فرات بن إبراهيم الكوفي، من مفسِّري القرن الثالث والرابع الهجري، وصاحب تفسير فرات الكوفي.
اختُلف في مذهبه، حتى قيل إنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيدياً، لكن يرى بعض المحققين أنه ينتمي إلى الإمامية.
له أكثر من مائة من مشايخه الذين نقل عنهم الرواية، كالحسين بن سعيد الأهوازي، كما قد رووا عنه الكثير من الرواة، منهم: الشيخ الصدوق، والحاكم الحسكاني.
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي |
اللقب | الكوفي |
معلومات علمية | |
مؤلفات | تفسير فرات الكوفي |
نشاطات اجتماعية وسياسية |
وله جملة من المؤلّفات، أهمها أو التي اشتهر المؤلّف فيها هو: تفسير القرآن، تحت عنوان تفسير فرات الكوفي، حيث ركّز فيه على آراء أهل البيت، وجمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات الأحاديث التفسيرية عن النبي وأهل بيته، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادق.
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته، إلا أنه قيل قد توفي سنة 352 هـ.
حياته
هو أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، مفسِّر، من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، عاش في عصر الغيبة الصغرى. كان من معاصري جملة من المحدثين والحفّاظ، منهم: ثقة الإسلام الكليني، والحافظ ابن عقدة، وابن ماتي.[١] ذكره العلّامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار بأنه موثوق وأخباره موافقة للأحاديث المعتبرة.[٢]
لم تنقل كتب التراجم والتاريخ شيئاً عن حياته، لكن اسمه واسم أبيه وجده تردّد كثيراً في أسانيد تفسيره، وفي كتاب شواهد التنزيل من تأليف الحاكم الحسكاني، وكتب الشيخ الصدوق، والمجموعة التفسيرية المعروفة بتفسير القمي، وفي كتاب فضل زيارة الإمام الحسين لابن الشجري. أما كنيته بالكوفي، فلم تُذكر إلا في كتاب فضل زيارة الحسين لابن الشجري.[٣]
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته، إلا أنه قيل قد توفي سنة 352 هـ.[٤]
عقيدته
اختُلف في مذهبه، حتى قيل أنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيدياً أو كان متعاطفاً معهم ومخالطاً إيّاهم، وإن كان مكثراً في الرواية عن الصادقين بنصوص تؤكّد على إمامتهما وعصمتهما، لكن في المقابل يروي عن زيد أحاديث تنفي العصمة عن غير الخمسة من أهل البيت ، فكان ذلك السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية؛ لأنه لم يكن إمامياً حتى تهتم الإمامية به، و لم يكن سنياً حتى تهتم السنّة به، بل هو من الوسط الزيدي في الكوفة.[٥] لكن الكثير من روايات الشيخ الصدوق المنتهية إلى فرات تؤكّد أنه كان إمامياً،[٦] لذا فقد قيل عنه: أنه كان في بادئ الأمر زيدياً، ثمّ صار إمامياً، أو أنه كان زيدياً منفتحاً على أفكار الإمامية، وغير ممتنع من ذكر أحاديثهم.[٧]
مشايخه
نقل فرات الكوفي الرواية لأكثر من مائة عن مشايخه،[٨] ومنهم:
- الحسين بن سعيد الأهوازي
- إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني
- إبراهيم بن بنان الخثعمي
- إبراهيم بن سلمان
- أحمد بن جعفر
- أحمد بن الحسين الحضرمي
- أحمد بن علي بن عيسى الزهري
الرواة عنه
روى عنه رواة الشيعة والسنة، ومنهم:
- أبو بكر النجّار
- الفرّاء
- مقداد بن علي الحجازي
- عبد الرحمن بن محمد الحسيني
- محمد بن أحمد بن وليد
- الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري
- محمد بن الحسن الهاشمي الكوفي[٩]
كما أورد علماء الشيعة والسنة روایاته في كتبهم، منهم: الشيخ الصدوق، والحر العاملي، والعلامة المجلسي، والحاكم الحسكاني.[١٠]
مؤلفاته
من أبرز مؤلفاته التي اشتهر فيها هو تفسير فرات الكوفي، حيث ركّز في تفسيره على آراء أهل البيت ، وجمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّهم غالباً. حوى هذا التفسير على مئات الأحاديث التفسيرية عن النبي وأهل بيته ، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ، كما اعتمد المؤلّف في تفسير بعض الآيات على منهج تفسير القرآن بالقرآن، وقد اهتم بأسباب نزول الآيات التي تُبين مانزلت الآية أو الآيات بسببه، مجيبةً عنه أو حكايةً له أو مُبينة لحكمه زمن وقوعه. وضع المؤلّف كتابه على أساس السور القرآنية في الغالب، ولم يتطرّق في تفسيره إلى السورة بكاملها، بل يختار بعض الآيات منها.[١١]
مكانته الروائية
- قال عنه السيّد الخوانساري (1226 ــ 1313 هـ) في كتابه روضات الجنّات: إن أكثر أخباره في شأن الأئمة الأطهار، يروي عن الحسين بن سعيد الأهوازي، كما روى عنه الصدوق والحر العاملي في الوسائل والمجلسي في البحار.[١٢]
- قال عنه عبد الله أفندي (1066 - 1130 هـ) صاحب كتاب رياض العلماء: أنه من قدماء علماء الأصحاب ورواتهم. وبحسب قول العلّامة المجلسي في أول البحار بأن الأصحاب لم يتعرضوا له بمدح ولا قدح، ولكن كون أخباره موافقة للأحاديث المعتبرة، يُعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظن به.[١٣]
- قال عنه آغا بزرك الطهراني (1293 ــ 1389 هـ) في كتابه الذريعة: أكثر فيه (التفسير) من الرواية عن الحسين بن سعيد الذي كان من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ، وكذلك أن سائر مشايخه ينقلون بطرق مُسندة إلى الأئمة الأطهار ، كما أن والد الشيخ الصدوق يروي عن فرات التفسير، وأمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً.[١٤]
- قال عنه الشيخ الأوردبادي في مقدّمته لتفسير فرات الكوفي والتي طُبعت مع الكتاب في الطبعة الأولى للمطبعة الحيدريّة بالنجف الأشرف:أنه كثير الرواية عن أهل البيت وتزيد مشايخه الذين ينقل عنهم عن أكثر من مائة، قد شُحن تفسيره بمرواياتهم.[١٥]
ذات صلة
الهوامش
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 10-11.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار ، ج 1، ص 37.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 10.
- ↑ مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 11-13.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 12.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 12.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 25 - 40.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 40- 41.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 13 - 19.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 5، صص 353 - 354.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، صص 337-338.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، صص 298 - 299.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 24 -25
المصادر والمراجع
- الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسني، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم- إيران، د.ط، 1403 هـ.
- آغا بزرگ الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الكاظم، محمد، مقدمة كتاب تفسير فرات الكوفي، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 2، 1416 هـ.
- الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد الكاظم، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران- إيران، ط 2، 1416 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 2، 1403 هـ.
- الموسوي الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، إسماعيليان، قم - إيران، ط 1، 1390 ش.
- مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي