انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التسليم (أخلاق)»

من ويكي شيعة
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢٧: سطر ٢٧:


==التسليم في الاخلاق والعرفان==
==التسليم في الاخلاق والعرفان==
يعد التسليم لدى علماء الاخلاق، من جملة الفضائل التي ترد تندرج تحت عنوان (العدالة)، ويعني ان يرتضي العبد بافعال الله تعالى، او مَن لايجوز الاعتراض على افعالهم ويقبل بها ولم تكن متلائمة مع مايشتهي.<ref> نصير الدين الطوسي، ص 115-116.</ref>  
يعد التسليم لدى علماء الاخلاق، من جملة الفضائل التي ترد تندرج تحت عنوان (العدالة)، ويعني ان يرتضي العبد بافعال الله تعالى، او مَن لايجوز الاعتراض على افعالهم ويقبل بها ولم تكن متلائمة مع مايشتهي.<ref> الطوسي، اخلاق ناصري، ص 115 - 116.</ref>  
وأما في العرفان، فهو بمعنى الثبات وعدم تغير الظاهر والباطن حين نزول الرزية.<ref>الجرجاني، ص 85، السُّلمي، ص59.</ref>
وأما في العرفان، فهو بمعنى الثبات وعدم تغير الظاهر والباطن حين نزول الرزية.<ref>الجرجاني، التعريفات، ص 85، السلمي، طبقات الصوفية، ص 59.</ref>


'''التسليم في الادب العرفاني'''
'''التسليم في الادب العرفاني'''
قد ذكر التسليم في الادب العرفاني بمعنى التضحية بالنفس وترك الاختيار،<ref>العطار، ص 100، المولوي، ج 1، الكتاب الاول، البيت 916، حافظ، ص 106، 352، سعدي، ص 546.</ref> واستخدمت ايضا في النصوص الصوفية تراكيب مثل لباس التسليم(جامه تسليم)، وهو لباس صوفي للرجال الكَمَلة ولأهل السلامة ومثل سجادة التسليم،<ref>العطار، ص 107.</ref> واستعمل ايضا مفهوم التسليم عند الشعراء بمعنى قريب من الرضا.<ref>حافظ، ص27، 41.</ref> وكذلك ورد ذكر التسليم في بعض النصوص الادبية الاخلاقية.<ref>سعدي، ص 61.</ref>
قد ذكر التسليم في الادب العرفاني بمعنى التضحية بالنفس وترك الاختيار،<ref>العطار، اسرار نام، ص 100، المولوي، مثنوى معنوى، ج 1، الكتاب الاول، البيت 916؛ حافظ، ديوان حافظ، ص 106، 352؛ سعدي، ديوان شيخ اجل سعدي شيرازي، ص 546.</ref> واستخدمت ايضا في النصوص الصوفية تراكيب مثل لباس التسليم(جامه تسليم)، وهو لباس صوفي للرجال الكَمَلة ولأهل السلامة ومثل سجادة التسليم،<ref>العطار، اسرار نام، ص 107.</ref> واستعمل ايضا مفهوم التسليم عند الشعراء بمعنى قريب من الرضا.<ref>حافظ، ديوان حافظ، ص 27 ــ 41.</ref> وكذلك ورد ذكر التسليم في بعض النصوص الادبية الاخلاقية.<ref>سعدي، ديوان شيخ اجل سعدي شيرازي، ص 61.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==

مراجعة ١١:٤٣، ١٩ يوليو ٢٠٢٠

الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


التسلیم، مصطلح في الأخلاق والعرفان، ویعني إطاعة أمر الله، وعدم الإعتراض على المصائب والمصاعب، وقد استعمل في القرآن الكريم مرات عديدة بمعان مختلفة، كما ورد ذكره في احاديث عديدة من كتب الشيعة والسنة، ويعد التسليم لدى علماء الاخلاق، من جملة الفضائل التي تندرج تحت عنوان (العدالة).

التسليم لغة واصطلاحا

التسليم لغة، مأخوذ من السلام، والطاعة، والرضا، ورجاء العافية وتجنب الآفة والبلاء.[١] و أما اصطلاحا، فهو بمعنى إطاعة أمر الله، وتقبل القضاء، وعدم الإعتراض على المصائب والمصاعب،[٢] ويأتي بمعنى الإخلاص في التوحيد.[٣] وقد يراد به الإذعان والتصديق القلبي.[٤] وهذا المعنى الاصطلاحي مستفاد من القرآن الكريم وروايات أهل البيت (ع).

ذكره في القران الكريم

استعمل التسليم في القرآن الكريم مرتين بمعنى إطاعة أمر الله والرسول،[٥] ومرة بمعنى التحية والتعظيم.[٦] وايضا استعملت هذه المعاني في تركيبات من جذر (سلم) استعمالا كثيرا.[٧] ويعتبر النبي إبراهيم (ع) رمزا للتسليم في القران الكريم، اذ انه في الجواب عن خطاب الله تعالى له: (أسلم)، قال: (أسلمت لرب العالمين)، وقد عدّ المفسرون الاية دليلا على الأستقامة على الإسلام والأخلاص في التوحيد، كما هو معنى التسليم اصطلاحا.

ذكره في الأخبار

ورد ذكر التسليم في احاديث عديدة من كتب الشيعة والسنة.[٨] وقد فُسّر في كتب الشيعة بإطاعة الله، وأن التسليمَ من لوازم العقل وعكس ذلك يعد شكا، إلى غير ذلك من الروايات.[٩]

التسليم وفرقه عن التوكل والرضا

لم تكن لكلمة التسليم- في المصادر المتقدمة – مكانة منفصلة وذكر مستقل عن التوكل والرضا، وقد ورد قسم منها في باب التوكل وقسم في باب الرضا[١٠] واستخدمت احيانا مرفقة بالرضا[١١] ثم ان التسليم أعلى مرتبة من التوكل والرضا، ففي التوكل يجعل العبد من الله تعالى وكيلا له لكنه لا يضع التعلق بالأمور الدنيوية جانبا، ويرضى السالك في مرتبة الرضا ، بما يقرره الله. لكن التسليم هو ترك الاعتراض على الامور التي تحدث للمرء بقطع تعلقه الكامل بها وإناطة جميع الاعمال بالله عزوجل[١٢] ذهب بعض المحققين إلى أنَّ مقامي التسليم والتفويض معنيان مترادفان لما بين هاتين المرتبتين من دنوّ وقرب، حتى اصطلح كلمة التفويض على بعض معاني التسليم.[١٣]

فرق التسليم عن التفويض

بالنظر إلى آية (افوض امري الى الله)،[١٤] وإلى كلام النبي الاعظم (ص)، بعد اقامة الصلاة (اللهم اني اسلمت ...)، فان التفويض أعلى مرتبة من التسليم ويخص النبي الاكرم (ص) فقط. وأيضا قيل: بان التوكل بداية، والتسليم حد وسط، والتفويض نهاية.[١٥]

التسليم في الاخلاق والعرفان

يعد التسليم لدى علماء الاخلاق، من جملة الفضائل التي ترد تندرج تحت عنوان (العدالة)، ويعني ان يرتضي العبد بافعال الله تعالى، او مَن لايجوز الاعتراض على افعالهم ويقبل بها ولم تكن متلائمة مع مايشتهي.[١٦] وأما في العرفان، فهو بمعنى الثبات وعدم تغير الظاهر والباطن حين نزول الرزية.[١٧]

التسليم في الادب العرفاني قد ذكر التسليم في الادب العرفاني بمعنى التضحية بالنفس وترك الاختيار،[١٨] واستخدمت ايضا في النصوص الصوفية تراكيب مثل لباس التسليم(جامه تسليم)، وهو لباس صوفي للرجال الكَمَلة ولأهل السلامة ومثل سجادة التسليم،[١٩] واستعمل ايضا مفهوم التسليم عند الشعراء بمعنى قريب من الرضا.[٢٠] وكذلك ورد ذكر التسليم في بعض النصوص الادبية الاخلاقية.[٢١]

الهوامش

قالب:هوامش أصلي

المصادر والمراجع

  • القران الكريم.
  • الاسنوي، محمد بن حسن، حياة القلوب في كيفية الوصول الى المحبوب، في هامش ابي طالب المكي، قوت القلوب، ج 1-2، القاهرة، 1892 م/ 1310 هـ، ط. ازفست بيروت [لا تا].
  • التفليسي، حبيش بن ابراهيم، وجوه قران [وجوه القران]، ط. مهدي محقق، طهران 1359 ش [1980 م].
  • الجرجاني، علي بن محمد، التعريفات، ط. عبد الرحمن عميرة، بيروت 1407 هـ/ 1987 م.
  • سعدي، مصلح بن عبد الله، متن كامل ديوان شيخ اجل سعدي شيرازي، ط. مظاهر مصفا، طهران 1340 هـ [1961 م].
  • السلمي، محمد بن حسين، طبقات الصوفية، ط. نور الدين شريبة، القاهرة، 1406 هـ/1986 م،
  • الشيرازي، صدر الدين محمد بن ابراهيم، شرح اصول كافى [شرح اصول الكافي]، ترجمه بالفارسية وعلق عليه: محمد الخواجوي، طهران 1366-1370ش [1987-1991 م].
  • الطريحي، فخر الدين بن محمد، مجمع البحرين، ط. احمد الحسيني، طهران 1362 ش [1983 م].
  • العطار، محمد بن ابراهيم ، اسرار نامه [رسالة في الاسرار]، ط. صادق غوهرين، طهران، 1365 ش [1986 م].
  • الكلاباذي، محمد بن ابراهيم، التعرف لمذهب اهل التصوف، دمشق 1407 هـ/1986 م.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، اصول الكافي، ط. محمد بن جواد، بيروت 1413 هـ/1992 م.
  • المولوي، ىجلال الدين محمد بن محمد، مثنوى معنوى[المثنوي المعنوي]، تصحيح رينولد أ. نيكلسون، ط. نصر الله بورجوادي، طهران 1363 ش [1986 م].
  • الطوسي، محمد بن محمد، اخلاق ناصري[الاخلاق الناصرية]، ط. مجتبى مينوي وعلي رضا حيدري، طهران 1369 ش [1990 م].
  • ابن حنبل، أحمد، [القاهرة] 1313 هـ/1895 م، ط. اوفست بيروت [لا تا].
  • أبو النصر السراج، عبد الله بن علي، اللمع في التصوف، ط. رينولد ألين نيكلسون، ليدن 1332 هـ/1914 م.
  • شمس الدين محمد، حافظ، ديوان، ط. محمد القزويني وقاسم غني، طهران [1320 ش/ 1941 م].


  1. ابن منظور، لسان العرب، ج 12، ص 295؛ الطريحي، مجمع البحرين، مادة سلم
  2. الجرجاني، التعريفات، ص 84 ــ 85.
  3. التفليسي، وجوه القران، ص 20.
  4. الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 50؛ صدر المتألهين، شرح أصول الكافي، ج 1، ص 445.
  5. الأحزاب: 22؛ النساء: 65.
  6. الأحزاب: 56.
  7. الزخرف: 69؛ القصص: 53؛ يونس: 84؛ الأعراف: 46؛ النور: 61.
  8. ابن حنبل، ج 1، ص 233.
  9. الكليني، الكافي، ج 1، ص 69-70.
  10. الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف؛ ص 101، أبو النصر السراج، اللمع في التصوف، ص 51 - 53.
  11. الإسنويّ، حياة القلوب، ج 2، ص 231 ــ 236.
  12. الطوسي، اخلاق ناصري، ص 85 - 86.
  13. ج 3، ص213.
  14. غافر: 44.
  15. العطار، اسرار نامه، ص 656.
  16. الطوسي، اخلاق ناصري، ص 115 - 116.
  17. الجرجاني، التعريفات، ص 85، السلمي، طبقات الصوفية، ص 59.
  18. العطار، اسرار نام، ص 100، المولوي، مثنوى معنوى، ج 1، الكتاب الاول، البيت 916؛ حافظ، ديوان حافظ، ص 106، 352؛ سعدي، ديوان شيخ اجل سعدي شيرازي، ص 546.
  19. العطار، اسرار نام، ص 107.
  20. حافظ، ديوان حافظ، ص 27 ــ 41.
  21. سعدي، ديوان شيخ اجل سعدي شيرازي، ص 61.
Trigger Icon