انتقل إلى المحتوى

آية النجوى

من ويكي شيعة
آية النجوى
عنوان الآيةآية النجوى
رقم الآية12
في سورةالمجادلة
في جزء28
رقم الصفحة532
مكان النزولالمدينة
الموضوعتقديم الصدقة قبل النجوى مع الرسولصلی الله عليه وآله وسلم
آيات ذات صلةالآية 13 من سورة المجادلة


الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


آية النَّجوَى، أو آية المناجاة، هي الآية (12) من سورة المجادلة، حيث إنها تخاطب المسلمين الأغنياء بأن يدفعوا صدقة قبل نجواهم (إِسرارُ الحديث) مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم. وطبقا لما ورد في الروايات أن لا أحد من المسلمين دفع الصدقة امتثالا لأمر الآية غير الإمام عليعليه السلام؛ ولهذا السبب وبّخ الله -سبحانه وتعالى- المسلمين في الآية التي تلتها ونسخ مضمون الآية المتقدمة (بوجوب دفع الصدقة عند النجوى مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم).

نص الآية

قال الله سبحانه في الآية 12 من سورة المجادلة:

﴿یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا نَاجَیتُمُ الرَّ‌سُولَ فَقَدِّمُوا بَینَ یدَی نَجْوَاکمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِک خَیرٌ‌ لَّکمْ وَأَطْهَرُ‌ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِیمٌ

شأن النزول

ورد في شأن نزول هذه الآية بأنّ عددا من أثرياء المسلمين في المدينة كانوا يأتون إلى النبيصلی الله عليه وآله وسلم، ويناجونه (يسرونه بالقول)، وبذلك يأخذون دور الفقراء في الكلام مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وكان هذا التصرّف يؤذي الفقراء.[١]

وكان النبيصلی الله عليه وآله وسلم ينزعج من كثرة كلامهم وإطالة جلوسهم عنده؛ ولهذا نزلت آية النجوى والتي عرفت أيضا بآية المناجاة،[٢] وأمرت هؤلاء بدفع صدقة قبل مناجاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٣] وقال بعض المفسرون أن الغاية من هؤلاء الذين كانوا يريدون مناجاة الرسولصلی الله عليه وآله وسلم هو تحقيق امتياز لأنفسهم على حساب الآخرين. وكان النبيصلی الله عليه وآله وسلم في نفس الوقت الذي كان يؤذيه، ويشق عليه تصرّف هؤلاء لم يمنعهم من الجلوس عنده ومناجاته، حتى أنّ القرآن نهاهم عن مناجاته.[٤]

لماذا دفع الصدقة قبل النجوى؟

يقول آية الله مكارم في تفسيره الأمثل، أنّ سبب وجوب الصدقة على من يريد النجوى بالنبيصلی الله عليه وآله وسلم هو أن تكون النجوى أطهر للمسلمين؛ ولأن الصدقة من جهة تعود لصاحبها بالخير والثواب وتكون وسيلة لإعانة الفقراء ومن جهة أخرى تطهّر نفوس الأغنياء من حب المال وقلوب المحتاجين من الحزن الذي اعترضهم.[٥] ورأى العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان، أنّ سبب تقديم الصدقة من قِبَل الأغنياء قبل مناجاتهم النبيصلی الله عليه وآله وسلم هو تأليف القلوب بين الأغنياء والفقراء وإزالة الشحناء فيما بينهم.[٦]

وفي الآية التالية أعفى الله -سبحانه وتعالى- الفقراء من تقديم الصدقة حتى لم يُحرموا من مناجاة الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، وطرح أسئلتهم المهمة، وطلب حوائجهم عنده. وَرَد في تفسير الأمثل أنّ نزول هذه الآية جعلت الكثير من المسلمين الذين يدّعون المحبة للنبيصلی الله عليه وآله وسلم في بوتقة الاختبار حتى يتبيّن مدى صدق حبهم إليه.[٧]

فوائد تشريع وجوب الصدقة قبل النجوى

عدّ الفخر الرازي في تفسير الكبير جملة من الفوائد في تشريع تقديم الصدقة قبل المناجاة مع الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، منها إجلال مقام الرسولصلی الله عليه وآله وسلم وإعظام المناجاة والكلام معه، وانتفاع الفقراء بالصدقة، وتكريمهم وإعلاء شأنهم، وذل الأغنياء لامتناعهم من أداء الصدقة قبل المناجاة، ومنح فرصة للنبيصلی الله عليه وآله وسلم لقضاء حوائجه الشخصية، وأداء العبادات؛ وأن يُختبر المسلمين بمال الدنيا.[٨]

نسخ حكم وجوب الصدقة قبل النجوى

إنّ آية النجوى نُسخت بالآية التي تليها (الآية 13 من سورة المجادلة). وبعد أن نزل حكم وجوب دفع الصدقة قبل النجوى مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم لم يعمل من المسلمين بالحكم غير الإمام عليعليه السلام؛[٩] كما أنه بعد أن وبّخ الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية المسلمين لامتناعهم من دفع الصدقة خوفاً من إصابتهم بالفقر، نسخ الله -جل وعلا- حكم الوجوب، ثم تاب الله عليهم لامتناعهم من الامتثال بهذا الأمر، وفي قباله أكّد على العمل بالواجبات وترك المحرمات وإطاعة الله ورسوله.[١٠]

رأى بعض المفسرين أنّ الحكم الذي في الآية كان مؤقتا منذ بداية نزولها؛ لأنه كان اختبارا للمسلمين ومع انتهاء الاختبار نُسخت الآية، مع ملاحظة أنّ استمرار وجوب دفع الصدقة قبل النجوى مع الرسولصلی الله عليه وآله وسلم يستوجب الوقوع في مشكلات في المجتمع الإسلامي؛ لأنّه كانت تحدث جملة قضايا ضرورية، ويلزم معها أن يطّلع عليها شخص النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وإذا استمر حكم وجوب الصدقة لكانت تلك الضرورات في مهب الضياع، ويعود بالضرر على بعض أفراد المجتمع الإسلامي أو على المجتمع ككل.[١١]

عليعليه السلام الوحيد الذي عمل بمضمون الآية

بناء على ما نقله فضل بن حسن الطبرسي إنّ أكثر المفسرين من الشيعة وأهل السنة ذهبوا إلى أنّ الشخص الوحيد الذي عمل بمضمون آية النجوى هو الإمام عليعليه السلام.[١٢] وورد في رواية عن الإمام عليعليه السلام أنّ هناك آية لم يعمل بها قبلي ومن بعدي وكذا لا يعمل بها في المستقبل، كان لدي دينار واحد استبدلته بعشرة دراهم، وكلما أردت أن أناجي الرسولصلی الله عليه وآله وسلم تصدّقت درهما قبل مناجاتي إياه.[١٣]

الهوامش

  1. الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 189.
  2. العلامة الحلي، نهج الحق، ص 182-183؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 35، ص 376؛ ميبدي، كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج 10، ص 20-21.
  3. واحدي، أسباب النزول، ص 220-221.
  4. الآلوسي، روح المعاني، ج 14، ص 224.
  5. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 23، ص 448.
  6. الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 189.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 23، ص 448.
  8. فخر الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 495.
  9. السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 185.
  10. الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 189-190.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 23، ص 452.
  12. الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 380.
  13. فخر الرازي، التفسير الكبير، ج 29، ص 495.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت، دار الكتب العمية، 1415 هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، قم، المكتبة العامة لآية الله المرعشي الجفي (ره)، 1404 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
  • الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، 1372 هـ ش.
  • العلامة الحلّي، حسن بن يوسف، نهج الحق وكشف الصدق، قم، دار الهجرة، 1407 هـ.
  • فخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، التفسير الأمثل في كتاب الله المنزل، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1371 هـ ش.
  • ميبدي، أحمد بن محمد، كشف الأسرار وعدة الأبرار، به اهتمام علي أصغر حكمت، طهران، أمير كبير، 1371 هـ ش.
  • واحدي، علي بن أحمد، أسباب النزول، ترجمة ذكاوتي، قراغزلو، علي رضا، طهران، دار نشر ني، 1383 هـ ش.ذ