سورة الفتح، هي السورة الثامنة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن قصة صلح الحديبية الواقعة في السنة السادسة من الهجرة، وما وقع حولها من الوقائع، كبيعة الشجرة، وبيان ما اِمتنَّ الله تعالى على رسوله بما رزقه من الفتح المبين وعلى المؤمنين ممن معه، والوعد الجميل للذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات.
سورة الفتح | |
---|---|
رقم السورة | 48 |
الجزء | 26 |
النزول | |
ترتیب النزول | 112 |
مكية/مدنية | مدنية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 29 |
عدد الكلمات | 560 |
عدد الحروف | 2509 |
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (18): ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُويَ عن النبي : من قرأ سورة الفتح كأنما كان ممن شهد مع محمدٍ فتح مكة.
تسميتها وآياتها
سُميت السورة بالفتح؛ لأنّ مطلعها البشرى العظيمة بالفتح المبين، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾،[١] وآياتها (29)، تتألف من (590) كلمة في (2509) حرف،[٢] وتُعتبر هذه السورة من سور الممتحنات.[٣]
ترتيب نزولها
سورة الفتح من السور المدنية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (112)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (48) من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (السَّكِينَةَ): السكون والطمأنينة والثبات.
- (مَعْكُوفًا): محبوساً ومنه الاعتكاف.
- (مَحِلَّهُ): يصل إلى المكان الذي يُذبح فيه.
محتواها
مضامين آيات السورة تتحدث عن قصة صلح الحديبية الواقعة في السنة السادسة من الهجرة، وما وقع حولها من الوقائع، كقصة تخلّف الأعراب وصد المشركين، وبيعة الشجرة، فغرض السورة بيان ما امتنَّ الله تعالى على رسوله بما رزقه من الفتح المبين في هذه السفرة، وعلى المؤمنين ممن معه، ومدحهم البالغ، والوعد الجميل للذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات.[٧]
معنى الفتح
للفتح معانٍ عديدة، لكن المراد به هنا هو النصر؛ لأنه أول ما يتبادر إلى الأفهام؛ ولأنّ النبي قال: نزلت عليَّ آية هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، ثم تلا: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾، وعليه يكون المعنى: إنّا نصرناك يا محمد نصراً ظاهراً.[٨] واختلف المفسرون في نوع هذا النصر في عدّة وجوه:
- الأول: المراد به فتح مكة.[٩]
- الثاني: المراد به صلح الحديبية، وكان فتحاً بغير قتال.[١٠]
- الثالث: المراد به فتح خيبر.[١١]
- الرابع: المراد به الظفر على الأعداء كلهم بالحُجج والمعجزات الظاهرة وإعلاء كلمة الإسلام.[١٢]
- الخامس: المراد به انتصار الإمام المهدي في آخر الزمان عندما ينشر العدل بين الخلق.[١٣]
آياتها المشهورة
البيعة
قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾،[١٤] جاء في كتب التفسير: رضا الله سبحانه يعني إرادته لتعظيمهم ولإثابتهم، وهذا إخبار منه تعالى أنه رضيَ عن المؤمنين إذ بايعوا النبي في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة.[١٥]
شأن نزول الآية (18)
دعا رسول الله عثمان، فأرسله إلى أبي سفيان وأشراف قريش يُخبرهم أنه لم يأتِ لحربٍ وإنما جاء زائراً لهذا البيت مُعظّماً لحرمته، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ ذلك رسول الله والمسلمين أنّ عثمان قد قُتل، فقال : لا نبرح حتى نُناجز القوم، ودعا الناس إلى البيعة، فقام رسول الله إلى الشجرة واستند إليها وبايع الناس على أن يُقاتلوا المشركين ولا يفرّوا، فنزلت آية البيعة.[١٦]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءة سورة الفتح، منها:
- عن النبي : «من قرأ سورة الفتح كأنما كان ممن شهد مع محمدٍ فتح مكة».[١٧]
- عن الإمام الصادق : «حصّنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾، فإنه إذا كان ممن يُدمِن قراءتها ناداه مناديٍ يوم القيامة: أنت من عبادي المخلصين، ألحقوه بالصالحين من عبادي، فاسكنوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور».[١٨]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن رسول الله : «من كتبها وجعلها في فراشه أَمِنَ من اللصوص، ومن كتبها وشربها بماء زمزم كان عند الناس مسموع القول، وكل شيءٍ سمعه حفظه».[١٩]
قبلها سورة محمد |
سورة الفتح |
بعدها سورة الحجرات |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 8.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1251.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 544؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 67.
- ↑ معرفة، علوم قرآن، ج 2، ص 166.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 20-47.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 225-226.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 82.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 231.
- ↑ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 67.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 52.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 273.
- ↑ المفيد، الأمالي، ص 289 - 290.
- ↑ الفتح: 18.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 288.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 269؛ الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 362-363.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1518.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 377.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 61.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق وتصحيح: حسين استاد ولي - علي أكبر الغفاري، قم-إيران، مؤتمر الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- معرفة، محمد هادي، تدريس العلوم القرآنية، ترجمة: أبو محمد فقيلي، دار نشر الدعاية الإسلامية ، 1371 ش.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
وصلات خارجية