الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جعفر بن أبي طالب»
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ١١٨: | سطر ١١٨: | ||
==قائد جيش المسلمين== | ==قائد جيش المسلمين== | ||
[[ملف:قبر و ضریح جعفربن ابی طالب.jpg|350px|تصغير|مشهد من قبر وضريح جعفر بن أبي طالب]] | [[ملف:قبر و ضریح جعفربن ابی طالب.jpg|350px|تصغير|مشهد من قبر وضريح جعفر بن أبي طالب]] | ||
عاد [[جعفر بن أبي طالب]] إلى [[المدينة المنورة]] من الحبشة بعد [[فتح خيبر]]، وبعدها أرسله [[النبي | عاد [[جعفر بن أبي طالب]] إلى [[المدينة المنورة]] من الحبشة بعد [[فتح خيبر]]، وبعدها أرسله [[النبي]] {{صل}} إلى محاربة الروم في بلاد الشام شمال الجزيرة العربية على رأس جيش تعداده ثلاثة آلاف مقاتل، ثم أوصى النبي الجيش أن يلتزموا تحت إمرة [[جعفر بن أبي طالب|جعفر]] فإذا مات أو استشهد فالقائد من بعده [[زيد بن حارثة]]، فأن استشهد فالقائد من بعده [[عبدالله بن رواحة]].<ref>أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص6.</ref> وقد استشهد الثلاثة في هذا المعركة الواحد تلو الآخر، وحمل الراية بعد ذلك [[خالد بن الوليد]]، وانسحب بالجيش إلى [[المدينة المنورة|المدينة]]. ونقل الطبري أن [[النبي]] {{صل}} أوصى أولاً [[زيد بن حارثة|لزيد بن حارثة]] ثم إلى [[جعفر بن أبي طالب]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص321.</ref> | ||
==شهادته== | ==شهادته== |
مراجعة ١٩:٠٤، ٤ أكتوبر ٢٠١٧
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، المشهور بجعفر الطيار، وذي الجناحين، ابن عم النبي ، والأخ الأكبر للإمام علي
، وأحد صحابة رسول الله
المشهورين، كان له منزلة عظيمة عند رسول الله
، وقد كان قائد المجموعة التي هاجرت إلى الحبشة من المسلمين الأوائل، كما أنه بقي هو وأصحابه في الحبشة حتى هاجر النبي
إلى المدينة المنورة، وعند عودته إلى المدينة علمه النبي
صلاة عرفت فيما بعد باسمه، أي صلاة جعفر الطيار.
أمره رسول الله بقيادة الجيش الإسلامي في معركة مؤته مع الروم، وكانت شهادته في هذه المعركة، دفن في أرض المعركة، وله مزار في محافظة أربد الأردنية.
ولادته ونسبه
المشهور أنّ جعفر الطيّار ولد قبل البعثة النبوية بعشرين سنة، وهو من قبيلة بني هاشم القرشية. وأبوه أبو طالب من كبار قريش وساداتها. وأمّه فاطمة بنت أسد، وهو الولد الثالث لأبي طالب ، ويأتي تسلسله بعد طالب وعقيل أبناء أبي طالب. وأصغر منه الإمام علي
.
كناه وألقابه
يُكنى جعفر الطيار بأبي عبدالله، لأنّ ابنه الكبير كان اسمه عبدالله.[١] ومن كناه الأخرى أبو المساكين، والسبب لشهرته بهذه الكنية عطفه على الفقراء والمساكين، والإحسان إليهم.[٢] كما لُقِّب بالطيار وذي الجناحين، لأنه قطعت يداه في أرض المعركة قبل أن يستشهد.
وينقل عن الإمام الباقر أنه قال بحق جعفر: إن الله أبعد جعفر عن أربعة خصال في أيام الجاهلية، قيل وما هي؟ فقال: عدم شرب الخمر، ولم يقل الكذب، والإبتعاد عن الفحشاء، ولم يعبد الأصنام.[٣]
زوجته وأولاده
أسماء بنت عميس هي زوجة جعفر بن أبي طالب، وقد ولدت له ثمانية أولاد: أبرزهم عبدالله وعون، ومحمد، وأحمد.[٤]
كفالته من قبل عمه
لما أَلَمَّ الفقر وضاق العيش بأبي طالب إلى الحد الذي لم يستطع معه أن يُعيل أبنائه، قدّم له أخوته المساعدة من خلال تكفّل أولاده بدلاً عنه، وكان من نصيب العباس بن عبد المطلب أن تكفل جعفراً، وبقي جعفر في بيت العباس مذ هو صغير إلى أن دخل في الإسلام.[٥]
إسلامه
كان جعفر بن أبي طالب ثاني النّاس إسلاماً بعد الإمام علي، حيث كان الإمام علي
يصلي خلف النبي
لوحده، وفي إحدى المرات كان النبي
والإمام علي
يُصليان، وقد مرّ بهما أبوطالب وابنه جعفر، فقال أبو طالب لجعفر: صلِ جُناح ابن عمك، فالتحق بالصلاة خلف النبي
منذ ذلك الحين.
مقامه ومنزلته
له منزلة رفيعة عند النبي وكان يعتمد عليه حتى جعله قائداً على ثلاثة آلاف من المجاهدين المسلمين، وبعد أن استُشهِدَ في المعركة قال النبي
في حقه: أنّ لجعفر جناحين في الجنّة يطير بهما عوضاً عن يديه اللتين قطعتا في المعركة.
كما أنّه قائد الجماعة المسلمة التي هاجرت إلى الحبشة في أول الهجرة، حيث هاجروا إلى الحبشة ومن الحبشة إلى المدينة المنورة. كما إنه ثاني من آمن من الرجال بعد الإمام علي ، كل هذا وغيرها من مشاركاته في نصرة الإسلام تكشف المقام السامي لهذا الرجل.
صفاته
يقول أبو نعيم الأصفهاني عنه: إنسان خطيب وسخي، شجاع وعارف.[٦] أما ابن قدامة فيقول عنه: إنه كان متواضع[٧]، ويقول الذهبي بحقه:جعفر بن أبي طالب كبير الشأن، سيد الشهداء والمجاهدين.[٨]
مصداق لبعض الآيات القرآنية
لقد نزلت بعض الآيات القرآنية بجعفر بن أبي طالب، فقد جاء عن الإمام الباقر : أن المراد من قوله تعالى:﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ هم علي والحمزة وجعفر.[٩]
قائد المهاجرين إلى الحبشة
في السنة الخامسة من البعثة النبوية المباركة ازداد أذى قريش للمسلمين، عندها أمر النبي مجموعة من المسلمين بالخروج من مكة حفاظاً على حياتهم، فخرجت جماعة منهم مهاجرين إلى الحبشة، وقال لهم: أن فيها ملك صالح لا يُظلم عنده أحد.[١٠]
وكان عدد المهاجرين 82 رجلاً ماعدا النساء والأطفال.[١١] وكان قائد المهاجرين جعفر بن أبي طالب.[١٢]
وقد حماهم النجاشي، ورفض أن يسلمهم إلى قريش، وعاشوا في الحبشة آمنين مطمئنين حتى هاجر النبي إلى المدينة المنورة حيث هاجروا بعد ذلك خلفه.
قائد جيش المسلمين

عاد جعفر بن أبي طالب إلى المدينة المنورة من الحبشة بعد فتح خيبر، وبعدها أرسله النبي إلى محاربة الروم في بلاد الشام شمال الجزيرة العربية على رأس جيش تعداده ثلاثة آلاف مقاتل، ثم أوصى النبي الجيش أن يلتزموا تحت إمرة جعفر فإذا مات أو استشهد فالقائد من بعده زيد بن حارثة، فأن استشهد فالقائد من بعده عبدالله بن رواحة.[١٣] وقد استشهد الثلاثة في هذا المعركة الواحد تلو الآخر، وحمل الراية بعد ذلك خالد بن الوليد، وانسحب بالجيش إلى المدينة. ونقل الطبري أن النبي
أوصى أولاً لزيد بن حارثة ثم إلى جعفر بن أبي طالب.[١٤]
شهادته
استشهد جعفر الطيار في معركة مؤته في شهر جمادي الأولى من السنة الثامنة للهجرة النبوية.[١٥] وقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني: أن جعفر الطيار أول شهيد من أبناء أبي طالب في كتابه مقاتل الطالبيين.[١٦]
ويقول الطبري عن شهادته: بعد أن استشهد زيد بن حارثة أخذ جعفر بن أبي طالب الراية وبدأ يقاتل، ولما رأى جنود الأعداء قد أحاطوا به من كل مكان نزل من فرسه، ثم بدأ يقاتل راجلا حتى قطعت يداه، فسقط شهيدا في أرض المعركة.[١٧]
وعلى القول المشهور فإن جعفر حين شهادته كان في سن الحادية والأربعين، وهو عاشر شخص ينال الشهادة في هذه المعركة. ويذكر الشيخ الصدوق: حين وصل نبأ شهادة جعفر إلى النبي (ص)، دخل على عائلة جعفر، وبدأ يبكي بكاءاً شديداً.[١٨] وأخذ أولاده ووضعهما في حجره،[١٩] وقد رثاه كعب بن مالك الأنصاري بشعره، وكذلك أسماء بنت عميس زوجة جعفر.[٢٠]
مدفنه
دفن جعفر الطيار ومن معه من شهداء مؤته في منطقة قريبة من أرض المعركة , وهي اليوم محافظة أربد الأردنية، وله مزار كبير في تلك المنطقة يفد اليه الزائرون من مختلف البقاع الإسلامية.
الهوامش
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص3.
- ↑ ابن حجر، الإصابة في معرفة الصحابة، ج7، ص309.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص558.
- ↑ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص36. ابن حجر، الإصابة في معرفة الصحابة، ج1، ص325.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص162. الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص52.
- ↑ أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء، ج1، ص114.
- ↑ العكبري، التبيين، ص 115.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج1، ص206.
- ↑ القمي، التفسير، ج2، ص84.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص412.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص412.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص323. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج4، ص34.
- ↑ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص6.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص321.
- ↑ أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين،ج4،ص:118
- ↑ مقاتل الطالبيين، ص:3
- ↑ تاريخ الطبري، ج2، ص:321
- ↑ من لا يحضره الفقيه، ج1، ص:177
- ↑ مغازي الواقدي، ج2، ص:766
- ↑ مقاتل الطالبيين، ص:8 و9
المصادر
- أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين،النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1385ه.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في معرفة الصحابة، دار الكتب العلمية، بيروت 1415ه.
- محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، بيروت مؤسسة الوفاء، 1403ه.
- أحمد بن عنبة، عمدة الطالب، النجف،المطبعة الحيدرية،1380ه.
- الشيخ الصدوق، علل الشرائع، النجف، المكتبة الحيدرية 1385ه.
- الذهبي، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة 1413ه.
- السيد محسن الأمين العاملي، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف.
- الواقدي،كتاب المغازي،بيروت، دار الأعلمي، 1409ه.
- علي بن إبراهيم القمي، قم، مؤسسة دار الكتاب، 1404ه.
- ابن هشام، السيرة النبوية، القاهرة، المدني 1383ه.
- الطبري، تاريخ الأمم والملوك، بيروت مؤسسة الأعلمي، 1403ه.
- الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيهه، قم جامعة المدرسين.