||
#إبراهيم بن بنان الخثعمي | #إبراهيم بن بنان الخثعمي | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٦: | ||
==الرواة عنه== | ==الرواة عنه== | ||
روى عنه رواة [[الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]]، ومنهم: | |||
{{Div col| | {{Div col|3}} | ||
# | # أبو بكر النجّار | ||
# | # الفرّاء | ||
# مقداد بن علي الحجازي | |||
# | |||
#عبد الرحمن بن محمد الحسيني | #عبد الرحمن بن محمد الحسيني | ||
#محمد بن أحمد بن وليد | #محمد بن أحمد بن وليد | ||
#الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري | #الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري | ||
#محمد بن الحسن الهاشمي الكوفي | #محمد بن الحسن الهاشمي الكوفي<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
كما أورد علماء الشيعة والسنة روایاته في كتبهم، منهم [[الشيخ الصدوق]] و[[الحر العاملي]] و[[العلامة المجلسي]] و[[الحاكم الحسكاني]]<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.</ref> | |||
==مؤلفاته== | ==مؤلفاته== | ||
[[ملف:تفسير فرات الكوفي.jpg|150px|تصغير|[[تفسير فرات الكوفي]]]] | [[ملف:تفسير فرات الكوفي.jpg|150px|تصغير|[[تفسير فرات الكوفي]]]] | ||
{{مفصلة| تفسير فرات الكوفي}} | {{مفصلة| تفسير فرات الكوفي}} | ||
من أبرز مؤلفاته التي اشتهر فيها هو | من أبرز مؤلفاته التي اشتهر فيها هو [[تفسير فرات الكوفي]]، حيث ركّز في تفسيره على آراء [[أهل البيت]]{{هم}}، وجمع فيه [[الروايات]] الخاصّة ب[[الآيات القرآنية|الآيات]] النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات [[الأحاديث]] و[[الروايات]] التفسيرية عن [[النبي ص|النبي]]{{ص}} و[[أهل بيت(ع)|أهل بيته]]{{هم}}، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين [[الإمام الباقر(ع)|الباقر]] و[[الإمام الصادق(ع)|الصادق]]{{هما}}، كما اعتمد المؤلّف في تفسير بعض الآيات على منهج [[تفسير القرآن بالقرآن]]، وقد اهتم ب[[أسباب نزول القرآن|أسباب نزول الآيات]] التي تُبين مانزلت الآية أو الآيات بسببه، مجيبةً عنه أو حكايةً له أو مُبينة لحكمه زمن وقوعه. وضع المؤلّف كتابه على أساس [[السور القرآنية]] في الغالب، ولم يتطرّق في تفسيره إلى [[السورة]] بكاملها، بل يختار بعض الآيات منها.<ref>فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 13 - 19.</ref> | ||
==أقوال العلماء فيه== | ==أقوال العلماء فيه== | ||
*قال عنه [[السيد محمد باقر الخوانساري|السيّد الخوانساري]] ([[سنة 1226 هـ|1226]] ــ [[سنة 1313 هـ|1313 هـ]]) في كتابه [[روضات الجنات (كتاب)|روضات الجنّات]]: إن أكثر أخباره في شأن [[الأئمة الأطهار]]، يروي عن [[الحسين بن سعيد]]، كما روى عنه [[الصدوق]] {{و}}[[الحر العاملي|الحر العاملي]] في [[وسائل الشيعة (كتاب)|الوسائل]] و[[المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|البحار]].<ref>الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 5، صص 353 - 354.</ref> | *قال عنه [[السيد محمد باقر الخوانساري|السيّد الخوانساري]] ([[سنة 1226 هـ|1226]] ــ [[سنة 1313 هـ|1313 هـ]]) في كتابه [[روضات الجنات (كتاب)|روضات الجنّات]]: إن أكثر أخباره في شأن [[الأئمة الأطهار]]، يروي عن [[الحسين بن سعيد]]، كما روى عنه [[الصدوق]] {{و}}[[الحر العاملي|الحر العاملي]] في [[وسائل الشيعة (كتاب)|الوسائل]] و[[المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|البحار]].<ref>الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 5، صص 353 - 354.</ref> | ||
*قال عنه [[الميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني|عبد الله أفندي]] ([[سنة 1066 هـ|1066]] - [[سنة 1130 هـ|1130 هـ]]) صاحب كتاب [[رياض العلماء | *قال عنه [[الميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني|عبد الله أفندي]] ([[سنة 1066 هـ|1066]] - [[سنة 1130 هـ|1130 هـ]]) صاحب كتاب [[رياض العلماء وحياض الفضلاء (كتاب)|رياض العلماء]]: أنه من قدماء علماء الأصحاب ورواتهم. وبحسب قول [[العلامة المجلسي|العلّامة المجلسي]] في أول [[بحار الأنوار (كتاب)|البحار]] بأن الأصحاب لم يتعرضوا له بمدح ولا قدح، ولكن كون أخباره موافقة [[الأحاديث|للأحاديث]] المعتبرة، يُعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظن به.<ref>الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، صص 337-338. </ref> | ||
*قال عنه [[آغا بزرك الطهراني|آغا بزرك الطهراني]] ([[سنة 1293 هـ|1293]] ــ [[سنة 1389 هـ|1389 هـ]]) في كتابه [[الذريعة إلى تصانيف الشيعة (كتاب)|الذريعة]]: أكثر فيه (التفسير) من [[الرواية]] عن [[الحسين بن سعيد]] الذي كان من أصحاب [[ الإمام الرضا]] و[[الإمام الجواد(ع)|الجواد]] و[[الإمام الهادي(ع)|الهادي]]{{عليهم السلام}}، وكذلك أن سائر مشايخه ينقلون بطرق مُسندة إلى [[الأئمة الأطهار]]{{عليهم السلام}}، كما أن والد الشيخ الصدوق يروي عن فرات التفسير، وأمّا الشيخ [[الصدوق]] فيروي في كتبه عنه كثيراً.<ref>آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، صص 298 - 299. </ref> | *قال عنه [[آغا بزرك الطهراني|آغا بزرك الطهراني]] ([[سنة 1293 هـ|1293]] ــ [[سنة 1389 هـ|1389 هـ]]) في كتابه [[الذريعة إلى تصانيف الشيعة (كتاب)|الذريعة]]: أكثر فيه (التفسير) من [[الرواية]] عن [[الحسين بن سعيد]] الذي كان من أصحاب [[ الإمام الرضا]] و[[الإمام الجواد(ع)|الجواد]] و[[الإمام الهادي(ع)|الهادي]]{{عليهم السلام}}، وكذلك أن سائر مشايخه ينقلون بطرق مُسندة إلى [[الأئمة الأطهار]]{{عليهم السلام}}، كما أن والد الشيخ الصدوق يروي عن فرات التفسير، وأمّا الشيخ [[الصدوق]] فيروي في كتبه عنه كثيراً.<ref>آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، صص 298 - 299. </ref> | ||
سطر ٩٨: | سطر ٩٥: | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
* الأفندي، عبد الله، ''' | * الأفندي، عبد الله، '''رياض العلماء وحياض الفضلاء'''، تحقيق: أحمد الحسني، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم- إيران، د.ط، 1403 هـ. | ||
*آغا بزرگ الطهراني، محمد محسن، '''الذريعة إلى تصانيف الشيعة'''، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م. | *آغا بزرگ الطهراني، محمد محسن، '''الذريعة إلى تصانيف الشيعة'''، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م. | ||
*الكاظم، محمد، '''مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي'''، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 2، 1416 هـ. | *الكاظم، محمد، '''مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي'''، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 2، 1416 هـ. | ||
*الكوفي، فرات بن إبراهيم، '''تفسير فرات الكوفي'''، تحقيق: محمد الكاظم، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران- إيران، ط 2، 1416 هـ. | *الكوفي، فرات بن إبراهيم، '''تفسير فرات الكوفي'''، تحقيق: محمد الكاظم، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران- إيران، ط 2، 1416 هـ. | ||
*المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار'''، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 2، 1403 هـ. | *المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار'''، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 2، 1403 هـ. | ||
*الموسوي الخوانساري، محمد باقر، '''روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات'''، | *الموسوي الخوانساري، محمد باقر، '''روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات'''، إسماعيليان، قم - إيران، ط 1، 1390 ش. | ||
*[https://www.m-mahdi.com/main/articles-356 مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي] | *[https://www.m-mahdi.com/main/articles-356 مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي] | ||
مراجعة ١٤:٢٠، ١٥ ديسمبر ٢٠٢١
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي |
اللقب | الكوفي |
معلومات علمية | |
مؤلفات | تفسير فرات الكوفي |
نشاطات اجتماعية وسياسية |
فرات بن إبراهيم الكوفي، من مفسِّري القرن الثالث والرابع الهجري، وصاحب تفسير فرات الكوفي.
اختُلف في مذهبه، حتى قيل إنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيدياً، لكن يرى بعض المحققين أنه ينتمي إلى الإمامية.
له أكثر من مائة من مشايخه الذين نقل عنهم الرواية، كالحسين بن سعيد الأهوازي، كما قد رووا عنه الكثير من الرواة، منهم: الشيخ الصدوق، والحاكم الحسكاني.
وله جملة من المؤلّفات، أهمها أو التي اشتهر المؤلّف فيها هو: تفسير القرآن، تحت عنوان تفسير فرات الكوفي، حيث ركّز فيه على آراء أهل البيت، وجمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات الأحاديث التفسيرية عن النبي
وأهل بيته
، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادق
.
حياته
هو أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، مفسِّر مسلم، من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، عاش في عصر الغيبة الصغرى. كان من معاصري جملة من المحدثين والحفّاظ، منهم: ثقة الإسلام الكليني، والحافظ ابن عقدة، وابن ماتي.[١] ذكره العلّامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار بأنه موثوق وأخباره موافقة للأحاديث المعتبرة.[٢]
لم تنقل كتب التراجم والتاريخ شيئاً عن حياته، لكن اسمه واسم أبيه وجده تردّد كثيراً في أسانيد تفسيره، وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، وكتب الشيخ الصدوق، والمجموعة التفسيرية المعروفة بتفسير القمي، وفي كتاب فضل زيارة الإمام الحسين لابن الشجري.
أما كنيته بالكوفي، فلم تُذكر إلا في كتاب فضل زيارة الحسين لابن الشجري.[٣]
عقيدته
اختُلف في مذهبه، حتى قيل أنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيدياً أو كان متعاطفاً معهم ومخالطاً إيّاهم، وإن كان مكثراً في الرواية عن الصادقين بنصوص تؤكّد على إمامتهما وعصمتهما، لكن في المقابل يروي عن زيد أحاديث تنفي العصمة عن غير الخمسة من أهل البيت
، فكان ذلك السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية؛ لأنه لم يكن إمامياً حتى تهتم الإمامية به، و لم يكن سنياً حتى تهتم السنّة به، بل هو من الوسط الزيدي في الكوفة.[٤] لكن الكثير من روايات الشيخ الصدوق المنتهية إلى فرات تؤكّد أنه كان إمامياً،[٥] لذا فقد قيل عنه: أنه كان في بادئ الأمر زيدياً، ثمّ صار إمامياً، أو أنه كان زيدياً منفتحاً على أفكار الإمامية، وغير ممتنع من ذكر أحاديثهم.[٦]
مشايخه
نقل فرات الكوفي الرواية لأكثر من مائة عن مشايخه،[٧] ومنهم:
- الحسين بن سعيد الأهوازي
- إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني
- إبراهيم بن بنان الخثعمي
- إبراهيم بن سلمان
- أحمد بن جعفر
- أحمد بن الحسين الحضرمي
- أحمد بن علي بن عيسى الزهري
الرواة عنه
روى عنه رواة الشيعة والسنة، ومنهم:
- أبو بكر النجّار
- الفرّاء
- مقداد بن علي الحجازي
- عبد الرحمن بن محمد الحسيني
- محمد بن أحمد بن وليد
- الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري
- محمد بن الحسن الهاشمي الكوفي[٨]
كما أورد علماء الشيعة والسنة روایاته في كتبهم، منهم الشيخ الصدوق والحر العاملي والعلامة المجلسي والحاكم الحسكاني[٩]
مؤلفاته

من أبرز مؤلفاته التي اشتهر فيها هو تفسير فرات الكوفي، حيث ركّز في تفسيره على آراء أهل البيت، وجمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات الأحاديث والروايات التفسيرية عن النبي
وأهل بيته
، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادق
، كما اعتمد المؤلّف في تفسير بعض الآيات على منهج تفسير القرآن بالقرآن، وقد اهتم بأسباب نزول الآيات التي تُبين مانزلت الآية أو الآيات بسببه، مجيبةً عنه أو حكايةً له أو مُبينة لحكمه زمن وقوعه. وضع المؤلّف كتابه على أساس السور القرآنية في الغالب، ولم يتطرّق في تفسيره إلى السورة بكاملها، بل يختار بعض الآيات منها.[١٠]
أقوال العلماء فيه
- قال عنه السيّد الخوانساري (1226 ــ 1313 هـ) في كتابه روضات الجنّات: إن أكثر أخباره في شأن الأئمة الأطهار، يروي عن الحسين بن سعيد، كما روى عنه الصدوق والحر العاملي في الوسائل والمجلسي في البحار.[١١]
- قال عنه عبد الله أفندي (1066 - 1130 هـ) صاحب كتاب رياض العلماء: أنه من قدماء علماء الأصحاب ورواتهم. وبحسب قول العلّامة المجلسي في أول البحار بأن الأصحاب لم يتعرضوا له بمدح ولا قدح، ولكن كون أخباره موافقة للأحاديث المعتبرة، يُعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظن به.[١٢]
- قال عنه آغا بزرك الطهراني (1293 ــ 1389 هـ) في كتابه الذريعة: أكثر فيه (التفسير) من الرواية عن الحسين بن سعيد الذي كان من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي
، وكذلك أن سائر مشايخه ينقلون بطرق مُسندة إلى الأئمة الأطهار
، كما أن والد الشيخ الصدوق يروي عن فرات التفسير، وأمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً.[١٣]
- قال عنه الشيخ الأوردبادي في مقدّمته لتفسير فرات الكوفي والتي طُبعت مع الكتاب في الطبعة الأولى للمطبعة الحيدريّة بالنجف الأشرف:أنه كثير الرواية عن أهل البيت
وتزيد مشايخه الذين ينقل عنهم عن أكثر من مائة، قد شُحن تفسيره بمرواياتهم.[١٤]
وفاته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته، إلا أنه قيل قد توفي سنة 352 هـ.[١٥]
ذات صلة
الهوامش
المصادر والمراجع
- الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسني، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم- إيران، د.ط، 1403 هـ.
- آغا بزرگ الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الكاظم، محمد، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 2، 1416 هـ.
- الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد الكاظم، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران- إيران، ط 2، 1416 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 2، 1403 هـ.
- الموسوي الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، إسماعيليان، قم - إيران، ط 1، 1390 ش.
- مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 10-11.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار ، ج 1، ص 37.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 10.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 11-13.
- ↑ الكاظم، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، ص 12.
- ↑ الكاظم، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، ص 12.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 25 - 40.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 13 - 19.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 5، صص 353 - 354.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، صص 337-338.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، صص 298 - 299.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 24 -25
- ↑ مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي